المدنيين طعام رخيص لإطماع الإرهاب الديني السياسي في الشرق الأوسط

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

في حرب المتطرفين الشيعة مع إسرائيل وضع حزب الله ودولة الخميني المدنيين في وجه النار، قصفوا إسرائيل بالصواريخ التي تحدث منظر شكلي دون أي قوة تدميريه تذكر بل هدفها المظهرية وقتل المدنيين، وكان القصف عشوائي يستهدف عن عمد المدنيين وليست المنشآت العسكرية الإسرائيلية. وبكوا و أقاموا الدنيا وأقعدوها عندما ردت إسرائيل عسكريا بضرب قواعد أطلاق الصواريخ و التي خبائها جيدا حزب الله في قلب ألاماكن المكتظة بالمدنيين.

ولم تستكفي إيران بتمويل حزب الله بالصواريخ بل شحنت الصواريخ مخبئه في بطن الطائرات المدنية الإيرانية. بل هبطت تلك الطائرات في وسط وقلب العاصمة السورية وحولها الطائرات المدنية التي تحمل الأبرياء من المدنيين. هل هذا من الخبث و الخدعة أم أنه من الخسة و الاعتراف بعجزهم عن مواجهة إسرائيل رجلا لرجل. وهذا يمثل اعتداء صريح علي حرمة الأراضي اللبنانية وبدون علم الحكومة الشرعية اللبنانية. بل تعمدت إيران الشيعية وسوريا العلوية أن يتخطوا الحكومة اللبنانية لكي يسقطونها ويعاد فتح ملف أتفاق الطائف لكي يتغير الدستور اللبناني للمرة الأخيرة ويخرج المسيحيين من حكم دولتهم التي باتت مسروقة أمام أعين العالم أجمع . ومن كان متمسك بالبقاء في لبنان من المسيحيين كانت هذه الحرب الأخيرة بمثابة الدافع و السبب الأخير في الهجرة النهائية منها. وضربت الشيعة السُنة اللبنانية بقتل الحريري وضربوا المسيحيين بكسر أنف الحكومة الشرعية وتثبيت هيمنة الشيعة علي مقدرات لبنان.

الغريب في الأمر أن حزب الله تعهد بإصلاح المنشآت التي ضربت بسبب اختبائهم فيها وبدون أي خجل يقولون أنهم لا ينتظرون من الدولة اللبنانية ان تصلح ما خربته الحرب ؟

هل يستطيع حزب الله أن يعيد أب لطفل يتيم قتل أبوه بسبب خسة وجبن رجال حزب الله ؟ هل يستطيع الملة حسن نصرا لله أن يعيد أسر أبيدت بالكامل بسبب تلك الحرب الغبية و التي لا تعني شيئا ولم تثبت شيئا ؟ هل يستطيع أن يعيد حسن نصرا لله ما تهدم في نفوس الأطفال و الشباب و الأمهات بسبب فقدانهم لمدنهم ؟

هل استفادت إسرائيل من تركها لحزب الله يعيث فسادا في جنوب لبنان بعد أن خانت معاهدتها مع جيش جنوب لبنان الوطني وتركنهم دون حماية او تمويل .

أعتقد أنها ذاقت خلال الخمس أسابيع الماضية درس لن تنساه، وأين تلك الصواريخ المضادة للصواريخ التي أزعجتنا إسرائيل بها خلال حرب الخليج (عاصفة الصحراء) في أوائل التسعينات ؟ هل تعمدت إسرائيل أن تسمح لصواريخ حزب الله أن تقتل مواطنيها في الشمال كي تثبت للعالم أن قتل المدنيين في لبنان كان سببا في إخفاقها في صد صواريخ حزب الله القوي ؟

ضمائر السياسيين العفنة في تلك المنطقة المنكوبة يكاد يزكم أنوف العالم، يضحون بأموال الشعوب وهي ارخص ما في الأمر ويذبحون الشعوب علي مذبح الإرهاب الديني. يقدمون المدنيين ذبيحة علي محراب إبليس الذي هو القوة المسيطرة عليهم جميعا.

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل