أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - موقع جدلية يحاور إبراهيم اليوسف















المزيد.....



موقع جدلية يحاور إبراهيم اليوسف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 16:07
المحور: الادب والفن
    


موقع جدلية وحوار مع إبراهيم اليوسف حول روايته جرس إنذار





[عمل إبراهيم اليوسف صحفيًا في عدد من الصحف العربية، كما أنه عضو سابق في هيئة تحرير مجلة "أوراق"، التي شغل منصب رئيس تحريرها الكاتب السوري الراحل صادق جلال العظم. صدرت لليوسف عشر مجموعات شعرية، منها "للعشق، للقبرات والمسافة"، و"عويل رسول الممالك". كما ألف اليوسف مجموعة قصصية حملت عنوان "شجرة الكينا بخير"، وروايتي "شارع الحرية" و"شنكالنامة"].




جدلية (ج): كيف ولدت فكرة النص؟ ما هي منابعه وروافده، ومراحل تطوّره؟

إبراهيم اليوسف (إ. ي.): عشنا حالة من الهلع الكوني التي أدخلت هاجس الرعب في كل قارة من العالم. كل بلد. كل مدينة. كل حي. كل قرية. كل شارع. كل بيت. كل فرد، ما جعلنا أمام عودة للبشرية إلى حالة جديدة، وتقاليد جديدة، في عصر الكمامة والقفازين وأدوات التعقيم ومقويات المناعة ووصفات المهرجين والمشعوذين. وإذا كان هذا بعض من ملامح الحياة الكونية الجديدة فإن الكاتب غدا أمام واقع جديد. إذ إن هذه اللوحة الحياتية الجديدة التي عاشتها البشرية جمعاء فرضت على المبدع -أياً كان- أن يرصدها، عبر أدواته، لأنها ليست عرضية، كما قد يراها أحدنا، بل إن اللامبالاة إزاءها تدعو إلى التساؤل.
أعرف أن استجابات المبدعين، مع أي واقعة أو حدث لن تكون متشابهة، وهناك من يحتاج إلى وقت ما كي يتفاعل مع هذا الواقع الجديد، أو الحدث، وهناك من ينفعل سريعاً بهما، إذ لكل من حالتي التفاعل السريع أو المتأني، إيجابياتهما وسلبياتهما، مع اعترافي المسبق أن مغامرة تناول عالم الوباء محفوف بالكثير من التحديات، إلا إنني ممن يرون أنه لا بد للكاتب أن يقول كلمته، من دون أن يغامر بخطابه، ضمن إهاب المعادلة المتوخاة منه!
ككاتب وجدتني، منذ أول أيام العزلة الكونية أمام حياة جديدة، لم أستسغها، ولعلي لم أكن لأصمد في مواجهتها، لولا ملكتي القراءة والكتابة، إذ رحت أتابع كل ما يكتب ويقال عن كوفيد-19، حيث كان صوت العقل جد واهن أمام سيل الخرافات الهادر الذي كان يصلنا، عبر رسائل الواتساب، في أخبار وفيديوهات، ما فتح قرائح كثيرين من المشعوذين لأن يبث روح التشاؤم، أو أن يضللوا متابعيهم، عبر الحديث عن خرافات وقائية أو علاجية، ناهيك عمن سعوا لتيئيس من حولهم، مصورين أن العالم يسير نحو هاويته، وأنه آن الأوان لتعيش على سطح المعمورة كائنات أخرى، تنتظر أدوارها في الحياة، والحلول مكاننا؟!
مساهماتي اليومية على امتداد زمن ما قبل بدء عمليات اللقاح، بدت واضحة على صفحتي في فيسبوك، ناهيك عن كتابتي المقال، والنص، وما يشبه الدراسة، ليكون حصيدي بعد بضعة أشهر من الكتابة: مجموعة شعرية بعنوان "أطلس العزلة: ديوان العائلة والبيت" (2020)، وكتاب يوميات بعنوان "خارج سور الصين العظيم: من الفكاهة إلى المأساة" (2020) إلى جانب كتاب بعنوان "جماليات العزلة في أسئلة الرعب والبقاء" (2020)، ليظل إحساسي بلا جدوى كل ذلك، من دون كتابة عمل سردي، رحت أكتبه بتؤدة، بعيداً عن انفعاليات النص اليومي والاستقرائي، لأجدني راصداً أشهر القلق الستة الأولى، بينما كانت حرب كوفيد-19 تتصاعد وتيرتها، ويغدو ضحاياها على امتداد قارات العالم، كي أنهي هذا العمل، وأبقي تصوراتي عن ضالة الكون في إيجاد اللقاح مفتوحة، ولا أضيف إلى هذا العمل إلا أسماء بعض مقربيَّ من الضحايا، ممن التقطوا الفيروس، وقضوا، أو تجاوزوا الامتحان بعد دفع الضريبة، مصراً على ألا أمس هاتيك التصورات، رغم سذاجة بعض هواجسها، وعفويتها، على ضوء تسرب بعض الأخبارالجديدة، التالية، عن اللقاحات!
(ج): ما هي الثيمة/ات الرئيسية؟ ما هو العالم الذي يأخذنا إليه النص؟
(إ. ي.): بعض من قرؤوا الرواية مخطوطة في أوج حرب كورونا الكونية رأوا فيها دراما سوداء تيئيسية، كافكاوية. ربما كانت هكذا حقاً، في بعض مشاهدها كانعكاس للواقع، إلا أن ثمة ما أثاره هذا العمل السردي، كما يخيل إلي، في مطلعها: امتحان تعلق الكائن بمكانه، بالحياة، إضافة إلى أسئلة الكون الذي أعاث فيه صناع الدمار والموت المبرمج دماراً، إذ إن هذا الكوكب تخفف مما يؤذيه، على امتداد الأسابيع التي رصدتها الرواية، وهنا فإننا أمام سؤال وجودي، كينوني، من دون أن يتم نسيان مكان كتابة هذه الرواية، وامتداداته المكانية، التي تؤول إليها شخصية راوي الأحداث!
مؤكد، أن أي عمل يتماهى مع محاكاة الواقع سيكون في مواجهة تحديات معينة -رغم ما يمكن أن يلجأ إليه الروائي من تقنيات- لينتصر الخيال على الواقع، كما هو متوخى من هكذا عمل، كي يحقق شرطه الفني، بعيداً عن التقريرية، وهو ما لا أستطيع المضي أكثر في تناوله، باعتباره من مهمات: القارئ والناقد.
(ج): كتابُك الأخير رواية، هل لاختيارك جنسًا أدبيًا بذاته تأثير فيما تريد أن تقول، وما هي طبيعة هذا التأثير؟
(إ. ي.): لقد أشرت، في إطار الإجابة عن سؤال سابق إلى أنني حاولت خوض أكثر من مضمار كتابي، وأنا أعيش حالة التباعد الاجتماعي، أو الحجر العام، إلا أنني أجزمت أننا أمام حياة جديدة، لا يمكن لمجمل أدوات الكتابة المختلفة إيلاءها حقها، إذ نشرت عبر موقع أمازون طبعات هاتيك الكتب، ناهيك عن نشر أحدها -خارج سور الصين العظيم- من خلال دار نشر عربية أردنية كبيرة، بيد أن نشر الرواية، وبسبب الظروف المستجدة التي فرضتها حالة كورونا على سوق الكتب والمعارض، تأخر حتى عشية افتتاح معرض القاهرة في دورته الجديدة، ما بعد زمن كورونا، بحسب توقيت الرواية ذاتها.
وإذا كانت مجموعتي الشعرية أطلس العزلة التي تضمنت تفاصيل الأسرة الصغيرة الممتدة في ظل كورونا، وذاكرتها، قد صدرت في وقت مبكر جداً من التقويم الكوروني، فإن روايتي تم تأجيل طباعتها سنة ونصف السنة، بعد الانتهاء من كتابتها، لأقرأ أكثر من تصريح مستهتر -قبل إصدار روايتي- عما سُمي بروايات الجائحة، أو الروايات المنضوية ضمن إطار "أدب الجائحة".
في تقديري الرواية هي التي ستقدم ذاتها، وليس أنا، فها أنا أعود إليها كمجرد قارئ بعد انقطاع حبل مشيمتها عن حالتي، كما أن الوقت ما يزال مبكراً للحديث عن أصداء هذا العمل رغم احتفاء الصحافة بأخبار إصدارها، ونشر عدد من القراءات عنها.
لا أخفي عنك، أنني، وكأي كاتب، أعول على هذا العمل كثيراً، لا سيما وهو رابع أعمالي في هذا المجال، وحسبي قبل كل شيء أني استطعت أن أساهم -ومن موقعي ومنظوري- في تناول حالة دخلت تاريخ العالم، كأعظم حدث، كأعظم وباء، ولقد تناولت في مقالات ومقابلات لمَ أنَّ هذا الحدث هو الأول من نوعه على مدار التاريخ، من خلال وجهة نظري.
(ج): ما هي التحديات والصعوبات التي جابهتك أثناء الكتابة؟
(إ. ي.): كما هو معروف أن أي عمل كتابي إبداعي يتناول فضاء شاسعاً -كالذي تناولته الرواية- فإن مصاعب جمة تواجه الكاتب، لأن هذا الوباء هو فريد من نوعه، إذ رُوّج طويلاً بأنه سوف يترك هذا الكوكب الذي يستضيفنا مجرد أطلال على حيوات وحضارات بشرية منقرضة، كذلك، فإنه كانت لدى كل أسرة، ولدى كل فرد تفاصيل كثيرة عصية على التناول، أضف إلى أن غواية التفاصيل -عادة- مدخلٌ إلى تحطيم العمل الإبداعي، إذا ما غرق في محيطها النص، وهذا ما دعاني -لأول وهلة- للتفكير بالاستعانة بصديق أثق بقدراته كمحرر رغم أنني لم أستعن من قبل بأي محرر، ولعل إصراري على رؤيتي الفنية كان وراء عدم نشر إحدى رواياتي عن طريق دار عربية كبيرة، اقترحت صاحبتها علي: تبديل أسماء أبطالها الكرد بأسماء عربية، إذ قالت: لم أسماء شخصيات الرواية غير عربية؟ اتصلت بهذا الصديق الذي أبدى استعداده رغم أنه كان يعيش ظرف الانتقال من بيت أجرة إلى آخر إلا إنني كففت عن هذا التخوف، والذي ربما كان امتداداً لهلع راوي العمل إزاء الفيروس، لأعتمد على ذاتي، وتخرج الرواية في إهابها الحالي.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الإبداعية؟
(إ. ي.): يدأب الكتّاب عادة على الاحتفاء بكل جديد لهم، وإن كان هذا لا يجيء على حساب مكانة أعمالهم السابقة عليه، في نفوسهم، لتصدق مقولة التشبيه بين بني الكاتب وأعماله. من هنا، فإن هذا العمل في بدايات لحظة علاقاته بجمهرات قرائه، وفي ظل الحصار الكوفيدي الكوني الذي تمترس وراء بعض أصحاب دورالنشر لئلا يرسلوا حتى إلى بعض مؤلفي إصداراتهم ولو مجرد نسخة منها، فإن هذا العمل يفوح برائحة مكابدتي وأسرتي، وذوي، وأهلي، وجيراني، ومعارفي -كما العالم- في مواجهة الخطر المحدق بالحياة، لا سيما بعد أن بات نال الفيروس اللعين، من بعض مقربينا وأهلنا، وقضوا، ودفنوا، في ظروف جد صعبة، ورغم خيالية اللعبة التي بنيت أحداث الرواية على أساسها، فإنني لم أجد بداً من ذكر أسمائهم، ولو على نحو جد سريع، لما كان لهؤلاء من مكانة لدي، في أقل تقدير.
على هذا النحو، أستطيع تحديد موقع الكتاب في ذاتي، في تجربتي كشاهد على زمن كورونا، تاركاً تقويم مكانة القارىء ضمن مسيرتي وتجربتي إلى الآخر: القارئ، والقارئ الناقد، على حد سواء، وإن كان بين هذين القارئين تدرجات ومستويات قرائية: لصاحب كل منها ذائقته، وتقويمه!
(ج): هل هناك نصوص كانت ذات تأثير خاص، أو قرأتها أثناء إنجاز النص؟
(إ. ي.): واصلت برامجي القرائية، على نحو اعتيادي، وإن كنت سأسترجع بذاكرتي ما كتب في مجال أدب الجوائح والكوارث والأوبئة، أو ألجأ إلى إعادة قراءة أحدها أو أكثر بهدف تفكيك واستقراء اللحظة، لأتأكد أن ما جرى وما يجري مختلفان تماماً، عن المعيش. من هنا، فقد رأيتني ككاتب أمام خطر من نوع آخر، يقابله خطر حتى على المستوى الكتابي عندما أستسلم أمام سلطة الفوتوغرافية التي سعيت لتجنبها، وإن كانت أعمالي قد توهم لأول وهلة بأنني راويها ذاته!
(ج): هل تُفكّر بقارئ محدّد أثناء الكتابة، صفه لنا؟
(إ. ي.): لا كاتب إلا ويحلم أن يكون نتاجه الإبداعي مقروءاً لدى أوساط جد واسعة، أستثني هنا النص الذي يجد متعته في تعاليه على القارىء العادي، مدركاً تماماً أنني هنا أمام معادلة من النوع الصعب، إذ كيف للعمل الإبداعي أن يحقق انتشاره الأفقي والعمودي، وهنا أقصد العوام والنخبويين، في طرفي المعادلة، رغم يقيني أن بوصلة النخبوي تتأثر بمزاجه وثقافته كما القارىء ذي الإمكانات القرائية العادية.
ولأعد إلى جواب السؤال، وأحدد على ضوئه رأيي مؤكداً أنني أروم من كتابة أي عمل إقناع ذاتي به كقارىء. لعل هذا الرأي يبدو غريباً، إلا أنني أشدِّد على أمر جد مهم ألا وهو أن الكاتب الذي لا يقنع ذاته بما يكتبه فيما إذا كان يستطيع التعامل بحياد مع نصه بعد مسافة فاصلة بين زمني الكتابة والقراءة التقويمية، إذ إنني ركنت بعض كتابتي بعيداً عن النشر، لأعود إليها في يوم ما أو أهملها، نهائياً، وإن كنت قد اكتشفت في بعض الأحيان عدم دقتي في الحكم، وذلك عندما أكون أسيرالانبهار به!
(ج): ما هو مشروعك القادم؟
(إ. ي.): لدي أكثر من مخطوط، وفي أكثر من مجال كتابي، أفكر بطباعته، كما أن بين يدي عملاً سردياً، في إطار تناول سطوة التحولات التاريخية على رؤى وفكر الإنتلجنسيا، وهو ما تناولته من قبل في أكثر من كتاب مقالي، مطبوع، إلا أن بطل العمل شخص ذو ملامح تكاد تحيل إلى كثيرين واكبناهم في أكثر من محطة زمنية، من دون أن يتحول محور رؤاهم. رسم ملامح الشخصية، لما يزل في المختبر، لذلك فإنني لا يمكن أن أمضي أبعد أكثر من هذا التنظير الأولي له!



مقتطف من الرواية


لم أفتح عينيّ إلا للتو إنهما مفتوحتان الآن، تمامًا أتذكَّر كلَّ شيء كنت أمس، وقبل أن أنام، في البيت، ما الذي أراه، إذًا؟! أجل، لقد نمت في بيتي وعلى سريري، ما الذي حدث؟ آخر ما أتذكره أنني كنت قد أجلت رحلة سفري إلى دولة الإمارات، للمشاركة في معرض -أبو ظبي الدولي للكتاب- لماذا ليس معرض: أبي ظبي؟ ثمة تخريج لغوي، اطمأننت إليه، إذ يعتبر جزءا الاسم المركَّب كلمة واحدة، غيرمجزأة! محاضرتي كانت غريبة من نوعها، لكنني اخترتها، بدراية، ودقة فهي مناسبة جدًا لهذه اللحظات التي نمرُّ بها، بعد أن تبدل كل شيء من حولنا على الكاتب أن يتعايش، ويتفاعل مع لحظته الزمانية، ويكون لسان اللحظة الراهنة اللحظة التي هو ليس إلا شاهدًا عليها. كانت أمامي خيارات كثيرة، إلا إن هذا العنوان أنا من اخترته!.
ليس معقولًا ما أراه! لا بدَّ أنه مجرَّد كابوس، فحسب!. الموتى لا يغادرون مقابرهم حاولت أن "أفرك" عيني، ولكن بلا جدوى؟ أحسست بألم كبير في ظهري. ألمٌ في أنفي ألمٌ في يدي. في رجلي. في رأسي، إذًا لأتقلب على جانبي الأيمن، لكنني لا أدري ما الذي يجري لي، تحديدًا؟ ما من حبال أو سلاسل تربطني، أو تكبلني كلُّ شيء على مايرام، ما حدث أنني كنت نائمًا، وها أنا أستيقظ!
أنظر في ساعة الحائط مليًا:
ما الذي يجري؟ - إنها ساعة بيتنا في قامشلي، ذاتها، لكنني لست هناك؟ ثمة ما هو مختلف، يبدو بعض من غطاء السرير الذي تقع عليه عيناي، وتكادان ألا تتعدياه: أبيض أو يعقل أن غطاء سريري تبدَّل؟أعرف الأغطية التي أتدثر بها، يبدو أنني نمت مدثَّرًا بغطائي القديم، إلا أن زوجتي فاجأتني بأن بدلت غطائي بآخر!
بتُّ أشعر بالبرد. بردٌ يزداد تدريجيًا، بردٌ ماعدت أطيقه، أسناني تصطكُّ. برد مجهول المصدر، كما ميكروب كوفيد التاسع عشر برد قاس، وقارص، وقارض،لا أدري ما سببه؟ إنني أرتعش! أرتعش! أرتعش لم يحدث لي ذات مرة وأنا مغطَّى، ما يحدث الآن. لم يحدث لي ذات مرة أن شعرت بالبرد، هكذا بلى، كان ذلك يحدث أثناء المرض تبًا للمرض! كانت أمي تقول: المرض هدية الله إلى الأخيار. عندما كنت طفلًا أتذكَّر أنه حدث لي وأنا أرتجف ذات يوم صيفي حار تحت اللحاف الصوفي أمي قالت لجارتنا: إنه يعاني من الحمَّى الباردة! مازلت لم أفهم ماذا كانت تعني؟ هل حقًا هنالك حمى باردة؟
ما هذا ؟ لا أحد يسمعني أو يجيبني: ثمة أطياف تتراءى أمام عيني تتقدم نحوي ولاتصل: من بينها جارنا الهندوسي جارتنا الإيرانية. الرائحة الواخزة تزكم أنفي أين أنا الآن؟
الأنثى هي وطن الدفء أحاول أن أستعرض شريط الإناث في حياتي، منذ ولدت وإلى الآن، لعلي أطرد هذا البرد عقارب الساعة تدور لا، لا إنها لا تدور والبرد يتفاقم. يزداد!
ليس معقولًا ما أراه! لا بدَّ أنه مجرَّد كابوس، فحسب!. الموتى لا يغادرون مقابرهم حاولت أن "أفرك" عيني، ولكن بلا جدوى؟ أحسست بألم كبير في ظهري. ألمٌ في أنفي ألمٌ في يدي. في رجلي. في رأسي، إذًا لأتقلب على جانبي الأيمن، لكنني لا أدري ما الذي يجري لي، تحديدًا؟ ما من حبال أو سلاسل تربطني، أو تكبلني كلُّ شيء على مايرام، ما حدث أنني كنت نائمًا، وها أنا أستيقظ!
يا إلهي ما هذا؟
أالتقطت الفيروس؟
قالت لي مهاباد:
من أخذ لقاح الكوليرا في الوطن لن يؤذيه فيروس كوفيد-19
لطالما كنت أطمئن نفسي بهذه العبارة
لا لقد كنت من أوائل الذين حصلوا على المصل المضاد لكوفيد. كثيرون كانوا يخافون:
قلت لأكن في مقدمة المغامرين!
أرتعش كطائر منتوف في يوم شتويٍّ ماطرٍ أحيانًا أشعر أن أحدهم قد أشغل مكيف الهواء الزَّمهريري بدلًا عن" الشوفاج" آه، كانت المكيفات في البلد، قبل أن تمضي بي عربة الهجرة، أفضل، فقد كانت تقوم بمهمتي التبريد والتدفئة في آن واحد. في الإمارات التي انتقلت إليها، من قامشلي، قبل أن آتي إلى أوربا إلى ألمانيا، وأختار هذه المدينة: إيسن، اختلف علينا الأمر، فقد كانت هناك مكيفات توزّع الهواء البارد كنت أقول مداعبًا من حولي في دولة الإمارات: المكيِّف هنا مذكَّر، وكان في بلدنا خنثى، ولم أدرِ أن الأيام ستقودني يومًا ما إلى بلد فيه مكيف مؤنث ينشرالدفء؟
أرى كل شيء حولي: تلك هي ساعة البيت، لكن ما الذي حدث لجدار البيت، لم يكن طلاؤه هكذا! الطلاء هنا أميل إلى الصّفرة، إلا إن طلاء بيتنا أبيض كما الثلج. هكذا اختار هذا اللون، منذ أن فتحت عيني على هذا العالم بيت الطفولة الذي تربيت فيه كان كذلك، لطالما كانت "آلا" تقول لي: ليتك لوَّنت جدران بيتكم بالطلاء الزَّهري!
كنتُ أردُّ عليها: الطلاء الأبيض أحد ملامح أيِّ بيت أعيش فيه.
كانت تمتعض، وهي تزورني في البيت. أثق بها، فقد كانت فنانة تشكيلية بارعة، وما إن كنت أعترض على ملاحظة لها تتعلق بلون ملابسي، أو باب البيت، أوتصميم مكتبة البيت حتى أشعر بارتباك داخليٍّ لا بدَّ منه، فأنا لا أستطيع التخلي عن عالمي الأثير، وأجد صعوبة كبيرة عندما أرتدي بنطالًا بلون غير مرغوب به، إذ أشعر بي أسير عاريًا في الشارع، وأن كل من ينظر إلى إنما يتهكم، ويسخر.
حاولت أن أدير ظهري قليلًا لما يستولي على ناظري، لكن لا شيءَ أمام عيني إلا هذه المساحة. جدار بحدود أربعة أمتار علوًا، وأربعة أمتار طولًا، وثلاثة أمتار عرضًا ما هذا؟ أأنا في تابوت؟ لكن متى كانوا يضعون ساعة جدارية داخل تابوت ميت؟
بردٌ ثمة برد رهيب لا أطيقه. لعلي حقًا في ثلاجة، وقد تكون ثلاجة موتى وإلا فأنا لم أواجه يومًا ما بردًا وأنا في سريري، أحاول أن أمعن النظر إلى السرير، بعد أن كانت نظراتي موزعة بين السرير والجدار المقابل، وأجزاء من الجدارين المحيطين بي، على يميني وعلى يساري، من دون أن أستطيع النظر إلى الجدار الخلفي نصف الغرفة وحده يبدو أمام عيني، أو يعقل أن جهاز تكييف بارد وضع خلفي. البرد يتغلغل في كل جسدي في كل مسام. في كل خلية:
لا شكَّ أن البرد هو الذي جمَّدَ في فمي الكلام!
لوأنّ مهاباد، ظهرت، فجأة، لسألتها!
لدى مهاباد مجرَّد شحنة للطمأنينة، أما "آلا" فهي خبيرة في عالم الجراثيم والفيروسات!
عندما كنت طفلًا، وأخرج في أيام الثلج والصقيع والمطر والرِّياح إلى بيادرالقرية لأصطاد العصافير. حدث مرات عديدة، أن تجمَّد بولي بعد دقائق قليلة. بعد أن كبرت، قرأت، ذات مرة، أنه في الأسكيمو يتجمَّد البول فور نزوله مشكلًا قوسًا عالقًا في الهواء، بل إن على الناس في الأماكن القطبية أو مثيلاتها ألا يحكُّوا أعضاءهم المكشوفة المتجمِّدة خشية أن تتساقط.
قلت لأحدهم: أتخاف على عضوك الذكريِّ من السقوط إذا بلت في ذلك المكان. ضحكنا كثيرًا.
أمِّي كانت تقول وهي تحاول منعي من الخروج في هكذا أيام:
ستتهاوى يداك من البرد. ستتهاوى آذناك. أنفك. لا تخرج!
إلا إنني كنت أتسلل خارج البيت. أمضي إلى تلَّة القرية، بعد أن وزعناها علينا أنا وخضر وسيف الدين وإبراهيم والمحمدان: محمد الصغير ومحمد الكبير، أما القضايا الخلافية مع أطفال القرى المجاورة، ولاسيما البشيرية فلها وضع آخر، إذ لم يكن بيننا أي اتفاق، ويقال: إنني من كنت أرتكب التجاوزات على أطيارهم أرضًا وجوًا.
لا تصطد عصفورًا من ضمن حدودي!
كان أحدنا يقولها للآخر.
أحيانًا، عندما كنت أخرج في أيام الزَّمهرير وحدي، كنت أنصب فخاخي في البقع المخصصة لأقراني، وما إن كانوا يقتربون مني حتى كنت أغيرموقع فخاخي ضمن حدودي، فقد اتفقنا أنه يحق لأيٍّ منا أن ينصب فخاخه في المساحات المخصصة للآخرين في غيابهم!
أجمل ميثاق بينكم!
كان رجال القرية يقولونها لنا وهم يضحكون من عقولنا الصغيرة.
ليتكم تتفقون مع أبناء قرية البشيرية. كانوا يقولونها لأنهم الأكثرتماسًا وموطن اختلاف!
لم أرد أن أكون في هذا المكان، لقد قلت لهم ذلك، مرات، إذا حدث لي طارئ ما، واشتدَّ عليَّ المرض، دعوني في بيتي! إن أمت في بيتي خيرٌ لي من أن تجرى علي اختبارات الأدوية، أو أن يتمَّ خنقي، أو اختناقي وأنا تحت رحمة جهاز التنفس. لقد قرأت الكثير عن هذا الجهاز. جهاز الموت أو الحياة. هذه الأجهزة غير متوافرة في بلدان كثيرة من العالم.، بالشكل اللازم. أعداد المرضى أكبر من أعداد هذه الأجهزة، لا أحد كان يتوقع في يوم ما أن يغدو سكان العالم كله مشاريع مرضى، أو مرضى. هذا ما يحدث أول مرة في التاريخ. رحت أستعرض وجوه أهلي، لا أدري كم هو الوقت الآن. ثمة ساعة معلَّقة على الجدار. إنها تشبه ساعة بيتي في قامشلي، تمامًا. هل جاء بها أحد من هناك؟ أي تشابه هذا. آثار أصابعي عليها. إنها ذاتها، جلت، وسحت في أماكن كثيرة من العالم إلا إنني لم أر ساعة مثلها!
أحمد سيد إسماعيل.
طلب بعض أطبائه في أحد مستشفيات بلجيكا رفع جهاز التنفس الذي كان يستعين به، وأن يلقوا عليه النظرة الأخيرة، وما إن ناداه طفله الصغير سليم:
قم يا بابا
حتى بدأت الروح تعود إليه قبل أن تغيب بعد أسابيع!
تم ذلك بفضل دعواتنا!
إنه الطفل المسيح!
هلا قال لي أحد قم!
هيمن علي الحزن والتوتر أيامًا عديدة بسببه، كما كل مقرب أعرفه غدا بين فكي كورونا، إلى أن تماثل للشفاء، في معجزة إلهية!
أحاول أن ألتفت إلى اليمين، إلى الشمال، ولكن لا حركة. المساحة الجدارية التي أراها هي ذاتها جدار كامل، ونصف غرفة، وسقف عال. لا لست في البيت ليس بيتي الذي وجدتني فيه فتى مراهقًا، وشابًا، ورجلًا أربعينيًا، ولا هو بيتي الذي أقيم فيه منذ سبع سنوات "لكن من أتى بالساعة إلى هنا؟" أحاول أن أفتح فمي، لأنادي زوجتي أولادي بناتي، غير أني لا أفلح؟ أحاول تحريك إحدى يديَّ لألمس وجهي. فمي، أحاول تحريك الأخرى، لكن، لاجدوى، أيضًا! هل لديَّ يدان، أصلًا؟. يداي مشلولتان، هل إنَّهما بترتا في حادث سير؟ أم إنهما قطعتا لأنني سرقت؟ أنا لست في بلد تطبق فيه الشريعة وتقطع فيه يدا السارق أو السارقة. في طفولتي كان جسدي كله يقشعرُّ وأنا أسمع من أي رجل دين. من أبي عن هذه العقوبة المرعبة. ذات مرة سألت أبي: وماذا عن الجائع أو الجائعة؟ سكت أبي قبل أن يجيبني، ما شجعني كي أقول:
لقد قال أبو ذر الغفاري: عجبت لمن لا يملك في بيته قوت يومه ولا يخرج إلى الناس شاهرًا سيفه.
"لا جائع في الإسلام الحقيقي!"
"سرقةُ أموال العباد محرَّمة لكن الله رزَّاق كريم!"
كنت أتصورني جائعًا في مكان ما، وأسرق رغيفًا ويتمُّ قطع يدي!
لا يا أبي: لا أتقبل هكذا حكمًا؟
راح أبي يحدثني عن أمور أخرى، إنسانية، سلسة، في عالم الدين. عندما يكون هنالك عدل يا ولدي لا أحد يبقى جائعًا؟!
دائمًا، أتذكَّر هذه المقولة، وأنا أنظرإليَّ، كلاجىء في بلد لا جائع فيه:
هل حدث مثل هذا عبر التاريخ ويكون في مشرقنا بلد. أيُّ بلدٍ لا جائع فيه؟
أنا جائع، الآن. معدتي خاوية. فمي يابسٌ. أحسُّ بحاجة إلى شرب الماء. لساني تيبَّس في فمي أرتعش من البرد، أنا بحاجة إلى غطاء آخر، أحاول أن أفتح فمي، ولكنني أفشل. شفتاي منطبقتان على بعضهما بعضًا كفردتي رحى أريد أن أطلب غطاء سميكًا! أريد أن أطلب ماء أطلب ليمونة. حزًّا من ليمونة" آه، كم تناولنا الليمون في أيام العزلة السوداء" أقلت" السوداء: أين كمامتي السوداء؟ ليتني أعلم أهي موجودة على فمي وأنفي:
لا لا داع لها فقد حصلت على اللقاح، فوداعًا للكمامات!
في البداية استخدمت كمامات بأكثرمن لون قبل أن أستقر على هذا اللون زوجتي أعدَّت لنا كمامات الكمامات الزَّرقاء استخدمناها قبل أن أصل إلى" درجة الحزام الأسود" أعني الكمامة السوداء قريبًا، ستكون هناك كمامات ملكية. أميرية رئاسية، تعد من الذهب أو الألماس، يتبادلها قادة العالم المكمم. لقد كممونا طويلًا وها هم يتكممون حقًا، أشتهي أن ألتهم ليمونة كاملة، مع قشورها أريد شريحة ليمون، أو برتقال، كسرة خبز؟ أحاول أن أجول بعيني، لأعلم هل من أحد من أهلي حولي؟ أين تركوني؟. محطات كثيرة مررت بها، ها أتذكرها، منذ بداية عصر كوفيد التاسع عشر، واحدة واحدة أهو كوفيد الذي جاء بي ماذا عن أسرتي. ماذا عن كورونا هل مقربيَّ من المرضى شفيوا؟ أأنا مصاب بهذا الميكروب؟ وجه "آلا" يظهر لي لا ليست هي لقد تلقيت اللقاح.
كان ذلك عبارة عن قطرات وضعت تحت لساني! لا كان عبارة عن قرص أبيض "حبة بيضاء" مستطيلة قرضتها ومن ثم ارتشفت كأس ماء لأبتلعها لا أتذكر أنهم زرقوني بإبرة في كتفي الأيمن. لا في كتفي الأيسر ليتني أستطيع النظر إلى أثرها هناك أين أنا؟ أهي دار سينما؟ أهي دار عبادة؟ ما هذا المكان؟ أهو مصحٌّ أين الممرضات ؟ أين الطبيبات؟ من نقل سريري إلى هنا؟ أيعقل أنني في تابوت؟ أم إنني في ثلاجة للموتى؟ أين رجال الدفن؟ البرد ينخرعظامي ثمة صمت رهيب، فلا أحد أراه لا أحد يسمع نداءاتي التي لا تغادر فمي المتيبس ظمأ!؟
أين هاتفي كي أسأل: أين أنا؟
ثمَّة وجه أنثوي حانٍ يظهر كوميض ويتوارى سريعًا. ينطفىء. إنه وجه "آلا"؟ لا، ليست هي. من أين لها أن تلحق بي إلى هذا الجحيم الزمهريريِّ؟







https://www.jadaliyya.com/Details/44004?fbclid=IwAR3QpnONpr7XtHjj73DbK5oRzM2Px5grKTnOoKRvaJyYl0sfhg0d-ZPKTuc



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين1
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين
- بعد حرب العشر سنوات:هل التعايش بين السوريين لايزال ممكنا؟
- الإبداع الكردي في سوريا ومعادلة الرقابة على النشر
- تلويحة حارس دجلة الأخير في غيابة أحد أعمدة ديركا حمكو إلى مح ...
- لاتترك المنبر وحيداً* في غياب الأديب المربي والعالم الجليل م ...
- دورة كورونا وغياب كوكبين كرديين!
- بجكتور ماقبل ديجيتالي: في إعادة ترسيم الحدود بين النص والناص
- انتفاضة الكرامة
- الإعلام ما بعد الحداثي/ إعداماً: محطات، واقع، و وقائع!
- بهلوانيات- كسيحة-
- إعلام ما بعد حداثي.. وافتراءات عصر مستحاثي-4
- يجيتاليون-2
- «الديجيتالي» في خريطة طريقه: إشارات مرور غير اضطرارية
- العدوان الإلكتروني ما بعد الحداثي! وخطورة توأمة الثأرية والج ...
- أمام معادلة النار: لماذا تباطأ كثيرون عن اتخاذ الموقف بصدد م ...
- صورة الكردي بين التشويه ومحاولات الاستئصال و استهداف سفينة ا ...
- صورة الكردي بين التشويه ومحاولات الاستئصال و استهداف سفينة ا ...
- جمهورية الكلب.. رواية تقارب قضايا اللجوء السوري بأسلوب مختلف ...
- متلازمة الحرب وكورونا والتجويع!


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - موقع جدلية يحاور إبراهيم اليوسف