أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اوروك علي - اشتغالات الغروتسك في الفيلم السينمائي















المزيد.....



اشتغالات الغروتسك في الفيلم السينمائي


اوروك علي

الحوار المتمدن-العدد: 7204 - 2022 / 3 / 28 - 05:06
المحور: الادب والفن
    


اوروك علي*
المقدمة

لقد عرفت الحضارات القديمة الغروتسك على المستوى الفني سواء من خلال الاعمال التشكيلية أو من خلال الملاحم والنصوص الادبية، كما هو الحال في ملحمة كلكامش السومرية او في ملحمتي الاوذيسة والالياذة اليونانية ، اذ ظهرت كائنات تجمع جسديا بين الانساني والحيواني مع ظهور ضخامة الاجساد وتشوهها واثارتها للرعب او الاضحاك. اما انثروبايلوجيا فقد ارتبطت الصيغ الغروتسكية في كرنفالات الشعوب وكمثال اعياد الالهة باخوس لدى اليونان أو الساتيرية لدى الارومان وقد سبقهما اعياد اكيتو لدى البابليين ، لكن الباحثين يربطون الغروتسك بالمكتشفات في المغارات الايطالية ، وقد اصبح الغروتسك فنيا وادبيا وانثروبايلوجيا مرتبطا بالفترة الاوربية التاريخية للقرن الخامس عشر وما بعده كما هو مطروح في اغلب المدونات التاريخية التي تتناول تاريخ نشأة وظهور الغروتسك . ولم يقتصر الغروتسك على النحت والفن التشكيلي ، بل تحول على يد الروائي الفرنسي فكتور هيجو الى الفن الروائي ، ليفتح الباب امام الغروتسك ليصبح احد علامات الفنون المعاصرة سواء السردية او السمعبصرية كالسينما والمسرح، ولتجمع بين المتضادات الثنائية مثل الكوميديا والتراجيديا، الجمال والقبح .

الفصل الأول
الغروتسك – المفهوم والمصطلح

تقدم لنا القراءة التاريخية لتشكل مفهوم الغروتيسك Grotesque ، واشتغالاته الفنية فضاءا للبحث الأركيلوجي والرؤية الأنثربولوجية للمجتمعات التي قدمتها في فنونها وآدابها ،من حيث ان المنجزات الابداعية التي قدمت بآفاق الغروتسك قد ارتبطت بالطقوس والمعتقدات الدينية ، سواء منها البدائية الطوطمية أو التي تطورت الى الفضاء الاسطوري، تلك التي قدمها الموروث الاسطوري لدى الشعوب كالتي مثلتها ملاحم السومريين كما في ملحمة كلكامش أو احتفالات عيد اكيتو لدى البابليين وصولا الى طقوس العبادة الفرعونية في مصر وخاصة بالاضاحي عند فيضان نهر النيل اوفي ميثيلوجيا ابي الهول الذي يجمع بين جسد الحيوان ورأس الانسان ، ثم الانتقال الى الاساطير اليونانية التي قدمها (هوميروس) في ملحمتيه الاوذيسة والالياذة ، أو التي استلهمها الفنانون والادباء في اعمالهم التشكيلية والأدبية كما هو الحال مع الرسام الايطالي دافنشي والاسباني غويا أو في اعمال (دانتي) في ثلاثيته ( الجحيم والمطهر الفردوس) . ومثلما كانت تلك الطقوس تتضمن التمثل الغروتسكي في النصوص الاسطورية فقد كان الغروتسك نمط وسلوك اجتماعي في تاريخ اليونان وظهر عبر ما تضمنته الاحتفالات الباخوسية كجزء من الممارسات الانثروبايلوجية للشعوب والعابها واحتفالاتها التي يختلط فيها الطقوسي الديني باللعبي الدنيوي ، المرح بالمجون وخلخلة البناء الاجتماعي وتشكل طبقاتها حين يتحول الخادم الى ملك والعبد الى المالك وبالعكس . لقد اصبح الغروتسك ممارسة شعبية مثلتها الاحتفالات والالعاب، وكذلك اصبح ممارسات فكرية وثقافية ذات معطيات جمالية تمثل موقفا فلسفيا على مستوى الأعمال الفنية والأدبية ، ولم تعد ثمة فاصلة بين الطقسي الانثروبايلوجي للشعوب والابداعي الكوزموبوليتي (الكوني) . وهنالك محورا مهما لم تسلط عليه الاضواء ، يتمثل بأن الغروتسك يمثل قاسما مشتركا لكل طقوس الشعوب والحضارات ، مثلما هو الأمر بالنسبة الى ابداعاتها الفنية والادبية ويظهر فن الغروتسك " في التصور المصري لاله المرح والسرور الاله (يس) وهيئة المركبة الجامعة بين الحيوان والانسان والجني" .
وقدمت الف ليلة وليلة العربية العديد من فضاءات الغروتسك والثيمات والشخصيات الغروتسكية ، لكن الدراسات الأنثروبايلوجية والبحث الاركيلوجي والدراسات النقدية لم تسلط الضوء الا على ارتباط الغروتسك بالقرن الخامس عشر بعد اكتشاف الكهوف التي ضمت المنحوتات والنقوش والزخارف الغروتسكية . ويشير السرد التاريخي الى ان ظهور مصطلح الغروتسك للعام ١٥٠٢ في ايطاليا ومصطلح الغروتيسك Grotesque مشتق من مصطلح Grotto ويعني الكهف أو المغارة وهناك اتفاق على المعنى القاموسي للكلمة ففي قاموس المورد « grotesque الغَرْوتَسْك: فن زخرفي يتميز بأشكال بشرية وحيوانية غريبة أو خيالية متناسجة عادة مع رسوم أوراق نباتية، وشيء غريب على نحو بشع أو مضحك، خيالي غريب، متنافر على نحو بشع متسم بالإحالة أو البشاعة، مغاير لكل ما هو طبيعي أو متوقع أو نموذجي . وجاء بمعنى grotto مغارة، غار، كهف طبيعي أو صنعي" . ، وقد طلب كاردينال من الفنان التشكيلي (برنارد ينو بنتوربيثيو) أن يقوم بتزيين وزخرفة سقف قبة المكتبة داخل كاتدرائية (سينا) بأسلوب فن الغروتيسك ، اما(لوكا سينوديل) فقد قام بزخرفة كاتدرائية (أورفيتو) بين ١٤٩٩١٥٠٢ بأسلوبية فن الغروتيسك، وبذلك فان ظهور الغروتسك في الفن التشكيلي والعمارة اولا في القرن الخامس عشر.
اما في القرن السابع عشر أصبح مفهوم الغروتيسك واحدا من اشتغالات الأدب الفرنسي "بأوصاف كثيرة ومتباينة منها: سخيف، مضحك، غريب، عجيب، شاذ، متطرف، خيالي، نزوي، وهمي، وهمي، وهي مصطلحات أوصاف ما فتئ المجتمع الفرنسي يصف الأشخاص بها في واقعهم اليومي، في ملبسهم، ورقصهم وطريقة تعاملهم"
يعيد فلوبير تأسيس رؤية الجمال عبر القبح ، فـ " ثمة عنصر رائع لم أتوقع رؤيته هنا هو الغروتسكGrotesque كل الأعمال الفكاهية القديمة من العبد المجلود، حتى تاجر الرقيق الفظ، و التاجر اللص- كل هذه هنا في غاية النضارة والأصالة والجمال الساحر"
ان الغروتيسك حسب تعريف المعجم المسرحي هو الغامض وغير المادي وهو الحاضر ضمن مفهوم الجمال مع تضمينه فكرة (القبح) وما هو مشوه وغير طبيعي، " كما أن الغروتيسك يتعامل البورلسنك: تستعمل كلمة البورلسك اليوم كصفة للأسلوب أو الطابع الساخر في الأدب والفن بشكل عام ، ولكل ما يثير الـضحك [*] من خلال المبالغة والتناقض بين الوضاعة الأسلوب وأهميته وسمو الشخصيات والمواقف" .

تعريفات الغروتسك

نقدم مجموعة من التعريفات التي قدمت حول الغروتسك لنشكف مضامينه وتحولاته وخصائصه:
1- مجدي وهبة " صفة الفن الزخرفي الذي يصور اشكالا بشرية وحيوانية غريبة مختلفة بكائنات خيالية ورسوم واوراق نباتية ، الامر الذي يوحي بشعور من البشاعة أو السخرية من توليفة لاتخضع لقواعد الممكن ولا لتصورات العقل " . كما انه يضيف " خيالي بشع في الأدب صفة للاسلوب النشاز المسرف في الخيال "
2- ابراهيم حمادة " اتجاه في الفن الزخرفي يرمي الى استخدام وحدات بشرية وحيوانية تتصف باللاواقعية . وتمتزج تلك الوحدات عادة برسوم اوراق نباتية . ويؤدي هذا المزج الى ايجاد شكل غريب بشع مخيف أو مضحك . وفي مجال المسرح الملهوي يطلق المصطلح على القطعة اللاواقعية الغريبة في تركيبها الخيالي المشتط " .
3- المعجم المسرحي " استخدمت الكلمة في علم الجمال كصفة أو طابع لكل ماهو غير منتظم ويتصف بالغرائبية ، ولكل ما يضحك من خلال المبالغة والتشويه ويتناقض مع ماهو سامي ورفيع ، اي ان الغروتسك دخل ضمن التصنيفات الجمالية Categories Esthtiques وحمل بعدا فلسفيا من حيث انه يتناقض مع ماهو نتاج المعترف بها "
4- مايرخولد " الجروتسكية ببساطة اسلوب مسرحي يترجم متضادات ، ولايتوقف عن نقل مستويات الادراك"
5- المعجم المسرحي " ان من خصائص الغروتسك معالجة البيئة بطريقة مختلفة " وبذلك فان الغروتسك هو رؤية ومعالجة ابداعية مغايرة للمألوف والتقليدي للواقع الذي تطرحه موضوعاته في الفنون والآداب . كما ان الغروتسك هو " اغنى الينابيع التي تستطيع ان تدلنا على الفن " ... " الكروتسك هو نوع من الأسلبة التي تنطلق من الواقع وتسوهه عمدا" ، والاسلبة حسب تعريف مايرخولد " ليس اعادة تصوير اسلوب عصر ما او حدث ما ، وانما تشكيل بنيته وجوهره، اي استخراج الخلاصة الداخلية لعصر او حدث ما، واعادة تشكيل صفاته المخبأة بمساعدة كل الوسائل التعبيرية "
6- ويعتبر رشيد وديجي الغروتسك بأنه من نوع " الجماليات الادبية البديلة من اجل التأثير في الواقع وتغييره والاجهاز على القوانين الاجتماعية الكابحة للحرية والخيال" .
7- حسن المنيعي : الرؤية المأساوية والرؤية الغروتسكي المعاصر هو التراجيديا القديمة التي تكتب من جديد وبطريقة اخرى "

الفصل الثاني

اشتغالات الغروتسك في الفنون والأدب

لقد صاحب الغروتسك بعد المظاهر الكرنفالية التي انبثق عنها من خلال الاحتفالات الباخوسية اجناس الآداب والفنون وشكل علامات اسلوبية فارقة ومميزة ونذكر منها :

الغروتسك التشكيلي

لقد قدم (دافنشي) في القرن الخامس عشر تشكيلات غروتسكية عبر الوجوه والأشكال ، وفي القرن السادس عشر شاع الفن التشكيلي الغروتسكي الذي يقدم كل ما هو مشوه وغرائبي على مستوى المعالم والاشكال البشرية والحيوانية ، وتميزت عمارة الكاتدرائيات والكنائس والقصور في العصر القوطي باعتلاء تلك الاشكال الغروتسكية للوحوش أو البشر المشوهون والتي تختلف عن اشكال الفرسان أو الحيوانات الطبيعية السائدة سابقا . كما اشتهر الفنان الاسباني (فرانشيسكو غويا) في القرن الثامن عشر من اشكال غرائبية تكسر التقليد السائد في تناول المواضيع التشكيلية أو الشخوص والأشكال الغرائبية الغروتسكية . وتأتي تجارب يايلو بيكاسو في مرحلته التكعيبية مفعمة بالكروتسك كما في لوحته الشهيرة المرأة والقط وسواها .

الغروتسك المسرحي

لقد شكلت الكرنفالات والطقوسيات الاحتفالية والتي بدأت باحتفالات الباخوس في العصور اليونانية واحتفالات الساتورناليا في الحضارة الرومانية التأسيسات الأولى للمظاهر الغروتسكية في المسرح . ويشير مصطلح مسرح الغروتسك إلى مدرسة معادية للطبيعية من المسرحيين الإيطاليين ، الذين كتبوا في العشرينيات والعشرينيات من القرن الماضي ، وغالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم مقدمة لمسرح العبث ، وتميزت بمواضيع ساخرة ومروعة للحياة اليومية في حقبة الحرب العالمية الأولى . سُمي مسرح Grotesque على اسم مسرحية "The Mask and the Face" للويجي تشياريلي ، والتي وُصفت بأنها "بشعة في ثلاثة أعمال . وكان فريدريش دورنمات مؤلف رئيسي للمسرحيات الكوميدية البشعة المعاصرة . كما كان للكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بيرانديلو " تأثيرًا كبيرًا في ترسيخ "مسرح الكروتسك" كحركة درامية" ، وتعد مسرحية ستة احرف في البحث عن مؤلف / (1921) ، واحدة من أولى الأعمال الرئيسية في هذا النمط. وكذلك جسدت اعمال مسرح اللامعقول لـ (يوجين يونسكو1909- 1994) و (صموئيل بيكت 1906- 1989 ) ، وفي اعمال بريخت المسرحية ونزعتها الملحمية النزعة الاشتغالات الكروتسكية وسماتها . وقد جاءت دعوة (يوجين يونسكو) الى الغروتسكية عبر" صناعة مسرح عنيف، هازئ مضحك بشدة ودرامي بعنف" . وقد ذهب صوموئيل بيكت بعيدا في الغروتسكية اذ يمكن ان نطلق عليه راديكالية الغروتسك او الغروتسك الراديكالي وخاصة في المناخ الذي تعيشه شخصيات مسرحيته (بانتظار غودو )، اما اعمال المسرحي ( دورنمات ) فانه " يعرض من خلالها نمطين من الغروتسك، الاول يطبق على الموقف ،والثاني على اللغة لأنه اكثر دقة" ويتمثل الأول في مسرحيته ( الفيزيائيون) والثاني في مسرحيته ( زيارة السيدة العجوز). هناك ثلاثة عناصر أو "متلازمات" تظهر في مسرحيات Grotesque التي تعتبر ضرورية لتسخير هذا الأسلوب. واقترح ستانلي في لونجمان ، هذه المتلازمات الثلاثة ، متلازمة "المرآة" ، متلازمة "الدمى المتحركة" ، ومتلازمة "الواقع المتعدد" ، تصف الحالات النفسية التي غرسها مؤلفو مسرحية "المسرح الغريب" .


الغروتسك الروائي

لقد دخل هذا المصطلح وتأثيره في الأدب عموما ، حيث أطلق على التشوه الجسماني مثل الرجل-الحيوان، والأشكال الشاذة والأقزام والعمالقة، والحدب، اما في الرواية فتعد اعمال (فكتور هيجو في القرن الخامس عشر ثم رواية المسخ لفرانتز كافكا وقصة الأنف لغوغول) اعمالا روائية وقصصية ، وتنكشف جمالية الغروتيسك من خلال خلخلة المنطق المثالي الذي كان سائدا في التعامل مع الفنون ، وذلك بتتقديم كلما هو مشوه وشاذ ،
وقد تجسد الغروتسك في اعمال الروائي الفرنسي (فيكتور هيغو1802ـ1885) من خلال المزاوجة بين القبيح والجميل وبين المأساوي والمضحك وتجسيده الاشكال الخرافية مثل المرأة المجنحة الطائرة وصاحبة العين الواحدة والافعوان ذي الرؤوس التسعة غروتسكية وان كانت حكايات الف ليلة وليلة قد سبقته في تقديم الشخصيات الغروتسكية ، وقد اشار فيكتور هيجو الى ان " الغروستيك المضحك في فكر المعاصرين يأخذ دورا كبيرا، ويتخذ بعدين: أحدهما مشوّه ومخيف، والثاني هزلي فكاهي، ويتخذ من الكائنات الوسطية أشكالا متنافرة مضحكة كالتي تعطي لإبليس قرون الكبش وأرجله وأجنحة الخفاش" ، كما ظهر في الادب الانكليزي من خلال ديوان ( الفردوس المفقود )* لـ ( جون ملتون ) . لقد انعكس خطاب الغروتيسك انعكس تأثيره على بنية اللغة الروائية اذ اسس لبناء الصورة المؤطرة بآليات التشويه والتهريج ومواقف الخوف والسخرية والتراجيكوميديا . ومن الذين شكلوا علامة تأسيسية في قصص الغروتسك تأتي اعمال الامريكي ( ادغار الآن بو) في مجموعته القصصية ( حكايات الغروتسك والارابسيك) وكذلك قصة الانف لغوغول. اما في روايات القرن العشرين وماصاحبه من تحولات مفهوم واشتغالات مابعد الحداثة فقد ظهرت رواية المسخ لـ (كافكا) التي يرى فيه البطل تحوله الى صرصار ضخم كتعبير على سمات الرواية الغروتسكية ، ثم رواية خريف البطريك (غابريل غارسيا ماركيز).

الغروتسك في رؤية ميخائيل باختين
قدم (باختين ) رؤية اكثر عمقا في تحليل الغروتيسك الذي لا يعبر عن الخوف والقلق من العدائية واللاإنسانية التي تسود العالم كما تم طرحه من قبل الرومانسيون ، اذ ان ميكانزماته - حسب باختين - تتمثل بالتهكم ورفع الكلفة تلك التي تقدمها الكرنفالات الشعبية، وبذلك يكون بمستوى خلخلة المألوف والمقدس وضرب التابوات . ويؤشر باختين " ان الغروتسك يعبر عما هو سفلي ومادي (الجسد) مقابل الرؤية المثالية ( الرأس)،وانه تلازم مقصود للاشياء المتعاكس’ أو المتناقضة ، ومحاكاة الفوضى في المجتمع" .
كما يرى اينز كريستوفر ان النزعة البدائية كانت " باعثا على ظهور نظريات نقدية من قبيل نظرية الادب الكرنفالي Garnavalesque لميخائيل باختين والتي تقترح اشكالا في تجسد ماهو فوضوي وجروتسكي" .
ويمكن ان نؤطر رؤية باختين متمثلة بـ :-
1- تشظية الجسد وتحويل المتسامي الروحي إلى مادي أرضي
2- تكافؤ الأضداد ووحدتها ، ذلك المفهوم الهيغلي الذي يمنح الاضداد التجاور والتفاعل والمؤازرة مثلما تمنحه التناقض والصراع
3- يقوم الغروتيسك على طقوس الضحك الكرنفالي الذي تتكافأ بداخله الأضداد Ambivalence بين المراكز الاجتماعية والسلطوية التي تتبادل مراكزها ، كما هو الحال بين الجمال والقبح، الانتظام واللاانتظام ، التنظيم والفوضى ..
4- يقدم المحاكاة الساخرة، وكسر القيود والمحظورات وإلغاء الألقاب والمراتب الاجتماعية وكل ما يتعلق به من خوف، وتبجيل، وخضوع، وآداب وسلوك، وكل ما يترتب عن عدم المساواة الاجتماعية والوظيفية بين الناس، وكل أشكال التمايز،
5- من أساسيات الغروتيسك الذي يعكس الموقف الكرنفالي من العالم ، ويخترق نظام الحياة الاعتيادية بعيدا عن الكلفة . ويتأسس هذا الموقف الكرنفالي على ما هو غير مألوف من خلال السخرية وتقديم العجائبية والشذوذ والتشوهات الجسمانية للشخصيات يتميز حتى باستخدام الأشياء استخداما عكسيا مثل ارتداء الملابس بصورة مقلوبة مثل وضع البنطلون على الرأس، أو وضع الأواني في موضع أغطية الرأس، أو استخدام الأواني البيتية كأسلحة . اي انه موقف هجائي من العالم .
6- التخلي عن تقديم الشخصيات البطولية على الطريقة الروائية البلزاكية السائدة او البطل الملحمي بالاضافة الى توظيف اللغة المهجنة والبذيئة .
7- المشهد الغروتيسكي في الرواية يستمد طبيعته من مفهوم النسبية التي تجعله منفتحا على كل الممكنات، ويرفض أي خاتمة نهائية، ويعتبر كل خاتمة هي مجرد بداية جديدة ، ليكون في صيرورات مستدامة لاتنقطع كما هي الحياة .

الغروتسك كموقف ازاء العالم

ومع تطور الرؤى الفكرية ومواجهة الواقع مواجهة فلسفية عبر فن الرواية ، اصبح الغروتسك شكلا من اشكال الموقف والمواجهة الفلسفية ازاء صراعات الواقع الفكرية والوجودية التي اتسمت باللامعقول ، مما دفع الى اتخاذ مواجهة هذا اللامعقول الحياتي الوجودي من خلال السخرية اللاذعة الممزوجة بالتراجيكوميديا لتعرية الواقع، وقد منح (جورج لوكاتش) خاصية " التصحيح الذاتي للهشاشة" للغروتسك، والذي يرى ايضا انه يرتكز الى خاصية التهكم وخلخلة البنى الاجتماعية عبر تجاوز المحضورات التي حافظت عليها الرواية التقليدية ، اذ " تسعى إلى التحرّر المستمر من حدود القوانين، عبر تشظية السرد، وكسر خطية الزمن، وتشيؤ الشخصية، وتقنية المونتاج، وتعدد الأصوات، والتناص، وتذويب الحدود الأجناسية." ، ومثلما ظهر تجسيد الغروتسك في طروحات الناقد الماركسي (جورج لوكاش 1885 ـ 1971) فقد بحثه الشكلانيين الروس ايضا.
ومن خواص الغروتسك كموقف ازاء العالم يظهر اولا / عبر نقد الواقع و الربط بين صورة الحياة الاجتماعية والمشهد الكرنفالي الذي تنقلب فيه الأشياء ، ويصبح الانقلاب في الاحوال والمراكز الاجتماعية والوظيفية احد اشتغالات الغروتسك ، كما تتلاشى القوانين والمحظورات عبر ضرب التابوات وخلخلة نظام الحياة، وتلغى الألقاب والمراتب وما تلزمه من خوف وتفاوت وجاءت العروض والطقوس الساتيرية في اعياد الالهة باخوس عند اليونان لتحقق الغروتسكية في ابرز تمظهراتها زمنها الانقلاب .
ثانيا / يتعاطى خطاب الغروتيسك مع العالم عبرالمفهوم الكرنفالي بالاحتفالية وطقسية الاعياد الشعبية في بعض مواضعه ، والفضاء الباخوسي اليوناني وطقوسه بكل اباحيته وشذوذه ، كما يقدم السخرية والهجاء السياسي والاجتماعي والأخلاقي وان كان بصور وممارسات فاضحة .

الفصل الثالث
الخصائص والسمات الجمالية والتعبيرية للغروتسك

وعند هذا التراكم الكمي من الحراك الغروتسكي عبر فترات زمنية طويلة ، ومن خلال الاجناس والانواع الادبية (الرواية، القصة) والفنية (تشكيل ، مسرح ، سينما) فان الباحث يرى ان الغروتسكية قد افرزت عدد من السمات الجمالية والاشتغال التعبيري وعناصره المميزة والاشتغال الاسلوبي ، وجميعها تذهب بعيدا في كسر مهيمنات الاعراف الجمالية والاسلوبية التقليدية والمتمثلة بـ :
1- "النشاز وعدم التناسق، المرعب والهزلي،الإسراف والمغالاة، التشويه الخارج عن المألوف" ، هذه السمات تؤشر جزء وصورة من صور وحدة الاضداد وصراعها داخل البنية الغروتسكية متنا ومبنى، اي الوحدة الثنوية للمتضادات داخل فضاء الاشتغال الغروتسكي. ومن هذه الثنائيات الغروتسكية نرصد (التطهير بالشفقة والخوف مقابل الصدمة بمشاهد الالم) و (القبول والاندماج مقابل الاستياء والانفصال ) و(الجمال مقابل القبح والمتعة مقابل الالم ) ، وعلى حد تعبير والتر .ت . ستيس إذا ما كان الجمال يمثل متعة استيطيقية، فإن القبح يمثل " الألم الاستيطيقي، الاستياء الاستيطيقي" . وفي الجانب الآخر فقد اشر كروتشه " ان مهمة القبيح حين يتقبل في الفن ، هي ان يساعد على تقوية اثر الجميل ( الجذاب) لانتاج سلسلة من المتضادات التي تجعل الملائم اقوى اثرا"
2- الاضحاك : يعتبر باختين الضحك بمثابة قوة الانعتاق الاجتماعي للتحرر من الخوف والرعب في الفضاء الاجتماعي والعلاقات التراتبية . لكن اي نوع من الضحك هذا الذي يخلق التمرد والتحرر من الخوف. انه الضحك التراجيكوميدي بالتأكيد ، كما يتحقق التحرر من الخوف وانطلاق السخرية والهجاء من خلال تحقق الانقلاب في المراكز الاجتماعية والسياسية، ويؤشر ذلك بـ " انتهاك المألوف وتدنيس المقدس "
3- الغرائبية : اشارت مؤرخة الفن )ليا ديكرمان( بعد الحرب العالمية الأولى1914-1918 بأن "مشهد الجثث المحطمة بشكل مروّع للمحاربين القدامى عادوا إلى الجبهة الداخلية أصبح أمرًا شائعًا . إن النمو المصاحب في صناعة الأطراف الاصطناعية قد صدم المعاصرين على أنه خلق سلالة من الرجال نصف الميكانيكيين وأصبح موضوعًا مهمًا في العمل الدادائي" .
4- .التحرر من القوالب الجاهزة في الاشكال حيث يظهر التهجين بين الانسان والحيوان ، وخلخلة الضوابط الجمالية للأشكال من خلال ممارسة التشويه ، حيث القبح Ugliness وخلخلاتها الشكلية عنوان الغروتسكية
5- التحرر من قوالب السرد سواء الخطية أو سواها وتصبح الحكاية الغروتسكية مقاربة للكرنفال والكرنفالية دون شروط المقدمة والوسط والنهاية او الصراع التقليدي للحكاية الدرامية ليهمن التهديم والنقد اللاذع والهجاء هو الخاصية الدرامية وان لم يضمن البناء الدرامي الصارم ، وهذا ماقدمه ايضا باختين باعتبار الغروتسك نمطا كرنفاليا " يرفض اي خاتمة نهائية ، وكل خاتمة هي مجرد بداية جديدة " .
6- يتميز الغروتسك بالاستخدام العكسي للأشياء مثلما هو للمراكز والوظائف الاجتماعية والسياسية ، فالشخصيات ترتدي الملابس بصورة مقلوبة كجزء من السخرية والنقد اذ ( وضعها في مكان عكس مكانها تماما ، وضع البنطلون على الرأس ، أو وضع الأواني في موضوع اغطية الرأس ، أو استخدام الأواني البيتية وكأنها اسلحة الى غير ذلك " .

الفصل الرابع
اشتغالات الغروتسك في الفيلم السينمائي

مثلما شكل الغروتسك قواعد اسلوبية فانه دفع باتجاه تشكيل فضاء جمالي وفلسفي في التشكيل والادب والمسرح لينتقل الى السينما، مما يمكن لنا ان نطلق عليه (الفيلم الغروتسكي ) وتتضمن اشتغالات الغروتسك في الفضاء الفيلمي محورين :
1- الاشتغال الحكائي
ويتضمن متكزين الاول من خلال الوقائع والاحداث الغروتسكية والسرد الغروتيسكي الكاشف عن التناقضات والنشاز ،والثاني من خلال الشخصية الغروتسكية التي اما ان تكون شاذة أو مشوهة جسمانيا او سلوكيا ، الاشتغال الحكائي يتضمن ايضا الحوار الغروتسكي الساخر معجونا بالهجاء والتراجيكوميديا

2- الاشتغال الشكلي
القبح والنشاز والتنافر والتضاد والخلخلة الجمالية على مستوى الاشكال والتكوينات وتوزيع عناصر التكوين" الخط والشكل والكتلة والحركة" ، كما ان السمة الشكلية في جماليات الفيلم الغروتسكي تقدم ايضا من خلال عناصر اللغة السينمائية ومنها تقديم الاضاءة والالوان المعبرة عن العنف والقسوة، والازياء المعززة للمناخات الغروتسكية الشاذة والمتنافرة.
3- الاشتغال التقني
شكل ظهور التقنيات السيبرانية وما احدثته من تحولات تقنية وجمالية في السينما قوة دعم لتقديم السمات والخصائص والسرد والشخصيات للغروتسك بطرق اكثر اقناعا واكثر تأثيرا على المستوى السمعبصري ومن افلام الغروتسك التي ظهر فيها دعم الاشتغال التقني نذكر فيلم الرجل الاخضر Hulk / 2008 إخراج لويس ليترير,


الفصل الخامس
تمثل وعينات فيلمية
تؤشر ناتايل موليسون لدراستها حول عدد من الافلام ان الكروتسك يقع " ضمن مفارقة تلك الزاوية الهزلية المفروضة على هذه الصور المأساوية. جميع الأفلام الموجودة في هذه القائمة لديها هذا الميل للتوتر والعبثية ، المتجذرة في الصور التي غالبًا ما تثير أو تصدم المشاهد من خلال "جسديتهم" النهائية. الكلمة الرئيسية هنا هي التحول: أثناء مشاهدة الفيلم ، نشعر بأن الشخصية أو البيئة تتغير أمام أعيننا." . واذا نقدم عينات فيلمية تتمثل السمات والخصائص والمؤشرات الغروتسكية كتطبيق لما قدمناه .
فيلم ساتيريكون / 1969 للمخرج فلليني
كتبت ناتايل موليسون عن الفيلم بأنه "قطعة ملحمية معقدة وملحمة ، تصور شخصيات قوية وغريبة ، من Trimalchio المبتذلة ، العبد الثري المحرّر الذي يحمل مآدب المتعة ، إلى المرأة الشهوانية التي يجب على Encolpio إرضائها في الصحراء . تقدم Grotesque في فيلم "Satyricon" نفسها في الشخصيات ، مطلية بمكياج ثقيل وترتدي أزياء تجعلها مجرد تمثيل ، استهزاء بالقوة."

كما هو الحال في تقليد الكرنفال ، يتم عكس الأدوار الاجتماعية ؛ يصبح العبد السيد ، والجنس هو هدف الحياة الوحيد. على سبيل المثال ، عندما يفقد Encolpio رجولته بعد هزيمته من قبل Minotaur ، فإنه لا يعرف كيف يتصرف في المجتمع ويسعى بدلاً من ذلك إلى استعادته. وقد كتبت(بولين كايل) من منطلق نقدها الرافض للفيلم "كل شيء هو وهم خيالي ، على الرغم من أنه يمكنك من وقت لآخر تسجيل وجه أو مشهد أو حلقة ، لأنك في معظم الأوقات تشعر وكأنك كاميرا تتبع الناس يمشي على الجدران . حسنًا ، نعم ولا. هناك مشاهد محاكاة ساخرة ، مثل عندما يحرر زوج من النبلاء عبيدهم ثم ينتحر ، أو عندما يجتمع أنصار رجل ثري ميت على البحر للنظر في طلبهم الأخير لأكل جسده. تنبثق هذه اللحظات من اللوحة الجصية لأنها لابد أنها ظهرت من بترونيوس ، لكن فيليني لا يهتم بالبدايات والخلفيات والنهايات ، ويريدنا أن نتجول في الفيلم كما لو كان معرضًا يجرب فيه الفنان الاختلافات في موضوع ." . يطرح فلليني في ثيم فيلمه قضية المثلية بين الرجال مستندا الى ذات الثيمة في الرواية اليونانية لـ (بوترونيوس) المعاصر للحاكم اليوناني (نيرون) . ان ماقدمه فلليني هو غروتسك كوابيسه بالقدر الذي قدم فيه صور مجتمعية للتناقضات الحادة والصراعات القيمية والانحطاط والتحلل الاخلاقي للسطة ورموزها .


رأس الممحاة / 1977 للمخرج ديفيد لاينش
أول فيلم روائي للمخرج David Lynch ، وهو رحلة غريبة إلى عالم حيث يتم تشويه الواقع إلى الأبد . يحكي الفيلم بالأسود والأبيض قصة هنري سبنسر (جاك نانس) وهو يحاول مواصلة روتينه في عالم على وشك تدمير نفسه. بعد عودته إلى شقته بالبقالة ، قيل لـ Spencer أنه وصديقته مدعوان لتناول العشاء . الدجاج الذي يتم تقديمه للعشاء يبدأ في الحركة والنزيف ، والطفل مخلوق غريب يشبه الفضائي

تدور أحداث الفيلم في العالم الصناعي يتناول الارتباك والذنب والرغبات غير المعلنة بطريقة كافكوية ، كل شيء هنا يدور حول خطأ أساسي لم يذكر. يحاول هنري بشدة أن يُسامح حتى ينفجر ويغوص في عالم خيالي ، بينما تغني الفتاة الصغيرة ، "كل شيء على ما يرام".

La Grande Bouffe / 1973 للمخرج ماركو فيريري
ترجم النص من الإنجليزية وهو بطولة مارسيلو ماستروياني وأوجو توجناتزي وميشيل بيكولي وفيليب نويريه وأندريا فيريول. يركز الفيلم على مجموعة من الأصدقاء الذين يخططون لتناول الطعام بأنفسهم حتى الموت لينتقدالنزعة الاستهلاكية وانحطاط البرجوازية

يقرر أربعة برجوازيين دخلوا في حالة الملل إنهاء حياتهم عن طريق الأكل حتى تنفجر أجسادهم. إن هذه "الندوة تذوق الطعام" ، كما يسمونها ، تُعرض على أنها فرصة أخيرة لهم لإعادة التفكير في الحياة والمال والخداع الحزين الناجم عن زيادة الفخامة. في الجوهر الحقيقي للغريب ، ينتسب الفيلم الموضوع المأساوي للانتحار والموت ، لكن من خلال حفلة بهيجة واحتفالية ، حيث يكون الطعام وفيرًا ويتم الاحتفال به. ومع ذلك ، فإن انفجارات الجثث ليست مثيرة للضحك ، وانما تراجيكوميدية.
الرجل الفيل / 1980 للمخرج ديفيد لينش

الفيلم الغروتسكي الثاني للمخرج يدور حول طبيب يحاول مساعدة شخص لديه تشوهات خلقية منذ الولادة ويظهر شكله بما يشبه الفيل و الناس لاتصدق انه إنسان، وتنطلق الشائعات حوله زاعمة انه ليس إنساناً وبأن والدته اغتصبها فيل في السيرك لهذا فهو ابن فيل أي أنّه أقرب للحيوانات منه للبشر .


سالو / 1975 للمخرج بيير باولو بازوليني

عن رواية الماركيز دي ساد, التي كتبها على مدى سبعة وثلاثين يوما حين كان مسجونا في سجن الباستيل العام 1785استقى المخرج الايطالي بازوليني حكاية فيلمه ( سالو ) مقدما اقصى اشتغالات الغروتسك على مستوى المتن أو المبنى الحكائي ، مقدما ابشع صور انحطاط سلوك بشري ليدين طغيان السلطة وليكشف عن وجهها البشع . طوفان من العنف والسادية والاستباحة والتهتك الجنسي . أربعة من الأثرياء الفاشيين بعد سقوط بينيتو موسوليني في العام 1943 يمارسون التهتك والسادية على مجموعة الشباب و الفتيات العزل داخل (القصر – السجن ) ليعري سلوكيات الفساد السياسي المتحللة واللااخلاقية والمتعرية عن ابسط المشاعر الانسانية . المكان جمهورية سالو, الواقعة ضمن نفوذ حكم الفاشية في إيطاليا ، الزمان العام 1944, الشخصيات أربعة من نماذج وعناوين السلطة (دوق ، اسقف ، قاضي ، رئيس) يقومون وبمساعدة اتباعهم وبمرافقة اربعة بغايا , باعتقال 18 مراهقا من الجنسين (تسعة من كل جنس), ويمارسون عليهم ابشع صور التعذيب الجسدي والنفسي والجنسي, في القصر, ويتم اسقاط قصص البغايا وبأمر من رموز رجال السلطة الاربع على ضحايا ولتحقيق اللذة السادية لهم .

المصادر

1 -جوزيف ماشيلي، التكوين في الصورة السينمائية ،تر: هاشم النحاس، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة، 1983.
2 -ميجان الرويلي وسعد البازغي، دليل الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2002
3- والتر. ت. ستيس، معنى الجمال، تر: إمام عبد الفتاح امام، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2000
4- كروتشه ، علم الجمال، تر::تربة الحكيم،االمجلس الأعلى لرعاية الفنون،المطبعة الهاشمية، 1963
5-صالح سعيد، الجروتسك لغة العصر الحديث، عدد2 ،مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، القاهرة ، 1992
6-بريخت ، نظرية المسرح الملحمي، نقلا عن سمير عبد المنعم ، ملامح الغروتسك، مجلة جامعة بابل،م26،عدد7 ،2018
7-غوستاف فلوبير، فلوبير في مصر ، تر: صلاح صلاح ، دار السويدي ، 2005،.
8-مجدي وهبة معجم مصطلحات الادب ، مكتبة لبنان، بيروت، 1974، ص95
9-ابراهيم حمادة ، معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ، دار الشعب ، القاهرة، 1971
10-ماري الياس وحنان قصاب، المعجم المسرحي، مكتبة لبنان – ناشرون، دمشق، 1996،
11-فسيغولد مايرخولد ، في الفن المسرحي،ج1، تر:شريف شاكر، دار الفارابي، بيروت، 1979 ،
12-كولين كونل، علامات الاداء المسرحي، ترامين حسين، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، القاهرة،1998.
13-رشيد وديجي، في مفهوم الغروتسك، مجلة المخبر،العدد التاسع، 2013،
14-حسن المنيعي ، المسرح الحديث ، منشورات المركز الدولي لدراسة الفرجة ، طنجة، 2009،
15-رحال عبد الواحد ، خطاب الغروتسك في الرواية الجزائرية، مجلة الجيل،عدد/ 45 ، اكتوبر2018 ،
16-لطيفة بلخير، رسالة دكتوراه، كلية الاداب ، فاس، 2004
17-اينز كريستوفر، المسرح الطليعي، تر:سامح فكري، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، القاهرة،
18-ميخائيل باختين ، شعرية ديستوفسكي، تر:جميل نصيف ، دار توبقال، الدار البيضاء، 1986
19- جورج لوكاتش، نظرية الرواية ، تر: الحسين سحبان، دار التل، الربط، 1988 ،
20-ميجان الرويلي وسعد البازغي، دليل الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، ط3، بيروت، 2002.

21- Stanley V Longman ,Theatre Of The Grotesque, .Minneapolis, 1974. Accessed 11 Apr 2019. .
22- Leah Dickerman, Dada, National Gallery of Art, Washington, 2005

*دكتوراه فلسفة فنون - سينما [email protected]



#اوروك_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ الدراما العراقية
- من ينقذ الدراما العراقية.. اسف ارسله مرة اخرى لوجود اخطاء طب ...
- اعلامنا واعلام البعثداعشي
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3 ق ...
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/2 . ...
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/1
- خرجنا... ولم نعد !!
- ورطة الكتابة مرة اخرى / الى الملحق الثقافي في جريدة الصباح
- السامري والاسخريوطي بجسد واحد – 3..احمد عبد الحسين.. الهروب ...
- السامري والاسخريوطي بجسد واحد..


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اوروك علي - اشتغالات الغروتسك في الفيلم السينمائي