أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اوروك علي - لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3















المزيد.....


لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3


اوروك علي

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 19:19
المحور: الادب والفن
    


لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3
قراءة في كتابات (زاهر الجيزاني ،نصيف الناصري غزاي درع الطائي)
اوروك علي
هل تنطبق مقولة الشاعر هولدرين ( مايبقى يؤسسه الشعراء) على كتبة الشعر العراقي في زمن اليباب.. الشعر الذي تحول الى مسخ لغوي .. تردي على كل الاصعدة ( لغة، بنية، شكل جمالي، اشتغال وبناء تقني بنزوع الى التجديد ، رؤيا).. مالذي حدث وكنا ننتظر ان يزاح كابوس الحجر والتعتيم الديكاتوري لتبرز الاصوات المغيبة الى السطح وتخرج من قمقمها.. لكن الذي حدث ان الاصوات النشاز التي لوثت فضاءاتنا بضجيجها لايزال نهيقها هو الاعلى صخبا .. لقد اصبح الشعر مهنة العطالة الفكرية والابداعية واهين الشعر كجزء من اهانة الابداع حين تسلل الطارئون واحتل المشهد الرجال الجوف على حد تعبير الشاعر اليوت.. متى ينزع الشعرخاصة والابداع عموما عن اكتافه تلك الطحالب وتبزغ شموس القصائد ، ام ان الامر لايزال بحاجة الى قيامات للتطهير من اشنان السفاهات..

زاهر الجيزاني/ متاهة بوصلة الرؤيا ، متاهة اللغة السقيمة
لن اتحدث عما كتبه زاهر الجيزاني في كتابه( انهزمي ياعربة الغزاة) الصادر عن وزارة الثقافة في العراق في بداية الثمانينات.. تلك النصوص التي لايكتبها حتى مبتدئ في كتابة الشعر والتي تشكل وصمة عار في جبين واهر الجيزاني .. سأترك هذا الامر الآن وسأتناول نصوصه اللاحقة التي ادعى بأنها نصوص حداثوية وتكشف عن شاعر لايشق له غبار ، كما انبرى المداحون لتصوير تلك الكتابات بانها فتح في الشعرية العراقية..يقول زاهر الجيزاني في مقابلة منشورة بأن (الانعطافة النوعية في الشعر عمل بطيء، وقد لا تكتشف هذه الانعطافة إلا في فترات لاحقة، الشعر العراقي مليء بالانعطافات النوعية ـ بالإمكان الإشارة إليها بيسر وسهولة. لكن الذي حصل أن البعض من الجيل الجديد الذي ظهر بعدنا، يعاني من خلل أساسي، جيل يملك مهارة في توزيع شكل القصيدة الجديدة ولا يملك موهبة، وبذلك تحول الشكل اللغوي للقصيدة إلى ثرثرة فارغة، أي عدم قدرة "البعض" من هذا الجيل على توليد معنى الجديد، ينجز، ايضاً، رؤية للعالم الذي يرتبط معه بعلاقة، وهذه الرؤية ليست ضرورة إنما هي استباق للنتائج المتشائمة أو المتفائلة التي تنتهي إليها آلاف الأحداث والأفعال والممارسات والمبادرات، وحركة القيم في عالمنا، لهذا يكون الشاعر رائياً وليس ثرثاراً، ما تقرأوه اليوم ثرثرة فارغة لا علاقة لها بالشعر إطلاقاً، وفي العراق مئات الشعراء المثرثرين.) وانت منهم وعلى رأسهم يازاهر الجيزاني..هل احدث في كل ماكتبت من نصوصك ماتسميه الانعطافة النوعية؟..لم يكن في كل ماكتبت سوى التراكم الكمي المضاف لوطأة التراكم الكمي للثرثرة والمثرثرين ويزداد رصيدهم التراكمي للثرثرة بك وبنصوصك..سأقتطع مما كتبت من نصوص حيث كتبت في نصك(خطوط المشقة) (لقد جنت الناس وانفرطت رحمة الله وتصاعدت كتل من دخان ونار وصك الشارع صوت نذير فقد لا يعود النهار/ أقل عثرتي المساء أتى ثم اقفرت الروح وانفجرت وردة وتكاتف فوق البيوت الدمار.اقل عثرتي يا مقيل العثار).. اذا كان نصك هذا مثال لما تقصده بالانعطافة النوعية ، فسأقول يالبؤس هذه الانعطافة النوعية وانها بحق انعطافة باتجاه بؤس الشعر وبؤس ثرثرة الكتابة الشعرية.... ثم ينبري زاهر الجيزاني قائلا(كانت تجربتي الشعرية تحمل شروطها أيضاً وتحولت فيما بعد إلى أصل.)..ماهي الاصالة التي تمتلكها كتابتك وثرثرتك وانت تكتب في احد نصوصك (اشهد انك تسمع هذا الكلام وترد الجواب فكن لي شفيعا فقد اثقلتني الهموم) او تكتب في نص( الرسالة المطوية ) (البارحةُ وصلت رسالتك المطوية في نبضة ألكترونية كنت منتظراً في احدى غرف البيت في البيت المنزوي في أحد الشوارع الفرعية على شارع(أولف) في اتجاه ملعب البولنك بمحاذاة مزرعة الذرة ثم زقاق (لورانس)على اليسار بيتي وفي غرفتي المطلة على الشارع كنت منتظراً رسالتك المطوية-مطوية على كلمة واحدة لم يبق منها إلا طعمها على الورق / في الشهور الثلاثة الأخيرة - كان يضع المجلدات تحت قدميه وينام اولئك المحنية ظهورهم يكتبون كل يوم ماذا يكتبون في كتب الذبائح بعد كل هذه المهابة للجلود النادرة ترك نعالين ورفّين من الكتب المنوّنة وانسلّ مبتعداً عن المدينة الحانقة لحيتها طويلة وأقواسها متربة ولا تكف عن لعق أوساخ صحونها المعدنية يا أبي فشلت أريد أن أعود كرهت الكتب المنوّنة)..هل تعتقد انك تملك مفتاح الشعر بمثل هكذا نص ،وينطبق عليك القول انت مدينة الشعر ونصوصك بابها.. ان ماتكتبه لايتجاوز الهذر السردي بلغة شاحبة وسقيمة ولاتمتلك حدا ادنى للبناء النوعي من حيث الصورة الشعرية والتراكيب المجازية..اين الاصالة واين الحداثة فيما تكتب من نماذج هاذية؟..ثم في نص اخر يمثل للبعض ذروة الحداثوية الشعرية وهو نصك (خاتم الذهب المتناثر) ( حتى توبيخ العادات هو توبيخ دائم للضعفاء حتى ذل اعرافنا العلني امام القوة الغاشمة ، الكلام امام المرآة يظهر محنيا مثل عجوز يفتش عن امانه الشخصي الكلام المخلوس يتكلم خلسة ، سريعا مثل الثواني السريعة المسرعة الكلام قدماه مدببتان ولارأس له كانه جسم فرجال ، هل نسأل عن الموت المألوف بيننا).. يالهذه البلاغة الشعرية التي تكتبها !!ياللمخيال الشعري الذي تجترحه!! ياللتدفق الصوري المغاير بحداثويته!! ياللتراكيب والاشتغالات البنائية!!. يازاهر الجيزاني ان ماتكتبه لايمت بصلة للأصالة او للشعر او للإبداع الذي تدعيه لنفسك وانت منه خواء وجدب ويباب.. وحين نتناول نصك المعنون (اغنية مردوخ ) فتقول في حوار لك (يجب ان تروى الاساطير بطريقة معاكسة) كما تقول (القصيدة التي لاتنتج رؤيا ليست شعر ).. لانعرف كيف تروى بطريقة معاكسة ..هل تعني من الاسفل الاى الاعلى ام من اليسار الى اليمين؟. لقد كتبت نصك المذكور بمرجعية نصوص سومرية وبابلية منها اساطير التكوين والطوفان وملحمة كلكامش مخلوطة بنصوص التوراة في سفر التكوين.. وحسب قول بول ريفيردي( النص يقف عند مفترق نصوص يعمق المعنى ويحتد).. فهل نصك اغنية مردوخ قد عمق النصوص البابلية والسومرية،ام قدمت معالجة ردئية وغير موفقة لتلك النصوص الاسطورية المثيرة للدهشة والتأمل ،لانها كشفت عن الوعي الاسطوري الذي ميز تلك الحضارات وإنسانها،بينما كتبت نصك دون ان تحقق ادنى رؤية مغايرة ومالجدوى من هذا الاجترار غير الموفق؟..اين الازاحة الرؤيوية واللغوية التي احدثها ماكتبته؟..انها محاولة لكتابة نص هامشي لم يرتق بمرجعياته التي استند اليها .ان هذه المحاولة التي احاطها الفشل تكشف عن قراءة بسيطة وساذجة للنص الاسطوري المرجعي.. اما محاولتك للخلط العشوائي بين المرجعية الاسطورية والواقع اليومي فهي محاولة لم تنتج رؤيا خلاقة ، وانما شكلت اجترار وخلط ساذج بين الاسطورة والواقع.. ان محاولة خلق اقنعة الاسطرة للنص باسناد مرجعي هي لعبة محفوفة بالمخاطر ان لم يمتلك الكاتب رؤيا ووعي خلاق للارتقاء بالأسطرة الشعرية وهذا ماشكل فشلا لك ويكشف عن انعدام امتلاك المشغل الشعري لبلورة رؤيا مغايرة وخلاقة لإنتاج نص يحقق القيم الجمالية والفكرية ويحقق الثراء الابداعي..انك تكتب بمجانية مفرطة وتوظيفات لاتمتلك ميكانزمات ثرية لإنتاج النصوص ذات الرؤى الإبداعية انك تجتر وبطريقة ساذجة تجارب اخرين قد وظفوا الخزين الاسطوري برؤى خلاقة افتقدتها انت ، مما انتج نصوصا باهتة على مستوى القيم الجمالية والمعرفية والبنى الشعرية واللغوية.. انت تقول في حوار لك (آن الأوان أن أعلن ثقتي العالية بما أنجزته، وفي الكثير منه بتفوق على إنجازات الكثيرين.).. فما هو الذي انجزته بقولك في نص اغنية مردوخ بقولك (اسألك بالمصباح الكهربائي الخائف من قاطع الطريق / اسألك بقاطع الطريق الخائف من المصباح الكهربائي ).ويستمر الهذر في النص ( بيد المرأة التي تطعم بحرارتها قضيب راهب ـ التي ناولتني بيبسي كولا وعيناها ترفعان الجبل .. الخ ) ..هل يمت ماتكتبه بصلة الى الشعر او الى الرؤيا الشعرية .. ( احفاده لم يؤمنوا بالعقل ـ امنوا بالجن ـ آمنوا بالمعجزة ولم يؤمنوا بالنظام)..هل هذا نص يحتفى به ويشكل مغايرة نوعية ؟ ( لو لم تكن طاقة مبرمجة تتبدل اتجاهاتها وتخيفنا / ينتقل الانسان من انا الى انا عندما ينتقل من فكرة الى فكرة).. اين المغايرة والرؤيا في هذه الجمل الساذجة؟ اين البعد الفلسفي الشعري الذي تجترحة بهذه الجمل الشاحبة .. ان نصك هذا الذي تحتفي بشحوبه واحتفى به العديد من الكتبة يشكل ذروة المتاهة وذروة اللغة السقيمة وذروة العطالة عن الشعر..انك تشكل بكل ماكتبته علامة سوداء في تاريخ الشعر العراقي.. وعلامة للسذاجة المفرطة والادعاءات الجوفاء ..

خطوط المشقة
النهار انقضى
.. النهار انقضى
انقضى يا إلهي.. النهار
ولم يبق منه سوى شرر
في زجاج النوافذ او في اكف الصغار
النهار انقضى
والضياء الاخير مضى،
هل اعد الحصى في المدينة
ام اجمع الثلج من عتبات البيوت؟
لقد جنت الناس
وانفرطت رحمة الله
واصاعدت كتل من دخان ونار
وصك الشارع صوت نذير
ففد لا يعود النهار
أقل عثرتي
المساء أتى
ثم اقفرت الروح
وانفجرت وردة
وتكاتف فوق البيوت الدمار.
اقل عثرتي
يا مقيل العثار

دورة الشاي
.. اشهد
انك تسمع هذا الكلام
وترد الجواب
فكن لي شفيعا
فقد اثقلتني الهموم
واتعبني
انني لا ارى احدا
فكيف ابدد هذا الوجوم؟
على سلم فارغ
وسطوح كئيبة.
ولا تنتهي دورة الشاي
منذ الصباح
ولا ينتهي في ظلامي
صفير الرياح
اشهد
انك تسمع هذا الصياح،
الصياح الصموت
واشهد
انك عرف كيف نموت؟
وجه وديان
.. إلهي
أعني.. على وجهها كي أراه
أعني.. أرتب ضحكتها
وانتقالات أقدامها
واتكاء يديها.. على حائط البيت
أو تلتوي قدماها وتسقط
أو تبتدىء فى البكاء
إله السماء البعيدة
يا صانع النور والطين والماء
ويا فاتحا بابه للدعاء
ويا مانحا سر قوته لقلوب سواه
أعني.. على وجهها.. كي أراه

نصيف الناصري/ الكتابة الهاذية
ماذا يستنتج المطلع على مايكتبه نصيف الناصري من مطولات سوى انها الكتابة الهاذية او هذيان الكتابة.. ضخ من المطولات التي لاتضم اية اتساق اوترابط .. هذر مجاني تحت طائلة التحشيش.. ان مامارسه الشاعر الفرنسي رامبو بالكتابة تحت تاثير المخدرات قد انتج اشراقات وفصل من الجحيم ، والتي كشفت عن طاقة المخيال لدى هذا الصبي الشاعر.. لكن ماذا انتجت لدى نصيف الناصري سوى الهذيان.. تراكيب مثل (حلمها المحصود بين المقابر التي تبللها نجوم الخريف ، تضج فيه أصوات بلا قطن ، الحبّ أكثر مطراً من الطوفان) ، (لكن سقوف السنوات التي نعلق فيها كواكب أحلامنا ، ترتجف في جليد حيواتنا) ،(الزمن يسحب نفسه باتجاه التنفسات اللافحة لبصل الشمس) ،(نحتاج الى ملح يتغلغل في الأشجار الميتة للمجتمع)،(والوميض الأزرق للعافية) ( لتنامي الأحافير في السهاد) .. ونحن نتساءل هل (جليد حيواتنا ،بصل الشمس،اصوات بلاقطن ،صيف الفجر) تنم عن معنى،وماهي دلالة ومعنى(الانشوطةالارجوانية للنوم بين نجوم الصيف) ..هل تلك تراكيب استعارات متفردة تقود الى فضاء المجاز،ام مجرد خربشات لإثارة القرف وتنم عن اسهال مزمن وزحار كتابة..مامعنى (الصليات المستمرة لعديمي الضمائر)..انها امية الكتابة وقرفها التي يبثها الناصري مستغلا المجانية المفرطة للنشر عبرالانترنيت التي لاتقل افراطا عن مجانية مايكتبه الناصري من ثآليل مثيرة للرثاء والشفقة يسميها نصوصا شعرية..حتى في تلك التي يحاول ان يقلد فيها نصوص الشاعر لاتريامون او رامبو، فانها لاتعدى السذاجة في التقليد والاستسهال والاعتباطية..سأترك القارئ يقدر حجم الهذيان وحجم العبط في مايكتب من جمل لامعنى لها ولارابط وانساق (لقشور المبتلة للوعود في الهبوط المتشظي لعناكب صوت الحبيبة)،(ويلوّح للفراغات والغيوم الشاحبة لصيف الفجر)،(وتغرقنا في شحوب الغابة الحشرات) ،( تتحرك في انخطافات تتمدد على المصابيح المهتزة بالنعومة)، (مرض النقاش مع الذئاب)، (تسقط اليراعة في سماءأنهارنا ميتة ، ولا لحظة مؤنسة تخاط لدفلى من غدرنا بهم في الأصياف الملتهبة للطائفية)..ماهذه اللغة..هل هي التكعيبية ام السريالية ،ام هي صيغ جديدة من اللغة ؟ ومن ينقذ الشبكة العنكبوتية من هذه الهلوسة والهذيان الذي يلوث ويسمم عوالمنا بفضلات ماينشر..هل ينبري النقاد من اجل افهامنا دلالات هذه اللغة والتي يمكن ان يخرج احد الفطاحل ويقول انها اللغة المستقبلية ويتهمنا بالتخلف وعدم مواكبة التكنولوجيا الحديثة التي يعيشها عالم نصيف الناصري ولغته السنسنكريتية..هل هي هيروغليفيا انبثقت على يده وتتجدد حياة فيما يكتب ونحن عن الابداع في غفلة وسبات.. (ويالغافلين الكم الله) حسب المثل الشعبي ..

الفيروز الأسود للزمن
1
سنوات طويلة نترقبُ في ليالي المنفى العودة المأمولة لحمامة السيدة الشفيعة .
منازلنا التي تتغطى بمخلفات الاعصار ، تنعقد فيها مواثيق لربط الماضي
بالحاضر . سفينة نوح غائصة بالوحل ، والشفيعة لا تفرد نهديها لطيران
الحمامة . حلمها المحصود بين المقابر التي تبللها نجوم الخريف ، تضج فيه
أصوات بلا قطن . الحبّ أكثر مطراً من الطوفان ، والعاشق في حلمه المعطّر
بالنسك ، يوثق نفسه بأفلاك السنوات فداء لنهر المحبوب الذي يروّي بفجره
الأزرق أرض الغياب والتشققات المظلمة للأمل .
2
كلّ ضفة نعبرها ، نترك خلفها غيوم رفيعة من حاضرنا المضطرب ،
ما نتركه هناك ، يصعب علينا التقاط أسراره المغبرّة .
كلّ طقس وكل قربان نحضره عند الفجر ، ينفخ النار
في ايماننا المتصلب ، لكن سقوف السنوات التي نعلق
فيها كواكب أحلامنا ، ترتجف في جليد حيواتنا .
مرايا كثيرة تتحطم في حصاد الليل ، وتغرقنا في شحوب
الغابة الحشرات . العندليب يغرد في الظلمة . ممرّ حاد
نتسلل عبره صوب رطوبة الذكرى ، وننزل الى الخاتمة
الساكنة لمصائرنا . الزمن يسحب نفسه باتجاه التنفسات
اللافحة لبصل الشمس .
4
لدينا خطط كثيرة نجتاز عبرها التلال المهدمة لأرض الكراهية . معظم من ودّعناهم
يعانون الآن من مرض النقاش مع الذئاب . البيوت ترخي فضة أشجارها الى
الأسفل ، ونوافذ الصباح تشوّه قناديلها الصليات المستمرة لعديمي الضمائر . كلّ غصن
بالعراق يضجّ الآن بحراشف ثارات قبائل ، ولا مصل يمكننا من خلاله ازالة السم
عن الينابيع والميادين المحفرّة . نحتاج الى ملح يتغلغل في الأشجار الميتة للمجتمع .
كلّ تنصت على الاحتضار المتمايل للثمرة ، يحجب عنّا الأفق الدامي للتاريخ .
خدعتنا النخب العاجزة في ايماءات الشمس ، وخدعتنا ثقافاتنا المتبجحة ومذاهبنا
التي أطبقت ظلمتها الجنائزية على أحلامنا المجروحة . تسقط اليراعة في سماء
أنهارنا ميتة ، ولا لحظة مؤنسة تخاط لدفلى من غدرنا بهم في الأصياف الملتهبة
للطائفية . نظرات كراهية تتقدمنا في الانفجارات التي تجمّد الندى في السقوف .
زمن شقاء يقطر اعصارات تحطم الأبواب الرخوة للمستقبل ، والوميض الأزرق
للعافية .
7
الأشياء التي امتلكتها في الماضي ، اختزلتها في خرائب تتداعى على الفراغ .
مرايا الزمن الفظ والشائن ، القشور المبتلة للوعود في الهبوط المتشظي لعناكب
صوت الحبيبة . يلزمني الآن أفكار معادية أصيخ السمع لها تحت الأخاديد
الجامحة لضفائر الماضي . الانخطافات لا تغيّر ما أريد أن أدفنه . اذلالات ،
رجّات يدسّها النسيان في النار الشاذّة لتنامي الأحافير في السهاد . الانشوطة
الارجوانية للنوم بين نجوم الصيف ، تفتح الأزمنة للطفولة المتمايلة بين الاهرامات
وبين مناحات الينابيع .

8
اصوليون يصطدمون بحجارة تعصباتهم ، ينزلون المقدس
من عليائه ويرمونه في الصراعات { السياسية والقومية } .
كل ايمان نازية سوداء ، والطقوس
العاب شيطانية نقتل فيها آلهتنا بالسيرك .
تحتاج البشرية الآن الى نفخ طويل في رماد ضعتها
التي تعزلها عن المطهرات الموصلة الى وميض المطلق .
اصوليات ، هيجان مجانين في أمكنة العبادة
سخرية مشبّعة بالعته تسقط كل قيمة حقيقية لما
تبجحنا به طوال التاريخ .

كذبة زنخة اسمها غزاي درع الطائي..
منذ اواخر السبعينات وبظهور مايسمى بجيل السبعينات في مجلة الكلمة ظهر غزاي درع الطائي ثم بدأت كتاباته تتصدر المشهد الشعري في الصحف الحكومية .. قصائد مثيرة للضحك والرثاء وحافلة بتسطير الكلام يغلفها ايقاع التفعيلة.. كتابات تكشف عن ازمة وعي وازمة انتماء سلطوي مثلما تكشف عن ضحالة ثقافة السلطة ..هل ان التفعيلة التي ترتكز عليها كتابات غزاي درع الطائي تمنحها صفة الشعر.. وها انا اراه ثانية يبث سذاجة نصوصه التي تثير الضحك والسخرية والشفقة على صاحبها.. هو الذي غادر وكان عليه ان يصمت .. لكنها سذاجة شخصيته دفعته الى الظهور على صفحات المواقع ليعيد ذات المسلسل من الضحالة الفكرية والضحالة اللغوية.. ياغزاي درع الطائي الزمن تغير وانت لازلت تراوح بلغة السذاجة ولازلت تكتب المثير للضحك .. اي اشعار هذه التي تدعي انك تكتبها بلغتك التي تصلح لصحف النظام الذي ترعرعت في احضانه وماعادت تليق حتى بمقاهي الحيدرخانة .هل هذا من الشعر بشئ ياغزاي وانت تكتب (قالَ : أصبحَ مسؤولاً كبيراً وهو اليومَ لا يسيرُ إلا في حشدٍ كبيرٍ مِنَ الحماياتِ والسَّيّاراتْ).. هل هذه اشعارك التي تريد ان تحرقها لتضئ ظلام العالم.. ان ماتكتبه هو الذي يشيد ظلام دامس.. لن نتعجب حتى لو انك حرقت كل مافي جعبتك..لابخور يتصاعد منك..لاشيء سوى رائحة فضلات تريد ان تلوث بها عوالمنا ،ولم تكتف بما لوثت به حياتنا سابقا انت وفيلق الاعلام الذي شيدته الديكتاتورية وكنت انت احد النماذج في ذلك الفيلق البائس..عليك ان تصمت ،وعلى هذا العالم ان يقيم الحجر عليك تحت بند السفاهة والهذر..هل تمتلك ذرة من الكياسة وانت تكتب (تاركاً ورائيَ مستشفياتٍ بلا صحَّةٍ وحقولاً بلا زروعٍ وأنهاراً جافَّةً وأراضيَ سبخةً ومصانعَ بلا صناعاتٍ ومدارسَ بلا تربيةٍ ولا تعليمٍ وكلِّيّاتٍ بلا تعليمٍ عالٍ ولا بحثٍ علميٍّ وعرائضَ لا يطَّلعُ عليها مسؤولٌ ويافطاتٍ لا يقرؤها أحدٌ وملفّاتٍ مصيرُها مجهولٌ وقضايا لا ينظرُ فيها أحدٌ مِنَ القُضاةْ وَمِنَ العجائبِ أنَّ التأخُرَ تحملُهُ إلينا الطّائرةُ أمَا التَّقدُّمُ فتحملُهُ إلينا السلحفاةُ ).. هل هذا شعر بربطة عنق ام له وجود مرئي ببدلة زيتوني؟وهل ستجد من يكترث لماتحرقه من كلام (تسفيط) .. وهل تعتقد ان البخور سيتصاعد من هذرك هذا الذي ستحرقه ام ستتصاعد رواح كريهة وانت تكتب ( خبر : نَفَتْ أمريكا أنْ يكونَ النفطُ هوَ ما جاءَ بها إلى العراقْ تعليقٌ على الخبر :ولكنَّ عدّاداتِ النفطِ لم تنفِ ذلكْ وهذا خبرٌ مؤكَّدٌ : كانوا قبلاً يسترقونَ السَّمعْ الآنَ يسرقونَ النفطْ).. ثق ياغزاي انك هرمت وماهذه الكلمات التي تسطرها إلا من نمط تخريف العجائز.. توقف ياغزاي عن الهذر.. توقف عن اطلاق مايثير الشفقة عليك.. توقف عن السفاهة وانت في خريف العمر..توقف فما انت الا عاطل عن كل شئ ..(تعلَّمْ من النَّملةِ والبعوضةِ والذُّبابةِ والعنكبوتِ والحمامةِ والحصانِ والحمارِ والبغلِ تعلَّمْ تعلَّمْ ) تعلم فن الصمت، فماانت سوى كذبة زنخة وبضاعة كاسدة مسها العفن .. سأضع امام الجميع نماذجا من هذه السذاجة المثيرة للرثاء ..

أنا أُحرقُ أشعاري لأُضيءَ ظلامَ العالم
( 1 )
لا تتعجَّبوا إذا ما رأيتُموني
وأنا أُحرقُ أشعاري
.........
أنا أُحرقُ أشعاري
لأُضيءَ ظلامَ العالم
أنا أُحرقُ أشعاري بخوراً
إكراماً لأنفِ العالمِ
( 3 )
على ساحلِ الهَمِّ العربيِّ
أفرشُ عباءَتي
وأضعُ عِقالي ويشماغي جانباً
وأضعُ عصايَ تحتَ رأسي
وآخُذُ قيلولتي الكاملةَ
تحتَ شجرةِ التّاريخِ العربيِّ
تاركاً ورائيَ مستشفياتٍ بلا صحَّةٍ
وحقولاً بلا زروعٍ
وأنهاراً جافَّةً
وأراضيَ سبخةً
ومصانعَ بلا صناعاتٍ
ومدارسَ بلا تربيةٍ ولا تعليمٍ
وكلِّيّاتٍ بلا تعليمٍ عالٍ ولا بحثٍ علميٍّ
وعرائضَ لا يطَّلعُ عليها مسؤولٌ
ويافطاتٍ لا يقرؤها أحدٌ
وملفّاتٍ مصيرُها مجهولٌ
وقضايا لا ينظرُ فيها أحدٌ مِنَ القُضاةْ
وَمِنَ العجائبِ
أنَّ التأخُرَ تحملُهُ إلينا الطّائرةُ
أمَا التَّقدُّمُ فتحملُهُ إلينا السلحفاةُ
هلْ أتكلَّمُ ؟
أَوَيَصُحُّ الكلامْ
عنِ الكرامةِ والكرامْ
في أُمَّةٍ منزوعةِ الحرِّيَّةِ
ومنزوعةِ السِّلاحِ إلا على أبنائِها
والغرباءُ
لَهُمْ فيها مقامٌ كريمٌ
وتحيَّةٌ وسلامْ
( 15 )
تعلَّمْ أيُّها الباحثُ عن الإستنارةِ يا أخي
تعلَّمْ
تعلَّمْ ... فالجميعُ ، ومهما يكنْ
طلابٌ على مقاعدِ الحياةِ
تعلَّمْ مِنْ كلِّ شيءٍ في الوجودْ
ألمْ يتعلَّمْ قابيلُ مِنَ الغرابْ ؟
الغرابُ تعلَّمَ قتلَ أخيهِ مِنْ قابيلَ
وقابيلُ تعلَّمَ الدَّفنَ مِنَ الغرابْ
قابيلُ والغرابُ
والقتلُ والتُّرابْ
رباعيٌّ خالدٌ يكتبُ رباعيّاتِهِ
ويعزفُها على أوتارِ الموتِ والتُّرابْ
تعلَّمْ أخي أيُّها الباحثُ عن الإستنارةِ
تعلَّمْ
تعلَّمْ
تعلَّمْ من النَّملةِ
والبعوضةِ والذُّبابةِ والعنكبوتِ والحمامةِ
والحصانِ والحمارِ والبغلِ
تعلَّمْ
تعلَّمْ

[email protected]



#اوروك_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3 ق ...
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/2 . ...
- لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/1
- خرجنا... ولم نعد !!
- ورطة الكتابة مرة اخرى / الى الملحق الثقافي في جريدة الصباح
- السامري والاسخريوطي بجسد واحد – 3..احمد عبد الحسين.. الهروب ...
- السامري والاسخريوطي بجسد واحد..


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اوروك علي - لاقصيدة تأتي .. لاشاعر يجئ ..الشعر العراقي في زمن اليباب/3