|
حرب الخرائط / بين صربيا 🇷🇸 الكبرى ورسيا 🇷🇺 الكبرى ، وقلادة أم بوتين المباركة ✝ ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ تتكاثر هي النقاط الساخنة هذه الأيام ، إن كانت داخل الكنيسة الارثوذكسية الموسكوفية أو في خارجها القريب ، بالفعل ، وكما اعتادت هذه السطور أن تضع لقارئها مواضيع سياسية وثقافية مختلفة ، أيضاً اليوم تقدم قسطاً غير قليلًا من التحليل المعمق للصراعات القومية وانعكاساتها على التاريخ الديني ، كتراث يتناقل بقوة الدفع ، مهما بلغت سلطة المحو على قادرتها على المحي ، بالطبع ، ظلت النقطة بين الالزاسيين واللورينون هي الالتقاء والاختلاف ، بل هي شاخصة ومرعبة لسكان أوروبا 🇪🇺 ، فعلماء التاريخ وأصحاب المعرفة بالقوميات الأوروبية ، يضعون اليوم أيديهم على قلوبهم جراء ما يحصل بين روسيا 🇷🇺 وأوكرانيا 🇺🇦 ، فالمشاريع القومية كما يقول ويشير☝ التاريخ ، تعودت النظر إليها من ثقب 🕳 الخرائط ، وهذا الثقب كان على الدوام كفيل في تدمير أوروبا 🇪🇺 ، تماماً 👌كما سُجّّل بدفاترها الحربين العالميتين ، والحال أن هذه النقاط المختلف على أصولها ، هي كثيرة ، وإذ ما أنفتح بابها ، بالمؤكد 🙄 سيكون درجته جحيمية ، وهذا التشخيص لم يفلت مني شخصياً ، بل حرصت على عدم الإغفال عنه ، كلما ظهر حدث مشابه للمسألة الأوكرانية ، بل كنت أتابع بتقيم دقيق للتجارب السابقة أو خصيصاً إلى الخطوات التى كانوا الأوكرانيون يخطوها بعد استيلاء موسكو على جزيرة🏝 القرم ، كيف أنهم دائبوا على تعميق قوميتهم وأيضاً حرصوا على إظهار أوجه الاختلاف والخلاف مع القومية الروسية ، بالطبع ، دون أي تجاهل لديمومة الحركة في الإتجاه الآخر ، أي نحو الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 ، فالروس أيضاً والذين يتمثلون بروسيا الكبرى 🇷🇺 ، تعمدوا على الدوام التأكيد على القومية الروسية لكل من بولندا 🇵🇱 وأوكرانيا 🇺🇦 ، لأن الطرف الروسي كان ومازال يؤمن بضرورة التمسك بالتقاليد والوطنيات اللتين تحفظان المنظومة الأخلاقية ، وهو بالنسبة لهم ، التمسك ، أمر حتمي ، لأن ذلك يوفر حماية البقاء ، بل هو أمر يكفل تجديد روح الأخلاق للمجتمعات ، وهذا تحديداً الذي يجعل القوى المختلفة على النقاط الحساسة ، يعيدوا مجدداً تموضعهم من أجل 🙌 الحصول عليها ، فأوكرانيا بالنسبة للجميع ليست كأي جغرافيا أخرى ، بل الغرب يعتبرونها وبالأخص واشنطن 🇺🇸 ، هي التحدي الذي دائماً تدفعهم أن يجعلوا منها نموذجاً للإنتاج والإنماء والازدهار النوعي في أوروبا الشرقية ، ولأنها تتوفر فيها الأسباب الجوهرية ، التى يحقق لها التنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ، بل أيضاً شعبها كان انحاز بالكامل للحضارة الغربية عندما صوت 🗳 للحكومة الحالية بكثافة ، وهذا الانحياز جعل من موسكو اللجوء إلى عهد الحروب على الخرائط ، فالبارحة كانت الحرب على جزيرة 🏝 القرم ، واليوم على أوكرانيا 🇺🇦 وغداً ربما أو هو المرجح على بولندا 🇵🇱 ، لأن الأخيرة تعتبر للروس نقطة الصراعات القوميات في أوروبا .
ولكي تتجنب القوى الكبرى في هذا الكوكب 🪐 ، العودة إلى الصراعات التاريخية ( الدامية ) ، أنشأت مبكراً كل من الولايات المتحدة 🇺🇸 مجلسها المعروف بإسم مجلس العلاقات الخارجية الأميركية ، كما أيضاً حصل ذلك في بريطانيا 🇬🇧 ، وعلى وجه السرعة ، أخذت لندن 🇬🇧 قراراً بتأسيس مركزها لنفس الغايات وتحت 👇الأسم الشهير ب«شاثام هاوس» ، في المقابل ، أيضاً الروس لهم مركزهم ، مركز الفكر للشؤون الخارجية ، بالطبع جميع الغرف التى تُعرف أو بالأحرى يُطلق عليها بغرف الظل ، مهمتها تقديم النصح من أجل 🙌 صنع سياسات متلاصقة بالوقائع التاريخية والتى عادةً يبني عليها السياسي قرارته السليمة ، بل في مضمونها الأعمق ، تتربع هذه الغرف على كراسي💺🪑 ، يحال لها الأزمات التى تقع بين القوى الكبرى والتى تاريخياً كانت قد أشعلت الحروب بسببها ، وعلى الرغم أن حروب الخرائط والتى تصنف ضمن القوميات ، والتى تعتبرها دولة مثل روسيا 🇷🇺 ، هي غايتها الأولى ، تغيير اليوم الخطاب ، فهناك 👈 لغة حديثة تختلف عن الماضي ، فالروس اليوم يقودون مشروعاً ، كما يقولون ، حماية أوروبا من العلمانية وإعادتها إلى ماضيها الديني التقليدي ، وهذا بدوره كفيل في فتح باب الحروب ، هو أعرض وأوسع من حروب القوميات ، لأن الصراع سيكون بين المذاهب الكنائسية ، أي بالمختصر المفيد ، سيعود التحالف التاريخي بين السلطة والكنيسة .
أوروبا تصنف نوعاً ما بالعلمانية ، وهذه حقيقة 😳😱لا مفر من الإعتراف بها ، حتى لو كان أحيانًا التعايش يشوبه الكثير من العنصريات ، لكن أوروبا العلمانية 🇪🇺 تتعايش مع مختلف العقائد ، منها على سبيل المثال ، الوثنية أو الإسلامية وبالطبع ، أيضاً تتعايش مع العديد من المذاهب الكنائسية ، وطبعاً لا تنتهي الحكاية عند الماركسية أو الاشتراكية اليسارية أو حتى اليمينية الوسط ، بل هناك طرق ومذاهب سياسية كثيرة ، بل أيضاً على نحو ما ، قد يكون أبعد أثراً بالنظر إلى كل ما أسلفناه ، تبقى المرحلة المظلمة في تاريخ أوروبا 🇪🇺 ، هي الانقسام الطائفي ، وهذا مجدداً عاد بين الأرثوذكسيين ، الجانب الأوكراني 🇺🇦 والآخر الروسي 🇷🇺 ، بل الكييفيون لم يعودوا كما كانوا من قبل ، بأنهم المنطقة العازلة بالمعنى العميق ، لأنهم أصبحوا يرتبطون بجوارهم الغربي ، خاصةً بالفرنسي 🇫🇷 والبريطاني 🇬🇧 ، وهذا ظهر أكثر عندما ارثوذوكسيون كييف لقبوا الرئيس بوتين بروح الدجال ، إذنً ، وعلى الرغم من الخطابات المختلفة ، تبقى جوهرانية الاختلاف ، هو الإيمان والهوية ، بل جميع التبريرات التى قدمها الرئيس بوتين على شاشات 📺 الإعلام تتشابه تماماً 🤝 للمبررات التى كان حسن نصرالله قد أرتكز عليها بداية تدخله في سوريا ، على سبيل المثال ، قال بوتين بأن هناك نوايا اوكرانية بتدمير الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ، وهذا حصل بالحرف مع حزب الله عندما أدعوا أنهم ذاهبون إلى سوريا من أجل 🙌 حماية ما يطلقون عليها بالمراقد ، وكلمة مرقد هنا 👈، يفهم منها ، أن من هو داخل القبر ليس ميتاً 💀بقدر أنه راقداً حتى يؤذن له بالخروج .
وفي محطة أخرى تتجلى طبّّّع الفكرة أكثر ، كان اتكاء بوتين منذ استيلائه على جزيرة 🏝 القرم ، هو دينياً خالصاً ، أي على الدين ، لأنه يعتبره تاريخ البشرية الذي يساكنهم ، وهذا يتيح له مسح ببساطة الطابع الوطني عن أي جغرافيا شاركت يوماً ما الروس التاريخ والثقافة والروحانيات ، وبالتالي ، وعلى هذا المفهوم تغيرت عقيدة الجيش الأحمر ، لم يعد هناك 👈 على سبيل المثال ، موجهاً سياسياً كما كان سابقاً ، لقد اُستبدل هذا الموقع بالقساوسة ، بالفعل ، أحيلت مهمة رفع المعنويات ونشر الحماس للقساوسة عبر خطبهم ، بل من أبلغ الأدلة على عتقية أفكار بوتين ، أنه عندما إجتاح أوكرانيا 🇺🇦 ، فهو بذلك يعيد إحياء تلك اللحظة التى وقف ✋ فيها سميه فلاديمير الأول مع جمع ➕ كبير من الوثنيين عند ( نهر دنيبر ) في العاصمة الأوكرانية كييف بهدف التعميد الأول ، وكان هذا التعميد هو تاريخ ولادة المسيحية ✝ الأرثوذكسية في المنطقة برمتها .
ما خلا من نقاشاً كهذا ، هو كفيل أن يفسر ببساطة رؤية الطرفين لبعضهم البعض ، بالطبع ، من عناصر التأزم الحالية إلى الخلفية الأعمق ، فالقديس بوتين ينظر 👀 لزيلينسكي على أنه الشيطان ، لأنه ببساطة يسعى بجهد إلى نقل الأوكرانيين البسطاء ومعهم الروس الطيبون إلى الأشرار في الجهة الغربية ، وبالتالي ، لم يكن القديس أن يهاجم الشيطان دون أن يسبق ذلك هجوم من الشيطان ، وفي سياق أخر ، وهو خاضع لسجال خارج الكرملين ، لكنه أمره محسوم في داخل الكرملين والكنيسة الارثوذكسية الروسية ، بأن القديس بوتين يصنع البطولات في أوكرانيا 🇺🇦 وكذلك قبل ذلك في جزيرة 🏝 القرم ، بل كل خطوة يخطيها ، فهو بذلك يحارب أعداء الإله ويجنب الروح المقدسة من التهديد حتى لو كانوا الضحايا من الارثوذكسيين التابعين للكنيسة في تركيا 🇹🇷 ، وكل هذا تبرره الكنيسة الارثوذكسية في روسيا 🇷🇺 ، بل كل ما صنعه في سوريا ، هو من أجل 🙌 الاقتراب من القسطنطينية ، كما هو الحال الآن في أوكرانيا 🇺🇦 ، فأنه يضرب بلا هوادة بصواريخ 🚀 هي أسرع من الصوت وبالأسلحة الحرارية ، بل يهدد العالم بالنووي ، لأنه يعتقد 🤔 بأنه يقود حرباً مقدسة ، وهذا الاعتقاد كانت والدة بوتين المتدينة ، قد أشبعت أبنها عندما عمدته سراً وألبسته قلادتها ➕، وعلى الرغم من السنوات الطويلة التى أمضاها في جهاز الاستخبارات ، والحياة التى عشاها مع النظام الشيوعي ، إلا أن السنوات الأولى كانت تأثيرها عليه أكثر بكثير من تأثير الثالوث ، ماركس ولينين وستالين ، بل مازالت قلادة والدته والتى تلتف عنقه وتتدلى أدنى صدره ، هي في عميق 🧐 مدلولاتها ، تقول أنه ذاهب لإعادة ميلاد الأرثوذكسية في روسيا الجديدة ضمن دولته الحديثة .. والسلام👋 ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهارة الإفلات من العقاب ، 5 عقود كان الذبح على السكين
-
المعلم 👨🏫 بوتين يعلم البشرية دروس 📚
...
-
كان الاحتفال بالنصر✌هذه المرة في الكاتدرائية ⛪ /
...
-
باتروشيف صانع ضباط 👮♂روسيا 🇷🇺
...
-
لأنه لا يخضع للمحاسبة الدولية 🪐🌍، الأسد يحصل
...
-
الصناعات العسكرية 💣 🚀 ✈ 🔫 ليست
...
-
الإدمان في محمور بوتين 🇷🇺 حلالاً ، أما في ال
...
-
بوتين 🇷🇺 وقدوته الفيلسوف إيفان إيليين ..
-
السؤال الأهم ، هل سيعود بوتين 🇷🇺 من اوكرانيا
...
-
قوة الدولار الأمريكي 🇺🇸 / بين دعاء 🤲
...
-
الحروب الخاطئة والانتصار الذي يمهد للهزيمة …
-
شركات أكبر من الجمهوريات الكلاسيكية/ الأوكراني 🇺----
...
-
المسائل الاستراتيجية لا تقبل الاختبارات 🇺🇸 /
...
-
الاضطهاد والعنصرية، لا يميزان بين مسلمو جنوب آسيا ومسلمين ال
...
-
بين البلطيق والبحر الأسود / فلاديمير التاريخي وأخر متجدد / م
...
-
إجتماع الأحزاب التونسية 🇹🇳 يساهم في وقف c
...
-
تتشابه أسباب الظهور ، الاناركية في أوروبا 🇪🇺
...
-
مقال الآلف / درويش الذي يردد سورة الرحمن مع الغرباء وحقيبة ا
...
-
هذا هو المعنى العميق أن ترحل بريئاً 👦 …
-
المسألة الأوكرانية 🇺🇦 ستفجر إشكالية كونية
...
المزيد.....
-
مقتل أمريكي وإصابة 16 في غارات روسية ليلية على كييف
-
ورقةُ ضغط أم أزفت الآزفة؟ ترامب يدعو سكان طهران لمغادرة العا
...
-
آخر تطورات المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية لحظة بلحظة
-
وكالات: تقرير عن حادث بحري قرب مضيق هرمز
-
الحرب بين اسرائيل وايران : قصف يطال التلفزيون الإيراني وطهرا
...
-
شهداء بقصف على نازحين والقسام والسرايا تستهدفان قوات الاحتلا
...
-
مصادر لـCNN: ترامب يوجه أعضاء إدارته لمحاولة لقاء مسؤولين إي
...
-
عاجل.. إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صار
...
-
هآرتس: إسرائيليون وأجانب يدفعون آلاف الدولارات للخروج بحرا إ
...
-
رئيسة الصليب الأحمر: المدنيون يدفعون ثمن تراجع الالتزام العا
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|