|
بوتين 🇷🇺 وقدوته الفيلسوف إيفان إيليين ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ هو وقوف يأتي ضمن الضرورات الارتدادية وكسر الحدود ، نعم 👏 كان وقوف وزير خارجية الولايات المتحدة 🇺🇸 أنتوني بلنكين على شريط الحدود بين بولندا 🇵🇱 وأوكرانيا 🇺🇦 رسالة واضحة المعالم ، ليقول للطرف الآخر ، بأن الغرب وجميع من ينتمي للقيم الحرية والديمقراطية يقفون صفاً واحداً بوجه من يرغب أن يعيد عقارب الساعة إلى الحقبة الستالينية ، تلك الحقبة التى كانت تعج بالكبار ، فبنهاية المطاف ، يمكن 🤔للمرء أن يعتمد نظرية التبرير لكل شيء ومنها اجتياح هتلر لروسيا ، لأن ألمانيا 🇩🇪 شعرت بالظلم وبتهديد اقتصادها بالإفلاس من إتفاق فرساي ، ومن العبث تصريف هذه الاعتقادات بمنأى عن العودة قليلاً إلى الوراء ، كان بوسع واشنطن 🇺🇸 في حقبة إعلان 📣 نهاية الشيوعيه وتفكيك الإتحاد السوفياتي ، أن تصل قواتها والحلف الناتو إلى أوكرانيا 🇺🇦 ، لكن ارتأت المنظومة التى تتولى التخطيط في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، أن تتوقف في بلد يعتبر أو يصنف بالأحرى بالحلقة العسكرية التى تممت الحلقة الاقتصادية لحلف وارسو ، 👈 بولندا 🇵🇱 ، هي جوهر الحكاية والجهاز العصبي المضاد للجغرافيا الألمانية 🇩🇪 ، وبالتالي ، السؤال الذي يتوجب الجواب عليه ، من أين جاءت تسمية الغرب غربًا والشرق شرقاً طالما الطرفين أوروبيون ، وعلى الرغم من أن الأوكرانيين 🇺🇦 الشرقيين الذين يدفعون اليوم تكلفة 🩸باهظة من الدماء وايضاً لبنية بلادهم التحتية والتى تدمير بمنهجية حاقدة ، إلا أنهم يخوضون أشرس المعارك من أجل 🙌الالتحاق بأوروبا الغربية ، في المقابل ، تتعالى الأصوات في جمهورية بولندا 🇵🇱 التى فتحت حدودها للفارين مِّن جنون الآلة العسكرية الشرقية ( الروسية ) ، وهذا يعود بصراحة 😶 ، بل عندما يبحث المرء في الاجتماع البولندي ، سيكتشف أن السبب هو عنصرية المجتمعات الغربية مع البولنديين ، فهؤلاء يشعرون بالدونية نتيجة ممارسات حلفاءهم بالاتحاد على صعيد العلاقات السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية ، تماماً🤝 كما هي نظرة 👀 ابن مدينة بون في ألمانيا 🇩🇪 الموحدة وأي شخص يسكن في مدينة لايبزيغ ، وبالرغم أيضاً ، كانت بولندا 🇵🇱 تاريخياً منقسمة بين الألمان 🇩🇪 والايطاليين 🇮🇹 والفرنسية ، لدرجة أن كانت اللغة الفرنسية تعتبر اللغة الثانية ، إلا أن التغير الجذري الذي حصل كان في حقبة ستالين ، الحقبة الشيوعيه ( الحديدية ) ، بالطبع انشقت الهوية البولندية بين الغرب والشرق ، فعدم استقرار الجغرافيا البولندية 🇵🇱 بين طرفي الصراع تاريخياً ، الشرق القيصرية والغرب الملكية ولاحقاً العلمانية ، أحدث كسل طويل بين النخب ، تراجعت الثقافة والأخلاق وحتى الفن أو بشكل أوضح ، توقف 🛑 التطور لدرجة كانت الاستقراطية البولندية مستواها أقل بكثير من الغربية ، وكل ذلك ساعد إلى خلق ثقافة تتماشى مع الثقافة الشرقية والتى تعتبر حسب المفهوم الغربي ، بأنها قاصرة وغير قادرة على إحداث متغيرات كالتى صارت في الغرب ، على سبيل المثال ، مثل العقد الاجتماعي الذي أنتج الديمقراطية والحقوق المدنية وواجبات المواطنة .
لقد كانت الأصوات التى أوصلت اليمين المتشدد للسلطة عبر حزب ( القانون العدالة ) أمر ملفت وهي أيضًا أفرجت عن حقبة ليبرالية قصيرة ، كواحدة☝من أشد الأضاليل والمخادعة احتيالًا ، لأن كما يعرف عن الحزب ، أنه يتبنى شعارات مناهضة لطريقة الحياة في أوروبا ويتطلع إلى إحداث متغيرات تصل لدرجة الانقلاب عليها ، بالطبع ، دون أن يخسر موقعه في الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 ، بل يعتبر حزب القانون والعدالة ، بان أوروبا تنازلت عن القيم المسيحية ✝ والذي يتناقض ذلك مع الهوية البولندية 🇵🇱 التاريخية ، وبالتالي ، هو حزب مختلف نظرياً مع المربعين ، الطرف الغربي المتمثل باليسار والأخر الشرقي المتمثل بالدكتاتور الروسي ، لكن اليوم ومع الحرب الدائرة على أرض أوكرانيا 🇺🇦 ، توارت الصراعات الثقافية ، لأن التهديد أصبح واحد☝، فبولندا 🇵🇱 لها حدود مع اوكرانيا 🇺🇦 طويلة وتعتبر نقطة الفصل بين ثقافيتين الغربية والشرقية ، وللتاريخ قول مأثور هنا 👈 ، جدير استعادته في هذه الأيام الحربية ، كان اتحادهم نادر في التاريخ ، على سبيل المثال ، اجتمعوا على مقاتلة هلتر ( النازية ) ثم سرعان ما عاد الاختلاف ، وهذا يفسر لحجم المشتريات التى أقرتها وارسو للأسلحة من واشنطن 🇺🇸 ، تحديداً بعد اجتياح الجيش الروسي 🇷🇺 لاوكرانيا 🇺🇦، تقدر الصفقات ب 6,5 مليار دولار 💵 ، لكن ايضاً ، لم يعد لبولندا 🇵🇱 خيارات كثيرة ، تماماً🤝 كما هو حال الناتو ، فالتحدي الأمني لأوروبا كبير ، لهذا الطرفين في الغرب ، العلماني والمتمسك بالقيم المسيحية ✝ ، تجاوزا الخلافات من أجل 🙌 إعداد وإعادة الاستراتيجية العسكرية للتصدي لطموح موسكو ، الذي يرغب سيد الكرملين بالعودة إلى زمن الكبار .
يبقى احتجاج بولندا 🇵🇱 ، أو إي دولة أوروبية آخرى في الجانب الشرقي ليس محقاً😟 ، لأن بصراحة 😶 الفارق بين الطرفين كبير حتى لو مرّ عقود على إنتمائهم للناتو والاتحاد 🇪🇺 ، فعلى سبيل المثال ، دولة مثل ألمانيا 🇩🇪 وشعبها بأكثريته ، وهنا 👈 أقصد الأغلبية ، أو حتى الولايات المتحدة 🇺🇸 أو معظم الدول الغربية ، كانوا قد استقبلوا اللاجئين السوريين وغيرهم وفتحوا أبواب منازلهم ، كما يصنعون الآن مع الاوكرانيين 🇺🇦 دون تميز ، لكن الدول الشرقية في الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 رفضوا سابقاً استقبال أي فرد مِّن اللاجئين السوريين أو حتى من دول العالم الثالث ، في المقابل ، استعدوا إلى فتحها للاوكرانيين لأنهم يعتبرونهم جزء من تاريخهم وثقافتهم ، وخلاصة القول ، يطالبون من الأعضاء الغربيين في الاتحاد ، بالكف عن ممارسة التميز بحقهم ، في حين يمارسون العنصرية بحق غيرهم ، وعلى هذا المنوال ، يتقدم مشروع الاوراسي الروسي في مناطق قد شهدت تحول عميق 🧐 بنظامها ( الديموقراطية ) ، بل لم يتوقف الزحف الروسي عند سلسلة مناطق باتت في جعبته ، فاليوم يراقب من موسكو البوسنة والهرسك 🇧🇦 ويرغب بفصل صربيا 🇷🇸 ، بل في زيارة بوتين الأخيرة للصين 🇨🇳 ، هناك معلومات تشير☝عن محادثات أجريت مع رئيس كوريا الشمالية 🇰🇵 من أجل 🙌 إعادة العلاقات معها تدريجياً ، وهذا دلالته تعني ، أن الصين 🇨🇳 تحتاج مساعدة كوريا كيم يونغ في تنفيذ مشروع الانقضاض على تايوان 🇹🇼 .
لا يمكن لأحد مهما كانت قوة بلاده ، أن يضع العالم بين خيارين لا ثالث لهما ، أما التفرج على ذبح الديمقراطية في اوكرانيا 🇺🇦 أو التهديد بالنووي لكل من يدعم أو يتدخل في توفير الدعم اللوجستي أو غيره لحكومة منتخبة شعبياً ، وهذا المنطق يمكن 🤔 للمرء تفهمه ، لأنه صادر من الرئيس بوتين 🇷🇺 الذي يعتمد سياسات في بلاده ، تُفسر أفعاله في الخارج ، لقد تبنى بوتين فكر الفيلسوف الديني والسياسي ( الروسي 🇷🇺) إيفان إيليين ، كأنه يطبق نظريته الاجتماعية والسياسة بحذافيرها ، فهو يعتبره قدوة ، وبطبيعة الحال ، كان الفيلسوف قد قدم رؤيته للدولة والديمقراطية ، كمدرسة فيها طلاب يقودهم أستاذ 👨🏫 ، لأن حسب قوله ، النظام في النهاية يشبه أعضاء جسم الإنسان ، أي أن لكل عضو له مكانه الخاص وخصوصيته ومهمته ، وبالتالي ، لا حرية🗽لأي عضو إلا بحرية الأعضاء معاً ، إذنً ، هنا 👈 الانتخابات والاقتراع في نظر 👀 بوتين ، إن كانت في روسيا 🇷🇺 أو أوكرانيا 🇺🇦 أو في سوريا أو حتى في حوض دونباس ، هي في جوهرها حالة جماعية من أجل 🙌 استمرار الأستاذ في قيادة الطلاب .
خطورة ⛔ فلاديمير لبوتين ، أنه في خطواتهم الاستيلائية على مناطق مثل جورجيا 🇬🇪 أو جزيرة القرم أو التدخل في سوريا أو حتى فصل المناطق عن دولها مثل حوض دونباس وغيرهم ، يدفع بذلك إلى استعجال ظهور ظاهرة التشدد اليميني بأوروبا الغربية والشرقية معاً ، فدولة مثل لبولندا 🇵🇱 أو اوكرانيا 🇺🇦 التى تشهد الأخيرة اجتياحاً ، تشهد متغيرات أو بالأحرى إنقلاباً على العلمانية لصالح القيم التاريخية ، وبعيون منفتحة على هذا الصراع ، كانوا الروس كما هو ظاهر لنا ، حريصون 🧐 على تأجيل الاجتياح حتى تكتمل لديهم العدة ، فإن كل ذلك جاء على حساب رفاهية المواطن والذي يعاني بالأصل من أوجاع اقتصادية واجتماعية وسياسية ، بل هو صراع يؤسس في الغرب إلى إلغاء العولمة الذي بدوره سيضاعف نهج الكراهية للآخر ، تماماً 👌 كما صنع نظام الأسد ومربعه في كل من سوريا ولبنان 🇱🇧 والعراق 🇮🇶 ، ولعل ذلك المشهد هو الأجدر باسترجاعه ، لأن كانت وظيفة نظام الأسد بين الأب والابن ، هي في الأول ترسيخ العبودية الحديثة ومن ثم طرد كل من يتمرد عليهما ، وهذه المنهجية اليوم يعاد إنتاجها في أوكرانيا 🇺🇦 .
ولعل الأشد قولاً ووضوحاً هنا 👈 ، من حيث التجربة الحديثة ، والتى وثقتها الفصول الدموية 🩸 ، وهي شاهدة ، نقول باختصار ، ممنوع إعادة تكرار في اوكرانيا 🇺🇦 الفشل الذي حصل في سوريا ، مهما كانت النتيجة ، لأن ذلك يعني باختصار ، ستكون بولندا 🇵🇱 هدف موسكو القادم . والسلام 👋 ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السؤال الأهم ، هل سيعود بوتين 🇷🇺 من اوكرانيا
...
-
قوة الدولار الأمريكي 🇺🇸 / بين دعاء 🤲
...
-
الحروب الخاطئة والانتصار الذي يمهد للهزيمة …
-
شركات أكبر من الجمهوريات الكلاسيكية/ الأوكراني 🇺----
...
-
المسائل الاستراتيجية لا تقبل الاختبارات 🇺🇸 /
...
-
الاضطهاد والعنصرية، لا يميزان بين مسلمو جنوب آسيا ومسلمين ال
...
-
بين البلطيق والبحر الأسود / فلاديمير التاريخي وأخر متجدد / م
...
-
إجتماع الأحزاب التونسية 🇹🇳 يساهم في وقف c
...
-
تتشابه أسباب الظهور ، الاناركية في أوروبا 🇪🇺
...
-
مقال الآلف / درويش الذي يردد سورة الرحمن مع الغرباء وحقيبة ا
...
-
هذا هو المعنى العميق أن ترحل بريئاً 👦 …
-
المسألة الأوكرانية 🇺🇦 ستفجر إشكالية كونية
...
-
الإقصاء 🤌🤛السياسي والأدبي ، قديماً وحديثاً /
...
-
للطاعون أيضاً فلسفة / كهرباء⚡لبنان 🇱🇧
...
-
التراشق 🧱😵💫ليس حلاً ولا يخدم أحد ،
...
-
الحبو الإيراني 🇮🇷 نحو الانشطار النووي والاند
...
-
أمة برمتها مسجونة في سجن الحب 🧡 الأعمى ، ويردّون ، ق
...
-
الثورة الملونة وانعكاسها على القوى الكبرى …
-
اللاجئون بين خيمة غارقة بالماء أو مركب في البحر يمنح شهادات
...
-
اللاجئون بين خيمة غارقة بالماء 💧 أو مركب 🚣 ف
...
المزيد.....
-
أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
-
-وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
-
إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز
...
-
أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
-
فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ
...
-
غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
-
مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي
...
-
إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل
...
-
في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
-
بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا
...
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|