أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين سعيد نعمان - هل كان الصراع .. الأيديولوجي كذبة كبرى ؟














المزيد.....

هل كان الصراع .. الأيديولوجي كذبة كبرى ؟


ياسين سعيد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تستطع الدول التي خرجت من رحم الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي عموماً ، في نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي ، أن تتحول إلى الرأسمالية الصناعية التي بشرت بها النخب التي تصدرت تلك العمليات التاريخية في التغيير .

كان العائق الأكبر لتحولها هو أنه سرعان ما نشأت طبقة طفيلية من داخل أجهزة السلطة القديمة المتنفذة في هذه البلدان سيطرت على الموارد الاقتصادية الأساسية ، وقامت بتكييف الاقتصاد مع نمط الانتاج الذي يليق بطبيعتها الطفيلية، ومعه تحولت إلى أليجارشية مالية مسيطرة على القرار السياسي .

إهتم الغرب بهذه الطبقة القادمة من قلب النظام السياسي والإجتماعي المتحول من نمط انتاج كانت الدولة تمتلك كل أدواته الاقتصادية والمالية إلى نمط انتاج انتقالي فوضوي لم تعرفه البشرية ، والذي أخذ مؤسسوه يستفيدون من حالة تخبط الدولة الحديثة ليحققوا بالفساد الثروات الهائلة من بيع أصول الدولة القديمة وتملك مواردها، ووفر الملاذات الآمنة لها وللثروات الهائلة التي جنتها من وراء هذا التحول في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والمقدرة بمئات المليارات من الدولارات في صورة عقارات ويخوت ومنشئات سياحية ورياضية وأصول منقولة وأرصدة مالية .

لم تهتم المؤسسات المالية والقانونية في الغرب بمصدر هذه الأموال التي تدفقت إلى شرايين اقتصادها ، ولم تلاحظ أن هذه الأليجارشية كانت مجرد قنوات استنزاف لثروات بلدانها ، وكل ما عملته هو أنها أعادت هيكلة اقتصاد بلدانها بمعايير حرمته من أن يكون منافساً في السوق الرأسمالية العالمية في مجال الانتاج والصناعي والتكنولوجي بل أصبح مجرد مصدر للمواد الأولية في شكلها الخام الذي يعاد تشكيله صناعياً في بلدان أخرى .

ولذلك فقد استفادت أوربا الصناعية وأمريكا من هذه الأليجارشية مرتين ، الأولى : الثروات الهائلة التي قامت بتحويلها إلى السوق المالية والعقارية في هذه البلدان ، والثانية : أنها منعت تحويل بلدانها إلى دول منتجة للمعرفة والتكنولوجيا وابقتها تتحرك في إقتصاد طفيلي استهلاكي شكل سوقاً ضخمة للمنتجات القادمة من البلدان الصناعية.

وعندما قامت هذه الدول بمصادرة ثروات الأليجارشية الروسية مؤخراً بسبب الحرب الروسية الاوكرانية نجد أن الشارع الروسي لم يحرك ساكناً ، ولم يظهر أي رد فعل أو تعاطف مع الأليجارشية المصادرة أموالها لسبب طبيعي وهو أنها انفصلت عن مجتمعها ، وخلفت وراءها سمعة اتسمت بالفوضى والفساد واستنزاف ثروة البلاد في استثمارات خارجية ترفية لم تعد بأي نفع على اقتصاد بلدانها .

ولذلك فإن الغرب لم يجد حرجاً عندما أقدم على هذه المصادرات التي كان يأخذها على النظام الاشتراكي فيما سبق باعتبارها تعدٍ على ممتلكات الغير ، ففيها من الدلالة ما يوحي بأن السياسة التي اتبعها الغرب في تعامله مع هذه الطبقة ، في البداية والنهاية ، لم تستند على القيم التي ظل يرفعها في وجه النظام الاشتراكي فكانت تعبيراً عن حاجته لأدوات خاصة في التعاطي مع تلك التطورات المفاجئة .. وهي أدوات اشتقت من بنى سياسية تواجه فيها الأخلاق تحديات كثيرة من قبل الحاجة إلى انتصارات حاسمة في ميدان الاقتصاد بعد ما اتضح أن الصراع الأيديولجي كان كذبة كبرى .



#ياسين_سعيد_نعمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكتفاء بنصف النصر يعادل الهزيمة
- عسيلان تفتح باباً لمغادرة الإحباط
- تمثيل المجتمع.. لا التمثيل به
- الدولة بناء فوقي مستقل عن التنظيمات السياسية
- هل يعاد بناء المشهد بمعارك يختارها الحوثيون؟
- أسئلة ما بعد سيئون
- إئتلاف الضرورة :الحامل السياسي.. وتدهور الخطاب
- ثلاث حقائق رئيسية نحو سلام دائم ومستقر
- اليمن في منظومة أمن الخليج
- التاريخ وحياتنا الملتبسة
- الغرق في الخرافة بعد عقود من الثورات
- الخفة في استخلاص الحل من داخل مشهد رديء
- تطبيع المأساة ..
- بين الفعل الثوري والفعل الثأري
- لقاء مع الرفيق د. ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتر ...
- الديمقراطية.. بين الخصوصية اليمنية والمشترك العربي


المزيد.....




- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...
- محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد -ال ...
- مظاهرات احتجاجية بمدن وعواصم أوروبية رفضا لحرب غزة
- لافروف ينقل رسالة من بوتين إلى كيم جونغ أون.. ماذا جاء فيها؟ ...
- اختطاف وقتل.. جريمة مروعة تودي بحياة رياضي مشهور في البرازيل ...
- مسؤول إسرائيلي كبير يوجه -رسالة تهديد- إلى تركيا بسبب إف-35 ...
- طهران تضع شرطا قبل العودة للمحادثات النووية مع واشنطن
- الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
- تحقيق أولي يكشف ما حدث قبل تحطم الطائرة الهندية بلحظات


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين سعيد نعمان - هل كان الصراع .. الأيديولوجي كذبة كبرى ؟