أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - الحلقة الثالثة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

الحلقة الثالثة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام الداخلي بين الحاجة وحجم التغيير الحاصل

في المؤتمر الوطني الخامس للحزب عام 1993 طرح النظام الداخلي للنقاش الحزبي وأجريت عليه بعض التعديلات الضرورية شملت الغاء استرشاد الحزب باللينينية وإلغاء المركزية الديمقراطية التي افرغت الديمقراطية من محتواها الحقيقي. جاء عقد المؤتمر بعد فترة طويلة من انقلاب حزب البعث على الجبهة الوطنية التي عقدها مع الحزب، ولجوء النظام الدكتاتوري الى القمع السياسي، الذي دفع الشيوعيين الى ترك حاضنتهم الاجتماعية الطبيعية والصعود الى جبال كردستان والتشظي في دول المنفى، ما أدى الى تراجع الامل في توسع التجربة الديمقراطية الجديدة في ظل انتهاء تجربة الكفاح المسلح عبر حركة الأنصار الشيوعيين بعد الاستخدام المفرط للسلاح الكيمياوي وعمليات الانفال سيئة الصيت. كان المؤتمر الخامس اول ممارسة ديمقراطية، في انتخاب المندوبين الى المؤتمر، وانتخاب قيادة وفق مفاهيم جديدة.
بعد سقوط الصنم واحتلال العراق، عاد الحزب للعمل العلني داخل المجتمع العراقي وعقد مؤتمره الوطني الثامن بالعام 2006، سبقه عرض النظام الداخلي للنقاش الحزبي وعلى المختصين والمهتمين لشأن الحزب. كان الاستقبال الجيد لهذه الممارسة الديمقراطية الدور الكبير في تكرارها لاحقا مع المؤتمرات المتوالية، بطريقة أوسع وأعمق ارتباطاً بتغيُر الحياة السياسية العراقية وحاجة الحزب لاستيعاب الكسب الجديد في ظل قلة الكادر الحزبي القادر على تطوير قدرات القاعدة الناشئة عَقِبَ السقوط والاحتلال.
في المؤتمرات الوطنية من التاسع 2011 حتى الحادي عشر 2021 اختلفت نقاشات وطروحات القاعدة وجماهير الحزب حول النظام الداخلي، جاء ذلك انسجاما مع تطور وتوفر التكنلوجيا وانخفاض أسعارها وسهولة استخدامها من قبل مختلف طبقات المجتمع، كما كان لزيادة مواقع النشر الدور في ازدياد اعداد الكاتبات والكتاب، ما وفر كم كبير من الأفكار والطروحات لتطوير النظام الداخلي قبل كل مؤتمر.
أبرز ما نوقش إعلاميا قبل عقد المؤتمر الوطني التاسع هو تغيير اسم الحزب، ارتباطاً بتغيير أسماء الأحزاب الشيوعية في العالم الى أحزاب اليسار، وانحسار تقبل اسم الحزب الشيوعي مع موجة حكم أحزاب الإسلام السياسي في العراق وصعودها في دول شمال افريقيا والشرق الأوسط. بعد كتابة مقالات كثيرة وحوارات معمقة عن مبررات تغيير الاسم ارتباطا بتغير مفاهيم الديمقراطية والاشتراكية وظهور العولمة والنظام الرأسمالي العالمي الجديد، توصل المؤتمر التاسع الى الإبقاء على اسم الحزب احتراما لتضحيات الشهداء تحت هذا الاسم. لا أنسى سؤالاً طرحه أحد الرفاق، هل سنكتب اسم الحزب الجديد مع الإشارة الى الحزب الشيوعي العراقي سابقاً؟ بالرغم من ذلك فإن طرح تغيير اسم الحزب كان مهماً ومبرراً وان لم ينته الى التغيير، لكنه نبه الى المتغيرات الجديدة وضرورة النظر لها. الى جانب هذه القضية كانت حاضرة وبشدة رغبة واسعة لتحديد مدة تكليف سكرتير اللجنة المركزية، لكن هذه الرغبة لم تتحقق لأسباب كثيرة، من أهمها حرص المؤتمرون ان لا توجه مطالب التغيير تجاه شخصية الرفيق حميد مجيد موسى بحجمها الاعتباري والنضالي.
في المؤتمر الوطني العاشر 2016 تكررت النقاشات لتحديد فترة تكليف السكرتير، لكن هذه المرة ارتبطت بقضايا عديدة مثل عدم نجاح السياسة المتبعة، توسع محدود في عضوية الحزب، ذهاب الأحزاب الكردستانية بعيدا مع الأحزاب الطائفية بالرغم من تاريخنا النضالي المشترك، عدم وصول الحزب الى البرلمان منذ انتخابات 2010، تفشي نهج المحاصصة، غرق العراق في منظومة الفساد، الانتقال الى واقع جديد بعد احتلال داعش لثلث مساحة الوطن، اجتمعت تلك الأسباب للبحث عن سياسة جديدة تعيد للحزب جماهيره، وفتح المجال امام جيل جديد يأخذ دوره في قيادة سفينة الحزب وفق رؤية جديدة. جاء اعلان الرفيق السكرتير عدم ترشيحه الى اللجنة المركزية طواعية، تمهيدا للتصويت بتحديد فترة تكليف السكرتير بدورتين فقط، فكان ما أرادته قواعد الحزب وجمهوره والمندوبين. اما باقي التغييرات التي أجريت على النظام الداخلي فلم تكن كافية لإحداث فارقا في العمل التنظيمي.
في المؤتمر الوطني الحادي عشر اختلفت التحديات بعد دخول الحزب تحالف سائرون واندلاع انتفاضة تشرين، تغلغل التكنلوجيا الحديثة في حياة العراقيين على مستوى العمل والاعلام والترفيه، قيادة الشبيبة لانتفاضة تشرين والدور البطولي الذي مارسوه، حصول الحزب على مقعدين فقط في برلمان 2018، تراجع الحليف عن الالتزام بالبرنامج الذي اتفق عليه، أعداد الشهداء الكبيرة والجرحى والمختطفين، ظهور جائحة كورونا كعامل مؤثر في تراجع الانتفاضة، عجز النظام الداخلي عن تقديم الحلول للتحديات التنظيمية الجديدة، كل هذه الأسباب كانت كافية لتفعيل الاحاديث والنقاشات داخل التنظيمات وعلى مواقع الانترنيت للبحث عن البدائل والحلول في نظام داخلي ينسجم والمرحلة القادمة.
في الجلسة الأولى من اليوم الأول للمؤتمر الحادي عشر بقيادة المكتب السياسي أٌقرت شرعية المؤتمر بحضور 219 مندوباً وغياب ثمانية ومشاركة 56 مراقباَ. اقترح المكتب السياسي قبل ان تحل اللجنة المركزية نفسها سبع رفيقات ورفاق لرئاسة المؤتمر، ما دعا عدد من المندوبين الى مناقشة ان تكون الرئاسة خالية من رفاق اللجنة المركزية المنحلة، لكن الأسباب والمبررات كانت كفيلة ان تنهي النقاش وتقنع المندوبين لمنح الرئاسة الثقة بالأغلبية. علما كان من المفيد ان تقود الجلسة هيئة رئاسة خالية من أعضاء لجنة مركزية، حتى لا تكون حكماً ومدافعاً عن سياسات اللجنة المركزية في آن واحد.
أقرَ المندوبون لاحقاً نظام الورش لمناقشة وثائق المؤتمر، وتوزعت بين ورشة النظام الداخلي، ورشة التقرير الإنجازي، ورشة التقرير السياسي. هكذا ذهبتُ مع عدد كبير من المندوبين لمناقشة التعديلات على النظام الداخلي. قدمت هيئة إدارة الورشة وثيقة كانت قد وصلتنا قبل أيام عن التعديلات المقترحة على النظام الداخلي، بعد ان عملت اللجنة المركزية على اعدادها وفقاً لما وصلتها من آراء ومقترحات. تجدر الاشارة ان اجراء اللجنة المركزية السابقة كان غير موفقاً، فقد عرضت أولا النظام الداخلي للنقاش بدون ان تقدم مقترحاتها لتعديله، كما أن وثيقة التعديلات على النظام الداخلي المقدمة للمؤتمر لم تكن شاملة على جميع الملاحظات التي قدمتها المحليات والمنظمات وجمهور الحزب، كالنقد والملاحظات ومقترحات ارتبطت بقدم النظام الداخلي، عدم تماسكه كوحدة تنظيمية، الحاجة الماسة لاستخدام التكنلوجيا كوسيلة تنظيمية، تعديل السياسة الإعلامية، وغيرها من المواضيع.
لم تمنح ورشة مناقشة تعديل النظام الداخلي وقتً كافياً، فصار لزاماً دفع عدد من مقترحات المندوبين الى الجلسة العامة لإقرار النظام الداخلي الجديد. هناك تمكن عدد من المندوبين طرح عدة قضايا، بعضها كان يدفع باتجاه تقييد اللجنة المركزية القادمة بفقرات تحد قدرتها على الانفراد بعقد التحالفات، وتثبت طريقة وزمن اجراء الاستفتاء الداخلي. هذه الطروحات خلقت طرفين لهما أسباب واهداف مختلفة. في مداخلة الرفيق رائد فهمي وعلى لسانه "موضوعياً لا يجب تقييد قدرات قيادة الحزب على التفاعل السريع واتخاذ القرارات التي تتناسب مع الحدث" إضافة لذلك يرى اخرون أن تتمتع اللجنة بكامل صلاحيات الثقة الممنوحة لها. اعتراضات الطرف الاخر نابعة من تجارب تاريخية للحزب غير ناجحة بعقد تحالفات الجبهة الوطنية مع حزب البعث وتحالف القائمة العراقية وتحالف سائرون، يجدوه سببا كافياً ان يصبح قرار التحالف جماعياً ولا يقتصر على اللجنة المركزية. لم ينته النقاش الى هذا الحد فقد تداخلت تلك القضية مع فقرات في نفس الاتجاه سناتي عليها في الحلقة القادمة.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الثانية: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي ال ...
- يا فرحةً اسم لأكثر من عنوان
- كيف وصل الحزب الشيوعي لقرار المقاطعة
- قراءة في الماكنة الانتخابية
- دراسة مقارنة بين مواد النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي و ...
- برنامج المحايد في منتصف الطريق
- الانتخابات البرلمانية هل ما تزال مبكرة وما هي مهام القوى الم ...
- رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب
- هل كان قرار الحرب حكيما
- لا يمكن للمليشيات ان تلتزم بالقانون
- يا فرحة ما تمت
- دراسة في توجهات الرأي حول تصريح السيدة هيفاء الأمين
- مراقب الصف
- سياسيون عراقيون متخلفون
- يبقى الحال على ما هو عليه
- حملة تشويه للتظاهرات
- بيادق البرلمان القادم
- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا تستضيف الرفيق حسان عا ...
- المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك


المزيد.....




- في زيارته الأولى.. ما الذي دفع أمريكي لشراء منزل بإيطاليا خل ...
- الغلاف الفني الأصلي لأول رواية في سلسلة -هاري بوتر-.. للبيع ...
- إعلام مصري يتحدث عن تقدم ملحوظ بمفاوضات وقف إطلاق النار وإطل ...
- الأرجنتين ترفض تصريحا -افترائيا ومهينا- من وزير إسباني بحق ا ...
- وفد حماس يصل القاهرة و مصر تقول إن هناك تقدما كبيرا في مفاوض ...
- مقالة خاصة: تقلبات بين إيقاع المصريين فى الفخاخ وانتشالهم من ...
- مصرع 14 شخصا جراء انزلاقات للتربة في إندونيسيا (فيديو)
- سفير: زيارة رئيس كازاخستان إلى روسيا ستتم في الفترة من 8 - 9 ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34654 قتيلا ...
- بالفيديو.. مطر بالأسماك في ياسوج الإيرانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - الحلقة الثالثة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي