مرة أخرى مع وقفة احتجاجية لأطباء ...

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 10:59
المحور: الطب , والعلوم
    

في مقالة سابقة تناولت محاولة مجموعة من الأطباء استخدام وسائل سياسية (احتجاج ونشر في الفيس وغيرها). وهذا النشاط ممكن ان يدفع الى إشكاليات في العمل في المؤسسات الصحية وتعطيل انجازاتها! وهذه تؤثر سلبا على تقديم الخدمة الصحية. وتغلفت النشاطات المشار اليها بشعارات استعادة الاختصاص! او الوفاء للاختصاص! وكأنه الوفاء للعراق او استعادته، وتعكس منافسة داخل القطاع الخاص الطبي.
الاختصاص الطبي من اجل تقديم خدمة صحية أفضل للناس، وهكذا تشعبت الاختصاصات الطبية مع الزمن، وقد فرضها التطور العلمي وتعدد المهارات المطلوبة، فظهرت اختصاصات دقيقة في مجالات متعددة وهكذا. وتنظم الخدمة في كل بلد سياسة صحية Health Policy.
وبكل بساطة فان السياسة الصحية هي مجموعة من القوانين الخاصة والبرامج والاستحقاقات واللوائح والتوجهات الإدارية وشروط المشاركة في مختلف جوانب الرعاية الصحية. وتشير السياسة الصحية الى الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص، وتشترك نقابة الأطباء كذلك في تنظيم هذه الخدمات، وان غطت نشاطاتها تنظيم الخدمة الصحية في القطاع الخاص بشكل لافت للنظر.
تم تغطية الوقفة الاحتجاجية من بعض القنوات الفضائية، ولم يتم الترويج لها بشكل واضح، وكانت خصومة ضمن قطاع واحد (الأطباء) أي إشكالية عمل في القطاع الخاص الطبي (العيادات الخاصة). ولم تقدم لها أي تبريرات واضحة من قبل هذا الاختصاص، ولا قراءة نظرية في السياسة الصحية ليتم مناقشتها. والاختلافات والاجتهادات الشخصية شيء والنظرة في سياسة الخدمة الطبية شيء اخر. ولم تظهر أي اجتهادات في السياسة الصحية التي يطالب بها أطباء الاشعة والسونار في وقفتهم الاحتجاجية.
وتم نشر استقبال معالي وزير الصحة لمجموعة منهم، وتم تسريب بعض الاخبار من المقابلة في أسطر متقطعة على الفيس، الا ان وزارة الصحة نشرت تفاصيل مقابلة معالي الوزير وتوجيهاته مع مجموعتهم، ويمكن استحضارها من الاعلام العام او موقع وزارة الصحة.
الخلاف موضوع الوقفة الاحتجاجية او السعي لمناقشة الموضوع مع المسؤولين هو استخدام السونار من قبل أطباء من غير اختصاصات أطباء الاشعة والسونار! ومنهم أطباء النسائية وأطباء الاسرة ومؤخرا أطباء باختصاص التحري عن السرطان. وربما الموضوع علمي خاص حين يتم الطعن بقابليات هؤلاء الأطباء على اجراء الفحص بالسونار. ولكن الخلاف اتخذ طرق اخرى (وقفة احتجاجية ومقابلات وخلافات شخصية في المؤسسات الصحية وغيرها).
ان مراقبة نمو الجنين مهم للوقاية وتقليل نسب الولادات بوزن اقل من الطبيعي low birthweight، وتشكل هذه نسبة تجاوزت 19.7% (وهي أكثر من النسب المسجلة في التسعينات أي سنوات الحصار). والوقاية من المشكلة في توسيع وتشجيع الرعاية الصحية الأولية، وتشمل رعاية الحوامل، والاستعاضة عن التكنولوجيا المناسبة المعروفة بما تطور من التكنولوجيا (السونار) وغيرها. وخدمة رعاية الحوامل يقدمها أطباء الاسرة في المراكز الصحية الأولية.
ومثال اخر، فقد تضاعفت نسب الحالات الخبيثة المكتشفة لسرطان الثدي في عيادات الكشف المبكر مرات لتصل الى 9.4% من الإصابات الكلية للحالات الخبيثة المشخصة، وتأخذ دورا متصاعدا (سيتم نشر الأرقام في مقالات لاحقة). ويعمل أطباء التحري عن السرطان في العيادات المشار اليها. وهم يحملون الاختصاص الدقيق أي تخصص بعد حصولهم على البورد (اعلى شهادة في حقل الاختصاص). وتتعقد المشكلة الى بعض المستشفيات التعليمية التي تضم مراكز تدريبية لهذا الاختصاص، تعمل اداراتها بجد على غلقها! رغم انها نشرت بحوث كثيرة في مجال سرطان الثدي، حيث ان تلك الإدارات غير معنية بالبحث العلمي.
استخدام السونار يحتاج الى ساعات تدريبية محددة وفق برامج عالمية يتم تدقيقها عند منح الشهادات من اجسام علمية عربية وعالمية ومنها البورد العربي (المجلس العربي للاختصاصات الصحية). ولي وقفة أخرى معها.
الامنيات ان يطلع أطباء الوقفة الاحتجاجية على السياسة الصحية لوزارة الصحة، وبالتالي العراق وأهدافها الواضحة قبل اثارة إشكالات ممارسة بطريقة سياسية.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل