أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - الدين والاستخدام السياسي














المزيد.....

الدين والاستخدام السياسي


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وجّه 27 برلمانياً بريطانياً رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تدعوه إلى تأييد الحملة العالمية لتشريع معاهدة دولية لحظر الاستخدام السياسي للدين، وستتوّج الحملة بعقد مؤتمر دولي في الرباط في شهر أيار / مايو المقبل تمهيداً لطرح مشروع المعاهدة على الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها القادمة (السابعة والسبعون) التي ستلتئم في أيلول / سبتمبر المقبل 2022.
وتمثّل المبادرة توجّهاً جديداً في العلاقات الدولية يهدف إلى إبرام قواعد قانونية دولية جديدة واضحة ودقيقة ومحدّدة لحظر الاستخدام السياسي للدين من أي كان وتحت أي مزاعم أو ذرائع أو مبرّرات، تلك التي تقوّض مبدأ المساواة وتسوّغ التمييز لاعتبارات دينية أو عقائدية أو غير ذلك، كما تهدف إلى حظر الإقصاء الديني أو تقييد حرية الاعتقاد والعبادة وممارسة الطقوس والشعائر الدينية، علماً بأن مبدأ المساواة هو ركن أساس من أركان المواطنة المتكافئة في الدولة العصرية.
المبادرة التي شارك في صياغتها عدد من الدبلوماسيين والخبراء القانونيين العاملين في الأمم المتحدة سابقاً، انضم إليها نحو 2000 برلماني في العالم من مختلف القارات ومن أديان وتوجهات فكرية متنوّعة يجمعهم الحرص الأكيد على عدم استخدام الدين في السياسة وسيكون إبرام المعاهدة حدثاً فارقاً يشمل حياة وعيش ومستقبل مليارات البشر ، علماً بأن الأمم المتحدة اعتمدت يوم 4 شباط /فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية ابتداءً من العام 2021 بعد توقيع بابا الفاتيكان فرانسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيّب وثيقة تاريخية في أبو ظبي 2019 ، حيث التطلّع للقضاء على أسباب وجذور العديد من النزاعات والاحترابات المستعصية والتي اتخذت من الدين ستاراً وشكّلت بؤراً مستديمة بسبب انتهاكات حقوق الانسان وعدم احترام مبادئ التعايش والتنوّع والتعدّدية، خصوصاً بتوظيفها التعاليم الدينية لخدمة أهداف سياسية أنانية ضيّقة. ولذلك سيكون صدور تشريع دولي خطوة على صعيد تعزيز الاستقرار والتنمية الانسانية الشاملة والمستدامة.
صحيح أن ليس مجرّد إبرام معاهدة لمنع استخدام الدين لأغراض سياسية سيؤدي أوتوماتيكياً إلى تغيير واقع الحال، لكن وجود مثل هذه المعاهدة سيكون رادعاً قانونياً تحسب له الحكومات والدول أكثر من حساب. ولا أعتقد أن دولة ما سيكون بمقدورها الوقوف ضدّ إبرام مثل هذه المعاهدة لأنها ستكون خارج الإجماع الدولي وبالتالي ستفضح نفسها وتكشف حقيقة توجّهاتها التمييزية الإغراضيّة.
ويتصدّر كلّ من رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية السابق اللورد روان ويليامز والبرلمانية عن حزب العمّال ماري كيلي فوي حملة البرلمانيين البريطانيين للانضمام إلى المعاهدة الدولية التي أطلقتها منظمة بيبيور انترناشونال وهي منظمة مسجلة في بريطانيا كمنظمة مدنية غير حكومية، وذلك بعد مقالة نُشرت في جريدة الإندبندنت اللندنية أشار فيها الشاعر والكاتب سلام سرحان إلى الحاجة الماسة إلى وجود معاهدة من هذا النوع لمساعدة المجتمع الدولي في التعامل مع النزاعات الدينية الحالية والمستقبلية وخطورتها على البشرية، حيث دفع ملايين البشر حياتهم في حروب سقيمة بسبب الاستخدام السياسي للدين.
إن ما نشهده في عالمنا العربي والإسلامي اليوم من توتّرات طائفية واحترابات مذهبية ونزاعات دينية خير دليل على ذلك، ولو تفحّصنا أسبابها، خصوصاً بين الشيعة والسنة فسنراها واهية، فهم أتباع دين واحد يتّسم بالتسامح واحترام الكرامة الانسانية لبني البشر والتعارف والتعايش والتآزر والتواصل وبالطبع بالعدل والاحسان، وينسحب الأمر على المسلمين والمسيحين وبقية الأديان والطوائف.
لقد تجاوزت أوروبا صراعاتها الدينية والطائفية بعد أن نزفت في حرب دامت 100 عام في الفترة بين (1337 و 1453 ﻡ)، وفي حرب الثلاثين عام التي شملت دول وسط أوروبا، كان ضحايا ألمانيا وحدها 13 مليون ونصف المليون نسمة في بلد عدد سكانه لم يزد آنذاك عن 30 مليون نسمة، ولم تنته تلك الحروب إلّا بتوقيع صلح ويستفاليا العام 1648 الذي أقرّ سيادة البلدان وحرية العبادة وحق التنقّل، ولم يتوقّف الصراع بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اللوثرية الذي دام نحو 500 عام إلّا في العام 2016 حين تم التوقيع على اتفاق مع بابا الفاتيكان فرانسيس والمطران منيب يونان بوضع حد لهذا النزاع التاريخي الذي لا معنى له، على أن يُترك البحث فيه إلى اللاهوتيين والمؤرّخين وألّا يُستخدم في الحياة اليومية للمؤمنين من أتباع الكنيستين، فما أحوجنا للإبقاء على المواقف التاريخية للفرق الإسلامية في كتب التاريخ والدراسات الدينية وليس في خطب الجمعة والتحريض الطائفي والشحن المذهبي اليومي باستخدام الدين سياسياً ولأغراض لا علاقة لها بالدين ذاته؟
المعاهدة الدولية لمنع استخدام الدين سياسياً، هي دعوة سلمية لعدم توظيف الدين سلاحاً ضدّ الآخر من أتباع أديان أخرى أو من الدين ذاته أو مؤمنين آخرين أو ضدّ أصحاب الأفكار والآراء التي تضع مسافة واحدة من جميع الأديان والعقائد. ولذلك استجبت بأملٍ حين دعيت إلى الانضمام للحملة الدولية، خصوصاً بانضمام شخصيات وازنة وكوكبة لامعة من المثقفين بمن فيهم المفكّر الأمريكي نعّوم تشومسكي والشاعر والمفكّر أدونيس



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالتان في تقريض كتاب د. شعبان -دين العقل وفقه الواقع-
- الأب سهيل قاشا : الرّافديني المسكون بهاجس الحضارة
- أوكرانيا والبطن الرخوة
- لإمام علي فلسفة الحق والعدل: مقاربة حداثية راهنة
- الرئيس عون يستقبل وفد جامعة اللّاعنف
- أحمد بن بلّة الطهرّية الثورية
- في الطريق إلى مؤتمر السلام
- زرياب: الموسيقى والإتيكيت
- فاطمة أحمد ابراهيم وشيوعية الوجدان
- الجزائر وفرنسا: الذاكرة المشتركة
- لؤي أبو التمن وتراجيديا العزلة الذهبية
- فتاة النابالم واللّاعنف
- تدوير الأزمة العراقية حكومة توافقية أم أغلبية سياسية؟
- رسالة من المطران منيب يونان إلى د. شعبان
- رافد -حلف الفضول-
- عن روح الإسلام
- مثلّث الإرهاب : التعصّب والتطرّف والعنف
- المسيحيون والمواطنة الفائضة
- حوار مع الأكاديمي والمفكر العربي د. عبد الحسين شعبان
- ديزموند وقوس القزح


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - الدين والاستخدام السياسي