أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - كيف تجسست المخابرات الصهيونية على قمم عربية وإسلامية؟















المزيد.....

كيف تجسست المخابرات الصهيونية على قمم عربية وإسلامية؟


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف النظام العالمي وجود دول وظيفية تخدم مصالح دول كبرى كأمريكا أو الإتحاد السوفياتي سابقا، وتتحرك في ضوء مصالح هذه القوى، كمل أن النظام الرأسمالي العالمي مبني على مركز رأسمالي يتحكم، ويستغل أطراف هذا النظام، وهو النظام الذي بناه الإستعمار منذ القرن19 حيث ربط دول الجنوب بمصالح قوى هذا المركز التي حولت دول الأطراف إلى مجرد أسواق لسلع المركز ومصدر للمواد الأولية والطاقة ومناطق للإستثمار في الصناعات الإستخراجية، أي نفس أهداف الإستعمار التقليدي كما حددها الأنجليزي هوبسن في كتابه "الإستعمار" في عام 1902، وهي البحث عن الأسواق والمواد الأولية ومناطق للإستثمار في القطاعات الإستخراجية، وكلما حاولت دولة أن تتلخص من ذلك تعرضت إلى أشد الهجمات والمؤامرات لإسقاط الأنظمة التي تقوم بذلك، وهنا يدخل إنشاء ما سمي ب"مشروع سافاري" بقيادة فرنسا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ويضم كل من المغرب الأقصى والسعودية بعد مقتل الملك فيصل وكذلك مصر السادات وإيران الشاه، فقد كشف الصحفي المصري محمد حسنين هيكل هذا المخطط الفرنسي المدعوم أمريكيا بعد ما سمح له الخميني بالإطلاع على الوثائق التي وجدت في مقر السفارة الأمريكية بعد ما أستولى عليها طلاب الثورة الإيرانية في 1979.
كان الهدف من مشروع سافاري إسقاط كل نظام يقلق المصالح الإقتصادية للغرب الرأسمالي في أفريقيا، ويعمل من أجل التحرر الإقتصادي بدعوى أنها أنظمة موالية للسوفيات في إطار الحرب الباردة، وهو ليس صحيح، بل هي أنظمة تريد بناء دولها، وتحررها نهائيا من الإستعمار التقليدي والجديد، وقد كانت جزائر بومدين أحد أهداف مشروع سافاري، وهو ما يفسر التهجم المغربي وكذلك جيسكار ديستان على جزائر بومدين آنذاك، وهو نفس تهجم المخزن اليوم ومعه ماكرون الفرنسي بسبب القلق من وجود فكرة ومشروع تنموي يستهدف إقامة ثورة صناعية تفك إرتباطنا، وتحررها إقتصاديا كما عمل بومدين في سبعينيات القرن الماضي، فماكرون يريد مقايضة الذاكرة بمصالح إقتصادية فرنسية كإبقاء السوق الجزائرية حكرا لسلعها وعدم تنويع الجزائر علاقاتها ومطالبته بالتخلي عن مشروعها التنموي، خاصة الصناعي منه، وهو ما ترفضه الجزائر، وهو ما يفسر كثرة حديث ماكرون مؤخرا عن الذاكرة بشكل مصالح تارة وبشكل إستفزازي تارة لعله يحدث ضغط شعبي في الجزائر، وهي دبلومسية هدفها البحث عن إعادة الإتصال حول ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا، لكن تمت مواجهته بالتجاهل من الجزائر لأنها تعلم جيدا المطالب الفرنسية من خلال طرح ملف الذاكرة، كما أن فرنسا تعتقد أن الجزائر وراء مشروع إنهاء النفوذ الفرنسي في أفريقيا، والذي بدأ من المالي التي طالبت سلطتها بسحب جيشها منها، بل طردت حتى سفيرها بعد ما أكتشفت هذه السلطة توظيف فرنسا للإرهاب للإبقاء على نفوذها العسكري وفي المنطقة.
أثبتت هذه الوثائق التي كشفها محمد حسنين هيكل مدى عمالة المخزن المغربي لفرنسا ولقوى غربية، وخططت معها لإسقاط نظام بومدين بسبب مشروعه التنموي المقلق للغرب الرأسمالي آنذاك، كما كشف هيكل بالدليل القاطع في كتابه "الإنفجار" الذي خصصه لحرب1967 كيف أن مخابرات الكيان الصهيوني التي لها علاقة وطيدة بالمغرب منذ فترة طويلة قد تمكنت من متابعة أشغال مؤتمر القمة العربي في الدار البيضاء في 1965 بالتفصيل بوضع كاميرات تتبع وتصنت في القاعة، ويعيد هيكل نفس هذا الكلام في سلسلة مقالات في مجلة "وجهة نظر" المصرية، ثم أعاد نشرها في كتابه "كلام في السياسة" أين كرر نفس الكلام دون أن نسمع أي تكذيب مغربي لذلك، لكن ليؤكد معلومة أخرى جد هامة في هذا الكتاب، وهي أن مخابرات الكيان الصهيوني كانت تتبع كل نقاشات القمم العربية والإسلامية التي انعقدت في المغرب، وعددها سبع قمم عربية وثلاث قمم إسلامية منذ1965، إضافة إلى ترأس الحسن الثاني للجنة القدس التي لم تحقق أي مكاسب لهذه القضية، وهو ما يعطي لنا إجابة لسؤال يمكن أن يتبادر إلى ذهن أي متتبع وهو: لما إلحاح وإصرار المغرب على عقد هذه القمم العربية والإسلامية عندها، وتسعى جاهدة لإفشال وإجهاض عقد أي قمة في بلد آخر كما تعمل اليوم مع القمة العربية القادمة في الجزائر؟.
أن الدور الرئيسي الذي لعبته الجزائر في مؤتمر الإتحاد الأفريقي مؤخرا و إفشالها مشروع إدخال الكيان الصهيوني كعضو مراقب في هذا الإتحاد، والذي عمل المغرب جاهدا من أجل تجسيده يعد أحد العوامل أيضا الذي جعل المخزن يعمل اليوم بكل ما في وسعه لإجهاض القمة العربية في الجزائر لأنها لن تسمح بتتبع صهيوني لهذه القمة كما كانت تفعل من قبل، وأيضا خوفا من إعطاء توجها آخر لهذه القمة، وتفشل كل مشاريع الكيان الصهيوني في منطقتنا، خاصة أن هذه القمة العربية المقبلة قد كشفت عن بعض أهدافها، ومنها جمع الفصائل الفلسطينية بعد ما أستثمر الكيان الصهيوني في خلافاتها وصراعاتها، مما أضعف الكفاح الفلسطيني، وسمح بتفرعن الكيان الصهيوني في المنطقة وتطبيع عدة دول معه بهدف تجسيد مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضع معالمه شمعون بيريز منذ عقود، ويستهدف هذا المشروع في ظاهره كما تحدث عنه شمعون بيريز في كتابه الشهير "الشرق الأوسط الجديد" إقامة تعاون إقتصادي في المنطقة بين كل دول الشرق الأوسط، ومنها الكيان الصهيوني، وهو ما عبر عنه الملك الحسن الثاني ب"تعاون العبقرية اليهودية مع المال العربي"، لكن يستهدف هذا المشروع في الحقيقة فرض سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة بطريقة ناعمة جدا، وبتعبير آخر إعادة تكرار التقسيم الدولي للعمل الذي فرضه الإستعمار في القرن19 على شعوبنا حيث فرضت عليها مهمة تصدير المواد الأولية للبلدان المصنعة ثم تعيدها إلى أسواقنا المفتوحة لها كمواد مصنعة بأسعار عالية جدا، وهو التقسيم الذي أبقانا في تخلف إلى اليوم وعدم قدرة دولنا من التحرر إقتصاديا ومن التبعية لهذه المواد الأولية، وعلى رأسها الطاقة التي تنتجها، لكن تتحكم في أسعارها الرأسمالية العالمية .
فإن كان هذا يتم على الصعيد الدولي، حيث نجد بأن كل دولة من دول منطقتنا تابعة لمركز رأسمالي محدد، فمثلا الدول المغاربية تابعة لفرنسا ودول أخرى لبريطانيا وأخرى للولايات المتحدة الأمريكية، لكن مشروع الشرق الأوسط الجديد سيجعل كل دول المنطقة تابعة للكيان الصهيوني الذي يمتلك التكنولوجيا بسبب الدعم الغربي له، وسيستفيد إقتصاده حسب المشروع من المال العربي، خاصة الخليجي منه، وأيضا من اليد العاملة الرخيصة في المنطقة التي ستتوجه للعمل في مصانع الكيان الصهيوني الممولة بالمال الخليجي مقابل فتح دول المنطقة أسواقها للمنتجات الصناعية لهذا الكيان، وبتعبير آخر هو سيطرة هذا الكيان على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيعوض بذلك السيطرة الرأسمالية السابقة الممثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهو ما يعني في الأخير إعادة بناء النظام العالمي الرأسمالي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن بسيطرة تامة للكيان الصهيوني.
لكن ما خفي على الكثير هو أن هذا المشروع يتطلب دول ضعيفة جدا وصغيرة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يستدعي تفتيتها إلى دول طائفية في الشرق الأوسط وعلى أساس أوهام عرقية في شمال أفريقيا، فتتشكل دويلات صغيرة متصارعة فيما بينها وخاضعة كلها للكيان الصهيوني القوي. وهو ما يفسر محاولات المغرب ضرب إستقرار عدة دول في المنطقة، ومنها الجزائر ودعمها لحركات إنفصالية وإرهابية منذ تسعينيات القرن الماضي، كما أنها الدولة التي ترفض المبدأ الذي أقرته منظمة الوحدة الإفريقية في 1963 وهو مبدأ "إحترام الحدود الموروثة عن الإستعمار" كي لايضرب الإستقرار في القارة، وهي حدود صاغها هذا الإستعمار بهدف إبقاء القارة في حروب دائمة تعرقلها عن تنمية نفسها، فتصبح بذلك سوقا لتجار الأسلحة وساحات تدخل الدول الإستعمارية فيها.
كما خشي الكيان الصهيوني الذي يحرك سياسات المغرب الأقصى من مساعي الجزائر لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية وضرورة مشاركتها في هذه القمة العربية المقبلة مما يتطلب إفشالها وإجهاضها مهما كان الثمن، ونحن كلنا نعلم أن سوريا ضربت بما يسمى ب"الربيع العربي" لأنها بقيت صامدة في وجه الكيان الصهيوني بصفتها دولة مواجهة، مما يتطلب إضعافها وضرب إستقرارها، فالكيان الصهيوني يضرب كل دولة لاترضخ لها، ويقوم بذلك بواسطة دول عميلة له، وأكثر من ذلك كله فإن الكيان الصهيوني والمغرب الأقصى ومعهم فرنسا يخشون من عملية إحياء سياسات بومدين التنموية، خاصة في المجال الصناعي، وكذلك سياساته ودبلومسيته الأفريقية والعربية والإسلامية مع عملية تصحيح لبعض الإختلالات التي صاحبتها.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ناقض مالك بن نبي الآيات القرآنية والطرح الخلدوني حول البد ...
- توسيع عملية التمدين لإضعاف العصبيات الخلدونية
- معضلة الإقلاع الإقتصادي في منطقتنا بين الوطنية الإشتراكية وا ...
- ماذا بقي من -علم الإستغراب- لحسن حنفي؟
- هل سار ماكرون على نفس خطى جيسكار ديستان؟
- هل الشمولية الإلكترونية هو الخطر القادم؟
- مقاربة جديدة للحد من تكرار أحداث تونس أو غيرها
- الحل الأمثل للدفاع عن الإنسان في فلسطين
- عرقلة حركة التاريخ بغطاء ديني
- أفكار فوضوية دون باكونين
- الخريف العربي والحراك الجزائري-أوجه التشابه والإختلاف-
- دعوة لربط تجريم الإستعمار بالقضاء على نظام إقتصادي عالمي مجح ...
- قراءة في المشروع التمهيدي لقانون الإنتخابات الجزائري-المساوا ...
- أي دور للزراعة في تحقيق الإقلاع الإقتصادي؟
- الديمقراطية والرأسمالية بين التناقض والترابط
- موريس جولي والتأسيس للميكيافيلية الناعمة
- الإستعانة بمالك بن نبي لقراءة تصريحات ماكرون الأخيرة
- من أجل هدف إستراتيجي أعلى ومحركات لتحقيقه
- ما وراء التصعيد المغربي الأخير في الصحراء الغربية؟
- هل الديمقراطية حتمية تاريخية؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - كيف تجسست المخابرات الصهيونية على قمم عربية وإسلامية؟