أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار حفل التأبين















المزيد.....

منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار حفل التأبين


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهكذا يعلن محمود عباس للعالم أجمع موت منظمة التحرير الفلسطينية بشكل رسمي بعد أن جعلها جزءاً هامشياً من منظومة سلطة أوسلو لا حول لها ولا ، فبعد سلسلة التنازلات الممنهجة منذ بداية سبعينات القرن الماضي وعملية التنازل مستمرة دون توقف حيث يعتمد فيها حجم التنازل على ما تطلبه الصهيونية من خدامها " الفلسطينيين " إن جاز وصفهم ب " الفلسطينيين " ..
تنازلات مستمرة يعجز العقل عن استيعابها بدأت بالعبث بالميثاق القومي الفلسطيني الذي تم إقراره بتوافق وطني شامل عام 1964 أي قبل دخول " ياسر عرفات " إلى منظمة التحرير الفلسطينية حيث سعى عرفات وزمرته ومنذ دخول تنظيمه للمنظمة إلى تحويل صفة هذا الميثاق من قومي إلى وطني ليحد بذلك من دور الأمة العربية في الشأن الفلسطيني وذلك في عام 1968 ، ويتضح للمتابع بأن ما قام به عرفات وزمرته ومن بعده بالضرورة من خطوات " لن أقول تنازلات فهي تعتبر كتنازلات من الشعب الفلسطيني ولكنها خطوات ممنهجة على طريق التسوية ، خطوات مرسومة بدقة تنفذها عصابة ارتضت بأن تكون أداة بيد الصهاينة ، وبعد أن تم تحويل الميثاق من قومي إلى وطني بدأ عرفات بالتعاون مع الرجعية العربية " وللاسف بمباركة من عبد الناصر " حرباً على اليسار الفلسطيني مستغلاً طرح الماركسية من قبل فئة انشقت عن تنظيم اليسار الأكبر في ذلك الوقت بحماية ومباركة عرفاتية تسببت في إضعاف التنظيم اليساري وخلق فصيل منافس له ينفذ تعليمات عرفات ويخطط معه لتنفيذ المزيد من الخطوات الاستسلامية ، فعملوا على إنتاج وإخراج البرنامج المرحلي " برنامج النقاط العشر " عام 1974 الذي كان الأساس في إضعاف خيار الكفاح المسلح والتوجه نحو التفاوض والمهادنة والاستسلام حيث تمكن عرفات بسلطته وتمكنه من " المال " العربي شراء ذمم كثيرة من أعضاء المجلس الوطني حتى تم إقرار واعتماد برنامج النقاط العشر من قبل المجلس والمنظمة بالضرورة وأصبح هذا البرنامج يمثل الخط التي تنتهجه المنظمة بقيادتها العرفاتية ..
ولقد تُوج عام 1974 بإنجاز آخر لعرفات لا يعادله إنجاز وهو التفويض العربي لمنظمته بأن تصبح هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وهو التفويض الذي أطلق يد عرفات ومنظمته بكل ما له علاقة بالقضية والحق الفلسطيني وأزال العتب عن الدول العربية التي اصبح شعارها " نحن لسنا فلسطينيين أكثر من المنظمة " فهي صاحبة القضية ونحن مهمتنا مباركة ودعم كل ما تقوم به ...
ويستمر قطار عصبة عرفات بالمسير دونما رادع ليوقع اتفاقياته مع فيليب حبيب ويخرج من بيروت في خطوة كبيرة نحو التخلي عن البندقية والاعتراف بالكيان المحتل ... ومن ثم يلجأ للمفاوضات السرية مع الاحتلال بينه وبين الصهاينة بواسطة مستشاره والمقرب جدا منه " عصام السرطاوي " وخليفته " محمود عباس " مفاوضات سرية شارك فيها " يوسي بيلين ويوري أفنيري وغيرهما " من جانب الاحتلال استهدفت كل ثوابت القضية الفلسطينية ... تبعها إبداع قل نظيره حين أوهم الشعب الفلسطيني بإعلان الاستقلال والدولة الموهومة عام 1988 ، في الوقت التي ما انقطعت فيه المفاوضات السرية في أوسلو وكوبنهاجن وغيرها من المحطات ليتم تتويجها أخيراً باتفاقات أوسلو والإعتراف بدولة الكيان الصهيوني والتنازل عن 78% من أرض فلسطين لتصبح حقاً معترف به للصهاينة ولقد نجم عن أوسلو إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني واعتبار الكفاح المسلح إرهاباً يقتضي محاربته ..
ولم يكتف الصهاينة بال 78 % بل تمددوا في النسبة المتبقية ويتسرطن الاستيطان ولم يبق من الضفة الغربية مثلاً إلا أقل من ثلثها ودونما رابط جغرافي بين الأراضي المتبقية ولينادي بأن يقام عليها دولة فلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة جداً مع إلغاء حق العودة الأمر الذي تغنى به خليفة عرفات " محمود عباس " حين قال بأن العودة لا تجوز إلا من خلال السياحة فقط ولا عودة تؤثر على التركيب الديمغرافي لكيان الاحتلال ..
ويستمر مسلسل التنازلات ويستمر التخاذل والتآمر على شعب فلسطين من قبل محممود عباس ومساعديه فيتعاظم التنسيق الأمني " المقدس " ويتعاظم تسليم المناضلين للإحتلال تارة وتصفيتهم تارة أخرى حتى يتم إسكات كل صوت مقاوم حتى لو كان صوت طفل ، ويتعمق الخلاف بين محمود عباس وحماس وتقف الجهاد في موقف شبه محايد ويتقزم دور اليسار الذي لجأ لصيغة " لعم " لسلطة أوسلو حيث يرفضها ظاهريا ويرتزق من خلالها عملياً وتبدأ مسيرة الاجتماعات الماراثونية بين فتح من جهة والفصائل المختلفة من جهة أخرى ليتفق الجميع على شغار فضفاض ينص على إعادة بناء منظمة التحرير ضمن سيمفونية مزعجة تسمعها في كل وقت ...
ويتم قفل باب انتخاب المجلس الوطني ويلجأ محمود عباس لتعيين المجلس المركزي وهو أمر من صلاحية المجلس الوطني اساساً وليقوم المركزي بانتخاب اللجنة التنفيذية حيث أضحت المؤسسات كلها مؤسسات وهياكل غير شرعية مهمتها فقط مباركة قرارات محمود عباس وسلطته ، وفي الاجتماع الأخير وبعد أن أعلن الكيان الصهيوني أكثر من مرة رفضه لحل الدولتين " الموهوم " يخرج علينا عباس باقتراح العودة لقرار التقسيم 1947 ولا أدري كيف وبأي عين يطرح ذلك والكيان يرفض مبدأ منح الفلسطينيين ال 22 % فكيف به يقبل بنسبة ال 44 % التي نص عيها قرار التقسيم ...
وبعد ... وحتى يتم إعادة بناء منظمة التحرير بالطريقة العباسية الأوسلوية .. يقرر عباس دون سابق إنذار إلحاق المنظمة بالسلطة الأوسلوية ... ورغم الاعتقاد الثابت بان المنظمة هي الأصل والمظلة التي يفترض ان ينضوي تحتها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني من وافق على أوسلو ومن عارضها فأن عباس بقراره هذا يجعل من الفرع أصلاً ويجعل من المنظمة برمتها أداة أوسلوية ولسان حاله يقول لكل دعاة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بأن من يرد ذلك عليه أن يقر بكل قرارات واتفاقات أوسلو وما نتج عنها من استسلام وتنسيق أمني " واللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه يبلط البحر " أو يشرب من مائه " وهنا أرى أن على حماس والجهاد ومنظمات الديكور الفلسطيني أن تبرز موقفها " إن وجد " وترفض كل ذلك وكل تلك المسيرة المهزلة وعلينا جميعاً العمل بكل الطرق على إعادة الوهج للميثاق الوطني أو القومي الفلسطيني فمنطق التاريخ يقول أن العملاء ومهما طال عمرهم إلى زوال وربما يتطلب الأمر عاجلاً تأبين منظمة التحرير والبحث عن صيغة بديلة تعتمد الميثاق منهجاً ومرتكزاً ...
عمان – الأردن
19 / 2 / 2022



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبراطورية بوتين وعلاقتها مع سوريا
- وقفة بين القرف والإحباط
- سلطة أوسلو تنقلب على الانتخابات قبل إجرائها
- كونوا مع اليمن
- روسيا ومواقفها المتصهينة
- وبدأت لعبة الخدعة
- المجد لأوسلو ..
- من بومبيو والادارة الأوسلوية إلى إسرائيل مع الحب
- فلسطين والطريق المشروع
- ونجح نهج أوسلو ...
- ليتهم لم يجتمعوا ...
- بوتين الحليف المشبوه
- المنظمات الدولية صناديق ورقية مزركشة
- بين الإنسان والمال .. صراع لا ينتهي
- الكورونا وكبسة الزر الأمريكية
- وفاز ترامب ...
- وراء العدو في كل مكان !!! - شعار من أيام زمان -
- العودة حق طريقه الكفاح المسلح
- منظمة ماتت وثورة قادمة
- الاستجداء لا يحرر وطناً ولا يقيم دولة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار حفل التأبين