أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - قصة فلسفية قصيرة: -خريف العمر-














المزيد.....

قصة فلسفية قصيرة: -خريف العمر-


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


كان حمدان يحدث نفسه في خلوة بينه وبين البحر,
كانت أمواج البحر في رتابة وهدوء,
جعلته يسترخي, ويمضي بعيدا في رحلة العمر,
وقد ساعده على الإستغراق في ذكرياته,
إحدى أغاني أم كلثوم,
والتي كان يعشقها كثيرا بكلماتها وألحانها وأدائها,
إنها أغنية أغار من نسمة الجنوب,
فمضى مع الأغنية ومع ذكرياته
وهاهو يستذكر عالمه الخاص:
وتمضي بنا السنون في جد واجتهاد,
عمل وبناء,
تكوين أسرة,
انجاب,
متابعة لكل فرد,
يمضي العمر,
ويكبر الأبناء,
وينجحون,
ويتزوجون,
ونصبح أجدادا,
وربما نكون قد نسينا أنفسننا,
وقد شاب الشعر,
وتغيرت القيم,
وبعد هذا العمر,
أصبحت أقل شراسة,
وأقل دافعية لإثبات أي شيء
كوجهة نظر,
أو الرد على أي طرف,
أو حتى الشعور بنشوة
أو انتصار,
ربما أن هنالك شعورا خفيا بعدم الاستمرار في الحياة,
وما إن يات هذا الشعور,
حتى يحس كأن نزقأ من الشيطان يقترب منه
فيسارع بالإستغفار,
و لعل المشكلة تعود إلى أبعد من ذلك,
فقد جرت حياته منذ نعومة أظفاره,
على الجدية ومجاراة الواقع,
فكثير من الناس,
يفرض عليهم الواقع أن يكبروا قبل الأوان,
فلا يعيشون طفولة,
وكأنهم يولدون رجالا,
فقد سرق الزمن منهم أحلى سني العمر
كل هذه الهواجس أو فلتقل الخواطر,
كانت تمر على حمدان,
كشريط من الذكريات أثقله بالهموم,
وتبادرت إلى الذهن
تلك التساؤلات المقلقة والمربكة,
فما الحكمة من الحياة التي يعيشها بعضنا كنوع من الشقاء؟
نحرم فيها براءة الطفولة,
يحرم فيها القلب من نبضه,
هل نحن آلات ستعيش زمنا افتراضيا؟
ثم تستبدل بأخرى,
وتجدها إما أن يعاد تدويرها أو يتم إتلافها...
يبدو لي بأن فكرة إعادة التدوير فكرة جيدة,
فهل نملك مثل هذا الإمتياز؟
هل يمكننا بأن ندخل في دورة حيا أخرى؟
ألا ليتنا نستطيع ذلك؟
وقد قاطعت أفكاره كلمات وموسيقى هذه الأغنية,
والتي جعلته يبدوا في حالة اتحاد مع الطبيعة,
فمن المقدمة الصوفية,
وحتى رقيق الكلمات والمشاعر المبثوثة,
في كل مقطع من هذه الأغنية,
وجد أن هذه الأغنية تتحداه حتى كاد أن يكون فيلسوفا,
أو ربما كان ولا يدري...
فتارة يحسد الشاعر الشمس في حركتها,
صبحا ومساء,
وتارة يتمنى أن يكون زهرة,
وتارة يتمنى أن يكون طائرا,
وماذا لو لم أكن أمر بهذه الحالة؟
هل كنت سأحتفي بهذه الطبيعة؟
أو هل ستكون الطبيعة جميلة كما رأيتها اليوم؟
وربما تزيد حدة التفلسف,
فأخذ يسأل نفسه:
هل الشمس سعيدة في حركتها؟
أم أنها أسيرة في عليائها وتكابر؟
وهل الزهور والطيور تعبر عن حزنها؟
بينما نحن نفرح بها؟
تبا لحياة لا نفهم منها إلا المعاناة...
وتستمر الحياة ...
وتستمر المعاناة يوما فيوما....



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالت: هل أنا جميلة؟! (حوار فلسفي)
- الدماغ ودماغ الأمعاء: دمج التفاعلات في الصحة والمرض
- Covid-19 بين الأطفال: تحديثات الأدب.
- إساءة استخدام مفهوم الطوارئ والعنف في غرفة الطوارئ
- دراسة العلاقة بين التخلف العقلي والتعرض لعنصر الرصاص
- فلسفة اللانهاية: هل نقطة اللانهاية نقطة لا نهاية لها أم نقطة ...
- علم الاجتماع الجزيئي: تكامل فلسفة العلوم وعلم النفس والمجتمع
- أوهام القيادة وسوء الإدارة وأثره على الإبداع في المؤسسات


المزيد.....




- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو
- من جنيف إلى الرياض: السعودية ومؤسسة سيغ تطلقان مشروعًا فنيًا ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - قصة فلسفية قصيرة: -خريف العمر-