قصيدة : ليلة مع الشيطان

مراد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 10:08
المحور: الادب والفن
    

خارج أسوار الزمان
حيث لا شيء سواي
و عينيك و أعقاب سجائري
وكؤوس أقارع نخبها مع الشيطان
أخاطب عدما لا ذكوريا و لا أنثويا
حسبي أنه فيض من الحزن
يعوي كذئب في براري الوجدان
هناك خارج القواعد و المعتقدات
خارج حدود الأيام و المكان
شفتاك آلهة تتوسد السماء
تغوص حمرتها في دمي
و ترغب روحي كقربان
إني أصلى نار الهوى
و الفؤاد الحزين طريح
تحيطه محيطات يتيمة الشطآن
هنا حيث لا سبيل إلى الفرح
عدا غبطة تصنعها رقصات الدخان
هنا حيث لا موطأ قدم للمفاصلة
بين طهر البشر و عهر الشيطان
الكتابة وطني الوحيد
و السجائر أولى المؤنسات
هروبا في ملذات النسيان
على الطاولة دفتر يحمل همي
و قلم بين أصابعي يجيد
رسم وطن من الأحزان
حيث الليل بساط أمنيات بعيدة
قريني يردد دروس كماسوترا
و يسأل : ما الحب ؟ ما الإنسان ؟
أ قلب ؟ أم وجه ؟
أ نظرة ؟ أم عينان ؟
لا تسألني يا صديقي
فأنا قلب نهشته النساء
شاعر ببقايا إنسان
لا تسألني عني
و لا عن تاريخي
فأنا كتلة من الحزن
بل شجرة مقطوعة الأغصان
خذ كأسا من الفودكا
ثم اسقني قدحا عتيقا
ترسو في قعره الدموع
يجف ينابيع الأحزان
أنا يا قريني عبد جرح
لا يشفى مهما تقلب العدم
يظل القلب عبدا ضليلا
و يبقى نسيم الهوى سلطان
هنا خارج تفاصيل الزمان
كتبت قصيدتي بلون الماء
تكالبت على أطرافها ليال
و ضجرت من نفسها الألوان
خارج أسوار الزمان
دخلت مملكة النواعم
جيشي أرخبيل جراح
خادمي قلم و رفيقي الشيطان
قلت : رحماك سيدتي
أشقاني سفر الشوق
هذا كيل شعري أقايضه ندى شفاهك
إني متعب الجوارح...ظمآن
قالت : ويحك يا غازي لحمي
شحيح أشعارك غزل
و غزل القول بهتان
ما عاد لك بين تفاحتيَّ مستقر
أنفيك خارج لحمي و أنفاسي
منسيا خارج كل النساء و الأوطان
منفيا إلى فلك عدم
بلا وجهة...
بلا قبلة...
بلا عنوان...
أنا ابتسامتك لو تذكرني
قد ضعت في بكاء
عبثا نسميه "إنسان".

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل