أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد المغربي - إلى الحب في عيده: بضع كلمات














المزيد.....

إلى الحب في عيده: بضع كلمات


احمد المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


سيحتفل بك اليوم الملايين من مختلف أقوام جنسنا البشري الواحد و سيتبادل العشاق الهدايا و الكلمات الدافئة بمناسبة عيدك الذي لم يعد الاحتفال به حكرا على قوم دون غيره في قرننا لكنني أتساءل بكل جدية عن حقيقة وجودك فمنذ اختراع الكتابة ليومنا هذا حكى عنك البشر قصصا لم تتجاوزها سوى المآسي و الحروب وقد قالوا عنك أشياء جميلة وقالوا أنك موجود بين البشر بل و ادعوْا حتى أنك تولد معهم و فيهم لكنني لا أراك بين البشر بالخصوص لقد حاولت إيجادك أكثر من مرة بجد و جهد كبير إلا أنني لم أجد سوى نقيضك لم أجد سوى الخبث و الخداع و النفاق
لقد حاولت إيجادك وسط هذه الفوضى بكل حماس وثقة و لم أطرد الأمل إلا بعد انتباهي لكوني قد ضيعت وقتا ثمينا في بحثي الذي لم أجد فيه سوى الدليل القاطع على أنك غير موجود
لقد صرت أشك في أن وجودك محصور في القصص كباقي الأساطير التي خلقها البشر بدوافع مختلفة لكن الحيرة تتسلل لعقلي و يزعزع الشك الجديد شكوكي القديمة حولك حين أشعر أن هناك شيئا ما يشبهك مرّ أمامي أو حين أرى البشر في حالة تشبه الحالة التي سمعتهم يقولون أنها لا تحدث إلا عند وجودك
وأغوص في التفكير و الأفكار عن العلة و المعلول و في استحضار الماضي القريب و البعيد لدرجة أنني في أحد الأيام أنّبت عقلي على شكه في وجودك فإذا به يفاجئني بإنكاره لمشاركته في التشكيك بوجودك بل و وبّخني مُدعيا اعتمادي على مصادر غيره في التعامل مع القضايا التي يقول أن لا شرعية لغيره في التدخل وقد خطر ببالي أن أسأله عن سبب تغيُّبه عن العمل و اخلائه مكانه لغيره إن كان ما يدعيه صحيحا لكن هيبته فرضت علي الصمت بشكل عجيب فاكتفيت بمطالبته بتقديم دليل على وجودك إن كان صادقا في ادعائه البراءة و اذا به يجيبني بهدوء و بدون أي مقدمات بتذكيري بتلك الطيبة التي عشت معها و رأيتها بأم عيني تمنح الآخرين كل شيء دون أن تنتظر منهم أي شيء و دون أن يحركها أي شيء غير حب الخير و الإنسان و قد تحدث عنك العقل و كأنك حقيقة لا ينكرها إلا الأعمى و لعله لا يدري أو يتجاهل أن الكانطيين يتهمون من يسلِّم بوجود عالم خارجي بالدوغمائية لكنه واصل توبيخي و وصل لدرجة اتهامي بأنني بتشكيكي في وجودك أرْتكبُ جريمة عظمى في حق الشهداء و المناضلين الذين لم يبخلوا بحياتهم نفسها في سبيل حب الانسان و سعادته
و لن أخفي عنك أنه بعد حديثي مع العقل صرت أخجل و أسخر من نفسي حين أتذكر أنني كنت أنكر وجودك رغم أنك في الواقع موجود وقوي وجبار لدرجة أنك حوّلت من نجحْتَ في هزيمة عقولهم لحمقى و عبيد ارتكبوا الجرائم و فقدوا كل شيء بسببك إنني أعترف بوجودك و إن كنتَ في غنى عن اعترافي لكنني أرغب أن أقول لك بكل صراحة أن وجودك الحقيقي في الواقع يختلف كثيرا عن وجودك في القصص
إنني سعيد لأن وجودك في حياتي يختلف عن وجودك الشائع في حياة غيري إنني سعيد لأن وجودك في حياتي مختلف لدرجة أنك تبدوا غير موجود في حياتي و لا أرغب في ادعاء حق التكلم باسم الثوريين لكنني أريد أن أخبرك بأن وجودك في حياة معظمنا لا يوجد إلا جانب نقيضك لا يوجد إلا جانب الكراهية المطلقة للظلم و مغتصبي كرامة الانسان بل أرغب أن أعترف لك أيضا بفضلك في تقوية الكراهية في حياتنا فكلما زاد حبنا للإنسان زادت معه كراهيتنا لأعدائه
و قد لا يكون من المناسب أن أقول أشياء كهذه في رسالة بمناسبة عيدك لكنني أرغب في أن أتفادى أي سوء فهم و لهذا أريد أن تضع في عِلمك أنني لا أدعوك لزيارتي بإرسالي لهذه الرسالة فلا أنا مُتفرغ أو راغب في مقابلتك و لا في بيتي أو حياتي حتى مساحة ضيقة لاستقبالك



#احمد_المغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الأمل و اليأس
- عن أطروحة رأسمالية الدولة : بين الأمس و اليوم
- نظام الحسن الثاني و النظام الاسرائيلي
- السفسطة و الاغتصاب
- عن ما يحدث في المغرب و السودان : باختصار شديد
- عن الثائر الأممي تشي جيفارا
- حول الثورة المغربية و فئات المجتمع المغربي
- الحياة قبل الموت
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
- عن المادية و الخيال و أشياء أخرى
- الموضوعي و الذاتي
- لماذا استسلم السرفاتي ؟
- الاشتراكية الاضطرارية
- حول السلطة و القانون و المجتمع
- حول القضية الفلسطينية
- ستالين و الحزب البلشفي
- حول العلاقات بين الجنسين
- في المغرب يعتقل شاب لرفضه مناداة الملك بسيدزنا
- اللاسلطوية أو الأناركية بدأت أقتنع بالفكرة أكثر


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد المغربي - إلى الحب في عيده: بضع كلمات