أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (310) صناعة التفاهة (1)















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (310) صناعة التفاهة (1)


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 10:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مباحث في الاستخبارات (310)
صناعة التفاهة (1)
----------
مدخل
----------
كل من ينظر الى ماحوله في عصرنا الحالي, يجد مظاهر لاتخطؤها العين من تردِّيات وانحدارات وانحطاط في المنتج الحضاري من كافة جوانبه الاقتصادية (بالأخص بشكلها التسويقي) والاجتماعية والثقافية , وتزداد تلك المظاهر وضوحاً ورسوخاً في مجتمعات الدول الهشّة, ومنها بلادنا, حتى انك تجد ان كلمة " تفاهة" تبدو منسجمة مع كل مانراه ونسمعه , والواقع ان انتاج وترسيخ تلك التفاهة هو صناعة اصيلة من منتجات مختبرات السيطرة على الجماهير وسياسة القطيع, وهي منتجات لها وسائلها التسويقية الاقتصادية والاعلامية الخطيرة , وهو مانسعى لتسليط الضوء عليه.
------------------
صنّاع التفاهة
------------------
صناعة التفاهة هي صناعة استراتيجية تهدف إلى تسطيح الدماغ الجمعي للمجتمع حيث تعتبر إدارة المزاج المجتمعي وضبط ايقاع سلوكه والسيطرة الموجهة وتوجيه آرائه ومتبنياته، من التحديات الأساسية لزعامات السلطة وصناع القرار في مواجهة اية معارضة لسياساتهم وقراراتهم التي تتقاطع مع طموحات المحكومين .
ان هذا النوع من الادارة يحتاج الى مبررات لتسويقه بأساليب تزداد فيها جرعات الخداع والتضليل كلما كانت توجهات السلطات بعيدة عن الشعوب حيث يتم الاعتماد على تزوير الحقائق واللعب بالعواطف والغرائز والعمل على اسقاط المجتمعات بمستنقع من التفاهة في التفكير وفي التلقي والاداء وردود الافعال وقتل النهج النقدي المعارض ,مما يفتح الطريق معبّداً امام التأثير على المجتمعات وضمان كسر ممانعتهم لأية سياسات وقرارات ومواقف, وهنا تبرز الحاجة الى ادارة مركزية مُحكمة لتلك المخططات تكون قادرة على ضبط الايقاع ولها سلطة الرقابة والتدخل, ولاتوجد افضل من الاجهزة الاستخبارية المحلية في تولي ادارة هذا الملف لاسيما في الدول الفاشلة والحكومات العائلية والدكتاتورية.
على جانب ثانٍ , فإنَّ صناعة التفاهة وتسطيح المجتمعات وتسييرها, هي من المهام التي تضطلع بها اجهزة استخبارات الدول الكبرى الساعية الى اختراق الشعوب المستهدفة والسيطرة عليها من الخارج , ومن ثم تطويعها كطريق امثل للسيطرة على الدول بحيث تمتلك مفاتيح التأثير على شعب ما حتى تصبح تلك السيطرة عامل قوة في التحكم بالمقدرات السياسية والاقتصادية للحكومات التي ترى ان القوى الخارجية هي صاحبة القرار على شعبها, ويكون امامها اما الرضوخ لمتطلبات الاستخبارات العالمية او ان تقتلعها تلك الجهات عبر تحريك شعوبها عليها , فتكون اجهزة الاستخبارات العالمية هنا هي المتكفلة بصناعة التفاهة للسيطرة على البلدان المستهدفة, ولايقف دور اجهزة الاستخبارات العالمية عند حد التلاعب بعقول الجماهير المستهدفة للسيطرة عليها وتهييجها , وانما يتعداه الى التلاعب بخياراتها من خلال صناعة القادة كعنصر رئيسي لصناعة التفاهة, وهو ماسنأتي اليه.
ان الصانع الثالث والمثالي لصناعة التفاهة هي الكارتلات الاقتصادية التي تدير منظومات تسويقية عالمية لها مخططوها واستخباريوها وادواتها الاعلامية والسياسية من اجل السيطرة على الاسواق العالمية عبر تسليع كل شيء بمافيه الثقافة , واخضاع المستهلك وتغيير سلوكياته وذائقته, فالتفاهة ليست مجرّد ظاهرة اجتماعية بسيطة، وإنّما هي حالة ثقافية مركبة تعكس مدى هيمنة التسليع التجاري وسطوة قيم السوق والمال (في سبعينات القرن الماضي قدمت شركة كوكا كولا رشاوى وصلت وقتها الى خمسة ملايين دولار لمتنفذين في وزارة الخارجية الامريكية للدفع باتجاه اعادة العلاقات مع الصين!!!).
وقد جعلت الكارتلات الاقتصادية الضخمة من صناعة التفاهة صناعة عالمية غزت بها كافة دول العالم ولم تقف عند السيطرة على شعوب الدول المتخلفة بل شملت جميع المجتمعات(ومن الطريف ان نذكر هنا مايعرف لدى الاقتصاديين بمؤشر "بيج ماك", وهو مؤشر مالي اخترعته مجلة ذي إيكونوميست في عام 1986 كطريقة لقياس أداء العملات في العالم وما إذا كانت دون أو فوق قيمتها العادلة، وذلك من خلال مقارنة أسعار هامبرغر "بيج ماك" في عدد من دول العالم, حيث أن تعادل القوة الشرائية لذلك المؤشر تمثل سعر الصرف , على سبيل المثال فإذا كان معدل سعر الدينار الاردني هو .72 0 من الدولار في البورصة , وكانت تكلفة همبرغر البيك ماك في امريكا دولارين , فيجب ان يكون سعره في الاردن 1.44 دينار اردني, فإن كان اقل او اكثر فيعني ان سعر صرف الدينار غير عادل !!!!.).
-----------------
اداة الاعلام
-----------------
ان الاداة الفاعلة للعناصر الثلاث الآنفة في صناعة التفاهة , الاستخبارات التابعة للسلطة الحاكمة والاستخبارات العالمية الخارجية والكارتلات الاقتصادية الكبرى , هي اداة الاعلام , وهنا يلعب الاعلام دوراً مزدوجاً , فهو اداة فعالة بيد اجهزة الاستخبارات وكارتلات الاقتصاد للسيطرة على المجتمعات من جهة , وهو مستثمر في تسطيح المجتمعات كفاعل اقتصادي مستقل من جهة اخرى .
فكأداة فاعلة في التأثير على المجتمعات, يعتبر الاعلام منذ ماقبل عصر الانترنيت من المؤثرات الحقيقية الخطيرة في بلورة الرأي العام والسيطرة على اتجاهاته حيث سعت الدول واجهزة الاستخبارات الى الافادة القصوى منه في تطويع الشعوب وفي الدعاية وترسيخ الانظمة او اقتلاعها , وكما يقول المثل الشهير"الفقير يشتري الصحيفة والغني يشتري رئيس التحرير!" , والغني هنا هي الحكومات والشركات الكبرى واجهزة الاستخبارات ومافيات الفساد, فكانت ولازالت وسائل إعلام توفر الغطاء لشرعنة الحروب، والتلاعب بالأزمات الاقتصادية, وفي تبني تيارات أيديولوجية معينة من خلال تسويق ذاتها كصانع للحقيقة والتلاعب بالعقول والتأثير السايكولوجي الجمعي.
اما مابعد عصر الانترنيت, ورغم انه عصر اشاع منصات الاعلام الى الافراد والمجتمعات , ومكن الجميع من ان تكون لهم منابرهم الخاصة التي يفترض ان ترخي عنهم طوق الاعلام الموجه, فقد أتاحت منصات التواصل الاجتماعي إمكانية المشاركة والبروز لمختلف الفئات الاجتماعية، وقد اصبحت امكانية الشهرة متاحة اما الوسيلة فباتت باجهزة ممتعة متاحة للجميع ، الا ان تحرر المجتمعات من ربقة المنظومات الاعلامية كان عبارة عن زيف عميق , فماكان فضاءاً للحرية اصبح على يد اجهزة الاستخبارات الاجنبية والحكومات المحلية والكارتلات الاقصادية بمثابة سجن كبير يضم مليارات البشر الامر الذي جعل الشركات المهيمنة على وسائل الاعلام الرقمية ووسائل التواصل تفعل فعلها كمندوب لصناعة التفاهة والتجهيل , وكصانع لها.
---------------------------
الاستهداف المزدوج
---------------------------
تعاني شعوب العالم الثالث من تأثيرات مزدوجة في صناعة وترسيخ التفاهة المجتمعية , فتلك الشعوب تخضع عادة لانظمة تحتكر السلطة عبر الاعيب مباشرة كالحكم العائلي والعسكري او غير مباشرة كما في الدول الهشة والفاشلة .
وفي ذات الوقت , تتعرض تلك الشعوب الى مخططات والاعيب الاجهزة الاستخبارية العالمية الساعية هي الاخرى للسيطرة عليها , وسواء اتفقت الانظمة المحلية او اختلفت مع القوى الكبرى فإن الاثنان يلعبان ذات اللعبة في استهداف الشعب .
الواقع ان أجهزة الاستخبارات تلعب أدوارا حاسمة دوماً في دول العالم الثالث , حيث لم تعد تلك الأجهزة مقتصرة على الجانب الامني وانما فرضت هيمنتها على السياسة والاعلام والثقافة والفنون والنقابات والاقتصاد تطبيقاً لمقولة الفيلسوف الايطالي غرامشي بأن "أية طبقة ترغب في ممارسة السيطرة في ظل الظروف الحديثة، عليها أن تتحرّك إلى ما هو أبعد من مصالحها الاقتصادية الضيّقة، لتمارس قيادة فكرية وأخلاقية، ولتبرم تحالفات وتسويات مع مختلف القوى، لتشكّـل الكتلة التاريخية".
ان الامر بدأ من حقبة مابعد التحرر من الاستعمار حيث برز الدور السلطوي للمؤسسات العسكرية في الدول العربية كقوة تمثل ادوار المنقذ الوطني للدولة والمجتمع، ففي اكثر من 200 انقلاب عسكري في العالم الثالث للفترة من 1952 – الى 1972 كانت تبريرات القادة العسكريين مستنسخة من واحد لآخر " أن النظام السابق خان الأمانة الوطنية والاجتماعية, وان الجيش يخدِم الشعب أو الأمة و يُنظّف البلاد من الفساد والطغيان والمصالح الأنانية، وهو بتمزيقه الدساتير وطرد أو حتى قتل الملوك واعتقال أعضاء الحكومة وحل البرلمانات وقمع الأحزاب السياسية وفرض الأحكام العُـرفية، يضع حدّاً للديمقراطيات البرلمانية الزّائفة التي استخدمها المتلاعبون للبقاء في السلطة من خلال تزوير الانتخابات والتعدّي على القوانين" مع اضافات بسيطة من قبيل انقلابات الدول العربية التي تحدثت عن نكبة فلسطين.
ومع اتساع منظومة الفساد للانقلابيين ولماوجدوه من بريق السلطة ,كان لابد من خنق اية معارضة من خلال توسيع عديد وسطوة الاجهزة الامنية والاستخبارية , وزادت تلك السطوة مع دخول الارهاب في بوابة التهديد لتتشكل قوات مكافحة الارهاب والتدخل السريع وتحسين وسائل الرقابة الاستخبارية , وتعميق التواصل مع اجهزة الاستخبارات الدولية والاقليمية
وباتت تلك الاجهزة فوق القانون بتحالف منظومتها المسيطرة من خلال الاستخبارات والمؤسسة العسكرية ومنظومات الفساد , لاسيما بعد تعاونها الكبير مع الغرب ومع الدوائر الاستخبارية الغربية والامريكية خصوصاً , لاسيما بعد حرب الكويت عام 1991، حيث تحوّلت موازين القوى العسكرية في منطقة الخليج بقوة لصالح الولايات المتحدة وباتت الدول العربية المُطلة على الخليج، معتمدة بكثافة على القوات الأمريكية للحفاظ على أنظمتها وامنها .
-------------------------
التجريف بالتجهيل
-------------------------
لقد اعتمدت الانظمة الاستبدادية على الاعلام بشكل كبير تطبيقاً لمقولة غوبلز النازي "أعطني إعلامًا بلا ضمير، أُعطِك شعبًا بلا وعي " , فالاعلام المرئي وفق الفيلسوف مصطفى حجازي هو آلات حرب..وأدوات سيطرة..وسلاح استعماري.. وتلاعب بالعقول والقلوب والأنفس البشرية , وان ادارة الادراك الجمعي من خلاله يجعل الآخر يفكر كما تريد, وبالتالي سوف يتصرف كما تريد , والواقع ان الوصول الى تلك النتيجة هو نجاح مذهل للاجهزة الاستخبارية سواء القمعية على شعوبها او الاجنبية في سعيها لتطويع الشعوب المستهدفة لان ادارة الادراك والسيطرة على العقول عبر الصورة واللقطة سيجعلها تسجل في الادمغة بلا تواريخ فتتحول الى قناعات مسبقة راسخة لاسيما مع تكرارها, وحينها تتحول العقول الى التصديق والتبعية .
فكان الاعلام بهذا المعنى هو السلاح الاستخباري الامثل لتطويع الشعوب, لذا تلجأ هذه الأجهزة لتزييف الوعي بالمبالغة في ترسيخ انجازات السلطة حتى الزائف منها وتبرير تقلباتها وتناقضاتها وتحويل هزائمها إلى انتصارات تاريخية، كما تضع صور وتماثيل رموز السلطة في كل مكان، وتمنح حكامها القاباً تتسم بالحكمة والابوة (باعتبار الابوة مستمرة حتى ممات الاب ولاتصح الا طاعته) .
ولنجاح خطط التزييف الاستخبارية على نطاق واسع ضد شعبها او ضد الشعوب المستهدفة, فلابد من تهيئة الارضية وتعطيشها ليسهل بعد ذلك امتصاصها لكافة انواع المنتجات الاستخبارية المزيفة, ومن تلك التهيئات الفعالة لاستخدام التجهيل المعرفي Agnotolgy, الذي يركز على تخريب المنظومة الفكرية للافراد والمجتمعات باساليب التخويف والتضليل بالارباك والتشكيك وترسيخ معتقدات زائفة او الالتفاف على معتقدات وتفريغها من محتواها واغراقها بالخرافة وغير ذلك من الاساليب .
والجهل هنا ليس انعدام المعرفة فقط وانما هو مُنتَج مشوّه مشوب بالزيادة او بالبتر والنقصان ويحوي على معلومات مفبركة الغرض منها تدمير الوعي من خلال عمليات تلاعب ذهنية, ولاننسى هنا ان الجانب الهام من العمل الاستخباري يختص بالتخريب, ومن ذلك تخريب العقول والتلاعب بها .
كما يساعد التزييف الاستخباري في ضرب القيم المجتمعية كالحرام والحلال والاخلاق, وصولاً الى مرحلة تستطيع من خلالها نشر مفاهيم لااخلاقية ماكان للمجتمع ان يفكر مجرد تفكير في قبولها , وكذلك باستهداف مسلّمات العقل وادخاله في دوامة من الحيرة , حيث يتم تشويش الفكر وتحويله من العقل العلمي المنطقي , الى عقل يتقبل الاشاعة والزيف , وكذلك اعتماد التزيف والفبركة لتعزيز المخاوف المجتمعية واختلاق الاعداء وتضخيم الاخطار وجعلها هاجساً وكابوساً ذو ديمومة بحيث يتم تسيير المجتمع في اتجاه محدد .
يجري ترسيخ البضاعة الرثة التي تُقدّم للمجتمع عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على انها بضاعة لا بديلَ عنها , وساعد على ذلك الصفوف المتراصة على منصات التواصل الاجتماعي والتي تستهلك ساعات تفوق ساعات الانتاج او النوم للفرد فيبدو فيها امام تلك الوسائل تلميذاً مطيعا , تجرى عليه عمليات ايقاف المستشعرات النقدية التي تميز ماوراء الفكرة المطروحة وتجره بنعومة مستساغة الى حيث يصبح انساناً رقمياً مطيعاً حيث اصبحت سلطة الفيس بوك والانستغرام والتيك توك وغيرها كالحاكم الناهي والمُشكّل لوعي الناس وطريقة تفكيرهم وردود افعالهم ، وتجعلهم ادوات للطاعة سواء للحاكم او لاسقاط الحاكم بحسب الجهات الآمرة .
-----------------------------
التفاهة..المنتج البديل
-----------------------------
ان عملية التجهيل هي الخطوة الاولى في السيطرة على المجتمعات والتي لابد ان تعقبها خطوات لخدمة مخرجات هذا التجهيل وهي صناعة التفاهة من خلال انتاج مخرجات ثقافية وفنية وفكرية تمتاز بالتفاهة لتصبح هي البديل عن المنتج الحضاري والقيمي للمجتمع .
ان ترسيخ التفاهة بعد التجهيل يعني تعبئة المنتوج الثقافي والفكري والفني والحضاري عموماً بمنتجات بديلة تهبط بالذائقة العامة للمجتمع وتهبط به الى متاهة لانهائية وتطرحها باعتبارها البديل الذي يفرضه التطور البشري , فتجد الغناء الهابط والادب الهابط والمستوى الهابط من التناوش والشتائم عبر وسائل التواصل لينتج عنها مجتمع خال من الابداع ومن القدرة على التفكير النقدي او التمييز بين الغث والسمين.
فان كان التجهيل هو بأن تحل العملة الرديئة محل العملة الجيدة , فان ترسيخ صناعة التفاهة تشبه الاستيلاء على مطبعة النقود الحكومية واحبارها ومكائنها ثم طباعة نقود بالمليارات لامجال لكشفها لانها متقنة , إنها بمثابة "هيمنة تتأسّس على آليات أيديولوجية محدّدة ومدروسة بعناية لتنميط الثقافة وقولبتها، بالتالي إنتاجها لأغراض السيطرة والإخضاع، عبر التلاعب بالعقول".
ان خطورة صناعة التفاهة انها تدخل في اعدادات المجتمع الفكرية فتضرب البديهيات الإيمانية لديه، وتضرب اساسات قيمه ثم تطرح حلولاً جديدة ليس امامه من بديل سوى بالأخذ بها كقشة الغريق.
-----------
خلاصة
-----------
تسعى الدول عبر اجهزتها الاستخبارية الى الاستخدام الامثل لوسائل الاعلام من اجل تجهيل شعوبها لتسهل السيطرة عليهم , ويتم ذلك عبر نسف القيم التي تعتبر خطرة على الانظمة الاستبدادية , الا ان مابعد النسف تأتي مرحلة بناء قيم جديدة وصناعة التفاهة من خلال تشويه الابداع والثقافة والفكر النقدي بطرح بدائل لاقيمة لها تهبط بذائقة المجتمع وتدمر قدراته الحسية والنقدية , وذات الامر تقوم به الاجهزة الاستخبارية الخارجية التي تستهدف الشعوب بذات الآليات , فما بالك حين تقوم السلطة والعدو الخارجي , كلاهما , باستهداف ذات الشعب , للبحث بقية في حلقة قادمة , والله الموفق.
للمزيد انظر :
كتاب نظام التفاهة - ألان دونو , مقال صناعة التفاهة والتلاعب بالذوق العام - الحسين أخدوش , مقال دور أجهزة المخابرات في الحياة السياسية العربية - سعد محيو , مقال السيطرة على المجتمعات المتهالكة - محمد رشو , مدونة التصالح مع التفاهة–نعيم شريف , استراتيجيات خداع الجماهير- نعوم تشومسكي .
-مباحث في الاستخبارات –الحرب النفسية 25 , الاستخبارات وعلم النفس 43 , المعلومات الموجهة 67 , الإعلام والاستخبارا ت 88 , صناعة الرأي العام 89 , التضاريس البشرية 90 , الخداع والتضليل 96 , علم التجهيل 128 , الاستخبارات وتدوير المجتمعات (القسم الاول) 241 ,الاستخبارات وتدوير المجتمعات (القسم الثاني) 242 ,التزييف في عالم الاستخبارات277.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (309) تحديث المعلومات
- مباحث في الاستخبارات (308) التحليل الوصفي
- مباحث في الاستخبارات (307) التحليل التنبؤي
- مباحث في الاستخبارات (306) التنظيمات الارهابية 3 تنظيم طالبا ...
- مباحث في الاستخبارات (305) التنظيمات الارهابية 2 تنظيم الدول ...
- مباحث في الاستخبارات (304) التنظيمات الارهابية (1) - القاعدة
- مباحث في الاستخبارات (303)
- مباحث في الاستخبارات (302) المعايشة
- مباحث في الاستخبارات (301) المشاغلة
- مباحث في الاستخبارات (300) ضابط الملف
- مباحث في الاستخبارات (299) مستقبل الاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (298) العقيدة الاستخبارية
- مباحث في الاستخبارات (297) الاستخبارات والدبلوماسية السرية
- مباحث في الاستخبارات (296) ثوابت استخبارية
- مباحث في الاستخبارات (295) علم نفس الجواسيس (2)
- مباحث في الاستخبارات (294) علم نفس الجواسيس (1)
- مباحث في الاستخبارات (293) عالم التجسس
- مباحث في الاستخبارات (292) الامن الاحترازي
- مباحث في الاستخبارات ( 291) الاستخبارات والجمعيات السرية
- مباحث في الاستخبارات (290) لمحة من تاريخ الاستخبارات العراقي ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (310) صناعة التفاهة (1)