أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد خيري - لايمكن حماية شارع المتنبي وتطوير رسالته التاريخية في ظل الاحتلال














المزيد.....

لايمكن حماية شارع المتنبي وتطوير رسالته التاريخية في ظل الاحتلال


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 10:28
المحور: المجتمع المدني
    


زرت يغداد عاصمة قلبي اربعة مرات منذ سقوط النظام الدكتاتوري وانا ارى في كل جندي امريكي صورة لصدام تهدد كل مشاعر البهجة وما تثيره المواقع الحميمة من ذكريات النضال ولاسيما شارع الرشيد، شارع النضال الجبار للشعب العراقي وسجل انتصاراته واخفاقاته. وفي زيارتي الاولى زرت لاول مرة في حياتي شارع المتنبي وملاء قلبي فخرا واعتزازا بشعبنا. فقد انغمرت فورا باروع زخم بشري يعج بالشبيبة التواقة للعلم والمعرفة . يتهافتون على قراءة الكتب وهم يجلسون القرفصاء لساعات لعدم تمكنهم من شرائها. ويا للمفاجأة فقد وجدت الكثير من الكتب الثورية الممنوعة لعشرات السنين من الحكم الدكتاتوري معروضة والتي كانت تعرض من يحتفظ بها لاشد العقوبات وقد تكلفه حياته . والاغرب وجدت هناك من يعرفني من باعة الارصفة للكتب وفوق ذلك يناديني "ماما " قائلا: " نعم انا ابنكم وعملت على تصوير كتبكم وتداولها سرا رغم انف صدام حسين" . فكم تحدى هذا الشاب من مخاطر وهل يكفي ان اشكره وان اعانقه..
ووصلت الى مقهى الشاهبندر : ملتقى الشعراء والادباء ولم اجرأ على دخولها ولكن وجدت احد مقالاتي ملصق على بابها .ولم اشأ ان اغادر الشارع فقد احسست في زحمته اروع مهرجانات العالم الثقافية واصدق تعبير عن فشل افضع دكتاتورية في التاريخ عن قتل طموح شعبنا للعلم والمعرفة..
من الطبيعي ان لايفوت ذلك على مخططي الشرق الاوسط الامريكي الجديد ومنفذي نماذجه ولاسيما في العراق في قتل طموحات شعوبها نحو التقدم والعلم ونسف تراثها ومعالم حضارتها وتحضرها بهدم ونهب متاحفها ومكتباتها ومعاهدها وقتل علمائها ومربيها وابادة حيويتها ليس فقط من خلال قصفها باليورانيوم المنضب الذي لايعرف الحدود، والذي اعطب سكانها واجيالهم المقبلة بل وفي قتل اكبر عدد من شبيبتها في سن التجنيد، كما افاد اخيرا احد جنود قوات الاحتلال المتهم في قتل ثلاث شبان عراقيين مدنيين امام المحكمة العسكرية الامريكية التي تعقد جلساتها الشكلية لتشغل بها الشعب العراقي والعالمي كلما افتضح دورها في القتل الطائفي او جرائم القتل الجماعي لاعداد كبيرة من الشبيبة باسم فرق الموت. وتصدر احكاما لاتتناسب مع جسامة الجرائم التي يقترفها جنود الاحتلال من قتل واغتصاب وسرقة فضلا عن غياب أي مجال لمتابعة تنفيذها . ولاول مرة تصدر هذه المحاكم حسب ما تروج وسائل الاعلام امكانية اصدار حكم الاعدام بحق اربعة جنود امريكان وقد يكون السبب ليس لعظم جرائمهم بل لانهم فضحوا الاوامر الصادرة لهم . ولاشغال الشعب عن العلم والثقافة والوعي السياسي، تتفنن في خلق مختلف الازمات المعاشية والبطالة وترويعهم بمختلف وسائل الارهاب وافساد وعيهم بمختلف الوسائل السلفية وتفريق صفوفهم بمختلف الدعايات الطائفية . فلم يغب عن اهتمامهم دور شارع المتنبي. ومنذ الزيارة الثانية في عام 2004 وجدت الكتب الدينية وكتب التنجيم وكل ما تنتجه وسائل الدعاية الرجعية وعتات فلاسفة العولمة الراسمالية من كتب عن نهاية التاريخ ، وصراع الحضارات و..الخ، من مجلدات تغمر شارع المتنبي في يوم مهرجانه ولكنها لم تستطيع ان تحرم طلاب العلم والمعرفة من عرض كتبهم في المواقع الخلفية ودون التأثير على رخم الشارع ومهمته التاريخية كملجأ لطلاب العلم والمعرفة العراقين بل ومحج لهم يجدون فيه انفسهم ولو مرة في الاسبوع . ومقصد السواح والمراسلين الاجانب لما يثيره من اعجاب في اقبال هذا الشعب على الثقافة رغم كل ما يعانيه .
وجاء منع التجول في ايام الجمع بحجة حماية الامن، من الوسائل الفعالة لاحكام شل حرية الشعب حتى في اختيار اسلوب قضاء عطلته الاسبوعبة فلا وسائط نقل ولا اسواق ولا ملاعب ولا حرية الا في زيارة المساجد المحلية والاستماع الى خطباء الجمعة الذين يجري اعدادهم لتشجيع الطائفية والتخلف اوالذين يجري تحذيرهم ثم قتلهم لمجرد الدعوة للاخاء ونبذ الطائفية باعتبارها ادواة الاحتلال. فقد قتل المئات من خطباء المساجد الوطنيين. ووجد المحتلون جانبا ايجابيا اخر لمنع التجول يوم الجمعة هو القضاء على مهرجان الثقافة العراقية الاسبوعي في شارع المتنبي ، بامل قتله.. ولكن هيهات!!
فالعراقيون لايستسلمون لاحكام قوات الاحتلال وهنالك من وسائل النضال السلمي غير حرق الكتب الذي يصب في مصلحة المحتلين وذلك بالمطالبة بجعل شارع المتنبي من الشوارع التي لا تسير فيها المركبات ابدا . فيمكن بذلك ان يصبح شارع المتنبي ميدانا لمهرجان دائم للثقافة العراقية طول ايام الاسبوع . ويدعم هذا المطلب المشروع وجود شوارع في جميع عواصم العالم يمنع فيها سير المركبات . ويجري تعزيز النضال اولا في جمع التواقيع وتقديم الطلب الى البرلمان وبعد ذلك تطوير النضال الى فرض عدم مرور المركبات في الشارع سلميا وبوسائل الاقناع اولا .
ولا شك بان قوات الاحتلال وبمساعدة كل ادواتها من برلمان وحكومة وارهاب وطائفية ستجد الوسائل الاجرامية المتعددة لقتل شارع المتنبي او تشويه رسالته التاريخية طالما بقي يهيمن على بلدنا ويستعبد شعبنا فلا حماية لثقافتنا ولا حرية او ديموقراطية او كرامة مع وجود الاحتلا .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة النضال الجماهيري ضد الاحتلال وجميع ادواته ، المحك الرئ ...
- مخاضات الحركة الشيوعية العراقية جزء من مخاضات الحركة الشيوعي ...
- الاستاذ توفيق التميمي
- شهداء الانفال والاجيال المقبلة تطالب باستخلاص دروسها
- الشعب العراقي يسير في طليعة المعركة الاستراتيجية الكبرى للبش ...
- لايمكن حماية النصر الا في تطويره
- الف تحية للفنان العراقي المبدع والموسيقار المناضل نصير شما
- الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصط ...
- هل يمكن ان يكون النصر اللبناني حاسما
- مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال و ...
- التجربة العراقية اغناء لتجارب الشعوب والبشرية في نضالها المع ...
- الشعب اللبناني يقدم نقلة نوعية في العملية التاريخية لتحرير ا ...
- معركة واحدة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان
- الوطن الام يناديكم
- التجربة الاولى في مجابهة العنجهية الامريكية والاسرائيلية في ...
- قضية الجندي الاسرائيلي الاسير والاستقطاب الطبقي على الصعيد ا ...
- نشوء الدينية والعلمانية والصراع بينهما
- مصطلح اليسار السلمي اكثر قبولا من مصطلح الاشتراكية الديموقرا ...
- ابادة العناصر الحيوية للشعب العراقي
- مهرجان انسحاب قوات الاحتلال من السماوة بعد مهرجان الزرقاوي


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعاد خيري - لايمكن حماية شارع المتنبي وتطوير رسالته التاريخية في ظل الاحتلال