أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الطفل ريان ضحية نظام عربي فاسد














المزيد.....

الطفل ريان ضحية نظام عربي فاسد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
قضية الطفل ريان المغربي الذي سقط في البئر،وبقي فيه لخمسة أيام،لم تفلح كل الجهود التي بذلت من أجل إنقاذه حياً...وريان ليس بالحادثة الإستثنائية في وطن عربي ،انظمته العربية غارقة في الفساد وفي تحويل أوطانها الى اقطاعيات ومزارع خاصة لأسرها وعائلتها والدوائر المحيطة بها امنية وعسكرية وعشائرية ...أنظمة رغم كل الترليونات من الدولارات التي تملكها،لم تعمل على إحداث أي تنمية وتطور صناعي وزراعي وعلمي وتكنولوجي، أبقت على اقتصاداتها الريعية والخدماتية والمالية والإستهلاكية،واحتجزت تطور شعوبها،ومارست بحقها كل اشكال القمع والتنكيل وصادرت حرياتها ..وأبقتها في دائرة الفقر والبطالة والجوع .....هذه الأنظمة وما تملكه من إمكانيات مادية واساطيل اعلامية....لم توظف في مصلحة أمتنا العربية وشعوبها،بل هي كانت لعنة على هذه الأمة والشعوب،وظفوها في خدمة قوى الإستعمار وفي تدمير الوطن العربي وقتل أطفاله وشعوبه ...وذرف دموع التماسيح على الطفل ريان وحملات التبرعات لأطفال سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، رغم براءة وطيبة وبساطة الناس التي هبت للتبرع وتلبية النداء، هي لا تعرف تشابكت وتعقيدات السياسة ..ولكن ما يعرفها،هي الأيدي والقنوات الخبيثة والمأجورة التي تحرك وتوجه وتقود وتسلط الضوء على هذه القضية أو تلك .....137 مليار دولار صرفتها العديد من المشيخات الخليجية من أجل تدمير سوريا ،وهي السبب المباشر في تشريد وتجويع أطفالها،والذين الكثيرون منهم ماتوا تجمداً من البرد في الخيام او غرقا في البحار أثناء الهجرة القسرية....وما ينطبق على أطفال سوريا،ينطبق على أطفال العراق،فمن منح الشرعية لأمريكا والغرب الإستعماري في غزو العراق وإحتلاله،بل وشارك في عملية " إغتصاب " بغداد ..؟؟، 450 مليار دولار أنفقتها ا ل س ع و د ي ة وغيرها من المشيخات الزجاجية على تدمير اليمن،وما زال لحم أطفاله تشويه طائرات العدوان...ولم نسمع وسيلة من وسائل اعلام " ا ل ع ه ر" العربي، حتى تنقل صور شوي لحم أطفال اليمن ...وكأن اليمن ليس بأصل العرب ،والذي هو لم يتخل في يوم من الأيام عن القضايا العربية،وفي مقدمتها شعب فلسطين وقضيته . ألم نرسل المرتزقة وما عرف بالعرب الأفغان والمال والسلاح الى أفغانستان بناء على أوامر وتعليمات "أمنا الحنونة" أمريكا،لمحاربة الشيوعية وإقامة إمارة إسلامية،والحقيقة غير ذلك بكثير،فحركة "طالبان" التي وصفها الرئيس الأمريكي أنذاك ريغان،بأنهم مقاتلون من أجل الحرية، من بعد خروج الإتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان، أصبحوا مجموعة إرهابية ..وفي أيار من العام الماضي،ألم تشاهد قنوات " ا ل ع ه ر" العربي ..جثث أطفال فلسطين تحت الردم والدمار بفعل قصف طائرات الإحتلال، حتى صحيفة " هارتس" الإسرائيلية وكبرى صحف العالم من "نيويورك تاميز" الأمريكية و "الغاردن" البريطانية، نشرت صورهم على صدر صفحاتها الأولى،وقالت كفى للمجازر .
نحن ندرك بأن هذه الأنظمة وأساطيلها الإعلامية التي كانت تفبرك الصور والأفلام والأخبار عن جرائم مروعة مزعومة في هذه الدولة او تلك،تحركها دوافع وأجندات ومخططات،ليست لا في مصلحة الأمة ولا من أجل الدفاع عن أمنها القومي ولا من أجل استعادة أرض مغتصبة او تحرير اوطان.
نحن ضد الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال أي كانت ديانتهم او مهذبيتهم أو جنسهم او قوميتهم، على قاعدة عدم تجزئة الإنسانية،فالجرائم ترتكب بحق الأطفال يجب ان تدان ويحاسب ويعاقب مرتكبيها أو المحرضين عليها،او من يشكلون "جدار" حماية لمرتكبيها ومنفذيها،ولكن ما نراه ونشهده بأن هناك انتقائية في الإدانة والمساءلة والمحاسبة والعقاب على خلفية الإرتباط بالمصالح والأهداف....وحتى في حملات الدعم والإغاثة لهؤلاء الأطفال يجري استغلالها وتوظيفها لحدمة اهداف وأجندات سياسية،قد يكون جزء من يهبون الى المساعدة والدعم ،ينطلقون في دعمهم ومساعدتهم ،بدافع الإنسانية والعواطف والمشاعر،ولا يعرفن ما هي الأهداف الخبيثة التي يسعى القائمين عليها لتحقيقها،ولذلك أنا أرى بأنه في قضية الطفل ريان وحملات الدعم لأطفال سوريا،في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية،تحمل أهدافاً وأجندات سياسية.
هذه الأنظمة التي تتقاطر وتتسابق على تطبيع علاقاتها مع دولة الإحتلال ،وتشكيل حلف " ابراهام" التطبيعي..وذهاب البعض منها الى ما هو أبعد من ذلك،بعقد أحلاف عسكرية وأمنية استراتيجية وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات عسكرية وأمنية ،وشراء أسلحة وأنظمة دفاع جوي من دولة الإحتلال،ما يهمها بالأساس مصلحة انظمتها وامن عروشها،وآخر ما تفكر به شعوبها واطفالها،ولذلك هي توظف اساطيل اعلامها في أي قضية انسانية كقضية الطفل ريان او حملات الإغاثة لدعم أطفال سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية،بما يخدم مصالحها وأهدافها،وبما يحرف أنظار الجماهير عن القضايا الكبرى والمصيرية التي تهم امتنا وشعوبنا العربية.
ما جري ويجري هو عملية حرف للأنظار " وتطويع" لوعي الجماهير العربية،وإعادة انتاجه من جديد،وفق رؤيا تقوم على أساس تقبل ما تقوم به تلك الأنظمة من عمليات تطبيع ونسج واقامة احلاف امنية وعسكرية استراتيجية مع دولة الإحتلال،ونشر قواعد عسكرية لها على أراضيها.

فلسطين – القدس المحتلة
6/2/2022
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القدس ...ثلج وعَلم وقمع وتنكيل و- مجازر- حجر
- أطفال فلسطين صوتهم اعلى من صوت الإحتلال
- العدوان على الشيخ جراح متواصل ولن يتوقف
- الهدم في الشيخ جراح والتجريف في النقب لم يهزم الإرادة
- الهذالين ش ه ي د اً من أجل الأرض وصالحية بجسده حمى البيت
- سياسة -تحريش- الصحراء ،مشروع استيطاني تهويدي بإمتياز
- الموت الذي يسكن فلسطين
- نتصار الأسير ابو هواش،ليس بديلاً عن اغلاق ملف الإعتقال الإدا ...
- فلسطين عام 2021 ....محطات مفصلية
- زيارة خاطئة في توقيت وظرف خاطئين
- القدس مع نهاية العام ...حرب شاملة بدون توقف
- في الشيخ جراح يكتمل المخطط التهويدي
- لا التطهير العرقي والإستيطان توقفا ولا - مجازر- الحجر ستتوقف
- في -صهينة- الوعي
- قراءة في نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات المحلية
- تحليل هل كان حقاً هناك عملية طعن في الشيخ جراح....؟؟
- الجزائر الوفية دوماً لفلسطين ولمبادئها ولقوميتها ولعروبتها
- المشهد والملف النووي الإيرانيين حاضرين بقوة في -اسرائيل-
- النظام الرسمي العربي ....و-الإسهال- التطبيع
- الحرب على المحتوى الفلسطيني والمؤسسات مستمرة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الطفل ريان ضحية نظام عربي فاسد