أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى عبد الغني - هل الحد الأدنى للأجور زاد فعلًا؟














المزيد.....

هل الحد الأدنى للأجور زاد فعلًا؟


مصطفى عبد الغني

الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 19:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



في ثورة يناير، وقبلها، ظهر هتاف “حد أدنى للأجور للي عايشين في القبور” للمطالبة بشيء من الحماية الاجتماعية متمثل في حد أدنى للأجور لمواجهة جشع واستغلال أصحاب الأعمال ومحاولة للتعايش في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار.

النهاردة وبعد 11 سنة على الثورة حصل تغيرات كبيرة في الحد الأدنى للأجور؛ بدأت بتحديده بـ 700 جنيه للعاملين بالجهاز الإداري للدولة في يوليو 2011، بعدها أصبح 1200 جنيه في بداية 2014، ثم 1400 في 2016، وزاد لـ 2000 جنيه في يوليو 2019، و2400 جنيه في يوليو 2021 مع تطبيقه على القطاع الخاص في بداية السنة دي، وآخرها كانت الشهر اللي فات بأخبار عن زيادته من 2400 جنيه لـ 2700 جنيه للعاملين بالقطاع العام، وهيبدأ تطبيقه في يوليو الجاي.

مع كل زيادة للحد الأدنى للأجور، الجرايد المحسوبة على النظام طبعًا بتهلل للخبر، بس الجزء اللي ماحدش بيتكلم عليه هو القيمة الفعلية للزيادة دي أو القيمة الحقيقية للجنيه، خاصةً بعد تعويمه وكمان معدلات زيادة الأسعار الجنونية اللي حصلت في آخر كام سنة.

في نوفمبر 2016 صحينا على قرار تعويم الجنيه، عشان نلاقي إن سعر صرف الدولار زاد من حوالي 9 جنيه لأكتر من 15 جنيه ومن ساعتها وسعر صرف الدولار مستقر فوق الـ 15 جنيه. لو حسبنا كل زيادة في الحد الأدنى للأجور بسعر صرف الدولار وقتها هنلاقي إنه كان حوالي 173 دولار في 2014، وزاد لحوالي 183 دولار في 2016، وبعدين قل بعد التعويم لحوالي 120 دولار في 2019، وأصبح حوالي 153 دولار في 2021، يعني أقل حتى من الحد الأدنى للأجور في 2014.

الكلام عن الزيادات الكبيرة في الحد الأدنى للأجور في عهد السيسي وتهليل جرايد النظام له من غير الوضع في الاعتبار حدث زي التعويم اللي أثر على حياة المصريين بالكامل ما هو إلا تدليس، ومش غريب ولا جديد عليهم الحقيقة. الأخبار اللي طلعت الفترة الأخيرة عشان تحتفل بزيادة الحد الأدنى من 2014 لغاية النهاردة ماذكرتش أي حاجة عن معدلات التضخم وارتفاع الأسعار خلال نفس الفترة.

من 2014 ولغاية النهارده، الأسعار ارتفعت بشكل كبير ونقدر نشوف ده من تقرير معدل التضخم السنوي اللي بيصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء واللي بيعبر عن متوسط التغير اللي بيحصل بمرور الوقت على أسعار سلع وخدمات الحياة اليومية. في 2014، ومع 1200 جنيه كحد أدنى للأجور، الأسعار زادت بنسبة 10.1%. وفي 2016 زادت بنسبة 13.8% في الوقت اللي الحد الأدنى للأجور كان 1400 جنيه. وفي 2017، بعد تعويم الجنيه، الأسعار زادت بنسبة 29.5% والحد الأدنى للأجور فضل واقف عند 1400 جنيه اللي قيمتهم أصلًا كانت قلت. وفي السنين اللي بعد كده فضلت أسعار السلع تزيد والقيمة الفعلية للحد الأدنى للأجور تقل لغاية ما زاد بنسبة بسيطة في 2021 أقل أصلًا من قيمته في 2014 ولا تُقارَن بالارتفاع الكبير اللي حصل في الأسعار.

في الوقت اللي تم الإعلان فيه عن بداية تطبيق حد أدنى للأجور 2400 جنيه لأول مرة للعاملين في القطاع الخاص، تم الإعلان أيضًا عن استثناء آلاف الشركات بشكل مؤقت من القرار ده وتأجيل التطبيق إلى منتصف فبراير الجاري لغاية انتهاء الفحص والتحقق من طلبات الاستثناءات. غير إن دي أول مرة يكون فيه قرار إن القطاع الخاص (اللي بيضم حوالي 80% من العاملين في مصر) يبدأ يطبق حد أدنى للأجور، لكن لغاية النهاردة مفيش قانون يعاقب المنشآت اللي مش هتلتزم بالقرار، والمادة الخاصة بالعقوبة لسه في مشروع قانون العمل الجديد اللي بيناقشه مجلس الشيوخ. يعني الحد الأدنى للأجور، رغم قيمته اللي هي أقل من قيمته في 2014، كمان فيه استثناءات من تطبيقه ومفيش حاجة تلزم كل أماكن العمل بتطبيقه.

مطلب الحد الأدنى للأجور تم الالتفاف عليه زي كل مطالب ثورة يناير بعد هزيمتها وصعود الثورة المضادة والنظام الحالي. الحد الأدنى للأجور المفروض يكون بيراعي قيمة الجنيه الحقيقية النهاردة ويساعد في توفير حد أدنى من مستوى المعيشة اللائق للعاملين خاصة في ظل الارتفاع الكبير المستمر في أسعار السلع الأساسية.

في 17 فبراير 2008، خرج أكتر من 10 آلاف عامل من عمال المحلة للمطالبة بحد أدنى للأجور لكل عمال مصر، وده كان أول تحرك لرفع المطلب ده. وكانت الفكرة وراء المطلب ده هو إن الحد الأدنى للأجور يادوب يحط العاملين في مصر على خط الفقر (حوالي 2 دولار في اليوم للفرد الواحد عالميًا)، مش تحته. ولحد دلوقتي يظل المطلب كما هو. “حد أدنى للأجور للي عايشين في القبور، حد أقصى للأجور للي عايشين في القصور”. الحد الأدنى للأجور حق لكل العاملين، اللي تعبهم ومجهودهم هو أساس الإنتاج وأصل الثروة.



#مصطفى_عبد_الغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى شباب مين؟ الشباب بتاعنا!
- فيلم Don’t Look p.. تحذير متجهِّم من التغير المناخي
- احتجاجات واسعة في كازاخستان.. وعشرات القتلى نتيجة القمع الوح ...
- حكم بتعويض ورثة خالد سعيد.. والتعذيب لسه مستمر
- “مفيش بطاقة تموين تاني لحد بيتجوز”.. أولويات إنفاق النظام في ...
- انتصار لليسار في تشيلي.. إلى أي مدى يمكن أن يحدث تغيير الآن؟
- ألمانيا: هل عادت الاشتراكية الديمقراطية من الموت؟
- الحكومة الجزائرية تخادع بينما البلاد تحترق
- تقرير: زيادة الاحتجاجات الجماهيرية على مستوى العالم بنسبة 36 ...
- إرهاب أم مقاومة.. لماذا تغيرت نظرة الإعلام المصري لحماس؟
- لماذا لا تغير البيتكوين شيئًا في الرأسمالية
- احتجاجات وإضراب عام في اليونان ضد تعديلٍ لقانون العمل يتيح ز ...
- تشاني روزنبرج 1922-2021.. وداعًا
- احتجاجات جماهيرية واسعة في البرازيل ضد الرئيس اليميني المتطر ...
- نظرة تحليلية مبسطة لاحتجاجات كولومبيا 2021
- احتجاجات في عدة دول في يوم العمال
- ثروة المليارديرات تزيد بأكثر 60% رغم أزمة كورونا
- البرازيل: عودة دا سيلفا في ظل تفاقم الأزمة
- الطبيعة البشرية ليست عائقًا أمام التحول إلى الاشتراكية
- لماذا اندلعت الاحتجاجات في روسيا؟


المزيد.....




- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...
- فقدان 3 بحارة سوريين بعد غرق سفينة شحن قبالة رومانيا
- المرصد: مخلفات الحرب تقتل وتصيب عدة أشخاص بسوريا
- -سيارات إسعاف محمَّلة بأسلحة ثقيلة-.. مصر توضح حقيقة المنشور ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى عبد الغني - هل الحد الأدنى للأجور زاد فعلًا؟