أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - عن المقاطعة الدبلوماسية الأمريكية لأولمبياد بكين















المزيد.....

عن المقاطعة الدبلوماسية الأمريكية لأولمبياد بكين


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخل النزاع الصيني الأمريكي في عدة ملفات منعطفا جديدا بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن عدم إرسال وفد سياسي دبلوماسي للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي تقام في بكين في فبراير من هذا العام 2022، ما يشكل ضربة دبلوماسية أمريكية للصين بحجة مسلمي الأويغور في مقاطعة «شينجيانغ» وتوجيه ضربة جديدة في الحرب الباردة بين البلدين في ملف تايوان التي تدعمها الحكومة الأمريكية بالمعدات والسلاح. ثمة قراءة للمركز الدولي للدراسات الإستراتيجية ملخصها: تتواصل الطلعات الجوية الصينية يوميا على الأجواء التايوانية في رسالة واضحة بأن الصين لن تتخلى عن الفكرة المسيطرة على قيادات الحزب الشيوعي الصيني بأن ضم تايوان للصين مسألة وقت، شكلت الولايات المتحدة حلفا مع أستراليا لامداد الأخيرة بغواصات نووية في ظل معارضة صينية لأي تواجد أمريكي بالقرب من حدودها أو المياه الإقليمية الصينية. جميع الملفات السابقة تزيد من حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، في حين تستخدم أمريكا الورقة التي تلوح بها في وجه كل دولة تعارض سياستها العالمية وهي ورقة «حقوق الإنسان» لذا اتخذت القرار بعدم المشاركة الدبلوماسية «في بكين» حتى لا تمنح الدورة المقامة على الأراضي الصينية الشرعية الضمنية بمشاركة وفد دبلوماسي أمريكي في الفعاليات، بل زيادة على ذلك حث حلفاء الولايات المتحدة على عدم المشاركة الدبلوماسية لوضع الحكومة الصينية في موقف حرج أمام المجتمع الدولي وتكوين جبهة معارضة لبكين. ولكن الرد الصيني ينذر بآفاق جديدة للصراع بعد تهديد الصين بأن «الألعاب الأولمبية ليست مسرحا للمواقف السياسية والتلاعب»، متوعدة بتصعيد الموقف مع «الدول التي تتدخل في الشأن الصيني الداخلي» على حد وصف المتحدث باسم الخارجية الصينية. الإعلان الأمريكي تبعته عدة تصريحات من لجان أولمبية حليفة للولايات المتحدة تتبع بريطانيا وأستراليا وكندا تؤيد الولايات المتحدة وتعلن عدم مشاركتها الرسمية في المنافسات الخاصة بالأولمبياد الشتوية. في حين أعلنت فرنسا عدم الانضمام للدول المقاطعة وتأكيد مشاركتها في الأولمبياد الشتوية، داعية إلى الفصل بين الرياضة والتوترات السياسية كما يدعو الميثاق الأولمبي. مقابل ذلك، أعرب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصين سيدهارث تشاترجي عن توقعه بأن تكون دورة الألعاب الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022 فرصة ذات مغزى لتسخير قوة الرياضة للنهوض بالعالم من خلال تعزيز جو من السلام والتنمية والمرونة والتسامح والتفاهم.

مع بدء الحكومة الأمريكية بـ«المقاطعة الدبلوماسية» لأولمبياد بكين الشتوية، فإن أغلب الشركات الأمريكية على حد قول صحيفة «الشعب» الصينية، تحجم عن السباحة في المياه الموحلة لـ«تسييس الأولمبياد». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنه على مدار عامين، كان النشطاء يدفعون الشركات الأمريكية والغربية لإلغاء رعايتها وبثها لأولمبياد بكين الشتوية، لكنهم وجدوا أن خطر الإساءة للصين دفع الشركات إلى التمسك بالاتفاقيات التجارية. ويرى العديد من الرعاة الصين كواحدة من أكبر أسواقهم. ولن تحذو شبكة إن بي سي التي ألغت بث أولمبياد موسكو 1980 حذو الحكومة الأمريكية في مقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية هذا العام، وذكرت في تقريرها أن مبيعات الإعلانات لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين كانت قوية، و«كادت أن تنفد» في الخريف الماضي. وذكرت مجلة «فورتش» الأمريكية على موقعها الإلكتروني أنه مع زيادة الحالات اليومية في الولايات المتحدة إلى مليون حالة وانتشار سلالة «أوميكرون» المتحولة التي تجتاح العالم، فإن بكين تولي أهمية كبيرة للحالات الجديدة المكونة من رقم واحد. وستكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فرصة لعرض إستراتيجية الصين لمكافحة الوباء. تذهب بعض التحليلات إلى جاءت المقاطعة الأمريكية لأولمبياد بكين 2022 بعد أسابيع من الاجتماع الافتراضي الذي تم بين الرئيسين الأمريكي والصيني والذي فشل في التوصل إلى اتفاق حول بعض القضايا الخلافية بينهما لاسيما قضية تايوان.

هل تشكل «المقاطعة الدبلوماسية» فشلا لأولمبياد بكين 2022؟ هذا السؤال تطرحه الباحثة في الشأن الصيني الأكاديمية تمارا برو التي ترى أن السبب الحقيقي وراء مقاطعة أولمبياد بكين دبلوماسيا ليس بسبب انتهاك الصين لحقوق الإنسان، وإن كانت هناك ضغوطات كبيرة على الإدارة الأمريكية منذ مدة بمقاطعة الأولمبياد بحجة حقوق الإنسان، بل لأسباب سياسية بحته نتيجة التوترات التي شهدتها العلاقات الأمريكية الصينية خلال السنوات الأخيرة، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى محاصرة الصين وكبح صعودها، وتضغط واشنطن على حلفائها كي تسير على خطاها، فضلا عن عدم حضور الرئيس الصيني قمة قادة مجموعة العشرين وقمة المناخ الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس بايدن. لن تؤثر المقاطعة الدبلوماسية على أولمبياد بكين ما لم يستتبع ذلك مقاطعة الرياضيين للمشاركة، وستجري المباريات على قدم وساق، ولكن من الناحية المعنوية فإن هذا الإجراء ليس بالأمر السهل على الصين، الدولة العظمى، إذ سيذكر التاريخ مقاطعة بعض الدول دبلوماسيا لأولمبيادها بحجة انتهاكات حقوق الإنسان. ويقع على الصين أن تتعامل بهدوء مع أي استفزازات يمكن أن تحصل في المباريات يكون فيها إشارة أو تلميحات إلى انتهاك لحقوق الإنسان أو استقلال تايوان. وإذا كانت الصين قد حذرت باتخاذ إجراءات مضادة ضد المقاطعة الدبلوماسية فمن المحتمل أن تقوم بفرض عقوبات رمزية على بعض مسؤولي الدول التي تقاطع دبلوماسيا الأولمبياد، وزيادة الضغط اقتصاديا عليها، وإذا أستمر تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين حتى انعقاد أولمبياد لوس أنجلوس 2028، فمما لاشك فيه أن الصين ستقاطع دبلوماسيا حضور الأولمبياد. ويمكن الصين أن تنتقم من الولايات المتحدة الأمريكية عبر فوزها بالمركز الأول في أولمبياد بكين وحصولها على أكبر عدد من الميداليات الذهبية، فالصين أصبحت قوة أولمبية عظمى وتجلى ذلك بوضوح في أولمبياد طوكيو 2020 حيث شهدت الأولمبياد تنافسا حادا بين الصين والولايات المتحدة التي احتلت في المركز الأول تلتها الصين في المركز الثاني بفارق ميدالية ذهبية واحدة. بالمحصلة، إن المقاطعة الدبلوماسية لن تؤدي إلى فشل الأولمبياد، ولكن كان هناك فرصة كبيرة لدعوة بايدن إلى حضور الأولمبياد والاجتماع وجها لوجه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والتباحث حول النقاط الخلافية بينهما، وربما كنا سنشهد اجتماعا ثلاثيا يضم كلا من الرئيس الأمريكي جوبايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن أنه سيحضر الأولمبياد، هذا الاجتماع الذي كان سيساهم في تخفيف التوتر بين الصين وأمريكا من جهة وأمريكا وروسيا من جهة أخرى.

في أخبار أخرى، كما كتب سيرغي ستروكان، في صحيفة «كومير سانت» الروسية،أمريكا تفشل في حشد مقاطعة لأولمبياد بكين. وجاء في المقال: تستعد مجموعة من المسؤولين الأمريكيين للسفر لحضور أولمبياد بكين. فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أن السلطات الأمريكية تقدمت بطلب للحصول على تأشيرات لـ18 شخصا. وهناك المزيد من الأدلة على أن الإدارة الأمريكية قد فشلت في تنظيم مقاطعة كاملة للأولمبياد. فليس هناك وحدة موقف كاملة في صفوف حلفاء واشنطن. ومن الأمثلة على ذلك موقف اليابان المراوغ، في محاولة تحقيق التوازن بين واشنطن وبكين. فبالتوازي مع الامتناع عن إرسال وفد حكومي إلى بكين، أعطى الجانب الياباني الضوء الأخضر لمسؤولي البلاد الرياضيين للسفر إلى الصين. كما أن الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة غير موحدين حيال مقاطعة الأولمبياد.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غالي شكري.. المثقف الموسوعي
- حول الأزمة الأوكرانية
- وداعًا.. جابر عصفور الناقد والمفكر المستنير
- لماذا تجديد الخطاب الديني؟
- مريانا مراش.. رائدة في حركة التنوير العربية
- قمة بايدن من أجل الديمقراطية!
- عن علاقات الكتابة والسياسة
- المناخ والمستقبل وفرص الديمقراطية
- المرأة في فكر رفاعة الطهطاوي
- الاتحاد الأوروبي والاختراق التركي
- عمر فاخوري رائد من رواد المدرسة الواقعية في النقد
- علي حرب.. فرض الوصاية على الحقيقة والمعرفة مهمة فاشلة
- آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة
- ليبيا.. دعم تركيا المرتزقة لصالح الإخوان
- «الإخوان» والمصالح المشتركة مع الأمريكان
- درية شفيق «إحدى رائدات تحرير المرأة في مصر»
- دول جنوب شرق آسيا والتحريض الأمريكي ضد الصين
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- لويس عوض
- «طالبان» ومصادرة منجزات المرأة الأفغانية


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - عن المقاطعة الدبلوماسية الأمريكية لأولمبياد بكين