أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - لويس عوض















المزيد.....

لويس عوض


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 10:42
المحور: سيرة ذاتية
    


لويس عوض قامة فكرية ليس في مصر وإنما في العالم العربي.. هذا المفكر والمثقف الكبير واحد من رموز النقد البارزين، وهو مترجم أيضًا ومؤلف مسرحي مرموق، تتلمذت على يده أجيال متلاحقة من طلاب العلم. عرف السجون والمعتقلات في الحقبة الناصرية، وعندما فصل من عمله عرضت عليه بعض الجامعات العربية العمل فيها بعقود سخية وبرغم أن هذه العقود كان يمكن أن توفر له الرغد بدلاً من حياة التقشف، وتمكنه من التفرغ لأبحاثه العلمية، فإنه لم يقبل بها كما لم يقبل اللجؤ لأي دولة أوروبية او امريكية، وذلك لأنه كان يرفض رفضًا قاطعًا أن يبتعد عن وطنه. ويذكر الكاتب والباحث المصري صلاح زكي أحمد، منذ زمن بعيد، ومن خلال ما كان يكتبه أعلام الفكر المصري والعربي في الخمسينيات والستينيات، عرف الدكتور لويس عوض الذي كانت دراساته النقدية في الأدب، والثقافة تأتي صباح كل جمعة على صفحات الملحق الأسبوعي لجريدة الأهرام، إلى جانب مقالات رئيس التحرير محمد حسنين هيكل وكوكبة المفكرين الكبار منهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وحسين فوزي وعائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) ويوسف إدريس وغيرهم.

كان لويس عوض (1915 - 1990) صاحب رؤية متفردة في طرح قضايا تثير الجدل والاختلاف، لكن قيمتها الحقيقية مستمدة من تلك الحوارات والنقاشات التي تتوالد منها عشرات القضايا الفكرية والثقافية التي كانت مثل موجات الماء المضطرم وحلقاته الدائرية التي سرعان ما تتسع وتتسع بقدرة قوة ذلك الحجر الذي ألقاه لويس عوض في بحيرة الفكر المصري والعربي. كتب عوض عن رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، فأثار معركة متعددة الأبعاد، وكتب عن مقارنة النظام التعليمي بين ما هو قائم في مصر ونظيره في فرنسا، فأثار اهتمامًا وانتباهًا، ونشر بعد ذلك كتابه الخطير «مقدمة في فقه اللغة» ففجر حربًا ضروسًا لم تنتهِ تبعاتها حتى اليوم، رغم مصادرة هذا الكتاب بعد صدوره ببعض ساعات.

لم تأتِ مذكراته التي حملت اسم أوراق العمر على نحو ما اعتاد عليه غالبية أعلام عصره من ناحية التكريس للحياة الشخصية لكاتبها فقط، ولكنها جاءت شاملة، فلم يترك شاردة وواردة من تاريخ التطور الاجتماعي والسياسي والحزبي في مصر خلال سنوات وعية، سنوات الطفولة والصبا حتى عام 1937، إلا وذكرها، طبيعة هذه المذكرات جعلتها تتجاوز المعنى المباشر لكتب السيرة الذاتية، حيث اشتملت على كتابين لا كتاب واحد. يمكن اعتبار الكتاب الأول هو ذلك الجزء المتعلق بحياته العائلية. أما الكتاب الثاني فهو الجزء المتعلق بالحركة الوطنية المصرية خلال تلك السنوات الممتدة بين عام 1914 وحتى عام 1937. يقول في مذكراته: «في كل هذه الاجتهادات اقترن اسمي، خطأ وصوابًا، بالدعوة الصارخة للجديد وبالعداوة الضارية للقديم: تقدمي في الفكر والأدب، تقدمي في السياسة والاقتصاد، تقدمي في القيم الاجتماعية، تقدمي في المفاهيم الدينية: هذا أنا منذ أكثر من نصف قرن حتى كتابة هذه المذكرات». وبعد نصف قرن من تلك السنوات البعيدة، أي بعد دخول لويس عوض جامعة القاهرة، ثارت، كما أسلفنا، في وجهه عاصفة عاتية فور صدور كتابه «مقدمة في فقه اللغة» الذي أشار فيه بعدم قدسية اللغة العربية، فقد وجدوا واحدًا مماثلاً له في الكبريا الشخصي، والثقة في النفس الى حد العنف، يسانده في تلك الحرب الضروس، عندما دخل يوسف إدريس المعركة الى جانبه مناصرًا له، ناشرًا مقالاً في الأهرام كان عنوانه «لويس عوض وكفى». والقارئ لسيرة الرجلين الذاتية، ومعاركهما الأدبية والثقافية يجد تشابها كبيرًا بينها، فاحكامهما واضحة الى حد الصرامة، ومعاركهما عنيفة لا تهدأ بانتهاء غبار وسكوت مدافعها؛ لأن كليهما يتشابهان في «مفتاح الشخصية» وهو«الثقة بالنفس» فضلاً عن الأحكام القاطعة التي لا تقبل ما يسمى بالحلول الوسط. ولكي يواجه عوض هذا المجتمع الكبير كان عليه أن يتعرف على الكبار، حتى يشحن جعبته الثقافية والفكرية، ويبقى سلاحه عامرًا بالذخيرة على الدوام. علينا أن نتصور مدى الإقدام والجرأة اللتين امتلكهما طالب لايزال في عمر الشباب، فيتعرف على من أسماهم «العمالقة الثلاثة» طه حسين وعباس محمود العقاد وسلامه موسى، وهم في الحقيقة لم يكونوا أساتذة لهذا الشاب القادم من الصعيد فقط، بل أساتذة لكل جيله. يقول عوض «بقدر ما وجدت طه حسين مهيبًا، وعباس العقاد شامخًا، وجدت سلامه موسى متواضعًا، كان غزير العلم في غير تكلف، وكان قصير القامة قمحي اللون واسع العينين كانما في عينيه دائما علامة استفهام دائمة وحنو غير مكشوف، ولم تكن هيئته تدل على شيء، كان يمكن أن يكون مدرسًا بالمدارس الحكومية، أو طبيبًا، أو رئيس مصلحة حكومية، ولكن ما أن يبدأ في الكلام حتى يتدفق علمه الموسوعي ويتجلى ذكاؤه الحاد كالنصل القاطع».

وللحديث عن هذا النصل يأتي عوض على حجم التأثير الذي ترك بصماته الثقافية والفكرية وحتى السياسية لهذا المفكر الفذ على عقل الطالب، المفكر الكبير لاحقًا. فإذا كان طه حسين كما يقول الباحث زكي هو من تولاه بالرعاية والتشجيع طوال سنوات دراسته الجامعية، وزكاه للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج، والعقاد هو النموذج للمفكر الصلب والجبار، فإن سلامه موسى كان الرجل الذي جعل فكر وانتماء هذا الشاب ينحازان إلى الاشتراكية والديمقراطية وحرية الرأي ومحاربة التخلف.

ويعتقد محمود أمين العالم إن المنحى الأخير في حياة لويس عوض الفكرية أثمر العديد من النتاجات في اللغة والتحليل التاريخي للفكر والدراسات والنقد والإبداع والترجمة والتراث والثقافة الشعبية وانطلاقا من ذلك إن جوهر فكر لويس عوض هو «وحدة الثقافة الإنسانية التي تنبثق من الصيغة الإنسانية للثقافة ومن رؤية أعمق، كونية، دقيقة، لوحدة وجود يمتزج الفكر الديني فيه بالمنهج العقلاني تطلعًا الى مستقبل أكثر جمالاً وحرية»، ولا ينكر العالم تأثير سلامه موسى في لويس عوض، لكنه يؤكد على اهمية اختياره الجمع بين الثنائيات (كالمثالية والمادية) كنهر فكري ابتعد عن فكرة اومفهوم التوحيدية، وهي الرؤية التى يراها العالم وراء منجز لويس عوض الثقافي ومواقفه السلوكية، تلك الرؤية التي عليها النزعة الانسانية، لحل مشاكل الوجود بعيدًا عن العنف.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «طالبان» ومصادرة منجزات المرأة الأفغانية
- حديث عن المثقف
- طه حسين رائد من رواد التنوير
- أمريكا الجنوبية وصعود اليسار
- تونس والمشروع التركي!
- مجلاتنا الثقافية القديمة.. ودورها التنويري
- حول النهوض بالمرأة في المجتمعات العربية
- الجامعات العربية ومقاومة الإرهاب
- شبلي شميّل
- حول تحديث الخطاب الديني
- صندوق النقد الدولي
- فؤاد مرسي الاقتصادي المبدع
- سياسة بايدن الخارجية
- أبرز تحديات اللغة العربية
- يحيى حقي القنديل المضيء
- التعليم عن بُعد
- ميشيل كامل
- شماعة كورونا!
- الأزمة الأوكرانية والتصعيد الأمريكي!
- الاتحاد الأوروبي وإعادة تقسيم العالم اقتصاديًا


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - لويس عوض