أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - قمة بايدن من أجل الديمقراطية!















المزيد.....

قمة بايدن من أجل الديمقراطية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7110 - 2021 / 12 / 18 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظم الرئيس الأمريكي جوبايدن قبل اسبوع «قمة من اجل الديمقراطية»، جمعت عبر الفيديو ممثلين عن حوالي مئة دولة ومنظمة وشركات ومنظمات خيرية. وأثارت لائحة المدعوين توترا شديدا، فقد نددت الصين وروسيا اللتان يعتبرهما بايدن ابرز «الدول السلطوية» باستبعادهما، كما اغضبت دعوة تايوان بكين التي تعتبرها صينية حتى لو لم تكن السيطرة عليها. وتأتي هذه القمة فيما تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث ندد الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاؤه المحافظون بحصول تزوير انتخابي أدى الى خسارتهم الانتخابات في نوفمبر 2020، لكن دون تقديم أدلة على ذلك، كما زعزع الهجوم العنيف الذي شنه أنصار ترامب على الكونغرس أسس الديمقراطية الامريكية، فيما تبقى البلاد منقسمة رغم محاولات الرئيس أن يظهر بأنه يجمع الأمة. وبحسب «فرانس 24»، صرح بروس جنكسون استاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك بأن هذه القمة كانت على الدوام فكرة سيئة، موضحًا «لدينا مشاكل اكبر من مشاكل أي ديقراطية غربية أخرى»، مضيفًا «لقد تم اقتحام الكونغرس، هذه محاولة انقلاب. لم نرَ هذا الأمر حصل في باريس او ألمانيا، ولا مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل» وتابع «إذا أردنا التنافس فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا، والأمر يعود الينا بالفعل بدلاً من جمع مئة قائد للقول (نحن نحب الديمقراطية)». الديمقراطية هي نتيجة تطور الحضارة الإنسانية والقيمة المشتركة جمعاء. لكن لفترة طويلة، تجاهلت الولايات المتحدة العيوب الهيكلية لنظامها الديمقراطي والأداء الكئيب للمارسة الديمقراطية المحلية واصفة نفسها بـ«النموذج الديمقراطي»، وكثيرا ما تتدخل تحت شعار «الديمقراطية» في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وشن حروب خارجية تسببت في اضطرابات إقليمية وكوارث إنسانية، ولوثت مثل هذا المصطلح الجميل «الديمقراطية». وإن الضباب الدخاني الذي خنق الكونغرس لم يتبدد بعد، ولا تزال الفوضى التي خلفتها «تصدير الديمقراطية» للولايات المتحدة إلى العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان تطارد العالم. هذا ما جاء في تقرير صيني نشرته صحيفة «الشعب» اليومية. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تولي اهتماما لهذه الأمور، وانعقادها ما يسمى «قمة الديمقراطية» هو في الواقع محاولة ليكون «الأب الروحي للديمقراطية» في العالم، ويرسم الخطوط الايديولوجية لإثارة الانقسام والمواجهة. وإن إصدار تقرير «حالة الديمقراطية الأمريكية» في هذا الوقت ضروري للغاية لكي يرى الناس الوجه الحقيقي لنفاق وهيمنة الديمقراطية الأمريكية. الديمقراطية ليست زينة او داعابة، لكنها وسيلة لحل المشاكل التي تواجه الناس. وإن سعادة الناس الذين هم سادة البلاد مفتاح معرفة ما اذا كانت الدولة ديموقراطية أم لا. ولا يوجد نظام ديمقراطي مثالي، في العالم، ولا يوجد نظام سياسي واحد قابل للتطبيق في جميع البلدان، والديمقراطية مقدسة ولا ينبغي «خصخصتها» و«تسيسها»، وللناس في جميع البلدان في العالم الحق في ممارسة ديمقراطية تتناسب ظروفهم الوطنية.

وإن الشعب الوحيد من له الحق في أن يحكم ما إذا كانت دولته ديمقراطية أم لا. ولا ينبغي أن يحكم عليها عدد قليل من الغرباء. الديمقراطية الأمريكية ليست بالجودة التي يتباهى بها السياسيون الأمريكيون. وعند رفع المعطف اللامع «للديمقراطية الامريكية» فإن «الأضرار الثلاثة» واضحة للعيان، أولا، نظامها الديمقراطي مليء بالعيوب. ثانيا، تكرار حدوث فوضى محلية. ثالثا، تصدير الديمقراطية بشكل عشوائي إلى العالم الخارجي، مما تسبب في ضرر لانهاية له. وكما تذكر الصحيفة الصينية السالفة الذكر، يتساءل الكثير من الناس في العالم بما في ذلك الشعب الأمريكي: هل مازالت الولايات المتحدة دولة ديمقراطية؟ من الواضح أن الديمقراطية الأمريكية نزلت منذ فترة طويلة إلى أسفل الجبل، بعد أن كانت مثالاً يحتذى به في العالم على مدى عقود، وهي الآن ليست نموذجًا للعالم على الإطلاق. ويعتبر ترويج الولايات المتحدة لما يسمى بـ«دبلوماسية القيم» تحت غطاء «الديمقراطية» وايديولوجية للعلاقات الدولية، تهديدًا حقيقيًا للسلام العالمي والديمقراطية. إن الديمقراطية ليست مصلحة ذاتية لعدد قليل من البلدان. على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها وسائل مختلفة في الديمقراطية، الا أن نفاق ديمقرتطيتها يتم رؤيته باستمرار. وفقا لنتائج الاستطلاع الذي نشره مركز بيو للأبحاث في نوفمبر الماضي، يعتقد حوالي 57% من المشاركين في أجزاء أخرى من العالم خارج الولايات المتحدة أن الديمقراطية الأمريكية ليست مثالاً جيدًا في السنوات الأخيرة. وقد اتفق قرابة 72% من المشاركين الأمريكيين مع هذا الرأي أيضا. وفي مؤشر حرية الإنسان الصادر عن معهد كاتو، سجلت الولايات المتحدة المرتبة 17 لتأتي بعد كثير من الدول المتقدمة الأخرى. لا يوجد تعريف ثابت للديمقراطية. إذا حكمنا على ما إذا كانت دولة ديمقراطية أم لا، فإن الولايات المتحدة ليست هي الحكم النهائي لأن في التحليل الكلي يجب على شعب هذا البلد هو من يقرر ويحكم إن كان بلده ديمقراطيًا أم لا. على مر السنين عملت الولايات المتحدة بصفتها «قاضيا ديمقراطيا» رفيع المستوى ومارست سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، ونسخت بشكل ميكانيكي نظامها وتجاهلت الظروف الوطنية لهذه الدول، وصدرت ديمقراطيتها التي تراها على مقاسها يشكل تعسفي إلى جميع أنحاء العالم. وقد حرم هذا بالفعل تلك الدول من الحق والحرية في استكشاف طرقها الديمقراطية الخاصة بها واستخدام الأدوات الديمقراطية التي تناسبها. إن «قمة الديمقراطية» ليست سوى طريقة جديدة للولايات المتحدة لجمع الحلفاء واستبعاد المنشقين. لكن العالم ليس «قمة واحدة» تستطيع قلة قليلة من البلدان السيطرة عليها. تحت راية الديمقراطية، الدرس على روح الديمقراطية وخيانة قيمها سيواجه حتما مقاومة ومعارضة من المجتمع الدولي.

وتعليقًا على هذه القمة، صرحت صحيفة «فرانكفورتر الجماينة تسايتونج» الألمانية أن الولايات المتحدة لا تستطيع إظهار نفسها على أنها «منارة للحرية» الأزمة لم تنته بعد.. ستكون رسالة بايدن للديمقراطية، هي: الولايات المتحدة في خطر. وبناء على الظروف السياسية والاجتماعية الحالية في الولايات المتحدة، من الواضح لا يكفي اعتبار النموذج الامريكي معيارا من قبل الدول والمجتمعات الأخرى. في حين تعتبر موسكو أن «قمة الديمقراطية» ليس أكثر من محاولة لرسم خطوط فاصلة جديدة تقسم البلدان إلى ما يعتقدون أنه «جيد» وما يعتقدون أنه «سيئ» وتحاول الولايات المتحدة خصخصة كلمة «ديمقراطية».



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن علاقات الكتابة والسياسة
- المناخ والمستقبل وفرص الديمقراطية
- المرأة في فكر رفاعة الطهطاوي
- الاتحاد الأوروبي والاختراق التركي
- عمر فاخوري رائد من رواد المدرسة الواقعية في النقد
- علي حرب.. فرض الوصاية على الحقيقة والمعرفة مهمة فاشلة
- آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة
- ليبيا.. دعم تركيا المرتزقة لصالح الإخوان
- «الإخوان» والمصالح المشتركة مع الأمريكان
- درية شفيق «إحدى رائدات تحرير المرأة في مصر»
- دول جنوب شرق آسيا والتحريض الأمريكي ضد الصين
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- لويس عوض
- «طالبان» ومصادرة منجزات المرأة الأفغانية
- حديث عن المثقف
- طه حسين رائد من رواد التنوير
- أمريكا الجنوبية وصعود اليسار
- تونس والمشروع التركي!
- مجلاتنا الثقافية القديمة.. ودورها التنويري
- حول النهوض بالمرأة في المجتمعات العربية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - قمة بايدن من أجل الديمقراطية!