أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة















المزيد.....

آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد اسيا الوسطى إعادة توازن كبير مع صعود الصين كواحد من أكثر اللاعبين المؤثرين في المنطقة.

يرجع صعود الصين في آسيا الوسطى إلى نظرتها الأوسع لوصول المنطقة، ولشهيتها المفتوحة لمصادر الطاقة واحتياطاته الغزيرة في آسيا الوسطى، حيث تتوسع في المنطقة من الاستثمارات التجارية والقروض ومصرف الاستثمار الآسيوي في البنى التحتية وعدة مكونات أخرى. ولا تطلب الصين، وذلك خلافا للغرب، أي نوع من الإصلاحات السياسية من حكومات آسيا الوسطى.

إن عدم وجود أجندة سياسية معلنة، باستثناء الاستقرار الإقليمي الذي ترى بكين إمكانية تحقيقه عبر التنمية الاقتصادية، يجعل من الصين جذابة بشكل خاص للحكومات المحلية. وبحسب تقرير لبول سترونسكي الباحث المتخصص بمركز كارنيغي، ترجمة جريدة «قاسيون» السورية، ان الوجود الصيني يتوسع على طول اوراسيا السوفيتية سابقا، فازدياد تأثيرها الجيوسياسي والجيوالاقتصادي يبدو بشكل هائل في آسيا الوسطى.

تعلمت الصين هنا كيف تتدبر مخاوف الروس وتنسق معهم لتنمية تأثيرها في المنطقة. ومع توقع زيادة الحزام والطريق للنفوذ الصيني على طول اوراسيا، ومن ضمنها روسيا، فالحفاظ على ديناميكية إيجابية مع موسكو في آسيا الوسطى سيبقى واحدا من أكثر الاختبارات أهمية التي ستواجهها الدبلوماسية الصينية.

وقد استطاعت بكين حتى الآن أن تضطلع بهذه المهمة بنجاح. تتعامل الصين بفطنة في تدبر مخاوف روسيا، لأن بكين تنخرط بشكل أساسي في آسيا الوسطى في المسائل الاقتصادية دون القيام بأي دفع علني تجاه القضايا السياسية والعسكرية. يعتقد انه لا تزال الأهداف الصينية في المنطقة -التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي وإبعاد الغرب بعيدا- اما متوافقة مع جدول الأعمال الروسي أو على الأقل غير متعارضة مع المصالح الروسية.

إن الأولوية المطلقة للصين في آسيا هي لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال التنمية. فتبعا للفوضى ألتي عصفت بالشرق الأوسط منذ 2011 وأوكرانيا منذ 2014، فالصين وروسيا كلتاهما تخشيان من عدم الاستقرار السياسي وتحاولان الحفاظ عليه. كما أن بكين وموسكو قلقتان من التطرف الذي قد ينتقل من افغانستان أو من الشرق الاوسط إلى كامل آسيا الوسطى التي تحاذي بحدودها كلتا الدولتين. ورغم أن لكلا البلدين مصالح متناظرة متمثلة في الحاجة إلى احتواء المتطرفين، فإن مقاربتهما للاستقرار الأمني في المنطقة مختلف. تركز روسيا عمومًا على القوة الصلبة في آسيا الوسطى «القواعد العسكرية وصفقات الأسلحة والتعاون لمكافحة الإرهاب عبر منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، بينما تركز الصين جهودها لاستقرار المنطقة عبر القوة الاقتصادية وليس الأدوات العسكرية أو الأمنية، ولا ترغب بكين بتسليط الضوء على تأثيرها الجيوسياسي، أو تدعي بأن المنطقة جزء من «مجال نفوذها المميز»، فالحفاظ على تأثيرها من بحر الصين الجنوبي هو أكثر اهمية بكثير بالنسبة لها من استعراض قوتها في آسيا الوسطى.

ولذلك بدلاً من ذلك تسعى الصين لإنشاء منطقة استقرار حول إقليم تشينغيانغ النامي في غرب الصين، حيث يقطن مسلمو اليوغور. ترى بكين أن الرفاه على أحد جوانب الحدود يساعد على ضمان الاستقرار والرفاه على الجانب الآخر. الهدف الاستراتيجي الثاني في آسيا الوسطى هو إيجاد أسواق خارجية للشركات الناشطة في مجال الأعمار وتنمية البنية التحتية، وذلك كجزء من «استراتيجية الانطلاق خارجا». يساعد هذا في تقليل السعة الفائضة في هذه القطاعات في الصين ويخلق فرصا للشركات الصينية والعمال في الخارج. تسعى الشركات الروسية بدورها للمنافسة على مشاريع بنى تحتية متنوعة في آسيا الوسطى، وهو القطاع المزدحم أساسا باليابانيين والكوريين الجنوبيين والأتراك. يساعد ازدحام هذا المجال على تقليص إمكانية حدوث شرخ تجاري مباشر بين روسيا والصين بسبب برامج بكين الخارجية في آسيا الوسطى.

ثالث أهداف بكين، وهو الذي يمكن لمسه بشكل واضح في مبادرة الحزام والطريق، إن يتم بناء شبكات للنقل يمكنها أن تساعد في دعم تدفقات الصادرات الصينية. ترى الصين في هذا الأمر مشروعا طويل الأمد سوف يساعد على تنمية معظم أقاليم غربي الصين عبر وصولها بالأسواق العالمية من خلال شبكة سكك حديدية وطرقات سيارات في الأعوام التالية. تتم جذب روسيا بشكل مباشر إلى هذا المشروع عبر ممر الصين-روسيا-منغوليا الاقتصادي. عندما يتعلق الأمر بمبادرة الحزام والطريق، فالصين، كما يشير سترونسكي، غير مهتمة بالارباح قصيرة الأجل وتتوقع أن تخسر ما يصل إلى %30 من استثماراتها في آسيا الوسطى. ورغم ذلك فهي تستمر في بناء الطرقات والجسور والقنوات والطرقات السريعة على طول الأقاليم، مع خطط طموحة يوصلها بغيرها من مشاريع البنى التحتية القريبة من أوروبا، وهي الوجهة النهائية لمبادرة الحزام والطريق، حيث الاستثمارات الصينية هي أيضا في تصاعد في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية. تسعى الشركات الصينية أيضا نحو الفرص شبكات الألياف البصرية وشبكات الاتصالات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة ليخلق اتصالاً رقمياً يمتد من الصين إلى آسيا الوسطى وما بعد. تأمل الصين أن تصبح هذه الشبكات المادية الرقمية مربحة وأن تساعد بالتزامن مع هذا على خلق سلسلة من النظم الصديقة أو المؤيدة للصين. وبايجاز، إن مبادرة الحزام والطريق هي رؤية دافعها الرئيسي هو تدفق المعلومات والتجارة من الصين، وليس من الولايات المتحدة أو أوروبا. وإن نجحت المبادرة فسوف تساعد على تسهيل تحقيق الأهداف الروسية-الصينية المشتركة في تسريع نقل القوة العالمية من الغرب إلى الشرق. يتمكن التنسيق الروسي-الصيني بشكل متزايد من تولي أمر الحفاظ على أمن آسيا الوسطى. تسعى روسيا جاهدة إلى الحفاظ على قوتها الناعمة، عبر الروابط الإعلامية والثقافية، كما أنها تسعى إلى الحفاظ على تأثيرها السياسي والعسكري في المنطقة وإلى وضع حدود للدور الغربي عموما. موسكو وبكين تشتركان بالأهداف في آسيا الوسطى، ومن الواضح إن تنسيقهما ينص على ترك غالبية القضايا الأمنية في الأقاليم لموسكو. فعندما يحدث تعاون ثنائي في القضايا الأمنية بين الصين ودول آسيا الوسطى، يتم ذلك بهدوء شديد وينحصر بالتهديدات الأمنية الواقعة على المؤسسات الدبلوماسية والاقتصادية الصينية، او بتهديدات المتطرفين من جماعة اليوغور ضد الصين. ترى عموم النخب السياسية في آسيا الوسطى في تنامي الوجود الصيني في المنطقة عامل استقرار. يؤمنون بأن الاستثمار الصيني في البنى التحتية سيساعد على تنوع اقتصاداتهم ويعزز التنمية الاقتصادية الأوسع يخلق وظائف، وهذا كله سيساعد على استقرار الاقتصادات ألتي تعاني وتعتمد في الوقت الحاضر إما على استخراج الموارد الطبيعية أو على التحويلات النقدية من العمالة المهاجرة. انهم يرحبون بمبادرة الحزام والطريق بوصفها جزاء من رؤية أكبر لزيادة وصل المنطقة بعضها ببعض.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا.. دعم تركيا المرتزقة لصالح الإخوان
- «الإخوان» والمصالح المشتركة مع الأمريكان
- درية شفيق «إحدى رائدات تحرير المرأة في مصر»
- دول جنوب شرق آسيا والتحريض الأمريكي ضد الصين
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- لويس عوض
- «طالبان» ومصادرة منجزات المرأة الأفغانية
- حديث عن المثقف
- طه حسين رائد من رواد التنوير
- أمريكا الجنوبية وصعود اليسار
- تونس والمشروع التركي!
- مجلاتنا الثقافية القديمة.. ودورها التنويري
- حول النهوض بالمرأة في المجتمعات العربية
- الجامعات العربية ومقاومة الإرهاب
- شبلي شميّل
- حول تحديث الخطاب الديني
- صندوق النقد الدولي
- فؤاد مرسي الاقتصادي المبدع
- سياسة بايدن الخارجية
- أبرز تحديات اللغة العربية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة