أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - الرهانات الخاسرة للجزائر على القمة العربية.















المزيد.....

الرهانات الخاسرة للجزائر على القمة العربية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 21:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن انعقاد القمم العربية ليس هدفا في حد ذاته ، بقدر ما هو فرصة لتوحيد المواقف إزاء القضايا التي تهم الدول العربية وتجاوز الخلافات البينية . إلا أن الأمر يختلف بالنسبة للجزائر التي تسعى جادة لاستضافة القمة 31 ، والتي فرضت العوامل السياسية والدولية تأجيلها لثالث مرة بعد ما كانت مقررة في مارس 2022. فهذه القمة ، بالنسبة لحكام الجزائر ، تختلف كلية عن القمم الثلاث التي سبق أن احتضنتها بلادهم من حيث السياق السياسي الداخلي وكذا الأوضاع العربية والدولية . من هنا يتطلع حكام الجزائر إلى تحقيق الرهانات التالية:
1 ــ عقد القمة بالجزائر ، مهما كانت الظروف السياسية والدولية ، حتى لا يثبت حكامها فشلهم في جعل الجزائر عاصمة تلمّ قادة العرب وتهيئ الفرصة المواتية لتحقيق المصالحة العربية ـ العربية . وأي فشل لعقد القمة ستكون له انعكاسات وخيمة على الأوضاع الداخلية للجزائر وكذا على صورتها الدولية . ذلك أن حكام الجزائر ، وأمام عجزهم عن تلبية مطالب الحراك الاجتماعي الذي أسقط بوتفليقة وأفشل مخطط تمديد ولايته الرئاسية رغم ظروفه الصحية ، يسعون للالتفاف على تلك المطالب والتغطية على فشلهم السياسي والدبلوماسي بتقديم "إنجازات" مهما كانت بسيطة أو سخيفة بغرض تأجيل الحراك وإلهاء المواطنين عن أزماتهم المعيشية . رهان يتناقض مع القرارات العدائية التي اتخذها النظام الجزائري ضد المغرب ، والذي يعمّق الانقسام العربي بدل لمّ الشمل.
2 ــ استرجاع فاعلية ودور الدبلوماسية الجزائرية التي كانت تستغل الظروف الدولية لتقوية العلاقات الخارجية . فالدعم الدبلوماسي والسياسي الذي كانت تتلقاه من أنظمة المعسكر الشرقي والأنظمة الحليفة ضمن دول عدم الانحياز التي كان النظام الجزائري يرتشيها ، فضلا عن تحالفاته مع الأنظمة المشكّلة لما كان يعرف بـ"محور الممانعة" ، كلها عوامل أعطت إشعاعا للدبلوماسية الجزائرية سرعان من فقد بريقه بانهيار جدار برلين وذوبان الكتلة الشرقية وسقوط أنظمة "الممانعة" التي كان يعتمد عليها في تكوين التحالفات ونسج المناورات. لم يعد النظام الجزائري ، إذن، يتمتع بالنفوذ الدبلوماسي الذي وفرته له ظروف الحرب الباردة . هكذا فقد النظام الجزائري حلفاءه ، دوليا (المعسكر الاشتراكي )وعربيا ( (نظام القذافي ونظام صدام ونظام بشار الذي فقد السيادة على أجزاء مهمة من سوريا وبات رهينة بيد إيران ).
3 ــ إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية بعد أن تم تعليق عضويتها من طرف وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة في نونبر 2011 لحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية. ومعلوم أن سوريا باتت مقسمة بين نظام بشار والفصائل والتنظيمات المسلحة المدعومة من طرف الدول الإقليمية خاصة تركيا ، روسيا ، قطر . ومادام الأمر كذلك ، فإن الدول التي طالبت بتعليق عضوية سوريا لن تسمح بعودتها ما دامت شروط التعليق قائمة ، فضلا عن تعقد الوضع السياسي وتمسك دول الخليج ، خاصة ،برفض عودة سوريا في الوقت الحالي . ولا شك أن طرح هذه القضية على الملوك والرؤساء العرب لن يلق الترحيب ولا الموافقة من الدول ذات التأثير في الساحة العربية والدولية ، سيما وأن نظام سوريا بات حليفا للنظام الإيراني وأداة من أدواته لتنفيذ إستراتيجيته العدائية ضد الدول العربية . لن يفلح ، إذن، حكام الجزائر في تحقيق هذا الرهان الذي لم تنضج بعد شروطه ، ومن ثم لن ينالوا "شرف" إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.
4 ــ ضمان حضور ملوك ورؤساء الدول الوازنة والمؤثرة ومشاركتهم في أشغال القمة العربية . ذلك النظام الجزائري يريد أن يستغل هذا الحضور الوازن لتسويق ذاته كنظام مستقر يدعم الوحدة والسلم إقليما ودوليا ، وتحظى جهوده الدولية بالاحترام والمصداقية . فالفشل الذي منيت به تدخلاته في ليبيا التي كان يهدف إلى الهيمنة على القرار السياسي هناك ، ثم فشله في الوساطة بين مصر وإثيوبيا في النزاع حول سد النهضة ، فضلا عن فشله في ثني عدد من الدول الإفريقية عن فتح قنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة ، جعل حكام الجزائر يتطلعون إلى قمة عربية يحضرها غالبية الزعماء العرب كعزاء للنظام فيما يراكمه من فشل وخيبات. لهذا ينظر حكام الجزائر إلى القمة العربية كهدف وغاية في حد ذاتها ، خصوصا بعد العزلة التي باتت تطوقهم وهي من صنيعة أيديهم . إذ هم من اتهم المغرب بإحراق الغابات وقتل 3 من سائقي الشاحنات وتهديد أمن ووحدة الجزائر ؛ وكلها تُهم ، ليس فقط عجز حكام الجزائر عن إثباتها، وإنما جاء اعترافات قرميط نويرة ،كاتم أسرار القايد صالح ، تدين جنرالات العسكر بارتكابها . وما يتجاهله النظام الجزائري هو أن المغرب ودول الخليج تربطهم علاقات إستراتيجية قوية لن تؤثر عليها مناوراته . ومادام الأمر كذلك، فإن حلفاء المغرب وأشقاءه لن يقبلوا بالإساءة إليه ، فأحرى إقصائه من حضور القمة بعد أن قرر حكام الجزائر قطع كل العلاقات مع المغرب وإغلاق المجال الجوي أمام طائراته.
5 ــ إصدار بيان يدين التطبيع مع إسرائيل بهدف شرعنة العداء الجزائري للمغرب وتبرير القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية ، وفي نفس الوقت خدمة إستراتيجية إيران العدائية ضد الدول العربية . فالجزائر تريد بعث الروح في رفات "حلف الممانعة" بعد أن دكّت جحافل التنظيمات المسلحة أركان أنظمته. بيان من هذا النوع وبهذا المحتوى لن يلق الموافقة طالما توجد دول ذات وزن وتأثير في القرار العربي تربطها بإسرائيل اتفاقيات سلام (مصر، الأردن ، الإمارات العربية المتحدة ، السودان ، البحرين بالإضافة إلى المغرب) .
6 ــ عزل المغرب عن محيطه العربي بعد أن فشل النظام الجزائري في عزله عن عمقه الإفريقي . لا شك أن الإستراتجية التي بات ينهجها المغرب في ظل العهد الجديد أغلقت كل المنافذ التي كان يستغلها النظام الجزائري في معاداة المصالح العليا للمغرب . وكان أولى المنافذ التي سيجها المغرب هي عودته إلى الحضن الإفريقي وملء مقعده بمنظمة الوحدة الإفريقية ؛ بحيث صار يضيق الخناق على النظام الجزائري ويقلص مساحة مناوراته حتى باتت عديمة الجدوى والتأثير. فانتقل من وضعية المهاجم إلى وضعية المنهزم الذي فقد كل أدواته ومواقعه الإستراتيجية. هذه الانتصارات المهمة التي حققها المغرب أثمرت فتح عدد مهم من الدول الإفريقية قنصلياتها بمديني العيون والداخلة ،وكذا التأييد الدولي والأممي لتحرير معبر الڴرڴارات وطرد عصابات البوليساريو التي كان النظام الجزائري يوظفها لخدمة أجندته العدائية ضد المغرب. هكذا فقد حكام الجزائر أهم ورقة كانوا يضغطون بها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن بهدف توسيع صلاحيات بعث المينورسو . إلا أن الضربة القاضية التي هزّت أركان النظام الجزائري وعصفت بأوهامه التوسعية هي الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على أقاليمه الصحراوية ؛ وهو الاعتراف الذي أكسب المغرب دعما دبلوماسيا قويا أنهى به الابتزاز الأوربي ومناورات خصومه مع الجزائر ضد المغرب.
من نافلة القول التذكير بأن الظروف الدولية والإقليمية لم تعد تسمح للنظام الجزائري بأية مناورة تستهدف الإضرار بمصالح المغرب العليا . فالدول الأوربية التي كانت تستغل الموقف العدائي الجزائري في ابتزاز المغرب انتهى بها المطاف إلى التودد إليه والرغبة في بناء علاقات إستراتيجية قوية معه. فضلا عن هذا ، فإن المواقف العربية الداعمة لوحدة المغرب التي عبرت عنها الجامعة العربية وكذا دول مجلس التعاون الخليجي ، ستجعل من العبث الرهان على القمة العربية للإضرار بمصالح المغرب. لهذا سيخسر النظام الجزائري كل رهاناته على قمة عربية لن تتوفر لها شروط الانعقاد والنجاح مادام النظام الجزائري معْوَلا لهدم الوحدة العربية وضرب أسسها .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى كان الاحتفال والفرح الجماعي يحتاج إلى فتوى ؟
- لما تصغي ألمانيا لصوت الحكمة والمصلحة .
- ما عادت التجارة في الدين تفيد البيجيدي .
- أي مشروع مجتمعي ورّثه الشيخ ياسين لجماعته ؟
- سنحتفل برأس السنة ولوْ كَرِه المتطرفون ؟
- مشروع وزير الأوقاف الذي لم يُرض حركة التوحيد والإصلاح.
- لما يتوهّم الإسلاميون أن الطريق إلى القدس يمر عبر الرباط.
- الاعتراف الذي لم يزد الجزائر إلا خسارا.
- ألا في الفتنة سقطوا.
- جبهة ضد مصالح الشعب والوطن.
- الإسلاميون يشرعنون العنف ضد النساء ويتضامنون مع الضحايا.
- نعيق الجماعة سيقود إلى الجيَف.
- الحاجة إلى قانون جنائي يرقى بالمغرب .
- الخطاب الملكي ينهي مرحلة الابتزاز الأوربي .
- هل سيُعيد بنكيران حزبه إلى بيت الطاعة للحركة؟
- أطباء أفسدت الإيديولوجية إنسانيتهم .
- الخارجون عن القانون : رجاء الانسجام في المواقف.
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية .
- مسؤوليات الحكومة.
- بين المغرب وطهران تنكشف خطة العدل والإحسان.


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - الرهانات الخاسرة للجزائر على القمة العربية.