أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آدم روبي - المثقفين و المؤثرين الاجتماعيبن














المزيد.....

المثقفين و المؤثرين الاجتماعيبن


آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)


الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 16:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد عرفت الثقافة في القرن الحالي تحولات عديدة واكبت التطور التقني والتكنولوجي الذي عرفه العالم في العقدين الأخيرين، تميزت تلك التحولات بضعف الدلالة التي كان يحملها مفهوم الثقافة في القرن الماضي، اعتبارا لارتباط هذا المفهوم بثورات التحرر الوطني أو بالمفاهيم القومية أو الدينية أو العرقية..الخ. بل أصبحت التمثلات التي يمكن أن نتخيلها من هذا المفهوم مرتبطة بشباب و شابات يخلقون محتوى بصري ذو معنى وتأثير معينين، وكل ما كان معناه بسيط و سلس و سهل للفهم كل ما كان تأثيره اعمق.

فالمثقفون الجدد في هذا العصر هم "اليوتوبرز" و رواد تويتر وفايسبوك و "المؤثرين الاجتماعيين" عموما، الذين يتابعهم الملايين من الشباب حول العالم في البداية، وبعد ذلك اصبح يتابعهم ملايين البشر، هؤلاء المؤثرون الذين يتحدثون في مواضيع مختلفة، هم استمرار للمثقفين التقليديين الذين تحدث عنهم المفكر الايطالي انطوني غرامشي، فالمثقفين عموما هم فئة ظهرت منذ ان انقسم المجتمع الى طبقات، بعد ان حدث انفصام بين العمل و اللعب، بين الفائدة والمتعة بين الصناعة والفن، حينئذ اقتصرت الثفافة على فئة فقط عوض ان تشمل جميع الفئات، و عملت كل الطبقات التي سيطرت على قوى المجتمع الاقتصادية على السهر على هذا الفصل بين الثقافة و العمل، حتى يبقى دور المثقفين هو القاء الكلام و دور الجماهير الاخرى تلقيه. غير ان بعد هؤلاء المثقفون عن الجماهير لا يعني حيادهم عن صراع الطبقات؛ بين الجماهير والفئات المسيطرة في المجتمع، بل أنهم كانوا قريبين دوما من تلك الطبقات الحاكمة ومدافعين عنها بشكل او بآخر.

إن هذه التحولات التي عرفتها الثقافة، فرغتها من قيمتها الحقيقية والتي تكمن في الرفع من الوعي الجماهيري والالتحام بالطبقات المسحوقة، الى سلع رقمية، هدفها يكون تحقيق اكبر عدد من المشاهدات لتحقيق قيمة تبادلية نقدية، يمكن ان تكون اكثر من القيمة التي يحققها العامل بعمله طوال شهر من العناء و التعب، فكما يقول المفكر الماركسي السوري بوعلي ياسين: "من سخرية القدر ان تكون اسعار السلع الكلامية اعلى من اسعار السلع الحياتية، وما هذا الا لان ليس العمال من يحددوا اسعار التبادل، بل الطبقة المتسلطة".

إن مهمة المثقفين العضويين اليوم في نظري هي أولا تفسيير هذه الازمة التي تعيشها الثفافة في يومنا، والدعوة لإعادة الارتباط بين المثقفين اليساريين و الجماهير وتوحيدهم في جبهة ثقافية، لنشر ثقافة جماهيرية، تستلهم الشعب و تخدمه، يكون هدفها مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية المنشود، الخال من تعالي ثقافة على أخرى، و ليس فيه فئة مثقفة متميزة وممتازة عن بقية الشعب.



#آدم_روبي (هاشتاغ)       Roubi_Adam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتغيرات السياسية في مغرب ما بعد انتخابات 2021
- الطبقة العاملة المغربية في مواجهة الوباء التاجي والإستغلال ا ...
- كورونا والموجة الثانية للسيرورة الثورية
- مرضى البارانويا عندما يتحدثون عن السياسة
- الرأسمالية والمشكلة البيئية -بصدد مبادرة شباب طنجة ضد إعدام ...
- الطلبة الاطباء و الحركة الطلابية
- 100 عام على اغتيال روزا لوكسمبوروغ وكارل ليبكنيخت (الجزء الر ...
- 100 سنة على اغتيال روزا لوكسمبورغ و كارل ليبكنيخت (الجزء الث ...
- 100 سنة على اغتيال روزا لوكسمبورغ و كارل ليبكنيخت (الجزء الث ...
- 100 سنة على اغتيال روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت (الجزء الأول ...
- لن نختار غير الحرية
- هدم جزء من مقهى الحافة.. هدم للتراث او صراع عقاري/ضريبي
- مراكز النداء بالمغرب: وظائف مستقبلية للشباب ام مراكز للتعذيب ...
- في نقد الثقافة الهامشية من اجل ثقافة بديل
- الفن التقدمي ودوره كسلاح ضد القمع والاضطهاد


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آدم روبي - المثقفين و المؤثرين الاجتماعيبن