أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم روبي - الفن التقدمي ودوره كسلاح ضد القمع والاضطهاد














المزيد.....

الفن التقدمي ودوره كسلاح ضد القمع والاضطهاد


آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)


الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"انا الاديب وانتم أدرى"، من اروع ما غنى الشيخ امام من كلمات الشاعر المصري العظيم محمود الطويل، وهي من بين القصائد التي تعكس مدى تأثر جيل بأكمله بهزيمة 67 التي لم يكن للشعب و لفنانيه و شعرائه يدا فيها، مما ولد لهم حقدا مضاعفا على انظمة الذل التي تحكم والمتسببة الاولى في النكسة، ان الاغنية مع كل ما تعكس من تراجيديا شعبية تعكس ما تعانيه الجماهير من طرف هاته الانظمة الجاثمة على صدورها تولد لدى سامعها احساسا بالمعاناة التي يتشاركها المثقف او كما يسميه الشاعر هنا "الاديب" مع شعبه، لقد عبر في هاته الاغنية عن مرحلة تاريخية مليئة بالدموع، والجراح، والعذاب والتعذيب الذي تعانيه هاته الشعوب من طرف الانظمة و من طرف الصهيونية والرأسمالية. انها مرحلة ما بعد النكسة ولكن لم يتوقف فقط في نهاية الستينات بل كذلك في بداية السبعينات مع انفتاح السادات ومعاهدة السلام التي حاول خلالها النظام توهيم الشعب باسترداد الارض مقابلة معاهدة خيانية عمقت تبعية هذا النظام للصهيونية و تمكينه لها لاستغلال ونهب ثروات الشعب المصري وكافة الشعوب المستضعفة..ان فضح الشيخ امام لهذا الوهم وذر الرماد في اعين الجماهير كان اكثر من شعراء و فنانين عديدين الذين ربطوا النكسة باشخاص او وزراء كانوا في فترة جمال عبد الناصر، نفس الحديث الذي ردته السلطة في عهد السادات آنذاك الذي ربطت ذلك بالتنظيمات التابعة للحزب الحاكم في عهد السادات "الحزب الاشتراكي العربي" و شبيبته المتمثلة في "التنظيم الطليعي" ليتم شن حملة قمعية في حق الطلبة الذين كانوا ينشطون بهذا التنظيم لقفل ملف راح ضحيته الاف من ابناء الوطن الذين سقطت دمائهم بالحرب النظامية، ليتم فتح ملف اخر بعنوان "الانفتاح" والارتماء في احضان امريكا والصهيونية بعدما كان الارتماء قبل ذلك في احضان قوى امبريالية اخرى والتي كانت تستغل الشعوب كذلك. لم يكن للشيخ امام وبعض اصدقائه من الشعراء مثل محمود الطويل حدود في نقدهم و فضحهم لهذه المؤامرات في حق الشعوب مثل غيرهم من المثقفين والادباء لانهم بكل بساطة لم يكن لديهم ما يخسرونه الا حريتهم التي كانت تسلب منهم كلما زج بهم في السجن مثل غيرهم من المثقفين الشيوعيين. سواء من طرف نظام عبد الناصر او من السادات او مبارك..ولهذا لم يقدس منهم احدا كغيره من المثقفين الذين كانوا ينتظرون هبة من هذا او ذاك من الانظمة ..
لقد مثلوا زهورا تدمع لها العين التي اطلعت واسع الاطلاع على تجربتهم و لا تجد امام تضحياتهم سوى الوقوف وقفة اجلال وذهول لهذه العظمة التي تمثل جزءا من تضحيات الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق..
لقد الف محمد فؤاد نجم العديد من الاغاني وهو داخل السجن "سجن القلعة".. وغنى الشيخ امام العديد من الاغاني المهداة للعديد من المناضلين والمناضلات سواء بسجن القلعة او سجن القناطر.. لذلك كان فن هؤلاء العظماء حقا.. عظماء بشعرهم وفنهم في فترة تعالت فيها سياط الجلاد و جن جنون القمع الدموي في حق مظاهرات الطلبة و حملات اعتقال الشيوعيين الشرسة التي كانت تستهدف اخراس الصوت التقدمي، و اجتثاث اليسار سواء من الجامعات او من الوطن عموما... في هذه الفترة كان الشيخ امام يغني وسط هذه العتمة.. عتمة الوطن.. وعتمة البصر..
لقد جربت هذا الشعور العظيم شعور الغناء وسط مخافر القمع.. غنينا انا و أحد معتقلي الريف ذات يوم عندما اعتقلونا في نفس اليوم (كل بالتهم التي اختاروا ان يلفقوها له) كنا جنبا الى جنب ولم نشعر بانفسنا حتى بدأنا في نفس اللحظة نردد اغنية سعيد المعربي نعم لن نموت..
فغنوا يا رفاقي و واجهوا سياط الجلاد بالغناء وبالابتسامة فانهم يخشون و يهابون و يضجرون لان ذلك يعطي القوة والشجاعة والجرأة امام قمع لن ينتهي ولن يمحى الا عبر عمل جبار و صمود فولاذي و قوة ليس لدي وحدي بل الامل كل الامل في الجماهير فهي صانعة التاريخ هي صانعة المجد ..
ومن هنا اهدي هاته الاغنية الرائعة للشيخ امام لكافة الرفاق و الرفيقات الذين يعانون الظلم والقمع اليومي الى ادباء و مثقفي شعبنا البطل...
اترككم مع كلمات الاغنية:
أنا الأديب وأنتم أدرى وعاشق الناس والخضرة
لا عمري طبلت ف حضرة ولا قلت حاضر للنصاب
الله الله يا بلدى ولا كنا صحاب
*
خاين ولا حد يجيروه زي الكلاب يلقى مصيره
قتيل وفايت فينا غيره ماشيين وف نفس السرداب
الله الله يا بلدي مخبر ع الباب
*
سلام مربَّع للجرانين فارشين صور تحت العناوين
سينا اللي راجعة عريسها عنين وأغلب المعازيم عزَّاب
الله الله يا بلدي والكل كلاب
*
آدي السلام ولا بلاشي سينا اللي مدفع مافيهاشى
بالأمر جيش ما يروحهاشي حطولها قفل ورَزة وباب
الله الله يا بلدى والأرض خراب
*
مشوا الجيوش مشية وِزَّة ترقص وعقبى ليوم غزة
اشرب وح يجيبوا المزَّة من أورشليم فستق وكباب
الله الله يا بلدي والعيشة هباب
*
ما احلى السلام بطَّل كلاكيع ممنوع كلام ضد التطبيع
علشان ما يلحق نفسه يبيع أحلامنا يا حلاوة الأحزاب
الله الله يا بلدي شوفو الكذاب
*
أصل الحكاية أن بهية مدبوحة وبتدفع دية
يا مصر حتعيشى مطية إذ يحكمك دبوره وكاب
الله الله يا بلدي سنوا الأنياب



#آدم_روبي (هاشتاغ)       Roubi_Adam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم روبي - الفن التقدمي ودوره كسلاح ضد القمع والاضطهاد