أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - مقترحات اليسار من أجل تخفيف التصعيد في منطقة الدونباس/أوكراينا















المزيد.....

مقترحات اليسار من أجل تخفيف التصعيد في منطقة الدونباس/أوكراينا


حازم كويي

الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاراس بيلوس*
ترجمة وإعداد:حازم كويي

في المناقشة حول صراع الدونباس، ينصب التركيز في ألمانيا بشكل أساسي على مسألة توسع الناتو شرقاً والمصالح الأمنية لروسيا.
هل يمكن أن يكون هناك أيضاً "قلق أمني مشروع لأوكرانيا"؟
ومع ذلك، فإن مشاريع المعاهدات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المقدمة إلى روسيا لا تحتوي على أي ضمانات أمنية ل
أوكرانيا، ولكن فقط لحلف شمال الأطلسي. وهنا على اليسار الدولي الأخذ بالتحليل في الاعتبار وجهات نظر الدولة،ولكن بخلاف ذلك يتبنى موقفًا يعكس المصالح من الناس، وخاصة أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم من الصراع على جانبي خط المواجهة والحدود الوطنية. الحل العسكري للصراع أيضاً لايحظى بشعبية لدى الشعب الأوكراني. بل يجب إيجاد حل يمنع استخدام القوة من جميع الجهات.
عندما جددت وسائل الإعلام الأمريكية في أوائل عام 2021 التقارير حول التهديد بغزو عسكري روسي،كان رد الفعل قد
ظهر للكثيرين من الأوكرانيون كمفاجأة.
بحلول منتصف كانون الأول (ديسمبر)، بدت العديد من وسائل الإعلام الغربية أكثر اهتماماً بهذا الموضوع وجعلت المشكلة اكثر خطورة.
هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أنكرت في البداية تقارير عن تجدد تركيز القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. ومن ثم ظهرت في صحيفة بيلد الالمانية لخريطة عن (خطط بوتين)،كما وكأن الخارطة رُسمت من قبل طالب في الثانوية،الذي لم يثيرغضباً بين العديد من المؤلفين الأوكرانيين،بل أثار الضحك أيضاً.
كان الأوكرانيون يأملون في أن تستمر الإجراءات الروسية ولينتهي الأمر دون عواقب سيئة والابتعاد عن قعقعة السيوف التي عرفوها بالفعل في الربيع الماضي،ولكن أقوال ومطالب روسية تدريجيا طُرحت بقوة.
تسببت القيادة في تغيير العديد من تقييمهم للتهديد. كان الغرض من التركيز الظاهري للقوات الروسية في الربيع الماضي يدور حول الضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وإجبارهم على تقديم تنازلات. من السهل أن نفهم لماذا تشعر القيادة الروسية بزيادة الضغط، فالمعارضة الروسية تلقت ضربات قوية، وسيطرت على أوروبا اضطرابات بسبب أزمة الطاقة ومهانة ترك القوات الأمريكية أفغانستان أضافة الى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين التي وصلت إلى الحضيض.
وإذا كان صحيحاً أن بوتين يريد بالفعل صفقة كبيرة وليس حرباً كبيرة. يطرح السؤال نفسه أكثر وأكثر، ماذا سيفعل إذا لم يحصل على ما يريد؟
فلاديمير فرولوف، خبير من مركز كارنيجي في موسكو،يشير الى (بسبب المطالب البعيدة المدى لروسيا لم يحصل على مايريد،ولايوجد مجال تقريباً لإعلان فوزك بنفسك،عندما يكون ماحققته في النهاية أقل بكثير من ما هو مطلوب)
ومع ذلك، فإن الخطر الذي يجب الاستعداد له هو أقل من هجوم واسع النطاق من قبل القوات الروسية وإحتلال جزء كبير من أوكرانيا. سيكون ذلك مكلفاً للغاية ومحفوفاً بالمخاطر بالنسبة للسكان الروس ولا يحظى بشعبية كبيرة. من المرجح أن يكون هناك تصعيد في دونباس، لذلك سيكون غزو وتوسع محدود في أراضي الجمهوريات الشعبية التي يسيطر عليها الكرملين، دونيتسك ولوهانسك.
تصريح وزير الدفاع الروسي شويغو، بأن الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة ستفعل ذلك، بالتحضير لعملية بأسلحة كيمياوية في دونباس. هذا الاتهام الذي يأتي على خلفية الصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن التحقيق بتسميم السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.
القوات الروسية هذه المرة لم تكن كما في الحرب الجورجية عام 2008 بإنتظار الخصم ليهاجم، ولكن كيف يمكن للأمريكيين في عام 2003 اتخاذ إجراءات في ذلك الوقت، أحتاجوا فيها لتبرير عدوانهم على العراق.
في روسيا، يتم تجنيد مرتزقة سابقين عملوا في شركات عسكرية خاصة لمهمة غير معروفة في دونباس.
لا يتعلق بالشكل الذي قد يبدو عليه الغزو الروسي. التركيزعلى القضايا السياسية مع حجتين مركزية للروس،تتعامل القيادة معها بالقرب من الحدود الأوكرانية .
الحجة الأولى. إن لدى كييف خطة لمهاجمة الدونباس،لهذا وجوب الرد على هذا التهديد.
التبرير الثاني. أنها ترى قد أجبرت نفسها ضد تهديد توسيع خطة الناتو.
أن احتلال جزء كبير من أوكرانيا سيكون مكلفاً للغاية ومحفوفاً بالمخاطر ولايحظى بشعبية كبيرة لدى السكان الروس.
ومن المرجح أن يكون هناك تصعيد بهجوم أوكراني؟
في ربيع عام 2021، أدعى الكرملين، أن القيادة الأوكرانية تخطط لشن هجوم في دونباس، الأمر الذي بدا له مصداقية بالنسبة للبعض.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قام بتحول سياسي حاد، فرض عقوبات على المواطنين الأوكرانيين (تأثربها حالياً حوالي 2000 شخص) وأغلقت ثلاث قنوات تلفزيونية (تم إغلاق قناتين أخريين منذ ذلك الحين). هذه الإجراءات تنتهك وفقاً لنشطاء حقوق الإنسان الأوكرانيين ليس فقط بشكل صارخ ضد المبادئ الأساسية لسيادة القانون،ولكن أيضاً ضد الدستور الأوكراني والمعاهدات الدولية وأظهرت كل علامات أغتصاب السلطة. تبعا لذلك، بدا الأمر صعبا لتقييم ما يمكن توقعه من زيلينسكي،على الرغم من أنه حتى ذلك الوقت لم توجد مؤشرات حقيقية على التحضير للهجوم على دونباس.
لكن في الوقت الحالي، تبدو مثل هذه الاتهامات ضد كييف مشكوك فيها أكثر مما كانت عليه في ربيع عام 2021.
في 26 أكتوبر 2021، قبل ظهور التقارير الأولى حول تجدد تركيز القوات الروسية، انتشر الجيش الأوكراني في دونباس.
وحلقت لأول مرة طائرات بدون طيار من طراز Bayraktar، الذي أثار رد فعل روسيا ودفع ألمانيا وفرنسا للتعبير علناً عن مخاوفهما.
هذه الحالة تكشف عن كيفية تصرف زيلينسكي لاستخدام طائرات بيرقدار بدون طيار،التي لم تأت من مصدر رسمي، لكنها جاءت من رئيس تحرير البوابة الإلكترونية censor.net يوري بوتوسوف، لسان حال أنصاره.
بعد شهر من الحادث أشتكى زيلينسكي في مؤتمر صحفي من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمارسان ضغوطاً وطالب بعدم تكرار مثل هذه العمليات. علاوة على ذلك، ما صنعه بوتوسوف كان سيؤدي الى ضربات أنتقامية.
في المناقشة السنوية لحالة الاتحاد في البرلمان بعد بضعة أيام صرح زيلينسكي "لن نتمكن من إنهاء الحرب دون التفاوض مباشرة مع روسيا". أظهر فيها خطاباً دبلوماسياً لحل النزاعات أقل حروباً،ومن الرئيس السابق بترو بوروشنكو.
يمكن للمرء أن يقول أن زيلينسكي يدفع بالحل في دونباس ويحاول الآن كسب تعاطف الناخبين الأوكرانيين بحملة هجومية ضد الأوليغارشية للفوز بالبلد، وقد أدى ذلك الى تعارضه مع أغنى الأوليغارشيين رينات احمدوف. وزاد من ضبابية الراديكاليين اليمينيين.
في النصف الثاني من شهر كانون الأول أعلن مكتب المدعي العام ذلك فجأة، أن الرئيس السابق بوروشنكو يُشتبه بالخيانة العظمى.
إذا خططت القيادة الأوكرانية بالفعل لشن هجوم في دونباس، فستكون غير مُجدية وخطيرة إلى حد ما بالنسبة لهم. ربما يأتي التوقيت بنتائج عكسية للوقوف في وجه الجيش الأوكراني في حالة الهجوم الافتراضية .
زيلينسكي أظهر خلال فترة ولايته حتى الآن، أن لديه إحساساً أفضل بكثير بمزاج الشعب مقارنة بالرؤساء الأوكرانيين السابقين
ولديه بالتأكيد بعض الشخصيات التي لا تحظى بشعبية كبيرة، بالخطوات المتخذة مثل الإصلاح الزراعي، الانفتاح لسوق الأراضي تحت ضغط الظروف وصندوق النقد الدولي.
في حالة الهجوم في دونباس من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيكون بالنسبة إلى زيلينسكي، الوضع "خاسراً". والحل العسكري للصراع لا يحظى بشعبية بين السكان الأوكرانيين. ومع ذلك، فإن حوالي 20 في المائة فقط يؤيدون ذلك، ولن يتمكن زيلينسكي أبداً من كسب ثقة هؤلاء الصقور بغض النظر عما يفعله. من ناحية أخرى سيتم التنفيذ الكامل لاتفاق مينسك في شكله الحالي فقط من قبل أقلية مؤيدة، بينما الغالبية المطلقة لصالح لإبرام اتفاق جديد.
فالتوسع الشرقي لحلف شمال الأطلسي كما يزعم بوتين هو"مصدر قلق أمني مشروع لروسيا »وتتخذ إجراءات ضد توسع الناتو شرقا، ويتفق معه كثير من الكتاب اليساريين في ذلك ويشيرون إلى، هل يمكن أن يكون هناك أيضاً "قلق أمني مشروع لأوكرانيا"؟ أم أن هذا امتياز لكبار القوى الإمبريالية؟ تلك التي قدمتها روسيا مسودة المعاهدات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا تشمل الضمانات الأمنية لأوكرانيا فقط.
بعض الكتاب الغربيين، مثل جيفري ساكس،اقترحوا حلاً أمنياً بسيطاً للغاية «ينبغي أن يكون لدى الناتو خيار العضوية،خلع أوكرانيا من على الطاولة وعلى روسيا أن تمتنع عن أي غزو ”. المشكلة هي أن روسيا غزت الدونباس عام 2014. نتيجة لذلك، لا يزال الصراع العسكري هناك أقل حدة، وحين ضمت موسكو منذ ذلك الحين شبه جزيرة القرم تحولت إلى قاعدة عسكرية ضخمة.
لذلك يتطلب السلام أكثر بكثير مما وعدت به روسيا بالامتناع عن غزو آخر.
بوتين يقول الحقيقة عندما يصر على أن الولايات المتحدة وعدت غورباتشوف ويلتسين بعدم توسيع الناتو شرقاً،لكنها حنثت الوعد. لكن هل يمنحه هذا الحق في العدوان المسلح على أوكرانيا وإحتلال القرم وضمها، ناهيك عن حرب جديدة؟ يبرر بوتين إنتهاكه لـمذكرة بودابست والوعد الشفوي من قبل الأمريكيين من أن أوكرانيا بعد الأنتهاء من هذا الأتفاق الدولي كانت قد تخلت عن ترسانتها النووية بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي.
روسيا، الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ألتزموافي ذلك الوقت «باحترام استقلال وسيادة أوكرانيا وحدودها المشروعة» ، وعدم أستخدام التهديد بالقوة ضد أراضيها مع ضمان النزاهة أو الاستقلال السياسي لأوكرانيا،وعدم استخدام الأسلحة مطلقاً من أي نوع ضد أوكرانيا.
بوتين خرق هذا الاتفاق، ووجه ضربة ليس فقط للشعب الأوكراني، ولكن أيضاً للحرب ضد سباق التسلح العالمي. بعد هذه الأحداث، من المحتمل أن يكون من الصعب إقناع دولةٍ بالتخلي طوعا عن الأسلحة النووية.
مناقشات اليسار حول توسع الناتو شرقاً غالباً مايقتصر على مسألة كيفية تأثير ذلك على العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن ذلك لايحل المشكلة بدون مشاركة بلدان أوربا الشرقية الصغيرة.
وكان القرار لتوسيع الناتو وأنضمام هذه الدول الصغيرة قد جرى من قبل كلينتون عام 1990 والسبب في ذلك كان الأنقلاب الذي قام به يلتسين عام 1993 المناهض للبرلمان وكذلك الحرب الشيشانية،الذي ولد المخاوف لهذه الدول.
نعم ، كانت سياسة توسيع الناتو خاطئة. لو كانت الولايات المتحدة تفضل "شراكة من أجل السلام" شاملة؟
كان لها أن تأخذ بالأعتبار مصالح كل من روسيا وأوكرانيا،وحتى لو اعترف بذلك،لازال عدم أمتلاك الجواب قائما للسؤال ،ماذا يتوجب القيام به الآن.
بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي، وجدت أوكرانيا نفسها عالقة بين مصالح كتلتين، من جانب الغرب، وعلى الجانب الآخر روسيا. هذا الوضع الذي أدى إلى الأحداث التي عُرِفت بـ «أزمة أوكرانيا».
ويحتاج النظر الى الدور الذي لعبته الإمبريالية الغربية في هذه الأحداث عن كثب ومساهماتها الخاصة، ولكن هناك بعض النقاط التي يجب توضيحها هنا،يتم تناولها بإيجاز.
أولا، لا ينبغي المبالغة في تأثير البيت الأبيض بشأن السياسة في أوكرانيا. فالغرب يمنع (كييف) من إتباع سياسات اقتصادية حمائية والتعاون مع الصين ويقترح إصلاحات معينة بتحرير السوق ومكافحة الفساد،وأظهرت سياسة زيلينسكي من أن الحكومة الأوكرانية لديها في العديد من المجالات درجة عالية من الأستقلالية.
ثانياً،الناتو يتعامل مع أوكرانيا منذ الأستقلال كمنطقة عازلة لاتستحق الأندماج في التحالف،رغم وجود من يؤيد عضويته في هذا الحلف،في عام 2008 تبنت قمة الناتو في بوخارست بياناً غامضاً، بوجوب أن تصبح جورجيا وأوكرانيا " عضوين في الناتو" في وقت ما في المستقبل،أو بالأحرى تنازل من قبل أعضاء الناتو الأوروبيين لجورج بوش، الذي كان قد طلب عضوية لأوكرانيا،كانت ضده معظم الدول الأوربية.
على الرغم من جهود القيادة الأوكرانية لخطة الأنضمام،لم يحدث شئ وصرح الناتو مراراً وتكراراً، من أن هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال حالياً.
ودعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لضبط النفس في أوكرانيا في المسائل العسكرية والأمنية، والمساعدات العسكرية
تقتصر في الغالب على الأسلحة الدفاعية. وهنا كان من المهم أن تلجأ أوكرانيا إلى تركيا للحصول على سلاح هجومي فعال - طائرات بيرقدار بدون طيار.
في مقالته «عن الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيون »، أشتكى بوتين من تحول أوكرانيا إلى« مشروع مناهض لروسيا ». لكن
اللوم الرئيسي يقع على عاتق بوتين نفسه، حسب إستطلاعات الرأي قبل عام 2014، تراوح الدعم لعضوية الناتو عند الأوكرانيين بين 20 و 30 بالمائة. كان هناك عدد مماثل من الأشخاص الذين أرادوا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
الناس كانت مع التقارب مع روسيا. بقي هذا التوازن حتى بعد أحداث الميدان وتغير السلطة فيها،بعد ضم شبه جزيرة القرم واندلاع الحرب في دونباس،وكان هناك تغير كبير في الحالة المزاجية، 23بالمائة منهااكتسبت زخما حيث كانت المشاعر المؤيدة لروسيا أقوى،ومنذ ذلك الحين، أسفر كل استطلاع عن 24بالمائة أو حتى الأغلبية المطلقة 25 بالمائة من سكان أوكرانيا تؤيد الانضمام إلى الناتو. بدون التدخل الروسي عام 2014، لم تكن المشاعر المعادية لروسيا في أوكرانيا موجودة أبداً ولم تصل إلى هذه النسب. مع غزو آخر سيزيد ذلك.
ماالعمل.
لن يكون التهديد من هجوم واسع النطاق من قبل روسيا،إنما في غزو محدود لدونباس. من المستحيل التنبؤ بكيفية تطور الأشياء بعد ذلك. الكرملين يحب "حربا محدودة مع فوز سهل" في الاعتبار، ولكن الجيش الأوكراني لم يعد كما كان عام 2014. هل ينجح؟
في حالة فشل الكرملين في تحقيق أهدافه في حرب "صغيرة" فسوف تتصاعد الحرب بسرعة وتنمو لتصبح أكبر بكثير.
يحذر برانكو مارسيتيك، مؤلف مجلة ياكوبين،من التهديد بحرب نووية في حالة دخول الجيش الأمريكي.
"الحرب على أوكرانيا ستكون مجنونة". هناك شيء واحد واضح، يجب ألا تكون هناك حرب عالمية ثالثة بسبب أوكرانيا. بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أن بايدن قد أعلن بالفعل من أن الولايات المتحدة لن تخوض معركة من أجل أوكرانيا ومع ذلك، يمكن أن يصيب الملايين من الناس الجحيم.
وعلى بوتين أن يفهم من أنه سوف لايفلت من حرب أخرى،وعلى اليسار الدولي أن لايتبنى وجهة نظر الدول، على الرغم من أنه من المهم أخذ ذلك في الاعتبار عند تحليل النزاعات، إلا أنها وجهة نظر تمثل مصالح الناس، وخاصة أولئك الذين هم على جانبي خط المواجهة و من حدود الدولة التي تعاني أكثر من غيرها من الصراع،السكان القريبون من مناطق الحرب (المحتملة) والمشردون إلخ.
ويجب أن نتذكر أيضا، أن الوضع اليوم تغيربشكل جوهري مقارنة بعام 2014. في ذلك الوقت، كانت العوامل الداخلية والخارجية للصراع شديدة متشابكة. ثم التدخل الروسي على خلفية صراع أهلي محتدم، مما ساهم في تصعيد العنف وتعمقت الفجوة بين الأطراف المتصارعة ، ولن يكون الأمر في مسألة التدخل والحرب الأهلية ،بل في عدوان أمبريالي.
علاوة على ذلك، يجب ألا ننسى أن ملف غالبية سكان المناطق التي تعاني أكثر من غيرها من الحرب أو التي ستعاني أكثر من غيرها في حالة حدوث تدخل جديد هم أكثر استعداداً للمساومة مع روسيا وضد الانضمام إلى الناتو على وجه الخصوص.وأن لايتم تجاهل أصوات هؤلاء الناس في أوكرانيا، وهو ما لا ينبغي أن يتم ذلك، لأنه يجب حل النزاعات بمشاركة هؤلاء الأشخاص، المتأثرين بشكل مباشر.
لا يمكن السماح لموسكو وواشنطن بتقرير مستقبل أوكرانيا مثلما فعل بوتين،والنقاش حول الحلول الوسط الممكنة.
يظهر مصطلح "الفنلندة" أحياناً.حينها لم تدخل في عضوية حلف الناتو، وليس الأمر كذلك من أن الولايات المتحدة رفضت ذلك،بدلاً من ذلك، الفنلنديين أنفسهم وضعوا مراعاة مصالح جيرانهم السوفييت والدخول في اتفاقية ثنائية مع إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (التي لا ترضى عنها الولايات المتحدة).
هل ينبغي أن يكون الكرملين محايداً لأوكرانيا بالفعل؟
يجب عليه أولاً تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا وليس لحلف شمال الأطلسي. علاوة على ذلك، يجب عليه في دونباس، أن يكون مستعداً لتقديم تنازلات وعلى الأقل توافق على نزع سلاح شبه جزيرة القرم.
ومع ذلك، فإن السلام المستقر في دونباس بدون برنامج مساعدات دولي يصعب الوصول إليها في المنطقة الممزقة. يمكن
على الأطراف بضرورة الأقتناع للتوصل إلى حل وسط. يجب أن لا يكون اتفاق مينسك صنماً،في ظل الظروف التي وقع عليها قبل
سبع سنوات والتي تسمح في عدد من الصياغات بتفسيرات مختلفة.
تنفيذ مينسك.
قد يؤدي الاتفاق بالشكل الذي يطالب به الكرملين إلى تصعيد العنف وأزمة برلمانية وحتى حرب أهلية جديدة في أوكرانيا.ليس المجتمع وحده الذي فقد الثقة بالحكومة،بل ايضاً نواب الحكومة الحالية وبالمناسبة فهم ينتقدون جزئياً أتفاقية مينسك.
السنة الأولى من رئاسة زيلينسكي لم تكن كذلك، فقط احتجاجات الشوارع من قبل المتظاهرين المؤيدين للحرب، وأكبرها استعداد الحكومة لتقديم تنازلات.
كانت مقاومة المجموعة البرلمانية المقربة من الرئيس في مارس 2020 عندما خططت لإنشاء هيئة استشارية لمجموعة الاتصال الثلاثية بمشاركة ممثلين عن جمهوريات دونيتسك ولوهانسك الشعبية معروفة.
إن الموقف الذي يجب أن يتخذه اليسار الدولي في هذا السياق،يتطلب مناقشة المقترحات لحل النزاع التي سيتم إقرارها على نطاق واسع.
اليسار الأوكراني له مواقف مختلفة جذرياً بشأن الحرب. يجب منع جميع الاستفزازات في دونباس،والتي لها أهمية قصوى.
هناك مطلب بسيط ولكنه ملموس يمكن أن يوحد الأشخاص ذوي النوايا الحسنة على جانبي المتاريس والحدود والخطوط الأمامية. نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دونباس.
وهي خطوة تتعارض مع مصالح هؤلاء الذين يرغبون في إبقاء إمكانية استخدام القوة مفتوحة. هذا هو بالضبط المكان الذي يجب أن نبدأ فيه.
*أعتمدت في ترجمة وأعداد المقالة على مقال تاراس بيلوس، المؤرخ الأوكراني والناشط في منظمة Sozialny غير الحكومية.



#حازم_كويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقف بوجه من يدمر ألأرض
- في الذكرى 200 لميلاد الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير.
- كوكب الأرض، بيتنا المشترك،يحترق.
- »إعادة أكتشاف (ديالكتيك الطبيعة) لأنجلز
- لماذا نحتاج إلى أفكار ماركس لمحاربة الأزمة البيئية لكوكبنا
- السياسة الصينية تجاه أفغانستان بعد إنسحاب الناتو.
- الماركسية وتغير المناخ
- ماركس كعالم إيكولوجي
- النيوليبرالية تحتضر
- ما يقوله ماركس عن التدمير البيئي
- الحديث عن الاشتراكية
- النضال من أجل الكرامة وتقرير المصير
- بدائل الطاقة المتجددة،ومستقبل النفط
- | نجاحات الهزيمة ما الذي يمكن تعلمه من الحملة الانتخابية من ...
- هتلر،من كان وماذا تعني المقاومة ضد هذا الشخص؟
- هل نحن بصحة جيدة
- أميركا أولاً ،بوسائل أخرى
- ماذا تعني الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين؟الجزء الثاني
- ماذا تعني الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين؟
- 150 عاماً على ميلاد أيقونة الثورة روزا لوكسمبورغ


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - مقترحات اليسار من أجل تخفيف التصعيد في منطقة الدونباس/أوكراينا