أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رجا زعاترة - الصدام العتيد مع النهج الجديد














المزيد.....

الصدام العتيد مع النهج الجديد


رجا زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 15 - 10:11
المحور: القضية الفلسطينية
    



"من حيث المبدأ تحافظ ككال على سنة الإبراء ولا تقوم بغرس (الأشجار) هذه السنة. لدينا تصريح خاص من الحاخامية لغرس الأشجار كما فعلنا اليوم في الجنوب. حيث أنها تعتبر نشاطات زراعية تهدف إلى الحفاظ على أراضي أرض إسرائيل. الأرض التي تم غرسها اليوم كان قافرة منذ قيام الدولة، ولم يقم البدو باستعمالها بتاتًا".

ينضمّ هذا التصريح - الذي أدلى به رئيس "ككال" أبراهام دوفدفاني هذا الأسبوع - إلى المعطيات التي تؤكد أنه في النصف الثاني من العام 2021، أي منذ دخول "الموحدة" إلى الحكومة، تم هدم 1800 منزل ومنشأة في النقب، مقابل 1200 في النصف الأول. أي 3000 منزل بالمجمل عام 2021، مقابل 2000 منزل عام 2019، و2500 منزل عام 2020. كما ينضمّ إلى استثناء البلدات العربية مسلوبة الاعتراف من "قانون الكهرباء"، بعد رضوخ صناديد "النهج الجديد" ليس فقط لسيطرة شاكيد "بالقطارة" على تراخيص الكهرباء، بل للغة ورواية ومنطق السلطة الحاكمة وعنصريتها التخطيطية، بأنّ عرب النقب "غزاة" "يستولون على أراضي الدولة" التي أحيتها الدولة بعد أن كانت قفرًا وقبل أن يخلّصها شعب الله المختار من النواطير العرب!



لا حياء لمن تنادي
هذه هي دولة إسرائيل التي "ولدت يهودية وستبقى يهودية"، حسب تصريح رئيس القائمة العربية الموحّدة: دولة نووية تأتمر بأوامر الشريعة اليهودية - "من حيث المبدأ" - إلا إذا كان الأمر متعلقًا بتخليص أرض إسرائيل من أيدي الغزاة، فعندها كل شيء حلال "كاشير". ويمكن الغرس في سنة الإبراء ويمكن الهدم يوم السبت ويمكن القمع يوم السبت. ويمكن القتل يوم السبت أيضًا، إذا اقتضت الحاجة. وقد تقتضي أحيانًا! ألم تقل جولدا مئير يومًا: "لن نسامح العرب أبدًا على أنهم يضطروننا لقتل أولادهم"؟!

في مثل هذه الأيام قبل سنة، أطلق أصحاب النهج الجديد شعار "صوت واقعي، مؤثر ومحافظ". وقد تبيّن اليوم أنّ الواقعية، في عرفهم، تعني الإذعان للأمر الواقع: الإذعان للاحتلال والاستيطان، لسيطرة شاكيد وعنصريتها المفضوحة، لمنع لمّ الشمل، لإنكار مجزرة كفر قاسم. أما عن "المحافظة" فحدّث ولا حرج، فلا حياء في ضخ الملايين لصالح المثليين ("الشواذ" الذين أقاموا عليهم الدنيا ولم يقعدوها) ولا حرج في تحليل "الكنابيس" لعدم تعكير مزاج الائتلاف، وطبعًا لا حياء ولا حرج ولا خجل ولا وجل في التصويت مع ميزانيات تهويد القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى واقتحامه والتخطيط لإقامة "الهيكل الثالث" على أنقاضه. أولم ينهركم القائد المجدِّد: "نبخل على الأقصى بصوت؟!".



تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها
وقد يقول قائل: حسنًا يا أخي؛ ولكنّهم حصّلوا ميزانيات.. بالمليارات! ولنفترض للحظة أنّهم حصّلوا فعلاً. فهل يبرّر هذا كل هذه التنازلات السياسية الخطيرة؟ فلنأت إذا بمخمّن ليشور علينا: بكم من المليارات سنقبل للتنازل عن الأقصى؟ وماذا عن القيامة؟ ما هو المبلغ المرضي لتقاسم الحرم الإبراهيمي؟ بكم مليون سنبيع كل شهيد في غزة؟ كيف نسعّر اعتقال طفل في النقب؟ كم نطالب مقابل "التطنيش" على اعتداءات المستوطنين على الشيوخ والنساء في الخليل وفي بيتا وبرقة؟

وبالعودة إلى الميزانيات "غير المسبوقة"، فقد أجمع القاضي والداني – وعلى رأسهم رئيس الحكومة بينيت – أن القرار 550 هو استمرار للقرار السابق 922، الذي انتزعته "القائمة المشتركة" دون أي تنازل سياسي، ودون التراجع قيد أنملة عن أية قضية جوهرية. صحيح أنّ هناك كمًا أكبر من الميزانيات اليوم، وإن كانت على الورق حتى الآن. ولكن لا يوجد أي إنجاز نوعي جدي واحد يمكن الإشارة عليه في القرار 550 قياسًا بالقرار 922.



ما العمل؟
يحظى هذا النهج بقوّة دفع لا يستهان بها، بفعل رياح التطبيع الإقليمية وحالة الجمود الفلسطينية وتغلغل الثقافة الاستهلاكية وانهماك الناس بالهم اليومي المعيشي والأمني، وبفعل الترويج والتلميع الإسرائيلي الذي يتماهى معه بعض أبناء جلدتنا، كما يحدث للمقهورين في كل مكان. إنّها معركة على الوعي أولاً وأخيرًا، قد تستغرق وقتًا ما. ولكنّ المشكلة هي أننا لا نوظف كامل طاقاتنا في الاتجاه الصحيح، بل نهدر كثيرًا منها جُفاءً.

فالمواجهة لا يمكن أن تتأتى من خلال التمترس في الطهرانية والتشبث بالنقاء الثوري باسم "المبدئية". المطلوب هو تعميق التواصل اليومي مع الناس. المطلوب هو الالتصاق بهم وتثويرهم وليس التنظير عليهم و"تنويرهم" من عليائنا المنقطعة عن نبض الجماهير.

مواجهة هذا النهج تستوجب تقليص الفجوة بين الشعار والممارسة، كما يقول لينين: "ليست نظريتنا بدوجما، بل مرشدًا للحركة. وطالما كان ماركس وأنجلز يسخران من تكرار الصيغ المحفوظة عن ظهر قلب، والتي في أفضل الأحوال لن تكون قادرة سوى على رسم إطار للمهمات العامة، تلك المهمات التي تتغير بالضرورة بتغير الظروف الاقتصادية والسياسية لكل فترة في العملية التاريخية (...) أي قاعدة تاريخية عامة تُطبّق على حالة معينة من دون تحليل خاص لظروف هذه الحالة المعينة لن تغدو سوى أن تصبح عبارة فارغة".



#رجا_زعاترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو المؤتمر ال 28 لحزبنا الشيوعي: الخيارات والضرورات
- ضباب وحربٌ قادمة
- عايدة توما-سليمان: علينا تفكيك الخطاب المرتبط بمفهوم الشرف و ...
- الجبهة والتجمع.. أما زال التحالف ممكنًا؟
- فتح الإسلام- والاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة
- نداءٌ عاجل! -أو: قالوا شيوعيون.. قلتُ ومن يكتب تاريخَهم؟!
- شيوعي ونُصّ!
- سطور في ما بين السطور
- نصف مجتمعنا تحت خط الفقر من يُطنّش لمن؟
- هذه حقيقة الفاشية هنا.. ولن ندعها تمر
- ملاحظات حول: عمل الحزب الشيوعي والجبهة بين الأجيال الشابة
- مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد
- المجلس القطري للحزب الشيوعي: ليكن رافعة لفكرنا وعملنا
- اللاسامية والصهيونية.. نقيضان أم رديفان؟
- شارون والمستوطنين: لعبة متقنة جدًا
- وفي دور اليسار..
- برتوكول
- حق العودة - إلى ماركس
- دولتان للشعبين.. الآن بالذات
- عزمي بشارة ليس عميلاً


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رجا زعاترة - الصدام العتيد مع النهج الجديد