أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الميالي - مغامرات الكبار














المزيد.....

مغامرات الكبار


محمد الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 7135 - 2022 / 1 / 13 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


بدت كأنها أحداب جمال تسير وقت الغروب، لم يصل خبرها بعد وهي تستعرض في أعماق ذلك الأفق جمالها، حتى حلقت نسمات استأنست بها الأنفاس، بدأت تشتد شيئا فشيئا، لتثير سكون البحر وتهدد ذلك الهدوء، كل شيء بات قلقا، أما زورقنا بدأ يفقد وزنه تدريجيا، حتى بات كالريشة في مهب الريح.
هو ذات الصراع بين الماء والهواء، حين يصفع جنح الريح خد الماء يشتعل البحر غضبا، فيقذف ما فيه للنيل من خصمه المغرور باللامرئية التي يتباها بها، يكاد الريح يسلخ جلودنا وهو يصرخ في آذان البحر، فيزأر الموج كأنه أسد ضار ليرعب كل ما فيه وما يحمل، فكلما نهض شاهرا سيفه يقذف بنا الى الأعلى، فنهوي في واد لا قرار له.
كلنا نصرخ إلا أننا لا نسمع بعضنا، أفواه فاغرة تحاول أن لا تستسلم للموت، نعم الكبار في حرب الخاسر الوحيد فيها نحن الصغار، أما هم فالحرب فيما بينهم كأنها لعبة عشقوا ممارستها كلما رغبوا.
قويان كلما هاجا نزعت بعض الأرواح أجسادها، ونحن وزورقنا فيها نصارع الموج الهائج ولا ندري أي موجة تبتلعنا لتحول زورقنا الى مخدع في قعر البحر لكائنات أراد لها الله أن تسكن ظلمات تغرق في ظلمات، ونحن يحيلنا القدر الى وجبات طعام ساخنة لكائنات تشعر بالجوع بعد العاصفة.
في دقائق لم يعدها مقياس الزمن بدأ الأمل يعود ونيران الأسلحة خف قليلا، حتى استقر الموج كأنه صهوة حصان هدأ بعد جموح، وعاد زورقنا يستعيد هيبة ثقله الحقيقي بعد ضياع، وعادت القلوب من الحناجر الى مستقرها في الصدور، تأبط كل منا قلبه ونزل الى اليابسة، لم نعرف أين نحن فقد تحولت الخارطة الى عجوز بعد أن خلط الماء حبرها؛ ضحكت البوصلة حين سُئِلت.
صراخ مجموعة من النوارس وهي تحوم على الساحل أخذ أبصارنا، لم أكتف بما شغلني به المشهد، ركضت دون وعي، هناك كان مسجى لا نبض فيه، عانقته لأنفخ فيه من روحي، نفخت حتى أفرغتها فيه كلها... حين فقت وجدت نفسي بلا برعم.



#محمد_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكوين الضوئي في سؤل للقاصة ضمياء العوادي
- الطريقة المثلى لكتابة قصة قصيرة جدا
- مسرحية القيثارة
- الأفعال في القصة القصيرةجدا
- ظلال متكسرة
- ظِلّي .. وأنا


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الميالي - مغامرات الكبار