انتخبوا محمد الفرطوسي رئيساً جديداً للعراق!! - شر البلية ما يضحك

مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)

الحوار المتمدن-العدد: 491 - 2003 / 5 / 18 - 04:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

انتخبوا محمد الفرطوسي رئيساً جديداً للعراق!!
                  " شر البلية ما يضحك "

أنا لم أسمع بهذا الفرطوسي  أيام حكم الطاغية صدام حسين ، وهذا  لا يعني أنني أستهين بمعرفة الآخرين له، ولكنني قارئ ومتابع جيد ولدي علاقات معينة مع العديد من الجهات الإعلامية.. ومع العلم اني قرأت وسمعت عن عدد غير قليل من رجال الدين المسلمين العراقيين المعارضين للنظام الدكتاتوري البائد.

ان ما يثير الألم والإستغراب أكثر في هذا الزمن وبعد هذه الحقبة المريرة التي مرت على العراق والعراقيين وكأنها لم تكن ذات عبرة لمن أعتبر للبعض  ، بل أرى في بعض الأمور هو العكس.. أرى أن هذه التجربة وكأنها لم تحدث مطلقاً وهذه المقابر الجماعية حدثت في زمن بعيدٍ لا نعرفه، فمن كان يصرح علناً أو سراً مع أقرب الناس إلية بأن صدام حسين دكتاتور وطاغية ومجرم وقاتل يريد أن يحتل مكانه بالعنجهيات "والطربكات" الصبيانية بعدما سقط إلى غير رجعة، يحتل مكان الطاغية وخداع وعي الناس والضرب على الأوتار الخربانة.

لقد فوجأت بتصريحات الرئيس القائد الفلتة الجديد الخارج من مدينة الثورة ، واسمحولي أن أقول (الثورة) لأني يقيت على عهدي منذ تسميتها الأولى  وسأبقى اسميها مدينة الثورة ولن يزحزحني اي قانون أمري عن هذا، ولو طبقت السماء على الأرض احتراما وتكريما للشهيد عبد الكريم قاسم الذي أشتشهد قبل الآخرين  ولثورة 14 / تموز الخالدة في وجدان العراقيين الوطنين والشرفاء والمخلصين،مع احترامي للشهيد الصدر أو غيره من الشهداء .

اقول الرئيس الجديد لأنه يثبت بالقطع أنه فوق كل القوميات والإتجاهات والأديان والطوائف والأحزاب والقوانين والناس فيصدر قانوناً قطعياً متصوراً أن الناس ستسمعه وتطيعه كقطيع النعاج.. ولكن

       ستسمع إذا اناديت حياً                     ولكن لا حياة لمن تنادي

 تصوروا أن هذا القانون لا يضاهيه قانون بعد حقبة القوانين القراقوشية التي أصدرها صدام ومجلس ما يسمى بقيادة الثورة.. قانون القتل الحلال.. قطع الإنوف والآذان وغيرها.

أليس هذا مضحكاً ومثيراً للسخرية عندما نسمع رجل دين يبدل عمامته بالسيف والخنجر والسكين والرصاص.. فيخرج للناس ليحرضهم على قتل النساء بحجة الزنا وعلى المسحيين والأديان الأخرى بالحرق لأنهم يبيعون الخمور وعلى دور السينما بحجة الفلام العارية والإذاعات  والتفزيونات التي لا تطيع وربما لاتعرض بهيته العالية .. 

الخبر

( هدد الامام محمد الفرطوسي خلال صلاة الجمعة في بغداد النساء الخاطئات وباعة الخمر ودور السينما والإذاعات والتلفزيون بعواقب وخيمة واعتبر قتل النساء حلالاً بلالاً بحجة الزنا!!)

من هو هذا الرجل لكي يأتي ويفرح صدام وجماعته بإسلوب لا يضاهيه اسلوب الدكتاتور نفسه ؟ من هو لكي يمنح لنفسه صلاحيات الحاكم المطلق ليبدو اكثر من السابق إلتزاماً بالقتل والتهديد بالويل والثبور.. لقد اصدرت الدكتاتورية قوانين عديدة كان من جملتها قانون قتل للزانيات فاستغل ذلك القانون القذر لقتل نساء  شريفات آخريات  طاهرات، قتل المعارضات الوطنيات اللواتي وقفن ضد الظلم وإضطهاد النساء،  لعل اللعبة قد تكرر بتفويض محمد الفرطوسي  القتل مرةً أخرى وبحجة الزنا، فمن يضمن إلا يتكرر ذلك؟ ومن أين ابتدع الفرطوسي  هذا القانون؟ من القرآن من السنة من أقوال الأئمة وعلماء الدين من الحوزة  من الكتب السماوية الأخرى؟ أم هو فوق الجميع؟

أيها الفرطوسي محمد إلزم حدودك الجاهلية وافهم أنك تصلي في حسينية أو عدة حسينيات في الثورة والمكان الذي تصلي فيه ليس كل الثورة، والثورة ليست بغداد، البصرة ،النجف ، الناصرية، أربيل، كركوك، الموصل، دهوك نعم فالعراق أكبر واكثر مما تتصور ، فمدد قدميك على قدر طولهما فأنت والله ليس بالطول الذي تريد الوصول إليه.. وأعرف قدر نفسك فرحم الله امرء عرف قدر نفسه، اللهم ابعد الشعب العراقي عن الفتنة مهما كانت وبأي يثوب تخرج وتحت أي بدعة يبتدعها الضلاليون، وأولها فتنة محمد الفرطوسي..

 

                                                                         17 / 5 / 2003

 

#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل