أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟















المزيد.....

حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 03:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو هذه العنوان غريباً لسببين . السبب الأول هو ان سمعة الإسلاميين الحاكمين بمفردات اسلامهم السياسي ، بغض النظر عن مناطق تحكمهم بمقدراتها وشعوبها ، قد وصلت الى قاع الحضيض الذي ما بعده منزلة اسفل من ذلك يتبوأونها من حيث سقوطهم الأخلاقي الى اقذر مزابل التاريخ ، وشمول لصوصيتهم لكل ما خَفَ وثَقُلَ حمله من خيرات الشعوب التي تحكموا بمصائرها وامعنوا في فقر فقراءها ، وهول ما اقترفوه من جرائم تتبرأ منها حتى الحيوانات الوحشية منها باخطر صنوفها ، ناهيك عن الإنسان وقيمه في التعامل الإجتماعي التي ركلها الإسلاميون باقدامهم ، وبئس ما وصلت اليه تجارتهم بالدين الذي جعلوه بضاعة يسوقونها في صالات مجونهم وبين سماسرة دعارتهم ، فجعلوا من الدين سموماً يتقيأها البسطاء من الناس كل يوم بل كل ساعة من ساعات حياتهم التي جعلها فقهاء الإسلام السياسي افيون الإنتظار ليوم لقاء الحور العين والولدان المخلدين ، وعصابات تهريب وتجارة المخدرات التي نشروها بين شباب مجتمعنا فساهموا بما بلا يقبل الشك والجدل في وضع هذا المجتمع في صورة مشوهة مضمونها التفسخ الإجتماعي بين مجاميع الشباب خاصة ، واطارها مرتزقة العصابات المسلحة التي جعلت من رموزها الدينية مقترنة باحط الصفات التي يتصف بها مجتمع من المجتمعات في عالم اليوم ، هذه العصابات التي تتحكم بمنافذ الحدود التي اخضعتها للتهريب بكل انواعه وهي ترفع رايات اسلامية الشكل إجرامية المضمون . في الحقيقة يعجز القلم عن تعداد مواقع سقوطهم، ويكفي ان نسترق السمع في اي شارع من شوارع العراق لنسمع حتى من ابسط الناس واقلهم اهتماماً بمثل هذه الأمور وهو يتحدث عن مدى هول الأوصاف الساقطة التي يحملها الناس عنهم وعن احزابهم ومليشياتهم واساليب لصوصيتهم وابعاد مساهماتهم في نشر الفقر والفساد والجريمة .
لا اعتقد بان اي انسان يملك مقدار ذرة من العقل وبقايا الغيرة والشرف والضمير يتغافل عن مثل هذه الأوصاف التي الصقها الشارع العراقي بالأحزاب الحاكمة وكل رموزها الدينية والقومية والمناطقية ، وبكل سياساتها التي جاءت لإكمال سياسة دكتاتورية البعثفاشية المقيتة ، وكأن الإثنان لا يشكلان إلا عملة واحدة .
والسبب الثاني هو ان يتصدر هذا العنوان مقالاً لشخص اقل ما يعرف عنه بانه لم يتوقف عن مواجهة الإسلاميين وسياساتهم المقيتة ، خاصة وانه يتبنى فكراً لا ينسجم وتطلعات هذه الفئة الباغية التي لا تفتقر الى الفكر المتنور فقط ، بل انها فقدت البصر والبصيرة فيما يتعلق بواقع الحياة الإنسانية اليوم وتطلعات شعوب القرن الحادي والعشرين الى حياة التحضر والمدنية التي توفرها مقومات هذا القرن .
ولكنني اعتقد ، بالرغم من ذلك ، ان لهذا العنوان ما يبرره ، خاصة اذا ما تجرد جيلنا الثمانيني او ما يقاربه عن التشبث بالرغبة ، التي لا جدال في شرعيتها ، في ان يحيا التغيير الجذري الذي يوفر له تلك الأجواء التي يتطلع اليها للحياة في وطنه المسلوب المنهوب اليوم من عصابات لصوص الإسلام السياسي ، والمُستَرَد غداً لا محالة .
التغيير قادم شاء تجار الدين وسماسرة الرذيلة ام ابوا ، وكنس هذه العصابات اصبح ، خاصة بعد انطلاقة ثورة تشرين الباسلة وبعزم شاباتها وشبابها الشجعان ،قاب قوسين او ادنى وسيعيشه جيلنا ، ولكن ليس بتلك الصورة التي تتطلب زمناً يتناسب وحجم الخراب الذي يعاني منه ويعيشه اهلنا ويرزخ تحته وطننا منذ ان مارست البعثفاشية المقيتة سياساتها الدموية وخاضت حروبها العبثية وحتى يومنا هذا الذي جاء به القطار الأمريكي لوطننا بنفس البضاعة التي جاء بها لتحقيق انقلاب شباط 1963 الأسود .
ومن مبررات هذا العنوان هو ان سقوط الإسلاميين وتنظيف وطننا من ادرانهم سوف لن يكون سقوطاً وقتياً يرجون من وراءه العودة الى الحكم والتحكم مرة اخرى بشؤون البلاد والعباد . إن سقوطهم سيتَّسم باللاعودة والى الأبد وذلك لأنهم لم يتركوا بين الناس اي اثر يساعدهم على اقناع الشارع العراقي بانهم مخلصون لهذا البلد ، اوفياء لشعبه ، أُمناء على خيراته ، مدافعون عنه امام الأطماع الأجنبية . بل بالعكس فإن ما اثبتوه بما لا يقبل الشك منذ ان جاءت بهم الدبابة الأمريكية عام 2003 وحتى يومنا هذا هو عمالتهم للأجنبي وبيعهم للوطن وتجردهم التام عن مفهوم الوطنية والمواطنة الذي لا مكان له في قواميس طائفيتهم السوداء . قوم لم يعلمهم دينهم الذي يتاجرون به غير الكذب والدجل والغش والتجارة بكل ما ينم عن الإنحطاط الأخلاقي ويتناقض مع توفير اجواء السلام الإجتماعي.
ستتوفر لدى اجيالنا القادمة ما يكفي من المعلومات الموثقة والدقيقة التي لا يطالها الشك ، سواء ما عاشته الأجيال التي سبقتهم في وطننا او في اي بلد آخر تسلط فيه لصوص الإسلام السياسي على السلطة السياسية وتلاعبوا بمقدرات الشعوب والأوطان ، تجعل النفور من هذه الزعانف النتنة والعزوف عن اقاويلها السمجة وكشف زيف ادعاءاتها الفارغة ، في مقدمة المواجهة التي قد يلجأ اليها بعض ما تبقى من هؤلاء المتخلفين الذين سيزداد تخلفهم بالشكل الذي يسمح حتى لأبسط اطفال الأجيال القادمة ان يفند اقوالهم ويستهزء من دعواتهم سواءً كانت من خلال تجارة الدين او من خلال التمسك بمقدسات دنسوا التعامل معها في اسواق لصوصيتهم وأساءوا اليها بما قدموه من نمط اخلاقي لا يمكن ان يتفق مع كل ما هو خير ونبيل وشريف في مجتمعنا .
إن النفور الذي يعيشه الشارع العراقي اليوم عن احزاب العصابات الحاكمة في وطننا والذي يجاهر به ابسط الناس على الشارع العراقي ، هذا اذا ما تجاوزنا بعض المنتفعين مادياً من هذه الأحزاب والذين اجبرتهم ظروف حياتهم القاسية ان يسيروا معهم على هذا الدرب المظلم ، ان هذا النفور سيشكل الظاهرة الأكثر بروزاً في العمل السياسي والحالة الأكثر شيوعاً بين الشباب خاصة في اجواء الدولة المدنية الديمقراطية القادمة والملتصقة بالحضارة العالمية وكل انجازاتها العلمية والفنية والأدبية ، وبكل سموها الأخلاقي وعلاقاتها الإنسانية وعدالتها الإجتماعية .
مجتمعاتنا القادمة ستكون نظيفة من كل ادران العبث والمجون واللصوصية التي ينشرها الإسلاميون اليوم في وطننا . وإن هذه النظافة لم يكن بمقدورها ان تتحقق على شكلها الأبدي لو لم يمارس اسلاميو اليوم كل هذه الجرائم التي اقترفوها بحق شعبنا ووطننا. جرائمهم ارتقت الى مصاف المجازر التي ارتكبها اعداء الإنسانية جميعاً سواءً باسم الدين او من خلال سياسة مشلولة تمثلت بدكتاتورية هوجاء وقمع وارهاب بحق الشعوب .
في مجتمعاتنا القادمة التي ستكنس الإسلاميين وحكمهم سيكون التعليم خال من الأكاذيب وبرامج التخلف التي ينشرها الإسلاميون اليوم بين اطفالنا في مدارس اشبه ما تكون بزرائب الحيوانات. ان تجار الإسلام السياسي اعطوا الأجيال القادمة المبررات الكافية لرفضهم ورميهم في مزابل خاصة لا تقبل حتى التدوير ، لأنهم لم يتركوا شيأً من تراثهم البائس يصلح للتدوير. وهذا وحده ما يمكن وضعه تحت الإنجازات الكبرى التي ستجنيها الشعوب ، وشعبنا باجياله القادمة خاصة ، من تصرفات وجرائم اسلاميي اليوم .
مجتمعات اجيالنا القادمة ستؤسس لإقتصاد وطني متين لا مكان فيه للتمنيات عبر اطروحات خيالية لنظريات عبروا عنها بمفهوم " اقتصادنا " الذي لم ير شعبنا خطوة نقلية واحدة منه نحو مجتمع مرفه مزدهر . او مما شابه ذلك من ادعاءات لم يحقق بها اصحابها ، وهم يتصدرون ادارة الدولة منذ ما يقارب العشرين عاماً ، ما يساهم بتوفير لقمة العيش البسيطة للمواطن الذي جعلوه يركض وراء السراب من خلال هذه النظريات البائسة ومن خلال افكار التمني والإنتظار .
إننا حينما نتطرق الى هذا الموضوع فإنما ننطلق من تجارب الشعوب الاخرى التي عاشت اوضاعاً بائسة تكاد تشابه في بعض مفاصلها ما يعيشه اهلنا اليوم في وطننا العراق ، إلا ان كثيراً من الشعوب تخلصت من هذه الأدران بنضالها من اجل حياة انسانية حضارية تسودها العدالة الإجتماعية وتعمها السبل الديمقراطية المنطلقة من المواطَنة ، والمواطنة وحدها، في العلاقات الإجتماعية .
وهذا ما يجعلنا ننظر بامل كبير الى الغد الذي ستكون حياة اهلنا فيه مليئة بالعِبر التي ستشكل دروساً تقي شعبنا ووطننا من الوقوع في فخاخ التخلف الفكري والخراب الإجتماعي الذي اصبح ملازماً لوجود الإسلام السياسي وطبيعة تحكمه بمصائر الشعوب .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبهوا واستفيقوا .....
- المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
- مع الزحلاوي ومزة الباجلة بالدهن
- حينما تتهاوى الشموس وتزداد الحياة ظلاماً
- ديمقراطية للگِشر
- وهل تُصلح الأيام ما افسد البعثُ ؟ الشرقية مثالاً
- وا حرَّ قلباه .....
- خطابنا التنويري وخطابهم الظلامي
- جمهور وجمهور
- الإنتخابات بين ارهابين
- فقهاء السياسة الدولية في مدينة الثورة
- ماجد الخطيب يجسد الصراع بين الخير والشر، بين العلم والجهل، ف ...
- بلاء الولاء
- رأس الرمح دوماً
- ماجينا يا ماجينا
- متى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟
- ما يخططه الإسلام السياسي للمحكمة الإتحادية في العراق
- متى ... صرخة بلا صدى
- بَرزَ الثعلب
- قافلة الموت


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟