أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كي لا ننسى من هو نزار باييف














المزيد.....

كي لا ننسى من هو نزار باييف


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهلا، مهلا يا رفيق! ولكن منذ متى يجب على الثوريين والتقدميين والإنسانيين أن يتخذوا موقفهم من أية انتفاضة أو ثورة في بلد ما بناء على ما يقال معها أو ضدها من دول الغرب والشرق المتعادية؟ أليس الصحيح والعقلاني هو أن يُبنى الموقف منها على أساس تحليل ملموس ورصد حقيقي للمعلومات الأمينة عنها وعن مسبباتها وتفاصيلها الحدثية وموازين القوى في داخلها وفي محيطها!
وها أنت تريد مني أن أشجب الانتفاضة الشعبية في كازاخستان لأنك تشبهها بـ "الثورات الملونة المخابراتية" دون دليل ملموس ومن مصادر مستقلة ومحايدة،
ولأنك مصدوم من نهايات الربيع العربي، فأنت تخلط بين بدايات هذا الربيع ونهاياته ومآلاته التي انتهى إليها بعد اختراقه من قوى اليمين وبسبب تخلف قوى اليسار والديموقراطية عن القيام بواجبها، فتعتبر البدايات والنهايات شيئا واحدا فتصطف -عمليا وبالنتيجة - إلى جانب المدافعين عن النظلم القديم، نظام بن علي ومبارك والقذافي...إلخ، ضد المنتفضين!
ولأن الغرب يدعم الانتفاضات والاحتجاجات في جميع المناطق والبلدان الواقعة خارج نفوذه وتحت نفوذ خصمه الروسي، وأنت تريد مني أن أبني موقفي السياسي والإنساني بناء على ما يقال عن هذا الدعم الغربي، وليس انطلاق من مراقبة وتحليل الظروف الفعلية لتلك الانتفاضات أو الثورات ودوافعها وشعاراتها؟
هل يمكن لنا أن ننسى أن نزار باييف هو الحاكم الفعلي لكازاخستان منذ عام 1984، حين أصبح رئيس وزراء جمهورية كازاخستان السوفياتية، وأنه اصطف الى جانب باريس يلتسين خلال عملية تفكيك وتدمير الاتحاد السوفيتي، وظل نزار باييف يُنْتَخَب للرئاسة بنسبة تسعينية شبه ثابته (آخرها 97% في انتخابات سنة 2015)، ويسيطر هو وأفراد عائلته على ثروات ومؤسسات كازاخستان، وحتى حين أعلن عن إصابته بمرص السرطان حاول أن يرشح ابن أخيه، الصمد آبيتش للرئاسة، وحتى حين انسحب من الرئاسة وحل محله قاسم جمارت توكاييف أصر نزارباييف على أن يبقى رئيسا لمجلس أمن كازاخستان، وحتى حين بدأت الانتفاضة الحالية فلم يطالب أحد باستقالة أو إسقاط الرئيس الحالي بل بإسقاط نازارباييف ومحاسبته على فساده وفساد أسرته ونخبته الحاكمة!
إذا لم ينتفض هؤلاء الناس ضد حاكم كهذا فضد مَن ينتفضون إذن؟
وإذا بادرتَ أنت إلى إدانة وشجب هذه التظاهرات والانتفاضات، هناك فهل يحق لك أن تدافع عن مثيلاتها هنا في بلدك؟ أو أن تطالب العالم بأن يتضامن مع شعبك حين ينتفض ضد حكم الفساد والنهب والتبعية؟
ولكن، ثمة سؤال اعتراضي يطرح نفسه هنا: هل اتهام الثورات والانتفاضات بأنها مشبوهة أو مخترقة هو اتهام جديد؟ قبل أيام شاهدت فيلما عن حياة المخرج السويسري الفرنسي جون لوك غودار بعنوان "Redoubtable" ويترجمه البعض "المُهيب"، وفيه مشهد يظهر فيه غودار يلقي خطابا خلال ما سمي ثورة الطلاب اليسارية في فرنسا سنة 1968، وفي خطابه يكرر غودار – الذي كان شيوعيا ماويا آنذاك ومعروفا بتضامنه مع الشعب الفلسطيني - جملة تقول "إن يهود الأمس ضحايا النازية هم نازيو اليوم ضد الشعب الفلسطيني" وهنا تنفجر غالبية "الثوار" الحاضرين ضده ويرميه بعضهم بما في متناول أيديهم، وتُسْحَب منه اللاقطة ويمنع من الكلام! ولكن لا أحد اتهم تلك الثورة الطلابية بانها مخترقة من الصهاينة أو أنها صهيونية أو متعاطفة مع الصهاينة!
وقبل هذا التاريخ بكثير ألم يُتَّهَم قائد ثورة أكتوبر البلشفية في روسيا فلاديمير لينين نفسه من قبل أعداء الثورة بالعمالة لألمانيا التي كانت تحتل أراض روسيا خلال الحرب العالمية الأولى، وأن السلطات الألمانية هي التي سمحت له بالعودة إلى روسيا من سورسريا بعربة قطار مغلقة، ثم انكشفت تلك الفرية الكاذبة في حينها؟
وسلام على ماركس: فحين اندلعت ثورة كومون باريس العمالية قبل قرن ونصف، ورغم أن الماركسيين لم يكن لهم وجود يذكر في قياداتها، فهي كانت بقيادة أنصار خصومه الأيديولوجيين من أمثال بلانكي وباكونين، ورغم أنه - ماركس - حذر من القيام بانتفاضة لأنها ستكون "حماقة يائسة" قبل عدة أشهر من اندالعها ولكنه حين اندلعت بادر ودون تردد إلى تحيتها قائلا :
مرحى ياثوار باريس إنكم تقتحمون السماء بقبضات عارية!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدريسي الهاشمي الجغرافي الأول.. والزهراوي الأنصاري أبو الط ...
- الفيلسوف الكندي أول من استعمل الرياضيات والموسيقى في الطب
- قصة منجم ومصانع عكاشات للفوسفات: ماذا تريد ضباع أحزاب ومليشي ...
- الكاظمي يقتل ميناء الفاو والقناة العراقية الجافة بمنح إيران ...
- هل حاول جابر بن حيان تخليق حيوانات ونباتات كيميائيا؟
- فوز مرشح اليسار التشيلي بوريك ودروس الماضي
- رداً على أحمد أصفهاني: حول الفرق بين -سوريا- و-سوريا الكبرى-
- تعريف بكتابات الباحث العراقي في التاريخ والإناسة حسن الخلف
- في ضيافة العشوائيات البغدادية وسكانها الرائعين
- كيف تم تخريب الاقتصاد العراقي تحت راية -الليبرالية الجديدة-!
- الناتو لحماية نساء العراق وربع المجندات الأميركيات تعرضن للا ...
- التدمير الممنهج للتعليم العراقي وفوضى الكليات والجامعات والت ...
- إيران تقطع روافد دجلة وأربيل تحمل بغداد المسؤولية!
- بابا الفاتيكان فرنسيس على يسار الشيوعيين والاشتراكيين الإسمي ...
- بمناسبة مؤتمره الحادي عشر؛ الحزب الشيوعي العراقي، ما الذي تب ...
- هل ضحى الصدر بالكاظمي وما الثمن؟
- كيف السبيل لوقف الخروقات الدستورية لحكومة أربيل في ملف النفط ...
- نهر الغراف السومري يخنقه غرين الإهمال الحكومي وتقطع شراينه ت ...
- هل كانت بلاد الرافدين جزءا من سوريا الكبرى أم العكس؟
- أسوار وبوابات بغداد التاريخية، ماذا تبقى منها اليوم؟


المزيد.....




- كيف يشحن الأثرياء في دول الخليج سياراتهم الفارهة في رحلاتهم ...
- -كان منفتحا-.. زوجة البغدادي الأولى تكشف تفاصيل حياتهما
- تقرير يكشف طبيعة التعاون الاستخباراتي بين تل أبيب وواشنطن ول ...
- ليبرمان: نتنياهو غير كفء والحل بالانتخابات فقط
- -نتمسك مع مصر بنفس المواقف-.. روسيا توجه رسالة من القاهرة
- تقرير: نتانياهو سيربط -تصويت التجنيد- بعدم الثقة بالحكومة
- كيف أصبحت الفاشر مدينة يخشى سكانها البقاء فيها أو الهرب منها ...
- شاهد: خاتم ألماس وردي بقيمة 10 ملايين دولار في مزاد كريستيز ...
- شاهد: وزارة الدفاع الروسية توثق عمليات قصف مدفعي مكثف في أوك ...
- طالب مصري ينهي حياته بطريقة مروعة قبيل امتحانات الثانوية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كي لا ننسى من هو نزار باييف