أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - نهر الغراف السومري يخنقه غرين الإهمال الحكومي وتقطع شراينه تركيا وإيران!















المزيد.....

نهر الغراف السومري يخنقه غرين الإهمال الحكومي وتقطع شراينه تركيا وإيران!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهر الغراف السومري يخنقه غرين الإهمال الحكومي وتقطع شراينه تركيا وإيران بالحصار المائي! إنه أقدم نهر اصطناعي أنجزه الرافدانيون القدماء في عهد أنتيمينا ملك مدينة لكش الجنوبية قبل أكثر من خمسة آلاف عام (حكم هذا الملك في فترة 2400 ق م، وهو ملك سومري من سلالة لكش الأولى وهو ابن إينأنا توم الأول. فبعد نزاعات مريرة مع مملكة أومّا شمالها على مياه نهر الفرات القديم الذي كان يمر في المنطقة عصر ذاك، وتحديدا على مياه الراضع "الفرع" الذي يتفرع منه ويتجه نحو لكش واسمه "ترونغال" والذي كان عرضة للقطع من قبل سلطات مملكة أومّا قديما لجأت ملك لكش إلى حل المشكلة على طريقته: نعم، كانت هناك صراعات بين مملكتي لكش وأومّا على مياه ذلك الراضع من نهر الفرات القديم، حيث كانت أوما فهي تقطع المياه بين الحين والأخر عن لكش، وتنشب الحروب والنزعات المسلحة التي استمرت كما يقول البعض قرنا كاملا|. وفي عهد الملك أنتيمينا تم توقيع معاهدة صلح مع مملكة أومّا بواسطة ملك مدينة كيش الذي يحمل اسما لافتا هو "مسيليم" فكانت هي الأولى من نوعها في العالم القديم، ولكن تجاوزات سلطات أوما استمرت فاضطر ملك لكش أنتيمينا لاحقا الى حفر نهر جديد إلى لكش بعيداً عن أومّا، فجلب الماء بواسطة هذه القناة من نهر دجلة، وهذا ما يسمى بنهر الغراف، وهو يعد أكبر وأقدم مشروع إروائي في تاريخ العراق القديم. وفي التخطيط له وإنجازه استخدمت أفكار هندسية في شق هذا النهر من خلال الانحدارات والمناسيب والزوايا، كما يقول الخبير الآثاري عامر عبد الرزاق.
نهر الغراف اليوم، يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليس فقط بسبب قلة وارد المياه من دجلة بسبب سدود ومشاريع تركيا وإيران، بل أيضا بسبب الإهمال الحكومي العراقي وعدم كري النهر وتنظيفه دوريا من الترسبات وعدم تبطين مجراه وتقليل نسبة التبخر والتسرب من مياهه. علما أن مياه هذا النهر مهمة جدا لسكان عدة مدن تستقي منه مياه الشرب ومنها الشطرة والناصرية والغراف والرفاعي والنصر والحي وصولا الى البصرة عبر قناة البدعة الشهيرة إلى جانب عشرات القرى على ضفتيه. إن ملايين الناس مهددون بالعطش وانهيار الزراعة في هذه المنطقة الخصبة الرسوبية التي تشكل قلب السهل السومري العتيق وأرض السواد. والمثير للاستهجان والغضب أن السلطات الحكومية عمدت الى حلول ترقيعية وبالقطارة، ولولا خوف الحكومة الفاسدة من انقطاع مياه الشرب عن مدن الشطرة والناصرية والبصرة الذي يستجلب من هذا النهر في قرية البدعة وما قد يحدثه ذلك من انفجار اجتماعي هائل لما بادرت السلطات الحكومية - متأخرة كعادتها -الى كري النهر قبل فترة قصيرة وببطء شديد، بدلا من ايجاد حل جذري يتمثل في الكري الدوري وتبطين قاع النهر، ومطالبة تركيا وايران بإطلاق حصة العراق العادلة من المياه بما يتناسب مع طول النهرين المارين به واللذين استمد اسمه التاريخي ما بين النهرين أو الرافدين وبالآرامية "بين نهرين" وفي الاغريقية "متسوبوتاميا" وعقد معاهدة دولية ملزمة بهذا الخصوص مع الدولتين "المسلمتين" المجاورتين.
المثير للعجب هو ان السلطات الحكومية التي تركت نهر الغراف يختنق بالطين والغرين لعدة سنوات كانت قد صرفت مليارات الدنانير لتشييد جسر لمرور السيارات على النهر وعلى مسافة عشرات الامتار من جسر الناظم القديم الذي شيد في عشرينات القرن الماضي. كما شيدت الحكومة ناظما جديدا على الراضع "شط الشطرة" الذي يوصل مياه الغراف الى الشطرة بأربعة بوابات / الصورة، علما ان الناظم القديم مزود ذات العدد من البوابات ما يزال مستعملا بشكل طبيعي كما شاهدته بعينيّ، ويمكن ترميمه بمبلغ بسيط، وعلما أن مياه هذا الراضع الذي يشطر المدينة ومنه جاء اسمها "الشطرة" أصبحت غير صالحة للشرب وتستعمل للزراعة فقط وبحدود دنيا كما قيل لي.
فائدة لغوية 1: الرافد هو نهر صغير يرفد نهراً أكبرَ بالمياه ويصب فيه، والراضع هو فرع من نهر يأخذ المياه منه. وعليه فالغراف راضع من دجلة والزاب الأعلى مثلا رافد يصب فيه.
فائدة لغوية 2: شيء اصطناعي أي مصطنع، من عمل البشر، فنقول نهر اصطناعي وقمر اصطناعي، أما الشيء الصناعي فهو المخصص للصناعة فنقول نهر أو قمر صناعي وآخر تجاري وثالث زراعي.
*الصور المرفقة: صورتان لنهر الغراف المختنق بالغرين وثالثة لترعة آسنة المياه تتفرع منه ورابعة للناظم الجديد الذي لا ضرورة له على شط الشطرة، وخامسة لسد ناظم البدعة لاحظ الخط الأبيض على جدار الناظم الذي كانت تصل إليه المياه من قبل، جميع الصور بعدستي قبل بضعة أيام. رابط لمشاهدة الصور على صفحتي على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/allamialaa
*رابط يحيل الى كتاب "جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم: دراسة تاريخية" تأليف ياسر علي هاشم الحمداني/ ص 44 وما بعدها:
https://books.google.ch/books?id=tpZ9DwAAQBAJ&pg=PA45&lpg=PA45&dq=%D9%86%D9%87%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81+%D9%84%D9%83%D8%B4+%D9%88%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A7&source=bl&ots=AX6PvrIwSw&sig=ACfU3U0--vRU7qw2-gd4QrCOHSR7xoRnzg&hl=fr&sa=X&ved=2ahUKEwjE46j3vcL0AhVDy6QKHSSlDC8Q6AF6BAgSEAM#v=onepage&q=%D9%86%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%20%D9%84%D9%83%D8%B4%20%D9%88%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A7&f=false
*رابط لفيديو حول آخر المكتشفات في آثار مملكة أومّا التي دخلت في نزاع على المياه مع مملكة لكش فكان ذلك دافعا لشق مشروع قناة راضع الغراف قبل أكثر من خمسة آلاف سنة. عذرا سوء تسجيل الصوت من المصدر.
https://www.facebook.com/643853789114009/videos/142088847208976/?app=fbl



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت بلاد الرافدين جزءا من سوريا الكبرى أم العكس؟
- أسوار وبوابات بغداد التاريخية، ماذا تبقى منها اليوم؟
- المالكي عشية الانتخابات: اعترافات بالجملة بفشل المنظومة الحا ...
- محاولة لاستشراف وتوقع نتائج الانتخابات الوشيكة
- انتخابات تشرين لدفن تراث انتفاضة تشرين!
- الانتخابات الإلكترونية أنواعها، شروطها، إيجابياتها وسلبياتها
- ما صحة نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة؛ وهل هي 44 بالمائ ...
- أشقياء بغداد العشرينات من القرن الفائت
- حين يعدل رئيس انفصالي دستور البلاد ويطمع بولاية ثانية
- هل وصلت الكهرباء -الإسرائيلية- الى العراق عبر الأردن؟
- ألا تعني هزيمة حزب إسلامي مغربي حاكم في الانتخابات مأثرة له ...
- رئيس الموساد يحذر من الانسحاب الأميركي من العراق!
- القائمة البيضاء: علماء غربيون أنصفوا تاريخنا وقضايانا
- وثيقة -الحوار الوطني- التي بشر بها الصدر تكرار ممل لوثائق با ...
- تعليقا على دفاع مستشار رئيس الوزراء عن شراء سندات الخزانة ال ...
- الفرهود في البصرة سنة 1941...شهادة روائية لماجد الخطيب
- الحجاب الديني في فرنسا وغيرها
- بالفيديو/خطبة حميد الياسري وردود الأفعال عليها: إلى أين يتجه ...
- كيف ولماذا اضطهد التوراتيون العالِمَ طومسون وحولوه من أستاذ ...
- بين الكولونيل بونديا ماركيز وملا عمر طالبان.. السرد الروائي ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - نهر الغراف السومري يخنقه غرين الإهمال الحكومي وتقطع شراينه تركيا وإيران!