أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تعليقا على دفاع مستشار رئيس الوزراء عن شراء سندات الخزانة الأميركية














المزيد.....

تعليقا على دفاع مستشار رئيس الوزراء عن شراء سندات الخزانة الأميركية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ردَّ مستشار رئيس الوزراء، د.مظهر محمد صالح، على النقد الذي وُجِّهَ إلى شراء العراق لسندات الخزانة الأميركية بكثافة في عهد حكومة الكاظمي بتصريحات تجد رابطا يحيل إليها في نهاية المنشور... ورغم أنني لستُ متخصصا في شؤون الاقتصاد والمال ولكني ككاتب ومواطن، وانطلاقا من معلوماتي العامة حول الموضوع، سأحاول الرد على تلك التصريحات للدكتور مظهر بطرح مجموعة من التساؤلات والتعليقات التالية:
*يقول السيد المستشار إن "حيازة العراق للدولار طبيعية، علماً أن الدولار الأميركي يشكل نحو ثلثي الاحتياطات الرسمية للدول، وهناك نحو 60 % من القروض العالمية تمنح بالدولار".
-التعليق: لو كان العراق دولة مستقلة وذات سيادة حقيقية، لكان شراء السندات - لا أقول طبيعيا - بل أقل ضررا باستقلاله، أما وأنه بلد تابع تبعية صريحة ومفروض عليه وجود عسكري أميركي وهيمنة سياسية وأمنية وثقافية شرسة فهو يقدم بيديه لأميركا عوامل وأسباب استمرار فقدانه لسيادته ويسهل ابتزازه من قبل أميركا. أما كون 60 بالمائة من القروض تكون بالدولار، فالسؤال هو: وهل العراق مجبر على الاقتراض وهو يشتري سندات؟ ثم ألا يترك وجود 40 بالمائة أخرى من القروض بغير الدولار للدول هامشا كبيرا للمناورة والاقتراض عند الحاجة بغير الدولار، فلماذا الإصرار على الدولار؟
*ويقول د. مظهر إنَّ "رفع رصيد العراق من شراء سندات الخزانة الأميركية بنسبة 23.98 % لتصل إلى 21.187 مليار دولار شيء متوقع خاصة وأن العراق يعد من ضمن منطقة الدولار بسبب طبيعة الصادرات النفطية وتسعيراتها بالدولار".
-والتعليق: وهل يُمنع على العراق بيعُ نفطه بعملة أخرى غير الدولار أو بسلة عملات (من الدولار واليورو والين الياباني واليوان الصيني ...) كما تفعل دول كثيرة وكان قد فعلها النظام الاستبدادي في عهد صدام حسين بمبادرة واقتراح من كوادر وأساتذة في الاقتصاد والمالية في الدولة العراقية آنذاك وقلل إلى الحد الأدنى الموجودات المالية العراقية في أميركا فلم تجد واشنطن أموالا عراقية كثيرة لتصادرها عند فرض عقوباتها وحصارها على العراق؟
*ويقول السيد المستشار إنَّ "الدولار له هيمنة عالمية كما أن له هيمنة على مدفوعات العراق المصرفية"
-والتعليق: وهل يجهل السيد مستشار رئيس الوزراء ما يعرفه حتى طالب الثانوية والمواطن العادي غير المتخصص من أن الهيمنة الدولارية العالمية تتآكل بشكل مستمر وقد بلغت أضعف حالاتها في أيامنا مقابل الصعود المستمر والسريع للعملات والاقتصادات الأخرى ومنها الصينية؟ وهل تكون مواجهة الهيمنة الاميركية على مدفوعات العراق المصرفية بالمزيد من الانبطاح لها ومن ربط وتوريط الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الدولاري الأميركي العليل من خلال شراء السندات؟
*ويقول د.مظهر إنَّ السندات الأميركية تصنف بـ(A3) بمعنى أنها لا تقبل الخسارة ومضمونة 100 %، وهذا متعارف عليه عالمياً وتتعامل به الكثير من الدول النفطية".
-والتعليق: إذا كانت المصادر الأميركية المالية تعترف بأن السندات غير مضمونة وتشكك في قدرتها ومضمونيتها على المدى البعيد (راجع تعريف السندات الأميركية في منشوري السابق نقلا عن الموسوعة الحرة ويكيبيديا مثلا)، فكيف يمكن للسيد مستشار رئيس الحكومة أن يثق ويروج لكونها مضمونة 100 بالمائة؟ هل يوجد شيء مضمون في عالم المال والاقتصاد اليوم، حيث الأزمات وحالات التضخم والانكماش التي تضرب الاقتصادات العالمية وخاصة الأميركية بشكل دوري، أو تلك الأخطار الجديدة التي ترتبت على جائحة كورونا حاليا، فهل يبقى شيء مضمون مائة بالمائة؟
*هل ينفي المستشار إمكانية استيلاء ومصادرة أو تجميد واشنطن على الأموال العراقية لأسباب سياسية مستقبلا إذا حاول العراقيون استعادة سيادتهم الوطنية واستقلالهم وكسر الهيمنة الأميركية، وهي التي تعاقب حاليا عدة دول بهذا الأسلوب، وسبق لها وأن حاصرت وعاقبت العراق وقتلت أكثر من مليون عراقي خلال حصارها ذاك ودمرت وماتزال تدمر دولته حتى اليوم؟ ألا يعني تكثيف وتضخيم شراء السندات الأميركية بالدولار ربط العراق ربطا محكما في مدار التبعية لأميركا وجعله تابعا دائما لها؟ وما مسؤولية من يفعلون ذلك من أصحاب القرار العراقيين عن كل ما جرى ويجري وسيجري مستقبلا عن هذه التبعية الاقتصادية والسياسية وفقدان الاستقلال والسيادة؟
*وأختم بهذا السؤال: كيف ينسجم استجلاب القروض من صندوق النقد الدولي وغيره من دول ومصادر أجنبية مع تكثيف شراء سندات الخزانة الأميركية؟ ألم يكن الأولى تسديد الديون المتراكمة الخارجية على العراق بجزء من عائدات النفط الفائضة عن الموازنة السنوية بفعل ارتفاع سعر برميل النفط بدلا من ذلك؟
*تنويه: قبل أن أنشر هذه المقالة القصيرة، أرسلتها إلى أحد أساتذتنا المتخصصين بالاقتصاد والمالية، وله مؤلفات ومواقف معروفة في هذا الباب، ولكني لن أذكر اسمه هنا لأنني لم أستأذنه بفعل ذلك، وسألته عن رأيه في ما كتبته من تساؤلات وردود على د. مظهر، فكتب لي أنه يتفق معي حول هذا الموضوع ولا يؤيد ما ذهب اليه د مظهر "فسندات الخزينة الأميركية ليست الخيار الأفضل، والعالم يبتعد عنها منذ سنوات!"، فلأستاذي العزيز الشكر الجزيل والامتنان العميق على توضيحه هذا وعلى مواقفه الاستقلالية والعلمية الرصينة.
*رابط تصريحات د. مظهر محمد صالح:
https://www.mawazin.net/Details.aspx?jimare=164871&fbclid=IwAR07AFXUDVcpw-9sjowegaKb2NcIbHNg70g3A0fJuJZ-0tLHSGJX0ur6b4M



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرهود في البصرة سنة 1941...شهادة روائية لماجد الخطيب
- الحجاب الديني في فرنسا وغيرها
- بالفيديو/خطبة حميد الياسري وردود الأفعال عليها: إلى أين يتجه ...
- كيف ولماذا اضطهد التوراتيون العالِمَ طومسون وحولوه من أستاذ ...
- بين الكولونيل بونديا ماركيز وملا عمر طالبان.. السرد الروائي ...
- أفغانستان..للحقيقة أكثر من وجه وجوهر واحد
- اكتشاف معبد كنعاني في لخيش الفلسطينية : عن التضليل الصهيوتور ...
- الفرانكفونية؛ ماهي، ومتى نشأت ولماذا؟
- صحيفة أجنبية: الكاظمي يريد استبدال القوات الأميركية بقوات ال ...
- الراحل ميثم الجنابي: الغزارة النوعية للعقل النقدي التقدمي ال ...
- ج2/حضانة الأطفال في لبنان وإيران وبعض الدول الأوروبية والعرب ...
- حضانة الطفل ومشروع تعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية ...
- الجذور المشرقية لهوية الحضارة الأندلسية
- ج2/بابا الفاتيكان في أور السومرية: ما حقيقة الوعد الإلهي لإب ...
- هزيمة أميركا في أفغانستان ودلالاتها العراقية
- بالفيديو/ لماذا -تنجح- مشاريع الاستثمارات التي تقوم بها العت ...
- الحشد اليوم والأسئلة الصعبة
- من أكاذيب الطائفية السياسية والساسة الطائفيين في العراق
- لميعة عباس عمارة بين الجواهري والسياب والشريف الرضي
- ج2/ لماذا لم يُطبق حد الردة في زمن النبي والراشدين في هذه ال ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تعليقا على دفاع مستشار رئيس الوزراء عن شراء سندات الخزانة الأميركية