أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الفرانكفونية؛ ماهي، ومتى نشأت ولماذا؟















المزيد.....

الفرانكفونية؛ ماهي، ومتى نشأت ولماذا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع رابط #تحميل_كتاب: تعني الفرانكفونية في تعريفها الإعلامي الأشهر الترويج للغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، مثلما تعني الانتماء إلى "منظمة دولية مقرها باريس و"تعتمد اللغة الفرنسية قاعدة لها، وتعمل على تعزيز وتوطيد الروابط السياسية والثقافية والأمنية والاقتصادية في ما بينها لتتمكن من مواجهة التحديات". ولكن الفرانكفونية أمست تعني في ما تعني نزعة أيديولوجية مناهضة للثقافات المحلية للبلدان المستعمَرة السابقة تبلغ أحيانا درجة تأييد الدعوات الانفصالية الثقافية أو السياسية التي يتبناها بعض الأفراد والجماعات. إن الفرانكفونية تمت بصلة مضمونية وثيقة إلى نمط الاستعمار الفرنسي الخاص والذي لا يقف عند ما يعنيه ويتطلبه النمط الاستعماري الأوروبي التقليدي من نهب ثروات البلدان المستعمَرة وتحويلها الى سوق للسلع الرأسمالية ومصدر لليد العاملة الرخيصة والخامات الثمينة وموضعها القواعد العسكرية الاستراتيجية بل تتعدها الى ما يسميه عبد الإله بلقزيز (إجراء جراحة ثقافية ولغوية تيتبع المستعمَر للمستعمِر وتأتي على استقلال شخصيته وكيانه/ ص 19 - الفرانكفونية: أيديولوجيا. سياسات. تحدي ثقافي لغوي/ مجموعة مؤلفين".
هذا المضمون ما يزال يشي به حتى اليوم تعريفها على موقعها الرسمي الذي يجعل اللغة الفرنسية حاملة لمشروع "القيم الإنسانية" كما تفهمها الدولة الفرنسية حيث يقول التعريف (الفرانكفونية تمثل مجالا من أكبر المجالات اللغوية العالمية. فهي ليست مجرد تقاسم لغة لأنها تعتمد أيضا على أساس الاشتراك في القيم الإنسانية التي تنقلها اللغة الفرنسية. ويمثل هذان العنصران الدعائم التي ترتكز عليها المنظمة الدولية للفرنكوفونية/ تقرير لموقع بي بي سي).
*وعلى هذا فليس دقيقا القول إن الفرانكفونية هي مجرد تهمة تشنيعية يلقيها الإسلاميون السلفيون ضد خصومهم العلمانيين المحليين، فحتى لو استعمل الإسلاميون هذه التهمة بين أسلحتهم الهجائية بمواجهة أسلحة خصومهم العلمانيين المتشددين، فهذا ليس دليلا على جوهر الفرانكفونية الحقيقي، إذ أن الفرانكوفية كمصطلح سبقت في ظهورها صعود الحركات الإسلامية المعاصرة بعدة عقود، وقد صكَّها الجغرافي الفرنسي أونسيم روكولو كمصطلح استعماري للمرة الأولى في القرن التاسع عشر في كتاب حمل اسم "فرنسا والجزائر ومستعمراتها". وقد برزت الدعوة لتأسيس منظمة الدول الفرانكفونية في ستينات القرن الماضي بدعم مالي وإعلامي وسياسي ضخم من الدولة المستعمِرة "فرنسا" لتحقيق نوع من العودة من النافذة بعد أن طردتها الشعوب وحركاتها الاستقلالية من باب التحرر الوطني آنذاك.
*ليس دقيقا أيضا القول إن الفرانكفونية وشبيهتها الإنكلوفونية ومنظمة "الكومنولث" خالية من أي بعد سياسي وثقافي وأيديولوجي فهي محملة بهذه الأبعاد رغم كل الكلام الإنشائي الذي ينفي وجودها، ولعل الأسوأ من تبرئة الفرانكفونية من هذه الأبعاد هي مساواتها بالنزعة الهوياتية المحلية "الوطنية" واعتبارها مساوية أو مماثلة لما يسمونها العربفونية "نسبة إلى اللغة والهوية العربيتين".
*إن مساواة نزعة التبعية الفرانكوفونية لدائرة ثقافة وسياسة البلد المستعمِر السابق "فرنسا" باللغة والثقافة المحلية العربية في بلد عربي ما دليل ملموس على البعد الأيديولوجي في هذا المسعى القائم على التبعية غالبا، أما عمليا فنحن نجد أحيانا، إلى جانب الفرانكفونية التابعة المستَلبة نوعا من الفرانكوفونية الإيجابية المندغمة بهويتها الوطنية ولا يعدو استعمالها للغة الفرنسية إلا أداة تواصل وتوصيل إلى جانب اللغة الوطنية المحلية.
بمعنى أن هذا البعد ليس سلبيا دائما فهناك أمثلة على اتجاه فرانكفوني آخر يعتمد الاستقلالية والنزعة الوطنية المدافعة عن ثقافتها وهويتها المحلية منتجة أدبها باللغة الفرنسية أو بالفرنسية واللغة العربية معا كما هي الحال مع الكاتب التقدمي الجزائري رشيد بوجدرة وغيره، وهو - في المناسبة - كاتب مهمش وغير مرحب به من قبل المؤسسات الثقافية الفرنسية قبل غيرها ولهذا السبب الاستقلالي بالذات!
*هناك أيضا نوع نفعي من الفرانكفونية اللغوية يخص بعض الدول التي لا تضم الكثير من الناطقين بالفرنسية ولكنها تطمع ببعض المساعدات المادية وغير المادية التي تمنحها الدول المستعمِرة السابقة، وهناك أيضا نوع شبه محايد منها يمثله بعض الأكاديميين والعاملين في ميادين العلوم التخصيصية باللغة الفرنسية دون أن يترتب على ذلك أية تبعية أو مواقف سياسية مشتقة من السياسيات الفرنسية الرسمية للدولة لمؤسسة الفرنسية.
*لقد تأسست منظمة الدول الفرانكفونية ومقرها باريس بدعم فرنسي مباشر وبمبادرة من "شخصيات سياسية في مطلع ستينيات القرن الماضي بتقديم اقتراح يقضي بتجميع البلدان حديثة العهد بالاستقلال والراغبة في الحفاظ على علاقات لغوية وثقافية مع البلد المستعمر السابق "فرنسا" كان من بينها الحبيب بورقيبة ورؤساء النيجر والسنغال وكمبوديا، كما كتب مصطفى المسناوي، مجلة العربي عدد / 515/2001. ولكن نفوذ ودائرة الفرانكفونية لا يقتصر على المستعمرات السابقة، بل يشمل ست دول أوروبية هي سويسرا، رومانيا، لوكسمبورج، بلغاريا، ألبانيا، موناكو، فرنسا، وفي قسم من بلجيكا، وهذه الدول وإن لم تكن جزءًا من المستعمرات الفرنسية نتيجة روابط ثقافية قديمة وبسبب سيادة اللغة الفرنسية كلغة للطبقات الارستقراطية في بلاطات بعض الممالك الأوروبية) فالفرنسية "هي لغة العائلات الملكية والنبيلة في كل الأقطار الأوروبية بما فيها روسيا ودول أوروبا الشرقية" كما كتب جورج قرم، مجلة العربي م.س". مضاف إلى ذلك عامل صعود وهيمنة اللغة الفرنسية خارج فرنسا وفي "كل أوربا منذ بداية عصر التنوير الأوروبي - في القرن الثامن عشر- وكانت هي المعتمدة في العلاقات الدولية " كما يسجل الباحث جورج قرم.
للمزيد حول موضوع الفرنسية : رابط تحميل كتاب "الفرانكفونية: أيديولوجيا. سياسات. تحدي ثقافي لغوي/ مجموعة مؤلفين":

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AD%D8%AF-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-pdf



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيفة أجنبية: الكاظمي يريد استبدال القوات الأميركية بقوات ال ...
- الراحل ميثم الجنابي: الغزارة النوعية للعقل النقدي التقدمي ال ...
- ج2/حضانة الأطفال في لبنان وإيران وبعض الدول الأوروبية والعرب ...
- حضانة الطفل ومشروع تعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية ...
- الجذور المشرقية لهوية الحضارة الأندلسية
- ج2/بابا الفاتيكان في أور السومرية: ما حقيقة الوعد الإلهي لإب ...
- هزيمة أميركا في أفغانستان ودلالاتها العراقية
- بالفيديو/ لماذا -تنجح- مشاريع الاستثمارات التي تقوم بها العت ...
- الحشد اليوم والأسئلة الصعبة
- من أكاذيب الطائفية السياسية والساسة الطائفيين في العراق
- لميعة عباس عمارة بين الجواهري والسياب والشريف الرضي
- ج2/ لماذا لم يُطبق حد الردة في زمن النبي والراشدين في هذه ال ...
- ج1:الرِّدة والتكفير كما يعرضهما باحث إسلامي رصين
- مسؤولية الزعامات الإقطاعية الكردية عن الكارثة التي حلت بالعر ...
- التحريض الطائفي يستهدف فقيه الثورات أبا حنيفة النعمان
- الحشد الشعبي لم يفتِ بقيامه السيستاني بل هو هبة شعبية دفاعية
- فتنة تمثال المنصور ببغداد: حقيقة العلاقة بين المنصور والصادق ...
- ج2/ التراث الصيني القديم والحضور العربي فيه
- ج1/ التراث الصيني القديم والحضور العربي فيه
- الربط السككي بين العراق وإيران إعدام لميناء الفاو والقناة ال ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الفرانكفونية؛ ماهي، ومتى نشأت ولماذا؟