أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - رسائل الادباء ..من غائب طعمة فرمان الى الخليلي














المزيد.....

رسائل الادباء ..من غائب طعمة فرمان الى الخليلي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


كانت تربطني بالاديب الراحل عبد الغني الخليلي علاقة صداقة ودية .التقيت به في مدينة ستوكهولم وتبادلنا الزيارات والاحاديث والرسائل ، ومن بين تلك الرسائل صورة رسالة الاديب الراحل غائب طعمة فرمان . ولكونها وثيقة تاريخية تلقي الضوء على جانب من حياة الاديب غائب طعمة فرمان ، قررت نشرها لكي تكون بين يدي القراء والادباء توثق جانبا من اهتمام ومشاعر الاديبين الخليلي وفرمان .
ادناه نص رسالة الخليلي ونص رسالة غائب مع صورتها .
حبيبي مؤيد
كان حبيبنا غائب الغائب .. ذلك المسافر الذي لن يعود مثل اخي علي الخليلي ..لكن ما تركا عندنا من الذكريات يكفي بتذكارها أن نعيش بها طول الحياة ، وهما معنا يقاسموننا حلاوة الكاس ومتعة الوفاء والتغني بالوطن الذي حلما بالعودة اليه ..
عند قراءتك لرسالة الحبيب غائب ..ترى كيف كان يستحث ركب الشتاء البغيض الى نفسه ..وحتى الربيع وان كان بديعا بخضرته وازهاره واطياره يريده أن يستعجل بالرحيل ليقبل الصيف ففيه يجد راحته الابدية .
وفي ذلك الصيف غاب عنا ..ولم نعد نراه الا مع ( النخلة والجيران ) في ذلك الوطن البعيد...
الخليلي

ملاحظة : رسالة الخليلي غير مؤرخة وعلى الارجح تعود لاواسط التسعينات.

رسالة الاديب غائب طعمة فرمان الى الاديب الراحل الخليلي مؤرخة في 6 / 1/ 1990
نص رسالة غائب طعمة فرمان
عزيزي أبا فارس الوردة
حبي وتمنياتي بأن تكون سنتنا الجديدة يُمنا وبركة وعشقا للحياة، وتطلعا ، وراحة بال ، وشبابا متجددا يستمد حيوته من بحيرات استوكهولم العذبة ومن سفر حافل بالذكريات.
لعلّ رسالتي قد وصلتك. الشهرين الاخيرين من السنة الماضية قضيت كالمحمول على موجة عاتية يأكلني القلق، وتستبد بي الوساوس . ولهذا تعجلت أن يهلّ العام الجديد ، لعلّ شيئا جديدا يهل في حياتي ، وأنا ما أزال أعلل نفسي بذلك.ربما هو الشتاء اللعين ، أو شيء في الداخل ينخر كالفأر اللعين أحاول أن اسكته فلا اوفق الا ساعات.او ربما لدقائق. ولكن ماحيلة المضطر الا ركوبها . أقصد الحياة والغربة ، ولواعج الشوق ، وفقدان الحركة، وبعد الاحباب ، وقلة الجدوى، واحكام الحصار، وشحة المردود ، وقصر ذات اليد ، ونهم الفؤاد ، وجشع العين .. الى آخر ذلك ..
ولكننا في انتظار الربيع ، ثم الصيف، وتخضر الدنيا وتشرق الشمس، ويلملم الشتاء أرديته البيضاء كالاكفان.
هل أطلت عليك ؟ انه من كثرة الشوق، يا ابافارس . الشوق المطل من كل أنملة ، ومن كل رفة جفن ..
كيف أحوالك ؟ ما ازال أذكر غرفتك الوضاءة والصالون الانيق ، حيث كنت تفترش الارض وتدب نحو التلفون تبشُ برنينه الجميل لتستمع الى صوت صديق ومحادثة جميلة .. ما أزال اذكر مطبخك العامر وانت تقلب المركة ، وتحمس اللحم الخالي من الشحم ، ما أزال اذكر واذكر.. والذكرى كما تعرف ، تقرب من نزح.
أحوالي كما هي .. ما أزال أترجم .. ولكنني سأتقاعد بعد شهرين .. ومع ذلك فان هذا التقاعد لايحصنني .. فسارتبط بترجمة كتاب لعل ما احصل منه يشيل شحة تقاعدي الهزيل. وقد طلبت أن اوقع العقد على أن تدفع المكافأة بالعملة الاجنبية ، فاشترطوا عليّ أن يكون لي عنوان خارج الاتحاد السوفيتي تبعث اليه المكافأة في حالة اتمام الترجمة وتسليمها ، وقد أبحت لنفسي أن أكتب عنوانك ، يا أبا فارس ، فلا تفاجأ ..
ان كل ذلك بسبب الروتين الحقير .. فلعلهم يدفعون اجرة الترجمة بالعملة السويدية .. القابلة للتحويل ..
وعلى كل حال ، فان كل ذلك يستغرق سنة كاملة اذا امتد بي العمر واتممت ترجمة الكتاب ، وهو الجزء الثاني من كتاب ..بطرس الاول ، لالكسي تولستوي .
بالمناسبة لم يصدر حتى الان أي شيء من مجلدات -الدون الهادئ- وحالما يصدر سأرسل لك بالتأكيد ما سيصدر.
ارسل لك مع الصديق العزيز جميل كتابي - المركب - و - السبحة - التي وعدتك بها .طلعت فيروزية وليست خضراء كما تصورتها .. والظاهر ان حبي للسيدية جعلني اتصورها خضراء .
أما - مذكرات دجاجة - فلحد الان لم اعثر عليها بين كتبي ، ولكنني سارسلها لك حالما اعثر عليها هذا عهد مني لك .
كيف احوال الولدين العزيزين فارس وسامر ؟ تحياتي القلبية لهما وتحياتي الى جميع الاصدقاء احمد المرتجى وشاكر وجمال وابي طيف والى القادمين الجدد موجات وموجات ، والى كل من تحبهم ..
ودمت لاخيك
المخلص غائب
.............................................................................................
*غائب طعمة فرمان : ولد ببغداد عام 1927 وتوفي في موسكو عام 1990 .
له عدة روايات أشهرها رواية النخلة والجيران .
ترجم عن الادب الروسي أعمال تورجنيف - 5 مجلدات - اضافة الى أعمال مشاهير الادباء الروس مثل تولستوي ودستويفسكي وبوشكين .
** عبد الغني الخليلي :
هو الاديب الراحل عبد الغني الخليلي النجفي البغدادي
كان اديبا من اتراب العلامة حسين مروة والجواهري والمخزومي.،تعرض للتهجير سيء الصيت الى ايران في ثمانينات القرن الماضي ثم انتقل للعيش في السويد واقام في ستوكهولم مع اسرته حتى وفاته عام 2002 م . له كتاب عن سيرة حياته بعنوان : سلاما يا غريب.صدر عن دار المدى .

* رابط فيديو عن الخليلي
https://www.youtube.com/watch?v=LrfxfPoPhjk



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوت واشتقاقاتها: الكوتي ، الكرتي ، الكردي
- المدينة السومرية .. البيت السومري
- شيء من تاريخ العراق : وفد الشبيبة الى المانيا و نهاية الملك ...
- الكاظمي : شهيد بعد منتصف الليل
- قرأت لكم: القاضي والحسناء ...ما أِشبه الليلة بالبارحة
- من يقبل تزوير الشهادات لماذا يرفض تزوير الانتخابات
- الديمقراطية والواجب الوطني
- اللهجة العامية العراقية..أصل الكلمات وجذورها
- الهند في كتاب طبائع الحيوان لشرف الزمان طاهر المروزي
- كتبي في كابل رواية الكاتبة النرويجية اوسنا سيرستاد
- ابادة أبناء الديانة الايزدية وتهجير الكرد الفيليين
- بمناسبة غزو الكويت .....قصيدة الشاعر زاهد محمد الارصدة المجم ...
- ظرف الشعراء ..قصيدة من الشاعر زاهد محمد الى الكاتب ابراهيم ا ...
- تقرير سكرتير السفارة البريطانية ببغداد حول ثورة 14تموز المجي ...
- الشاعر زاهد محمد في قصيدة لثورة تموز المجيدة
- الشعب العراقي والخلاص من الفاسدين
- سعدي يوسف ...رثاء وعتاب
- الفياغرا ..هاجس الوزير وهموم المواطن
- حول فتوى حل الحشد بطلب من الدكتور عبد الخالق حسين
- رسائل الادباء وأوراق الغرباء .. رسالة من القاص غائب طعمة فرم ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - رسائل الادباء ..من غائب طعمة فرمان الى الخليلي