أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - سعدي يوسف ...رثاء وعتاب














المزيد.....

سعدي يوسف ...رثاء وعتاب


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


حين يغادر شاعر كبير الى حيث لا يراه أحد ، الى الدار الابدية ، يعودون اليه من خلال حروفه التي رسمها والقى بها على مسامعهم يوما ما، وكلما كانت تلك الحروف ساحرة كلما وجدت طريقها الى القلب دون استئذان .
كذلك كان سعدي يوسف في أزمنة اليسر والعسر التي أطرت أيام شبابنا واستمرت معنا حتى خط المشيب مفارقنا ، نطرب لها حينا ونبكي معها أحيانا مثلما بكينا على قصيدة الشاعر الذي تأثر به وسرنا نقتفي خطاه فيما سمي بالشعر الحر ، قصيدة غريب على الخليج التي كانت تدور كأسطوانة في مجالس الانس والسهر فتسيل معها الدموع ، رغم ان شاعرها بدر شاكر السياب لم يمض ِالى غاية الشوط ، بل خان نفسه وجمهوره قبل أن يخون حزبه الشيوعي مقابل حفنة من الدولارات، كذلك كان سعدي يوسف الذي رافقناه في حله وترحاله ، منذ أيام الجزائر حتى أيام لندن الشاحبة ، والتي زاد شحوبها سعدي بخزعبلاته عن شيعستان وقردستان وداعشستان ، ما أضفى على هالته السابقة غمامة كثيفة من الاحتجاج والازدراء ، فتركه الاصدقاء وحيدا يقطر كلمات سامة لا علاقة لها بشعره ولا بجذوره المنتمية الى الحزب الشيوعي فسقط في قعرالمبالغة ليطلق على نفسه لقب الشيوعي الاخير، اللقب الذي لم يحصد منه سوى الريح ، لانه كان فضفاضا على لكنته الجديدة الخالية من مشاعر الحب لبني جلدته الذين تعامل معهم وفق هوياتهم الفرعية بدلا من الوقوف الى جانبهم وقفة رجل شجاع وشاعر فصيح مثل نيرودا ولوركا وناظم حكمت وأمل دنقل والجواهري .
لست في معرض تعداد مزاياك المشرقة ياسعدي فهي لا تعد ولا تحصى ولكني أسامحك على ما قصرت في حق جمهورك، فلم نسمع منك كلمة يوم قضى الاف شباب الكرد الفيليين في سجون النظام الصدامي ولم نسمع منك بيتا عن حلبجة التي نامت على سموم البعث نومتها الاليمة ، وانما سمعنا منك تلاعبك باسم شقلاوة الجميل ونقله الى شقلبان و اسم كردستان الجميل موطن الكرد منذ الاف السنين الى لقب لا يليق بك كشاعر يختار الاسماء الحسنى ليطرز بها أشعاره .
بالنسبة لي أستطيع بكل جرأة أن أسامحك ، أما شعبي فهو الذي ستقف معه يوم الحساب أمام من لا تأخذه سنة ولا نوم ، وحينذاك أعتقد جازما أن شعبي سيغفر لك أيضا لانه شعب مجبول على حب الناس ، ولطالما غنى و رقص الدبكة مع الاخرين حتى لو كانوا يضمرون له غير ما يعلنون.
أرثيك كتلميذ ثقافة تعلم من نضالك وشعرك ولكني أعاتبك كانسان يرفض ما أتيت به من بهتان بحق الاخرين من كرد وشيعة وايزديين وصابئة ومسيحيين حين نشرت الكراهية بينهم باقوالك وحروفك الصماء .
اسمح لي يا سعدي أن أتذكر الموسيقار ريتشارد شتراوس الذي ساهم في دعم النازية من خلال قبوله بمنصب موسيقار الرايخ الالماني فخاطبه الموسيقار توسكانيني قائلا : أرفع القبعة لشتراوس الموسيقار ، أما شتراوس الانسان فلا يستحق ذلك .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفياغرا ..هاجس الوزير وهموم المواطن
- حول فتوى حل الحشد بطلب من الدكتور عبد الخالق حسين
- رسائل الادباء وأوراق الغرباء .. رسالة من القاص غائب طعمة فرم ...
- المواقف المشرفة للكرد الفيليين ... شهادة صادرة من المكتب الس ...
- مجلة تموز ...تحتفي بالشعر الايزيدي
- شاهنامة الفردوسي ومصادرها الكردية
- أهمية الاتفاق النووي الايراني الامريكي للعراق
- ماكو غَيره...انتخابات عراقية
- حكومة الكاظمي تعجز عن إجراء انتخابات الخارج
- ايران وامريكا في مقال الدكتور عبد الخالق حسين
- الجواهري.. يوم أصيب بنشابة القناص
- رسائل من سجن بيارنو في استونيا
- احتلال العراق بمشاركة قوات الكركة والسيخ
- حوار مثمر حول التهجير القسري
- عبد الكريم قاسم.... سيظل يذكرك العراق بخير
- نانسي تؤدب الرئيس وظهور الصبات في واشنطن
- في انتظار العام الجديد 2021
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 8 ...
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 7 ...
- جولة بومبيو وقنبلة ترامب


المزيد.....




- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - سعدي يوسف ...رثاء وعتاب