أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - أخي زهير !














المزيد.....

أخي زهير !


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 14:17
المحور: المجتمع المدني
    


بين رابع عام 1987 وسادس 2003، عُمُرٌ تقصّف بسراب أمنية وحيدة، أن تؤوب حيّاً مع العائدين إلى بيوتهم.. أن تكون أسيراً توصَّل المحتربون إلى تسوية تعيدك شيخاً، برغم أنهم أخذوك إلى الطفل أقرب من شابٍ ببندقية.. وإذ لم تعدْ، صيّرتكَ سجلاتهم الرسمية ميْتاً بلا قبر!!
أخي زهير.. مات أبوك بعد عجزِه عن "رؤية" عطرِك، وتكالبت أمراض الدنيا على أمِّك المرتعشة أمام كلِّ حركةٍ للباب.. أمّك أصرّت ألا نُغادر بيتاً خرجتَ من بابه مرّةً أخيرة، خشية أن تتوه في طريق عودةٍ ما زالت تظنّها ممكنة.. أمّك مع كلِّ غروبٍ تنوح: هب الهوى وافتكت الباب، تره حسبالي جية أحباب.. ودائماً، أبداً تتجاهل التتمّة!
بين زمنٍ ساقك حاكمُ البلد حطباً لنزواته، وآخر بخُل قادته بالبحث عن أبناء الوطن الضائعين. ضنّت السجلات الرسمية على تكريمك، وتبرَّعت بك كما حرصت زعامات البلد على إهدار ثروته ودماء أبنائه للآخرين.
في كلِّ الأزمنةِ، يصرّ الزعماء على أنّهم آباؤنا.. لنا في كلِّ حقبة أبٌ أباح لنفسه كتابة تاريخنا وتقرير حاضرنا ورسم مستقبلنا.. كنّا تارةً حراساً للبوابة الشرقية، وأخرى تطوَّعنا لمقاتلة الإرهاب "نيابة عن العالم".. مع كلِّ حقبة يتوه الأبناء وتفقدهم الأمهات، ولا آباء يبحثون عنهم.. آباؤنا افتراضيون دوماً تنحصر مهامهم بسلب حياتنا والسير بنا والوطن إلى الخراب!
أفترض أن أحد الآباء سيأخذنا، يوماً، إلى مقاتلة الوحوش الفضائية الآتية من المجرّات البعيدة، نيابة عن الكون!
يُربكنا ـ أخي زهير ـ غروب الشمس يومياً.. فلا نعرف إنْ كان علينا أن نصلّيَ صلاة الوحشة أم الغائب.. يُربكنا أننا لا نجدك بين الأحياء فنضمّك إلى صدورٍ أوهنها الشوق، ولا بين الأموات فنرشّ على قبرك الماء وعطر الورد.. بين هذا وذاك تصرّ أمّك على بقاء الباب مشرعاً على أمل مستحيل!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيقة -سيجارة-!
- 56.. سيرة ضيم!!
- دهنيني يا مره!!
- آباؤنا.. افتراضيون!
- قطع الكيبلات ولا قطع الأرزاق!!
- هوية المدينة.. رصيف!
- الفرحُ ليس مهنتنا!!
- كي لا نخسر أزل وأخواتها
- نادية كومانتشي وصناعةُ البطل
- المياه لا تعود إلى مجاريها!
- وصايا لسياسي مبتدئ!!
- طريق المنافي والمهاجر
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد جانبا من معاناة النازحين في غزة
- القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال ...
- الدفاع السورية: اشتباكات بحرية في عملية تستهدف مراكب تهريب ا ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ترد على تقرير كاذب بشأن موقع نو ...
- حلم الطرف الصناعي الذي قد يعيد لي الحياة
- القدس.. إسرائيل تغلق مدارس الأونروا
- العفو الدولية تحذر من -ضياع جيل- في ميانمار بسبب غياب تمويل ...
- العفو الدولية تتهم الإمارات بتزويد -الدعم السريع- السودانية ...
- السعودية.. إعدام 3 مواطنين والكشف عن جرائمهم
- الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - أخي زهير !