أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الرفيقة -سيجارة-!














المزيد.....

الرفيقة -سيجارة-!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 14:42
المحور: المجتمع المدني
    


يعود الشغف والإدمان على التدخين، في حالتي، إلى أشهر سبقت الدخول في الامتحانات الوزارية للسادس الإعدادي، حيث سأكون مضطراً لمواجهة أسئلة أجبرت طالباً متميزاً على البكاء لصعوبتها، فسُميت تيمناً باسمه "بكى لوريا"!!
لاقى نفث الدخان من سيجارة مشتعلة في نفسي متعة كبيرة، تعدت الهدوء المصاحب لنفاذ النيكوتين إلى الرئة، ليضحى مرتبطاً بالأنس والمشاركة وطمس الحدود الاجتماعية، وبخاصة حين تكون في مقهى يزدحم فيه أبناء طبقات مختلفة.. اكتشفتُ أن السيجارة وقود تبعث الحياة في الأمكنة وتضفي عليها ألفة وحميمية.. اكتشفت أن المدخن اشتراكي بالضرورة التاريخية!!
يندر أن تجد جائعاً يتجرأ على طلب لقمة من غريب يسدّ بها بعض جوعه، أو يخاطر مقرور بطلب رداء يدفئ جسده، في حين أن المدخن لا يرى حرجاً حين يطلب سيجارة من أيّ شخص يصادفه من دون خجل أو حياء. وعلبة السجائر، في الأمكنة العامة كالمقاهي والمنتديات، توضع عادة على المنضدة، ينهل الجميع منها.. الاشتراكية تتحقق هنا بأبهى صورها: "من كلّ حسب قدرته إلى كلّ حسب حاجته"!!
برغم انخفاض استهلاك التبغ عالمياً، إلا أن الشرق حافظ على عشقه للسجائر، فما يزال رائجاً في عواصم مثل بغداد وبيروت والقاهرة، وربما تشهد بعضها ارتفاعاً في معدلات التدخين، هل يعود الأمر إلى أن الغرب رأسمالي والشرق اشتراكي بالفطرة؟ سؤال تصعب إجابته طبعاً.
في مناسبات عدة، رغبت بشدة في الاقلاع عن التدخين.. النجاح في المسعى كان في مرّة وحيدة امتدت لنحو ثمانية أشهر، هي أشهر الإغلاق و"خليك بالبيت" التي رافقت تفشي كورونا في أغلب عواصم العالم، وبمجرد تخفيف الإجراءات حيث اللقاء بالأصدقاء وزملاء العمل عدت إلى المعشوقة التي خصصتُ لها الإهداء في بحث التخرج من الجامعة عام 1988.
أعلم تماما، كما غيري، ضرر النيكوتين والقطران. وأصدّق ما يُكتب على علب السجائر من تحذير مرعب وصادم، إلا أن إغراء هذه الرفيقة المبجلة "السيجارة" أكبر بكثير، كما فراشة تختار طوعاً أن تذهب إلى ما يحرق أجنحتها. وفي كل هذا يحضرني دعائي دوماً: اللهم أمنن عليّ بموفور صحة، وأبعد عني سقماً يلجئني إلى ترك التدخين.. اللهم آمين!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 56.. سيرة ضيم!!
- دهنيني يا مره!!
- آباؤنا.. افتراضيون!
- قطع الكيبلات ولا قطع الأرزاق!!
- هوية المدينة.. رصيف!
- الفرحُ ليس مهنتنا!!
- كي لا نخسر أزل وأخواتها
- نادية كومانتشي وصناعةُ البطل
- المياه لا تعود إلى مجاريها!
- وصايا لسياسي مبتدئ!!
- طريق المنافي والمهاجر
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الرفيقة -سيجارة-!