أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - غازي الصوراني - المشكلات التنظيمية وسبل تطوير وتفعيل دور أحزاب وفصائل اليسار العربي















المزيد.....

المشكلات التنظيمية وسبل تطوير وتفعيل دور أحزاب وفصائل اليسار العربي


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 00:34
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


من المعروف أن المشكلات التنظيمية كانت تمثل لدى الفيلسوف الماركسي جورج لوكاتش في ثلاثينيات القرن الماضي؛ جزءا من المسائل التي لم تحظ بإنشاء نظري معمق، بالرغم من أنها كانت في بعض الأوقات –على سبيل المثال عند مناقشة شروط الانتساب إلى الأحزاب الثورية- في مقدمة أسباب الصراعات الأيديولوجية.
ويبدو أن المسألة التنظيمية في أوساط أحزاب وفصائل اليسار العربي ما تزال حتى اللحظة من القرن 21-للأسف- تعتبر مسألة غير متبلورة بصورة متفق عليها بين أحزاب وفصائل اليسار؛ وهي أيضا مازالت خاضعة للمراجعة والنقاش أو أنها مسألة تقنية خالصة، لا مسألة فكرية أساسية من مسائل الثورة عموماً والثورة الاشتراكية خصوصاً، وليس ذلك لان هناك نقصا في المادة يحول دون تعميق مسألة التنظيم نظريا، بل على العكس، فالمادة وفيرة غزيرة، لكن يبدو أن الاهتمام النظري للأحزاب اليسارية الماركسية العربية قد استأثرت به واحتكرته مشكلات الوضع الاقتصادي والسياسي وما يتفرغ عنها من نتائج تكتيكية،أو مواقف ملتبسة أو انتهازية؛ الأمر الذي حال دون ايلاء مسألة التنظيم أهميتها الحيوية والايجابية، كما حال دون إرسائها في النظرية الثورية" وهنا نعود لنتفق مع "لوكاتش" في تأكيده على صحة مقولة لينين: " لا يمكن فصل المسائل السياسية ميكانيكياً عن مسألة التنظيم".
فإذا كانت المسالة التنظيمية مسألة أساسية، بوجه عام، من مسائل العمل الثوري، فإنها تأخذ أيضا في بلدان العالم الثالث وبلدان الوطن العربي أهمية خاصة، فالحزب أو الجسد التنظيمي يمثل العامل الذاتي في التطور، في حين تشكل علاقات الإنتاج والوضع الاجتماعي _ الاقتصادي ما يمكن تسميته بالعامل الموضوعي.
والحال إن أهمية العامل الذاتي في بلادنا كما في بلدان العالم الثالث المتخلف أو الضعيف التطور اقتصاديا تفوق أضعافا مضاعفة أهميته في بلدان الغرب المتطورة اقتصاديا، ففي بلادنا، ما زالت الطبقة العاملة هنا ضعيفة، هزيلة النمو، ولا تؤهلها شروطها الاقتصادية_ الاجتماعية الموضوعية لان تفرز عضوياً حزبها السياسي الطليعي، كما أن الحتمية الاقتصادية الوحيدة هنا هي حتمية الانتقال من النظام شبه الإقطاعي، شبه القبلي والعشائري، إلى أشكال بدائية ووسطية من الرأسمالية الرثة، المرتبطة بل الخاضعة أصلا للامبريالية العالمية، وهذا على وجه التحديد ما يعطي العامل الذاتي، الحزب الثوري، في كافة أقطار الوطن العربي، أهمية فائقة، فالمطلوب من الحزب الثوري في هذه البلدان أن يخلق وحدة العمال والفلاحين الفقراء والكادحين، وان يخلق دورهم القيادي معاً بالرغم من ضعف وعيهم الطبقي، فالمطلوب من الحزب لا أن يعرف كيف يستغل الشروط الموضوعية للانتقال إلى الاشتراكية_ فمثل هذه الشروط لا وجود لها في بنية الاقتصاد أو المجتمع _ وإنما أن يخلق هذه الشروط.
إن مختلف التجارب قد أثبتت أن على فصائل واحزاب اليسار العربي إعادة النظر في كيفية تطبيق مفهوم المركزية الديمقراطية، ليس بمعنى نفيه، بل بتمحيصه، واخضاعه لروح وجوهر الديمقراطية والياتها التطبيقية ومن ثم إعطائه معنى أشمل مما كان عليه خلال العقود الماضية، بما يجعل من هذا المفهوم عبر الحوار والاختلاف الموضوعي أداة لتطور وتجدد الحزب بعيداً عن كل أشكال البيروقراطية والتفرد والجمود والتخلف التنظيمي من ناحية، وبعيداً عن كل الممارسات التوفيقية أو المجاملة أو الحلول الوسط او الشللية ومراكز القوى من ناحية ثانية.
هذه الأهمية الفائقة لدور العامل الذاتي في البلدان المتخلفة، تصبح أهمية استثنائية بالنسبة إلينا في كل اقطار وطننا العربي الذي لا يواجه مشكلة التخلف والتبعية فحسب بل يواجه أيضا مشكلة تحرره الوطني والديمقراطي الطبقي ومشكلة وحدته القومية.
إن التفعيل الحقيقي أو الثورة الحقيقية للحزب ، لا تحددها قناعته الفكرية أو أيديولوجيته فقط ، فلكي تتمتع الأفكار بقوة تحويليه ، من الضروري أن يكون التنظيم عاليا عبر وحدته وقوته الداخلية لدعم قوة الأفكار بقوة التنظيم ، وبقوة ووضوح الموقف السياسي ، والقضايا المطلبية الديمقراطية من المنظور الطبقي، ضماناً لانتصار الثورة الاشتراكية، من خلال الالتزام الجدلي بالأسس التي يقوم عليها الحب الماركسي الثوري وهي:
1- الأساس التنظيمي : ويتشكل أساسا من العناصر الأكثر وعيا من الطبقة العاملة، و من حلفائها الطبقيين كالفلاحين الفقراء ، والمثقفين الثوريين، و الشرائح المتضررة من البورجوازية الصغرى، و العاطلين و أشباه العاطلين.
أما المبادئ الأساسية للحزب الماركسي الثوري : فهي تتحدد- وفق انظمته وقوانينه والياته الداخلية - وتاخذ أسسها من المقولات التالية التي يتوجب ان تنطلق اساسا من الالتزام الواعي بمفهوم الديمقراطية وتطبيقاته: 1) النقد و النقد الذاتي. 2) المحاسبة الفردية و الجماعية. 3) خضوع الأقلية لرأي الأغلبية في اطار الحوار الديمقراطي . 4) القيادة الجماعيةالتي يتوجب انتخابها لمدة يجب ان لا تزيد عن اربع سنوات لضمان عملية التجدد والتطور الديمقراطي .
2- الأساس الأيديولوجي أو الفكري : نظرية الحزب الثوري باعتباره حزبا للطبقة العاملة لا يمكن أن تكون إلا النظرية الماركسية أو الاشتراكية العلمية بشقيها : المادية الدياليكتيكية، و المادية التاريخية في تطبيقاتها- عبر المنهج المادي الجدلي - على واقعنا الوطني والقومي العربي، و المناضل المنتمي إلى الحزب الثوري لابد له من التسلح بهذه النظرية ومنهجها ، ويحرص على مواكبة مسارها التطوري المتجدد حتى لا تتحول الى مقدس او عقيدة جامدة ، والرفيق الذي لا يتسلح بالماركسية يبقى عرضة للأخطار و المنزلقات الفكرية ، و خاصة منها ذات الطبيعة الإصلاحية الليبرالية أو اليسارية العدمية والانتهازية .
3- الأساس السياسي : وهو مدخل الرفاق في كل أحزاب وفصائل اليسار العربي للارتباط بالجماهير ؛ عبر فهم واستيعاب مضمون مبادىء وبرامج الحزب، وبالتالي فإن فهم الرفاق لهذا الاساس السياسي هو تجسيد لممارساتهم على الصعيد الوطني التحرري وعلى الصعيد الديمقراطي المطلبي وفق المنظور الطبقي الذي يمس كافة الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والسياسية والقانونية وقضايا المرأة والشباب والنقابات والعمل الجماهيري عموماً، التي تشكل في مجملها منظومة من الحقول التي يصعب الفصل بينها، و التي تتحدد في إطار برنامج الحزب السياسي المرحلي، والاستراتيجي.
لذلك فالحزب الماركسي الثوري عليه أن يبلور مواقف سياسية استراتيجية ومرحلية تتناسب و الشروط الموضوعية المتغيرة، كما تتناسب و حاجات وطموحات الجماهير الشعبية الكادحة، بحيث لا تمر مناسبة دون أن يحدد الحزب الثوري موقفه منها، انطلاقا من البرنامج العام ، و الذي يشرح الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية محددا موقف الحزب منها، و طارحا البديل الذي يعمل المناضلون الحزبيون على تحقيقه من خلال عملهم في مختلف المنظمات الحزبية و الجماهيرية.
أخيراً ، في ظروف الانحطاط العربي، أقول إن أحزاب وفصائل اليسار الماركسي العربي أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما استلهام ووعي المسار التطوري المتجدد للماركسية أو دخول هذه الأحزاب مرحلة التفكك والاندثار في انتظار الجديد، الذي سيولد حتماً من بين صفوفها أو من خارجها
وفي هذا الصدد ؛ أقول لكل من يعتبر أن الماركسية قد كفت عن كونها نظرية ثورية، انت مخطئ كل الخطأ، وكذلك الأمر بالنسبة لكل من يحكم على مستقبل الاشتراكية على ضوء حاضرها المأزوم، فلا زالت شعوب ما يسمى بالعالم الثالث تعاني من: السيطرة الامبريالية والتبعية والتخلف، و التفاوت الطبقي, والاستغلال والافقار والقهر الطبقي, ولم يحدث في تاريخ البشرية أن بلغ إستغلال فائض القيمة للشعوب الفقيرة والتابعة ،من قبل النظام الإمبريالي المعولم؛ المستوى الذي وصل إليه اليوم، إلى جانب كل أشكال العدوان الخارجي والحروب والصراعات الطائفية والمذهبية التي تمارس لحماية مصالح الطغم الكومبرادورية والبيروقراطية المدنية والعسكرية الحاكمة في بلداننا انسجاماً وتنفيذاً لمقتضيات وشروط التبعية والخضوع لشروط النظام الإمبريالي المعلوم كما هو الحال في بلادنا.
ما يعني أن الاشتراكية اليوم باتت ضرورة حتمية كتتويج للتقدم والنهوض والعدالة الاجتماعية والمواطنة والديمقراطية والعلمانية ؛ وتخليص مجتمعاتنا من كل مظاهر التخلف والتبعية والاستغلال والاستبداد.
أخيراً أيها الرفاق في كافة أحزاب وفصائل اليسار العربي؛ أن تكونوا ماركسيين، هو أن يتكامل وعيكم ، فتنهلون من النظرية وتدركون منهجها ادراكا ذاتيا ، وتؤسسوا لكم أرضية صلبة تنطلقون منها للعمل النضالي والديمقراطي، الوطني والقومي والإنساني الأممي، لا أن تأخذوا السياسة على حساب الفلسفة، فالجزء يكمل الكل، فلا تنفصل النظرية الماركسية ومنهجها بالنسبة لنا وفي كل الظروف عن العمل السياسي والنضال التحرري والصراع الطبقي، فإذا ضاع الجزء، ضاع الكل ، وضاعت معه هوية أحزابنا الفكرية.
أن تكونوا ماركسيين هو أن تعملوا على أن يكون وطننا العربي في المشرق والمغرب، وطن لأبناءه ، مستقلاً حراً تقدميا موحداً تسوده الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، يبنيه ويحميه أبناءه من الفقراء والكادحين بإرادتهم الجماعية الحرة، وبقيادة أحزاب وفصائل اليسار الماركسي العربي التي يجب أن تستوعب كل جوانب وأسس الحزب الماركسي الثوري إلى جانب تملك الوعي العميق بالماركسية اللينينية ومنهجها المادي الجدلي بما يمكنها من النهوض وامتلاك القدرة على توعية وتحريض وتنظيم الجماهير الشعبية من العمال والفلاحين وكل المضطهدين ومن استعادة دورها الطليعي في مسيرة النضال الثوري لإسقاط انظمة التبعية والخضوع وتحقيق أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية بافاقها الاشتراكية.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة 54 عاماً على انطلاقة الجبهة الشعبية التطورات الفكرية ...
- الفلسفة من أجل التغيير الثوري والنهوض التقدمي الديمقراطي في ...
- رؤية وموقف حول مشروع الوحدة بين الحزبين الشقيقين:حزب العمل ا ...
- 104 أعوام على وعد بلفور
- ملخص اتفاقيات المصاحلة مع اضافات قانونية
- عرض وتلخيص كتاب فلسطين والفلسطينيون
- ما هي الحداثة؟
- الرؤية الموضوعية النقدية للتراث حافز للتغيير الديمقراطي الثو ...
- وجهة نظر من أجل نهوض وتطوير أحزاب وفصائل اليسار الماركسي الع ...
- العقل أولا والعقل أخيراً
- يجب ممارسة كل أشكال النضال السياسي لإنهاء الانقسام
- وعي مفاهيم الحداثة و التنوير والعلمانية تكريس لرؤيتنا المارك ...
- عن العرب وتحديات الديمقراطية والتنوير والاستنارة والعقلانية ...
- عن الموقف المطلوب من الأحزاب والفصائل الشيوعية والماركسية تج ...
- حول الدين والدولة والموقف من التدين الشعبي
- التنوير وتطور العلم وأثرهما على الدين
- الماركسية والدين
- القطاع الزراعي في الضفة الغربية وقطاع غزة
- القطاع الاقتصادي غير المنظم في فلسطين أو ما يطلق عليه اقتصاد ...
- اقتصاد قطاع غزة في ظل الانقسام


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - غازي الصوراني - المشكلات التنظيمية وسبل تطوير وتفعيل دور أحزاب وفصائل اليسار العربي