عن السفاهة والتبذير فى قطر ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 19:52
المحور: عالم الرياضة
    

طبعا والحمد لله العلاقات المصرية القطرية حاليا أحلى من القشطة على العسل ، وبالتالى فعندما ننتقد قطر فلا يعنى ذلك إننا نتقرب لأحد أو نتزلف، كما أن قطر كنظام سياسى قابلة للنقد كغيرها من النظم العربية وليست محصنة ، وقد يكون مانراه من سفه فى الانفاق على الأنشطة الرياضية وخاصة كرة القدم ، مدخلا رئيسيا لهذا الإنتقاد ،بالإضافة إلى مانراه من عمليات التطبيل والتهليل التى يقوم بها العديد من الإعلاميين ومنهم مصريون ؟ مع أننا أمام مسخرة عربية، ومأساة قطرية كاملة تستدعى اللطم وشق الجيوب ؟

فتنظيم قطر لفعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022 سيكبد الأمة العربية متمثلة فى قطر ما يقارب من مائة مليار دولار على أقل التقديرات ، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن تكلفة تلك الإستضافة الكروية قد تصل إلى حوالى مائتى مليار دولار !! بينما العائد المؤكد لهذه البطولة لن يزيد أبدا عن ما مقداره حوالى 10% فقط من تلك المبالغ التى سيتم سكبها تحت أقدام لاعبى كرة القدم ومسئولى الفيفا وبعض الاعلاميين و بعض شركات المقاولات العالمية ؟
وتتضح الأمور أكثر عندما نعلم أن هذه التكلفة العالية تبدو جنونا عاتيا بالمقارنة بما انفقته دولا أخرى نظمت نفس البطولة ، فدولة روسيا مثلا عندما نظمت البطولة السابقة عام 2018 أنفقت حوالى 14 مليار دولار فقط ،أما البرازيل فقد أنفقت حوالى 11 مليار دولار عام 2014 ، بينما دولة جنوب أفريقيا عام 2010 أنفقت حوالى 4 مليار دولار فقط ، أما ألمانيا فقد أنفقت حوالى مليارى دولا على أقصى تقدير عام 2006 ؟ وكلها دول حققت عوائد مالية معقولة تتناسب مع حجم الانفاق الذى تم ، كما حققت نتائج كروية متوازنة ؟

أما فى قطر فكما أشرنا فإن العوائد المالية ستكون كارثية ولن تحصل قطر على ما يزيد عن 10% كعوائد مالية من قيمة ما تم إنفاقه منذ إسناد تنظيم البطولة إليها وحتى مغادرة آخر فريق لأرضها، بينما يبدو ان النتائج الكروية للفريق القطرى المشارك ستكون فضائحية ،وذلك بالرغم من الانفاقات السفيهة التى تقوم بها قطر ،والتى تتضمن عمليات تدريب واعداد المنتخب القطرى لكرة القدم الذى تم إشراكه فى العديد من البطولات العالمية لكرة القدم ومنها كوبا أميركا على سبيل المثال لإكسابه خبرات دولية قبل كأس العالم ؟ وكذلك تجنيس وضم غالبية اللاعبين من أعضاء الفريق الذين ينتمون لدول أخرى،فجنسيات الكثيرين من لاعبي منتخب قطر لكرة القدم 2021،تعود إلى أصول سودانية ومصرية وجزائرية و برتغالية؟
فاللاعب أحمد علاء الدين واللاعب عبد الرحمن محمد مصطفى واللاعب محمد فتحي من أصول مصرية، واللاعبون البارزون المعز علي و حامد إسماعيل و عبد العزيز حاتم وعاصم ماديبو وعبد الكريم حسن كلهم من أصل سوادني ؟
أما اللاعب بيدرو ميجل فهو برتغالي الجنسية ، واللاعب علي عفيف يمني، واللاعب أكرم عفيف صومالي ، أما اللاعبان كريم بوضياف وبوعلام خوخي فهما من الجزائر ؟

والغريب إنه مع هذا الانفاق السفيه على الاعداد والتدريب وعمليات التجنيس ، فقد سقط الفريق القطرى أمام احتياطى الفريق الجزائرى فى البطولة العربية ؟ وبدا اللاعبون المجنسون وكأنهم يمثلون ناديا يلعب فى الدرجة الثالثة من دورى جمهورية الصومال الديموقراطية ؟ كما ظهر مدربهم الأسبانى !! ومساعدوه الذين يتقاضون الملايين و كأنهم خشب مسندة، حيث تلاعب بهم مجيد بو قرة المدير الفنى المحلى لاحتياطى الجزائر ؟
ويبدو أن المسألة ستكون فضيحة متكاملة فى فعاليات كأس العالم عام 2022 سواء على مستوى فريق قطر الذى سيشارك فى البطولة ، أو بالنسبة للعائد الاقتصادى الذى ستستفيد منه قطر بعد انتهاء المباريات ؟
فهل يمكن أن نشاهد حلقة من برنامج الإتجاه المعاكس مثلا، أو مسائية من مسائيات الجزيرة مباشر يحدثنا فيها بعض المتحزلقين كعلاء صادق عن هذا السفه الرسمى من الناحية المالية،وعن توقعاته للفضائح الرياضية التى ستحققها قطر على المستوى الفنى ؟أم أن الشجاعة والبطولة توجه فقط فى الإتجاه الذى يوده ويريده ويرغبه من يملكون مفاتيح الأموال والعطايا؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل