أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - قراءة في -جريمة غامضة- للكاتبة جمانة فرح قزعورة














المزيد.....

قراءة في -جريمة غامضة- للكاتبة جمانة فرح قزعورة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


وصلني من الصديقة الإعلامية والكاتبة الحيفاوية جمانة فرح قزعورة، كتابها الموسوم "جريمة غامضة" الصادر قبل فترة وجيزة عن مكتبة كل شيء- ناشرون في حيفا، وهو العمل الأدبي الثاني لها بعد "عشق الأربعين".
جاء الكتاب في 153 صفحة من الحجم المتوسط والورق الأصفر الصقيل، بطباعة أنيقة، تحمل عناوينه مفردات ذات معاني عميقة لها وقع في القلب والوجدان، وتطغى على نصوصه أطياف الحب والهوى والوجدانية. ويجد القارئ نفسه أمام إنسانة وكاتبة جريئة مرهفة الإحساس، تمتلك ناصية اللغة وتطوعها في بناء لوحاتها ورسم صورها القلمية وخواطرها بمختلف الأغراض والموضوعات، فجمانة فنانة مبدعة تتقن بريشتها البارعة البوح والتعبير عن عواطفها الجياشة النابضة، وتجذبنا بأسلوبها السلس العفوي المنساب والسهل الممتنع، ولغتها الواضحة الرشيقة البعيدة عن التعقيد والغموض.
يضم الكتاب بين ثناياه لوحات نثرية وصور قلمية وخواطر شعرية ونجاوى وومضات وهمسات حب جريئة إلى أبعد حد، في غاية الرقة والجمال والصفاء الروحي، تحاكي الوجدان بشاعرية عاشقة مسكونة بالحب والهوى.
وتنصب موضوعات الكتاب في العشق والغزل والنسيب والذكريات والغربة، ونقد المجتمع وظواهره السلبية، وفي مخاطبة الأم والأب والمشاعر، ومحاكاة المكان ومدينة العشق قاهرة نابليون والغزاة عكا الجميلة، فضلًا عن مقطوعة عن الكورونا.
تتصف نصوص جمانة بالحس المرهف الثاقب، والعاطفة الجياشة المتفجرة، والغوص في بحار الحب، والذوبان في روح وجسد الحبيب، علاوة على صدق الإحساس، وأناقة الحروف، وعذوبة الكلمات، والسلاسة والشفافية الفوّاحة والخيال الخصب المجنح، ويتجلى ذلك في تعابيرها وهمساتها، كقولها:
لِأَوَلِ مَرّةٍ أَشْعُرُ أنَّ شَبابِيَ يَضيعُ مِن يَومٍ إلى آخَرَ
أحتاجُ إليكَ في لَيلَتي الباردَةِ هذه
أحتاجُ لرِجولَتِكَ الّتي لا مَثْيلَ لها
لِأَنفاسِكَ في مَسمَعي
لِكَلامِكَ الّذي يَملَأُني بِطَعمِ حَلاوَةِ الحياةِ
أحتاجُكَ دومًا
لكنّ لَيلّتي كانَت مُختلفَةً
جَعَلَتني أَرفُضُ كُلَّ المبادِئِ والقوانينِ
جَعَلْتَني أَنْسى أَنَي هُنا، مُقِيّدَةٌ بِسَلاسِلِ المُجتَمَعِ الغَبِيّ
الّذي لا يَرْحَمُ
لا أُطيقُ الجُلوسَ وَحدي كُلّ لَيلَةِ
رَغمَ أَنّي لَسْتُ وَحيدةً
أُريدُكَ أن تَكونَ بِجانِبي وأَنْ تَضُمنّي
تَبْتَسِمُ، تَنْظُرّ إلى عَيْنَيَّ
تُخبِرُني كَم تُحبُّني
في كتابها "جريمة غامضة" تقدم جمانة مقطوعات من سمفونيات العشق الجميلة، والهمس الرقيق، تصل إلى أذان السامع، وتلامس أعماق القارئ، بدون جواز سفر، مع ما تحتضنه من المعاني والألفاظ الحسية والروحية بطريقة تؤطر لطاقة تعبيرية رفيعة المستوى تفيض بغزل شفيف ورهيف وعشق متشح بالجمال، روحًا وفكرًا وعاطفة. فلنسمعها تقول:
لن أكْشفَ لكَ عَن مَلامح وتفاصيل جَسدِي
لِتُبْهِرَ بِها عَينيْك
يّكفي أن أقولَ لَكَ كَلِمَتَيْنِ
تُنْسيانِكَ اسْمَكَ
تَجعلانِكَ تَقِفُ مصلوبًا
جُثَّةً بلا حَراك
وفي "تنفيذ خطة" تعري جمانة أصحاب المصالح الشخصية والوجوه الكالحة، فتقول:
يَبتَسِمونَ بِوَجْهِكَ
يأخذونَ ما يُريدونَ
وحينَ يَحتاجونَكَ يركضُونَ نَحوَكَ
يَضُمّونَكَ، يُقَبّلونَكَ
فيما تقِفُ مَكانَكَ
لا تَفهَمُ شَيئًا
وفي "يًا إِمّي" تخاطب والدتها، وتكشف أحوال العلاقات الأسرية التي تغيرت عن سابق عهدها، بفعل تراجع القيم الإنسانية، وتعبر عن ذلك باللجوء للكلمة العامية المحكية قائلة:
يَا إمّي ما تخافي عليّي من الغريبْ
خافي عَلَيي من القريبْ
اللّي طَعِنتْه بتوجّع أكثر من السّكينْ
تغَيَّر العالَم يا إمّي
الأخ ما عادْ سَنَد لأُختُه
الأُخت ما عادَتْ تِتْذَكَّر مَلامِح وجه أختها
القَريب صارْ أقرَبْ عَدِوْ
عَم يتّاكل لَحِمْنا يا إمّي
عَم نِتْوَجَّع
أما في "مدينة العشق" و"عكا" فتحاكي مدينة الأسوار التي قهرت نابليون وصدت الغزاة على أبوابها، عكا التي تسكنها وتعشق التجوال بين حاراتها وأزقتها وأسواقها حيث رائحة المسك البخور وصوت آذان المساجد ورنين أجراس الكنائس.
وفي نصوص أخرى تحكي جمانة عن نفسها وشخصيتها فتقول إنها امرأة قوية، امرأة بألف امرأة، تحمل في أحشائها وطنًا محتلًا، وأنوثتها لا يكفيها ألف ذكر، وهي تكتفي برجل واحد تحبه وتعشقه بكل إحساسها، تبوح له بمشاعرها وتكتب له أجمل رسائل ومفردات العشق.
جمانة كاتبة حالمة، تكتب بكل ما تملكه من أحساس ورهافة، وكتابها ماتع ومميز بنصوصه وعناوينه ولغته وأسلوبه المبسط، وهو نبضات ومضات ورسائل بوح وجدانية شفافة ومرهفة متوهجة بدفء المشاعر وصدقها وبألقها التعبيري.
أشكر الصديقة الكاتبة جمانة فرح قزعورة على هديتها، وأرجو أن تواصل مشوارها مع الكلمة الأدبية، متمنيًا لها مستقبلًا باهرًا والوصول إلى ما تبتغيه من الحضور في المشهد الثقافي، وبانتظار المزيد من إصداراتها، وهي قادمة بلا شك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الانتفاضة الوطنية الفلسطينية الكبرى
- ماذا يجري في الجامعات الفلسطينية؟!
- ما هي دوافع استقالة قرداحي؟
- عن الانتخابات البلدية الفلسطينية
- القضية الفلسطينية إلى أين؟!
- في رحيل عاشق فلسطين سماح إدريس
- زيارة استفزازية!
- يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
- رثاء
- دفاعًا عن القدس!
- جريمة قتل النساء.. إلى متى؟!
- اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة
- -العناصر التّراثية في قصص محمّد نفّاع- دراسة جديدة للكاتب نص ...
- من يوقف نزيف الدم في مجتمعنا؟!
- مع كتاب -قضايا مختارة في الاستشارة التربوية، والصحة النفسية- ...
- قرار بريطانيا بشأن حركة -حماس-!
- إصدار عدد تشرين الثاني من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- أكاديميات وباحثات مساهمات في إثراء المشهد الثقافي النقدي وال ...
- الجدل حول إقامة مستشفى في سخنين
- ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - قراءة في -جريمة غامضة- للكاتبة جمانة فرح قزعورة