أبو تريكة والمثلية

منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 23:17
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

في بعض الأحيان تأتي الشهرة على أمور او أشياء قد تفعلها هي غير محسوبة ولا ضمن المخططات، فقد يصورك أحد اصدقاءك وانت تثرثر بكلام ما، او انت تضحك بشكل هستيري، او وانت تضرب كلبا او قطة.... الخ، ويبدأ هذا الصديق بنشر ما تم تصويره، وإذا بالفيديو ينتشر كالهشيم في النار ويصير "ترند" مثلما يقال، وهذه الحالات والظواهر نراها كثيرا، خصوصا ونحن في العصر المرئي.

أبو تريكة، لاعب مصري سابق، يعمل محللا لمباريات الدوري الانكليزي في احدى القنوات الفضائية، عمله روتيني جدا: "اللاعب الفلاني كان عليه ان يتقدم مع زميله كي يشكل خطرا" او "المدرب الفلاني كان عليه ان يجري تبديلا ما حتى يستطيع ان يغير بسير المباراة" او "توقيت خروج حارس مرمى النادي الفلاني لم يكن موفقا لهذا فان مرماه كان هدفا سهلا".... الخ؛ هذا هو بالمجمل عمل المحلل الرياضي.

في لحظة ما، يخرج أبو تريكة عن الكلام الروتيني المعتاد ليتحفنا بآرائه "الاجتماعية والأخلاقية والدينية" عن احدى المباريات الإنكليزية، التي ارتدى فيها اللاعبين علم المثلية "قوس قزح"، بعد سألته ابنته الصغيرة عما يشير له هذا العلم، وإذا به يقول "في ظواهر ما بتناسب دينا ولا عقيدتنا"، وإذا به يصير مشهورا بين ليلة وضحاها، حاله حال أي سكران يترنح ويصوره أحدهم، او مصلي يمسك حذائه بيده خوفا عليه من السرقة، او غيرها من المشاهد.

قطعا أبو تريكة لم يخطط لهذا الفعل او الكلام، هي مصادفة حمقاء لا أكثر، فهذا الشخص لا يتبين عليه انه يخطط لعمل ما او يرتب لجمل او عبارات محددة، خرجت الكلمات عفويا، لكن المذيع بدوي والقناة بدوية خالصة، وتدعم كل قوى الشر والظلام، هذه القناة فرحت وهللت وطبلت لهذا التصريح، وجيشت كل وسائل اعلامها وجيوشها الالكترونية لنشر الخبر عبر كل القنوات.

انه من السخف تحميل ما قاله لاعب سابق في قناة بدوية عن مباراة رياضية كل هذه الضجة الإعلامية، الا إذا عرفنا ان حملة الكراهية والعداء ضد المثليين مستمرة بقوة، وهذه الحملة لا تتوانى لحظة واحدة في صنع مشهد او صناعته او اقتناص فرصة ما امكن لها ذلك، لتهييج المشاعر العدائية والعدوانية تجاه المثليين.

#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات