أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد الجمال - اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة..ماذا بعد عشرين عاماً؟















المزيد.....

اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة..ماذا بعد عشرين عاماً؟


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في بداية القرن الحالي ،واستمرت ستة أعوام وأطلق عليها الفلسطينيون انتفاضة الأقصى بعد اقتحام المجرم شارون باحات
. المسجد حينئذٍ في حراسة شرطة الاحتلال
وكالعادة تفجر الصراع بين الشعب الفلسطيني الأعزل الصامد وشرطة وجيش دولة الاحتلال وسقط شهداء وجرحى ،وتخريب مدن وقري ومنازل ومنشآت فلسطينية وسط صمت مخزي من المجتمع الدولي ومجرد اكتفاء بإدانات و تعبير عن القلق حتى انتهت الانتفاضة فعلياً بموت او اغتيال الرئيس ياسر عرفات أبو عمار مع قائمة طويلة بالاغتيالات والاعتقالات
.من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية في فلسطين

الانتفاضة حركت المياه الراكدة وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد سنوات من السلام البارد في اتفاقيات اوسلو وغيرها وهي امتداد لمسار الفشل في المفاوضات المسمى إعلامياً وسياسياً بالسلام والخيار الاستراتيجي ، وكان ولازال مجرد تنازلات منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر ودولة الاحتلال وبعدها التنسيق والتطبيع المعلن وغير المعلن مع الانظمة العربية ، ولكن للانظمة والحكومات
. حساباتها وللشعوب رأي آخر

ستظل ثنائية المقاومة والمهادنة والتطبيع إشكالية في العلاقة بين الشعوب حيث تفرض الإدارة الأمريكية وحلفائها ووكلائها من الرأسماليين الاحتكاريين الذين تغذوا على أقوات الشعوب العربية المقهورة وترعروا في مزارع الفساد هذا التعامل حتى تنال تلك الانظمة الديكتاتورية الرضا الأمريكي ،وهم يعلمون علم اليقين ان الحكام العرب مدعومين من الغرب أو الشرق وليس من الشعوب التي تغلي من حالة الفقر والفساد والاستبداد ويتربص بهم قوى اسلامية انتهازية او قوى قومية عروبية ثورية و يسارية ماركسية قد تدخل في نزاع وصدام مع موازين القوى الإقليمية والدولية ؛ولهذا تعتبر القضية الفلسطينية متنفس أو مساحة للتعبير عن الغضب على اعتبار أنها أرض عربية مغتصبة وأنها أرض مقدسة في كل الديانات السماوية ، وبالتالي من غير الحكمة أن تعارض الأنظمة الانتفاضة بشكل معلن وإلا فقد تنفلت الأمور وتفقد الأجهزة الأمنية السيطرة على الشعوب الغاضبة في حين أنه قد يرتفع سقف المطالبة للتدخل العسكري بالذات في دول المواجهة المحيطة بالكيان المحتل التي كانت في سياق المقاومة وصارت في ركاب
.التطبيع

فكان الخيار الأكثر حكمة من جانب الانظمة هو فتح باب الاحتجاجات تحت المتابعة والمراقبة وأحياناً التحكم ، وعلى الجانب الآخر بدأت القوى الحية في الشعوب العربية في تنظيم تحركاتها وعناصرها في أطر التعاون و التنسيق والشراكة للقيام بأعمال الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومطالبته بحقوقه المشروعة ،تحرك الجماهير العربية يختلف من حيث الآليات والتكتيك والآداء فمثلاً الجمهور الخليجي لديه أدوات الدعاء في المساجد والأماكن المقدسة مثل المملكة السعودية التي تحرم التظاهرات وباقي الدول قادت حملات تبرعات شديدة السخاء، ولكن يبقي تحرك جماهير دول الحوار هو الأهم فمصر والأردن ولبنان تمتلك امتددا جغرافيا مع الكيان المحتل ولكنها مقيدة بالاتفاقيات والتطبيع ،وهذا التحرك مختلف .ويعمل الاحتلال له ألف حساب

الشعب المصري الذي يمثل مركز الثقل الاستراتيجي في المنطقة والذي لم يكن في يوم من الأيام بعيداً عن قضيته الأولى وقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية تحرك فورا وبشكل عفوي مستغلاً مخزون الخبرات والتجارب النضالية في مواجهة الكيان المحتل
وبدأت تتشكل هياكل وتنظيمات وحملات شعبية مدفوعة بالزخم الشعبي ومستغلة هامش حرية من السلطات و منتزعة مساحات أكبر للعمل التطوعي والخيري والتنظيمي ومنها اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة والتي تأسست من عدد من الشخصيات العامة والسياسيين والمفكرين والمثقفين والحقوقيين وغيرها من لجان العمل الشعبي الداعم للشعب
.الفلسطيني
لم تكن اللجنة حزباً سياسياً ولم تمثل تياراً فكرياً وإنما كانت أشبه بجماعة ضغط أو تنسيقية شعبية احتوت مختلف اتجاهات ومشارب القوى والأفكار والاتجاهات السائدة على الساحة المصرية .ومن هذا نلحظ أن العمل العام والمناخ السياسي في مصر كغيرها من الظول العربية وقتها كان منفتحا أكثر وكان العمل رغم صعوبته من قبل السلطات أكثر مرونة ، بل إن موقف السلطات الحالية أشد عنفاً وضراوة ضد القضية الفلسطينية والمقاومة بشكل عام مع ارتفاع موجات التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي والتطبيع ،كما نوضح أن العمل الإسلامي كان مسموحاً به ولم تكن تصنف جماعات الإسلام السياسي وتياراته بشقيها السني والشيعي كجماعات وكيانات إرهابية ، بل إنهم في كثير من البلدان وكثير من الأحيان كانوا يلعبون أدوراً وظيفية لصالح النظام الحاكم بصورة أو بأخرى ويتم مكافأتهم ببعض المناصب والمكاسب مثل النقابات واتحادات الطلاب والسماح وببعض الحرية في الحركة والتنقل والسفر والدعوة وجمع الأموال والتبرعات واحيانا جلبها من الخارج، ولربما يستمر التنسيق وترتفع المكافآت حتى تصل لافتتاح قنوات فضائية ومشاريع تجارية تحت ستار العمل الخيري والأهلي ،ووصلت في كثير من الأحيان لعضويات في البرلمان ومناصب وزارية حتي تنفذ ما تم الاتفاق عليه أو بالأحرى التخطيط له من قبل السلطات المحلية لعمل متنفس أو نظرية الاسفنج
الذي يمتص غضب الشارع ببعض المؤتمرات والهتافات التي لا تحقق شيء، وإنما فقط تساعد على تسريب وتقليل الضغط المتصاعد مثل حلة البخار المنزلية .وليس هذا إدانة لكل القوى الإسلامية بل إن بعض قادتها من يمتلك وطنية وروح ثورية مقاومة وانتماء عظيم لعروبته وقوميته ووطنه وإسلامه ولكننا ندين ما فيه أغلبهم من انبطاح أو ضيق أفق وضعف رؤية سياسية ،ولعل ما حدث بعد ثورة الربيع العربي
من صعود وهبوط لتيار الإسلام السياسي لخير دليل على تلك الرؤية ،فلا يمكن أبداً وضع الإسلاميين في سلة واحدة والنظر إليهم نظرة واحدة لأنهم مختلفون ومتعددو الرؤية والمذاهب والخلفيات السياسية بل .والفقهية والعقائدية

ولكن الرؤية التي يفتقر لها بعض الإسلاميين كانت واضحة شديدة الوضوح عند أغلب القوى المدنية والثورية في مصر التيار القومي العروبي واليساريين الماركسيين وكثير من القوى الليبرالية والديمقراطية وهي أن الصراع مع الاحتلال صراع طبقي بين رأس المال الاحتكاري المتمثل في الانظمة الغربية الداعم الأول لهذا الاحتلال وبين الجماهير العربية وقواها الحية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.وفي أبرز تجلياتها في مصر كانت اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة حيث أوضحت وبجلاء فشل التنظيمات الحزبية التقليدية في احتواء وتنظيم الجماهير ليس في بلادنا فقط بل في الأنظمة الديمقراطية نفسها حيث أصبح النظام الحزبي والانتخابي غيرمعبر بشكل كامل وحقيقي عن صوت
. الجماهير ورغبتها


عملت اللجنة الشعبية على جمع التبرعات العينية والنقدية والأدوية والمستلزمات الطبية من جميع أنحاء مصر ونشطت في الأقاليم وكان ذلك مثالا ناجحا لكسر المركزية الجامدة ، وعملت اللجنة وقد انقسم فيها العمل على أكثر من اتجاه منها تعريف الشعب بالقضية الفلسطينية ورفع الوعي السياسي لدي أغلب المصريين ،وكذلك تنظيم فعاليات واتصال سيناء بالوادي والدلتا وتعريف الجماهير بما تعانيه سيناء ويعانيه أهلها من تهميش
كما أنها عملت على مخاطبة مختلف الجهات المحلية والعربية والدولية والمجتمع المدني لتعريف العالم والمنظمات الدولية والحقوقية بمدى فظاعة الاحتلال كما تم تنظيم فعاليات ثقافية تضامنية
.بمختلف أنواعها الفنية والرياضية والثقافية

وبرغم المضايقات والمعوقات من جانب السلطات المصرية وسلطات الاحتلال في إدخال المساعدات وقوافل الإغاثة وبالنظر إلى وجود بعض القصور التنظيمي والسلوك الغير مؤسسي من بعض الاعضاء في اللجنة كحال أكثر التنظيمات والهياكل السياسية في مصر حيث نعاني من تناقص ثقافة العمل الجماعي نجحت اللجنة وبشكل كبير في مهمتها وفي تواصلها مع الجانب الفلسطيني بشقيه الحكومي والمجتمع المدني،وقد اكتسبت الخبرة الكافية في التعامل مع السلطات المحلية ،ويعتبر كثير من المحللين أن تلك اللجنة وغيرها كانت النواة والأساس التي قامت عليها ثورة يناير حيث انتظم فيها الكثير من النشطاء والسياسيين ورفعت من وعي المواطن وظهر ذلك واضحاً في مظاهرات طرد سفارة الاحتلال ومقاومة التطبيع و محاولة فتح الحدود مع
.الشعب الفلسطيني المحاصر

وبعد عشرين عاماً على تكوين اللجنة الوطنية لدعم الانتفاضة فإننا نرى أن الحال قد تغير كثيراً للأسوأ مع الاسف الشديد فلم يعد المجال العام مناسباً لتلك اللجان ،كما أن الإرهاب والتكفيريين قد ضرب سيناء واستشهد فيها كثير من خيرة رجال وأبناء الشعب المصري والقوات المسلحة ،وازداد الحصار والإغلاق على الشعب الفلسطيني وازداد دعاة التطبيع وقاحة وإجرام وازداد الاحتلال في إجرامه وتمادى في سياسة الإفلات من العقاب، فهل نحتاج إلى لجان جديدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد المحاصر؟
وهل ستسمح السلطات في الدول العربية بموجات غضب جديدة ؟ هذا ما ستسفر عنه السنوات وربما الأيام القادمة ، ولكن الأكيد أننا سنظل نتعلم من
.مدرسة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير الخطاب الديني في الصين والهند وميانمار
- الديمقراطية بين رفاهية الاختيار وضرورة الواقع
- الحرية للأمل
- ليس دفاعاً عن أمينة عبد الله
- رواية صبح الأعشى
- مناضلة من البحرين
- مستقبل الثقافة العربية بين التطبيع والمقاومة
- مشهد من مسرحية تعويذة باب زويلة
- الحرية للحرية ...ليس شيماء سامي وحدها
- صوت المقاومة جوليا بطرس
- ثقافة المقاومة والدور المفقود للمثقف العربي
- أدب المقاومة و أزمة الواقع الثقافي العربي
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٣٣)
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٢٣)
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟
- الحصار الفكري للوهابية
- الأمير الأحمر
- المنطقة العربية بين المدنية والثيوقراطية
- المرأة العربية
- الخلافة بين النص والاجتهاد


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد الجمال - اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة..ماذا بعد عشرين عاماً؟