أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد الجمال - مستقبل الثقافة العربية بين التطبيع والمقاومة














المزيد.....

مستقبل الثقافة العربية بين التطبيع والمقاومة


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر الدول العربية حالياً بظروف صعبة للغاية وأزمات غير مسبوقة حيث تعصف بها رياح التغيير من جانب والتغريب والتغييب من جوانب أخري ،حيث افترق الناس حسب اتجاهاتهم الفكرية وتياراتهم الايدلوجية وأصبح المشهد العام في المنطقة غائم وغير واضح المعالم بشكل كبير ،وبالأخص في الأوساط الثقافية حيث أنها المنوط بها التأثير في الوجدان الشعبي العربي وصياغة المفاهيم في العقل الجمعي لشعوب المنطقة بالمشاركة مع عوامل أخرى تمر أيضاً عبر بوابة الثقافة والمثقفين .

في الماضي القريب كانت قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني القضية المركزية لكل الشعوب وأغلب الأنظمة والنخب السياسية والثقافية ، ومع حدوث تحولات ضخمة في المنطقة بدأ يغلب تيار التغريب والتغييب وهو الابن الشرعي للرجعية العربية القديمة الموالية للاستعمار ضد تيار الثقافة والتوعية والثورة العربية ،فاختلت الثوابت وضاعت القيم والمبادئ عند اغلب الأنظمة الحاكمة وكثير من النخب السياسية والاقتصادية الرأسمالية ،لان ببساطة النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني يتصادم مع مصالح هذه الفئات الحاكمة وأصحاب المصالح الاقتصادية المرتبطة بالغرب الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني.

ومع الحالة التي نعيشها في العالم من نزاعات وتشظي وتسطيح في القضايا العالمية مع تغول الرأسمالية وزيادة التيارات العدمية والدعاوي الهدامة ،ومع غلبة تيارات العولمة وطغيانها علي الثقافة المحلية وضعف دور الدولة الوطنية أصبح الاتجاه في دولنا العربية نحو التصالح وإدعاء السلام بشكل ظاهري مع الكيان الصهيوني وفي حقيقته إهدار للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .

ومع حالة السيولة التي تعيشها كثير من دول المنطقة يصبح دور المثقف العربي محورياً واساسياً في مواجهة تلك المساعي لتصفية القضية الفلسطينية بتعبئة الجماهير العربية وتنظيم نضالها ومقاومتها الفعالة ، وحيث يمتلك الخليج أكبر قدرات مالية في الوطن العربي وبالتالي اكبر تأثير إعلامي وتحول الإعلام العربي إلي ابواق للأنظمة فإنه من الخطورة ترك الأمور تسير باتجاه التطبيع دون النظر التضحيات الكبيرة التي قدمتها الشعوب العربية في طوال صراعها مع الكيان الصهيوني ، وأكبر دليل على ذلك احتضان القضية الفلسطينية والمقاومة من القوي الشعبية والجماهيرية في المنطقة التي كانت ولازالت علي اختلاف توجهاتها الفكرية والايدلوجية بيئات حاضنة للمقاومة ومكافحة التطبيع ثقافياً وعزل دعاة التطبيع شعبياً وجماهيرياً.

كان المثقفون والأدباء والشعراء والفنانين العرب يسخرون فنهم وفكرهم من أجل فلسطين مثل غسان كنفاني ،سميح القاسم ،محمود درويش وإبراهيم طوقان من فلسطين مروراً بكل بلد عربي كان لفلسطين والمقاومة نصيب كبير من أعمالهم ، ولازال الشعب المصري يذكر أغاني عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم وأشعار أحمد فؤاد نجم ونجيب سرور وأمل دنقل و عود الشيخ إمام دعماً الصراع بين العرب وإسرائيل، وكذلك أغاني فيروز عن القدس وفلسطين وبعدها ماجدة الرومي وجوليا بطرس ، وفي سوريا الشاعر الكبير باسل الخطيب ونزار قباني وغيرهم ،وكل بلد عربي احتفي فيه الأحرار والشرفاء من المثقفين بنضال الشعب العربي ضد الهيمنة والاستكبار العالمي من الرأسمالية المتوحشة و الصهيونية والجماعات التكفيرية .

ومع كل تلك التحديات والمعوقات بين محور المهادنة والانطباح والتطبيع وبين من يتمسكون ويدعمون كامل حقوق الشعب الفلسطيني وغيره من القوي الوطنية العربية وبالأخص المثقفين تصبح الفترة المقبلة حاسمة في كتابة مستقبل المنطقة ومصير شعوبها ، ولذلك تتزايد أهمية المواقع المستقلة ووسائل التواصل الاجتماعي كآداة للتعبير عن الرأي ومساحة لتلاقي الأفكار والتفاعل بين مختلف الاتجاهات والبلاد العربية ، وهي محاولة لإنقاذ الثقافة العربية وتمسكها بأصالتها وتأثيرها من السقوط في براثن الرأسمالية والفن التجاري الهابط الذي يغيب الوعي ويخدم قوي التطبيع



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد من مسرحية تعويذة باب زويلة
- الحرية للحرية ...ليس شيماء سامي وحدها
- صوت المقاومة جوليا بطرس
- ثقافة المقاومة والدور المفقود للمثقف العربي
- أدب المقاومة و أزمة الواقع الثقافي العربي
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٣٣)
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٢٣)
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟
- الحصار الفكري للوهابية
- الأمير الأحمر
- المنطقة العربية بين المدنية والثيوقراطية
- المرأة العربية
- الخلافة بين النص والاجتهاد


المزيد.....




- لغز بصري ساحر.. مصور يلتقط -سماءً مقلوبة- فوق خليج سان فرانس ...
- -طريقة تفكير الكرملين تغيرت بالتأكيد-.. مسؤولو الاستخبارات م ...
- ترامب: واشنطن تسعى لاستعادة قاعدة باغرام الاستراتيجية في أفغ ...
- ما علاقة ترند - عناق أنفسنا عندما كنا أطفالاً - مع جروح الطف ...
- هل تؤرّخ -اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان- لتحو ...
- لقاء ميرتس-سانشيز: اختلافات بشأن توصيف الرد الاسرائيلي في غز ...
- واشنطن تجهض مبادرة دولية في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غ ...
- الدويري: المقاومة تتحدى بعملية رفح والمسيرات تتفوق على الراد ...
- الحرب على غزة مباشر.. تصاعد القصف الإسرائيلي والقسام تتوعد ا ...
- كيف أصبحت جميلة بوحيرد أسطورة الثورات التحررية؟


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد الجمال - مستقبل الثقافة العربية بين التطبيع والمقاومة