|
الضمان الاجتماعي البداية لعهد جديد للعمال
سلامه ابو زعيتر
الحوار المتمدن-العدد: 7090 - 2021 / 11 / 28 - 11:17
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بسم الله الرحمن الرحيم 1/5/2018 ارتبط مفهوم الضمان الاجتماعي من البدايات بفكرة الخطر، وفكرة الأمن في مواجهة الأخطار التي تهدد الإنسان العامل وحاجته إلي الأمن، وقد كان الخوف من هذه الأخطار، والرغبة في تحقيق الأمان مبرران أساسيان في إنشاء مؤسسات الضمان الاجتماعي في كل انحاء المعمورة، فبعد أن أدي التطور الصناعي إلي تزايد الأخطار التي تهدد الإنسان في سلامته وفي أمنه المعيشي، وبعد أن اتضح أن السواد الأعظم من الناس، ولاسيما العمال منهم، لا يقدرون علي تحمل نتائج هذه الأخطار، نشأت الحاجة إلي نظام اجتماعي يوفر لهؤلاء الحماية والأمن، فكان الضمان الاجتماعي والذي اصبح أحد مقاييس التقدم المجتمعي لأي مجتمع؛ بما يحمل من مضامين وتشريعات تسهم بتعزيز قيم التكافل والحماية الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد ويهدف الى ضمان الأمن الاقتصادي للفرد وأسرته، ويعد من التشريعات الاجتماعية ذات المضمون الاقتصادي التي تعني بالإنسان العامل وضمان حمايته في كبره وشيخوخته، ومن المخاطر وآثارها القائمة على أساس التعويض عن الأضرار الناجمة عن هذه المخاطر كتأمين العلاج للمريض أو المصاب بحادث عمل أو مرض مهني وتأهيل من يصاب بعجز مهني أعاق من قدرته على العمل وتمكينه من مزاولة عمل جديد يتناسب مع قدراته الجديدة بعد العجز وتوفير الحماية للعامل وأسرته من بعده في حال الوفاة، اضافة الى دور الضمان الاجتماعي في المساهمة في الوقاية من الاخطار بالتوعية ورسم السياسات الاجتماعية والعمالية بما يسهم في التنمية والحماية للعمال والسلم الأهلي المجتمعي. مجرد وجود قانون الضمان الاجتماعي ميزة وخطوة متقدمة وممتازة للعمال خاصة لحماية الفئات التي لا تتمتع بنظام تقاعدي وحماية اجتماعية وهو أمر إيجابي، فإصدار الاخ الرئيس/ محمود عباس " ابو مازن" قانون بقرار الضمان الاجتماعي يعد الأول من نوعه في هذا الصدد، ويعتبر أحد أهم انجازات الحركة النقابية والعمالية أن صارت الأمور كما هو مخطط لها، فهذا النظام خطوة ثورية في مضمار تثبيت حقوق العمال والعاملات والفئة المهمشة التي لا تخضع لقانون التقاعد العام بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهي الفئة الأكبر من شعبنا الفلسطيني (العمال وأرباب العمل). يعتبر الضمان الاجتماعي في فلسطين مؤسسة وطنية أنشأت بقرار بقانون رقم 19 لسنة 2016، ويعني مجموعة من التأمينات الاجتماعية تطبق على مراحل وبشكل تدريجي، حيث يحدد كل تأمين منها حاجة أو حاجات العامل، ويستجيب لها في إطار قانوني يبين الالتزامات والحقوق وفق معادلة التوازن بينهما، وهو نظام تأميني تكافلي عام يهدف لحماية المشتركين فيه اجتماعياً واقتصادياً، ويحدد القانون مزاياه ومصادر تمويله، ويقوم مجلس الادارة عبر مؤسسات أو هيئات ينشئها بمقتضى القانون لإدارة هذه التأمينات في حال تحقق أحد الأخطار الاجتماعية التي يتعرض لها المنتفعين، مثل: الشيخوخة، والعجز، والوفاة، وإصابات العمل، والامومة وغيرها، وتمول هذه التأمينات من اشتراكات يتحملها الأشخاص المؤمن عليهم وأصحاب العمل. ويهتم هذا النظام بتحقيق اعتبارات العدالة والانصاف والاستمرارية والنزاهة والكفاءة لتحقيق الكفاية الاجتماعية. وتكمن أهمية الضمان الاجتماعي بما يحمل من مستوى الوعي الإنساني نحو التكافل والحماية الاجتماعية بين ابناء المجتمع الواحد وهذا ما اكده الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على "أنّ كل عضوٍ من أعضاء مجتمع ما له الحق في أن يكون مشتركاً فيما يعرف بالضمان الاجتماعي، وذلك لصون كرامة الإنسان، والتنمية"، حيث يوفِّر مصدر دخل للإنسان عندما لا يكون قادراً على العمل وكسب رزقه، تماماً كما يحدث في حالات العجز التام، أو بعد التقاعد في سن الشيخوخة، أو في فترة البطالة؛ فكلُّ هذه الحالات هي حالات إنسانية يجب على الدولة أن تتكفّل بتقديم ما يلزم إلى هذا الشخص وذلك لصون كرامته، ومنعه من التسوّل واستجداء الناس. كما تساهم مؤسسة الضمان الاجتماعي في تنمية الاقتصاد الوطني باستثماراتها، من خلال إقامة المشاريع وتشغيل أموال الضمان التي تجمعها من المؤمنين في المشاريع الرابحة، مما يساهم في خلق فرص العمل المختلفة وتشغيل العاطلين عن العمل من خلال المشاريع التي تدخل فيها كشريك أساسي. وهذا يساهم في احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة المخاطر والازمات، وتحقيق مبدأ التكافل والحماية الاجتماعية والامن الوظيفي وتوطيد علاقات العمل بين طرفي الانتاج، ويساهم في تأمين الحاجات الأساسية للمؤمن عليه ولأفراد أسرته بتوفير دخل منتظم ومستمر له، في مواجهة افتي الفقر والبطالة في المجتمع. أخيرا لأهمية الضمان الاجتماعي في حياة العاملات والعمال يجب العمل على تطبيقه بما يحفظ الحقوق ويساهم في حماية مستقبل الانسان العامل، وهنا تقع المسئولية الاولي على الشركاء الاجتماعيين وخاصة النقابات والاتحادات العمالية كممثلين للعمال من خلال توظيف وجودنا في مجلس الإدارة لتجسيد هذا الأمر، وتفعيل الدور النقابي في هذا الجانب، وهذه دعوة من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، للنقابات كافة وفي مقدمتها نقابات (جوال والاتصالات والعاملين في البلديات والبنوك وشركات التأمين والخدمات الصحية ....الخ) لدفع منسبيها وتشجيعهم للاشتراك فوراً في مؤسسة الضمان الاجتماعي، كما أن هذه النقابات مطالبة بالعمل على توعية منتسبيها، وتعميق معارفهم حول الضمان الاجتماع بهدف تعزيز دورها وزيادة فاعليتها المهنية وتعميقها عاش الأول من أيار منبرا حرا تعلو فيه أصوات العمال، بما يذكرنا دوماً بأنه علينا مواصلة مساعي إنصاف العمال والعاملات والبحث يومياً عن أكثر السبل والطرق نجاعة لتعزيز الاستقرار والامان والعدالة، في ظل المتغيرات والتطور والحداثة بهدف تمكين العمال وتعزيز مكتسباتهم، التي جُبلت بالتضحيات وبقطرات عرقهم الطاهر، ودماء جراحهم الزكية... د. سلامه أبو زعيتر عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية
#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبا عمار سمشك لن تغيب
-
نشأة الحركة النقابية العمالية العالمية
-
العمل اللائق والكريم امل العمال
-
رؤية النقابات العمالية حول تعديلات قانون العمل من منظور النو
...
-
هل العمال جزء من التعويض واعادة الاعمار؟!
-
فرصة عمل طموحات العمال
-
النساء في سوق العمل غير الرسمي والتشغيل الذاتي في فلسطين
-
لا حرية ولا كرامة بدون المرأة
-
الحق بالعمل
-
الاختلاف لا الخلاف بالعمل
-
الاستراتيجية والاهداف مبررات الوجود للعمل النقابي
-
المشاركة النقابية من خلال العضوية
-
مشاكل العمال في ظل جائحة كورونا
-
ذوي الاعاقة وحقهم بالعمل
-
الرسوم الجامعية تقهر الطلاب وذويهم
-
خدموا في الحكومة بدون حماية اجتماعية
-
اتفاقية العمل الدولية 190، وأهميتها في تحسين واقع النساء الع
...
-
العمل النقابي مهمة ودور ونضال مطلبي
-
الحريات النقابية والنضال المطلبي يؤسس لمجتمع حر
-
دور النقابات العمالية في القضايا المطلبية
المزيد.....
-
بالصور| افتتاح معهد غوتا الالماني في بغداد بحضور غادة العامل
...
-
إضراب 24 ساعة يعطل حركة النقل في روما ويترك آلاف المسافرين ع
...
-
مخاوف من تكرار سيناريو أوكرانيا.. هل يجد العمال الهنود أنفسه
...
-
فرصة ذهبية..سجل تجديد منحة البطالة الجزائرية anem.dz في جميع
...
-
برلين تتعامل بهدوء مع إهانة ماسك للمستشار الألماني على -إكس-
...
-
سلفة 25 مليون دينار للموظفين والمتقاعدين بفترات سداد مجدولة
...
-
مستوطنون يهاجمون المزارعين في رام الله وبيت لحم
-
UITBB: Seminar on Health and Safety organised by Flemacon
-
رابط التسجيل في منحة البطالة 2024 الجزائر… وأهم الشروط اللاز
...
-
“تستاهلو كثر اخواتي الجزائرين”.. المالية الجزائرية تعلن المن
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|