أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي شحادة - ما معنى سماح ادريس؟














المزيد.....

ما معنى سماح ادريس؟


راضي شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما معنى "سماح ادريس"؟
يستطيع الإنسان أن يقضي جلّ عمره وهو يصارع عدوّاً خارجيّاً آملا أن تأتي لحظة الفَرَج فَيَتَغلَّب عليه، ولكنّه مهما ملك من قوّة إيمان بمبدئه وبثوريّته، فإنّه يجد نفسه عاجزاً عن مواجهة عدوّه الرّابض داخل جسده، ألا وهو المرض القاتل.
كان "سماح" يحمل كل النّقاء الفكري والثّوري العربي التّقدّمي الـمَشْحون بحبِّه لفلسطين ولقضايا أمّته العربية التي انجبل فيها التَّوجُّه الاشتراكي بالتَّوجُّه القومي العربي. كان ذلك ولا يزال في زمن طُغيان الـمَدّ الدّيني والطّائفي، ومَدّ التّفوق الرأسمالي الدّاعم، إمّا لزعماء الطوائف او لنُظم تعتاش تحت حماية الامبراطوريّات الرأسماليّة المـُهيمنة وتحت مظلّتها. في بيئة هذا الواقع اللا-ثوري ظهر البديل الثَّالث الذي حمَله، ولا يزال يحمله أنقياء ثوريّون من أمثال "سماح إدريس"، المـُثقَلين بأَعباء شعبهم، وبإسقاطات شعوبهم العربيّة، والمؤمنين بنقاء القضيّة الفلسطينيّة التي لم تكن في يوم من الأيام قضيّة طائفيّة أو دينيّة، كما أصبحت عليه معظم قضايانا العربيّة وعلى رأسها دولة أمراء الطَّوائف في لبنان كنموذج صارخ لما نحن عليه الآن.
هؤلاء الثَّوريون عانوا من فَقْرٍ في إمكانيّاتهم المادّية، وغِنىً بما حملوه من مباديء وطنيّة وإنسانيّة، فَحُورِبوا بِشراسةَ من قبل أصحاب النّفوذ المادّي المدعوم غربيّاً وخَلِيجيّاً، والذي أصبح مُعادياً لكل ما هو قوميّ واشتراكيّ، ما أدّى الى ضعف البديل الثّالث الذي حمله هؤلاء الثَّوريون من أمثال "سماح إدريس".
وعلى الرّغم من كل ذلك فقد بقي مِن دَاعمي مَن لا ينتمي للمَدّ الطّائفي والدِّيني جماعة فِكر "سماح إدريس" اللاطائفي، و"حركة الشَّعب" التي أسّسها "نجاح واكيم"، والحزب الشّيوعي اللّبناني، و"حركة النّاصريّين المستقلّين- المرابطون"، "وجماعة "الحزب السُّوري القومي الاجتماعي"، و"حركة مواطنون ومواطنون في دولة" و"التجمّع الديمقراطي العلماني في لبنان"، وحراك "كلُّنا وطني" الذي ترّأسه "شربل نحّاس". جميع هؤلاء نَبذوا بَقاء لبنان تحت سلطة زُعماء الطَّوائف، بينما اتّخذت لنفسها الحركاتُ الدِّينيّة السّياسيّة الفَاعلة على السَّاحة السّياسيّة اللبنانيّة من أحزاب، دويلاتٍ طائفيّة انعزلت كلٌّ منها وتَقَوْقَعت فوق تَلَّتها وجَبلها وسهلِها، ليصل تعدادها الى 18 طائفة وملّة، اتّخذت الدّين متراساً تحتمي به، وتحمي نفسها من باقي "أعدائها" من أبناء جلدتها الّلبنانيّين.
الشِّلَليّة والطَّائفيّة في لبنان مرهونة جذريّاً بأصحاب رؤوس الأموال التي جعلت الشَّعب الـمُعوِز عبداً لـمُشغِّليه، وتحت رحمة الـمُتحكِّمين بلُقمة عيشه، منطلقين من مقولة "اطعم الفم تستحي العين" بما معناه "نُرزَق فنُصبِح مُرتَزَقَة"، ناهيك عن تحکُّم التَّعصب الدّيني والطائفي بعقول الناس. كل ذلك أدّى الى أن يكون وضع لبنان بما هو عليه الآن مِن تمزُّق وتَشتُّت وانقسام، مضافاً إليه وأسوةً بما أصاب سائر وطننا العربيّ من الآفات ذاتها.
ماذا يعني "سماح ادريس"؟ هو مناضل ثوريّ يؤمن بشَراسةٍ بعدالة القضيّة الفلسطينيّة، وهو الـمُدافع بعُنْف عن أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيّين، وصديق أطفالهم الـمَحرومين من وطنهم الأم، وهو الـمُستَشْرِس بدون كَلَل او مَلَل في دفاعه عن القضيّة الفلسطينيّة كقضيّة قوميّة عربيّة أمميّة عادلة. هو المتفائل بكل ما أوتي من قوّةِ إيمانِهِ المبدئيّ، بأنّه لا بدّ أن يأتي اليوم الذي تصل فيه شعوبُنا العربيّة الى برّ أمانها، حتى عندما كان "سَمَاح" في أصعب لحظات حياته وهو يجابه مرَضَه، عدوَّه الدّاخلي الشّرس، الذي لم يمهله ولو لبعض المزيد من الوقت، لكي يواجه أعداءة الخارجيّين، فيَشهد ويشاهد نتيجة نضاله السَّامي الذي سيوصل مسيرته الى منتهاها، وإلى شاطئها الآمن.
كلّ السَّلام والطّمأنينة لروحك "سماح إدريس"، والبقاء والدّوام لِفِكرك النَّيِّر الوطني الثَّوري النَّظيف والتَّقدُّميّ.
****



#راضي_شحادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُطّ راسك بين هالرّوس
- ورطتنا في أوسلو
- اللعبة التنكّريّة القاتلة
- زمن الجوائح العربيّة- تَساؤلاتُ مُلِحّة وحارقة ومُربِكة
- تساؤلات عربي فلسطيني -مقهور-
- حارس القدس- سجين القضية الفلسطينية والعربية
- إحذروا الفوضى واللعب مع كوماندوز -المُستَعرِبين-
- الشرف المطعون
- معركة الدَّامُورْ ونُون البندورة- محاكمة فيلم -قضية رقم23- - ...
- المسكوت عنه في أزمة الممثل الفلسطيني بين العرض والطلب
- جيش الدفاع الديمقراطي
- امبراطورية رأس المال وثورات العرب


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي شحادة - ما معنى سماح ادريس؟