أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - احمد طلال عبد الحميد - ذوي الياقات البيض والفساد الكبير














المزيد.....

ذوي الياقات البيض والفساد الكبير


احمد طلال عبد الحميد
باحث قانوني

(Ahmed Talal Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 23:42
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


يطلق مصطلح ( ذوي الياقات البيض) على المسؤولين والموظفين الذين يعملون في المكاتب بعيداً عن أشعة الشمس والتراب والعرق فتكون ملابسهم نظيفة وياقاتهم بيضاء تمييزاً لهم عن العمال والكادحين من أصحاب الياقات السود أو الزرقاء وجرائم ذوي الياقات البيضاء تتميز كونها تصدر من كبار الموظفين والمسؤولين من ذوي الجاه والسلطة في المجتمع مستغلين هذا النفوذ بالتخفي ودفع الشكوك والتهم عنهم وغالباً ما يكونون محاطين بكوادر بشرية يعدون آليات ارتكاب الجرائم وينفذونها بعيداً عن المسؤولين وهي في الغالب جرائم خطيرة تتضمن سرقة مبالغ كبيرة أو تزوير في وثائق خطيرة دون امكانية كشفهم او مساءلتهم أو حتى توجيه الاتهام لهم ويرجع الفضل إلى (أدوين سذرلاند) في استخدام هذا المصطلح كعنوان في الكتاب الصادر عام 1949 ، وبسبب الفراغ التشريعي أو القصور في تنظيم بعض التشريعات المتعلقه بالوظيفه العامة وصلاحيات الصرف المالية التي تعد ثغرات ينفذ منها ذوي الياقات البيض مستفيدين من البيروقراطية الإدارية بمفهومها السلبي الرتيب لارتكاب جرائمهم واعطاء الشرعية لهذه الاعمال، إضافة لصعوبة المقاومة والتصدي لهؤلاء وذلك لتوغلهم في مناصبهم الإدارية وتعدد علاقاتهم الوظيفية والشخصية وانتشارهم داخل المؤسسة الإدارية ويشكلون قوة ضاغطة لرفض التغيير أو الاصلاح ويتمكنون من تحييد القانون والملاحقة القانونية ويحمون انفسهم من خلال النفوذ والسلطة التي يحيطون بها أنفسهم ويدفعون الموظفين الذين يمارسون الفساد الصغير إلى أجهزة النزاهة ومكافحة الفساد ويبقون متحصنين في مواقعهم البيروقطراية المسندة بقوى سياسية قادرة على ضرب وتحييد القضاء والتحكم بالوضع الامني والسياسي واستغلال الهفوات والثغرات التشريعية من اجل التخفي والهروب من العقاب، وغالباً لا تدان هذه الجرائم بسبب الاهمية السياسية والاجتماعية لمرتكبيها ويعزف المسؤولون ومدراء الدوائر عن تقديم هؤلاء للمحاكمة حفاظاً على سمعة الجهاز الحكومي بشكل عام ، وحيث ان القضاء على الفساد الاداري هو اشبه بتنظيف السلم من الاعلى الى الاسفل كما يقال، ندعو هيئة النزاهة الاتحادية الى التركيز على جرائم الفساد الكبير، اذ كما معروف في ادبيات الاصلاح الاداري يصنف الفساد من حيث الحجم إلى فساد صغير (فساد الدرجات الوظيفية الدنيا) وفساد كبير (فساد المسؤولين والموظفين من ذوي الدرجات الوظيفية العليا) ، وهذا يتطلب من هيئة النزاهة الاتحادية تفعيل دورها التشريعي في اقتراح القوانين والتعديلات اللازمة على القوانين النافذه لوضع اليات محكمة تمنع تهرب ذوي الياقات البيض من الوقوع في شباك المساءلة القانونية وهي احد مرتكزات دولة القانون ، وتحد في الوقت ذاته من دفع صغار الموظفين والقيادات الوسطى كقرابين فداء لحماية هؤلاء من الاجراءات القانونية ، وقد ادرك القضاء العراقي منذ زمن طويل خطورة دفع صغار الموظفين لتحمل المسؤولية الجزائية والمالية بدل مرتكبيها من كبار الموظفين وساهم في تبرئه الكثير منهم ، الا انه لم يمتلك الادلة الكافية لادانه مرتكبها الحقيقي الذي يتستر بثغرات القانون وسلطته الادارية وخلفياته السياسية،...والله ولي التوفيق.



#احمد_طلال_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Ahmed_Talal_Albadri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاثر المترتب على الغاء بعض نصوص قانون اسس تعادل الشهادات وا ...
- حكومة تصريف الاعمال...في الميزان
- نظام الاغلبية... والديمقراطية التمثيلية
- الصمت الانتخابي في التشريع العراقي
- مشروعية تمويل الحملات الانتخابية
- الحوكمة التشريعية وجودة التشريعات
- تعليق على قرار المحكمة الاتحادية العليا المرقم (97/اتحادية/ ...
- تعليق على قرار المحكمة الاتحادية العليا المرقم (48/اتحادية / ...
- تعليق على قرار المحكمة الاتحادية العليا رقم (71/ اتحادية /20 ...
- استقلال مجلس الدولة في ضوء الدستور والقانون وقرارات المحكمة ...
- مقترح قانون تعديل قانون مجلس الدولة هدفه الغاء القضاء الإدار ...
- تعليق على قرار المحكمة الاتحادية العليا رقم (90/ اتحادية /20 ...
- المبادرة التشريعية لرئيس الجمهورية المتمثله بتقديم مشروع قان ...
- تعليق على بيان المحكمة الاتحادية العليا حول قرارها المتعلق ب ...
- فاعلية اللجان البرلمانية في ضوء نصوص النظام الداخلي لمجلس ال ...
- الاتمته الاليكترونية لعمل البرلمان ...ضرورة ...ام ترف
- تعليق على الامر النيابي المرقم (73) في 9/5/2021 والمتعلق بتش ...
- تعليق على قرار المحكمة الاتحادية العليا المرقم (195/اتحادية ...
- اشكالية الآثر المترتب على الحكم الصادر بعدم دستورية القانون ...
- حجية الحكم الصادر برفض الدعوى الدستورية لاسباب شكلية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - احمد طلال عبد الحميد - ذوي الياقات البيض والفساد الكبير