أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد عبد الرزاق - العقل بين الاستقلال والعزلة..














المزيد.....

العقل بين الاستقلال والعزلة..


اسعد عبد الرزاق
كاتب وباحث

(Asaad Abdulrazzak)


الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 19:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقل بين الاستقلال والعزلة:
تنحو المنظومات الفكرية بمختلف منابعها سواء الدينية منها أم البشرية, إلى تجسيد قيمة الاستقلال في النظر العقلي, والحياد في التفكير, من دون تأثير ميول النفس والعاطفة البشرية, وهو ما غدا حيزا هاما للنقد فيما بين الخصوم الفكرية بشتى أصنافها.. وإذا كنا بصدد المرور بمحددات العقل المستقل في تفكيره والمحايد في نظره, لا يمكننا تجاوز الفكرة البسيطة التي تقرر أن العقل بإمكانه – ولو بنسبة محددة- أن يدرك ويستنتج ويحكم بمعزل عن أرضيته الدينية والثقافية وأجواءه الداخلية التي تستغرق ذاته وتبدي ميله..
والعقل الذي يقابله هو عقل مأسور وموجّه, ومسير, وغير محايد في أحكامه فضلا عن إدراكه واستنتاجاته..
في ظل هذه الثنائية المتقابلة يمكن بسط السؤال الحاكي عن مدى حقيقة تلك المساحة الخالية من الميول.., أو ذلك الحياد الذي يمكن أن يكون في حدود الزعم والادعاء لا أكثر.. وهذا التساؤل يجر بطبيعة الحال الى وقفة مع الشخصية المستقلة في تفكيرها, والمفترضة الوجود, فهل فعلا يوجد هكذا وعي مستقل في شخص يكاد يخلو من الميول والمؤثرات التي تحكم تفكيره وقراءته للواقع..
إذا افترضنا أن التخلص من الميول والمؤثرات ممكن في توخي الحقائق عن طريق التفكير وقراءة الواقع.. كيف ستكون الأرضية الفكرية للك الشخص المفترض؟ وما هي المعايير التي سوف يقرأ في ظلالها ويفكر ويدرك ويستنتج ويحكم.. وبعبارة أخرى: هل للعقل بمجرده, وبمعزل عن الأطر التي تتمثل بالقيم المكتسبة والميول النفسية الذاتية, أن يقدر على تقييم الواقع والافكار؟؟
فلو كان ثمة عقل يقرأ فكرا وهو يعيش عزلته الموحشة بعيدا عن الدين والقيم الاجتماعية .. هل سيكون قادرا على التحليل والتقييم؟؟ نعم بإمكانه.. ولو بإخضاع حكمه وتحليله الفردي إلى معايير موضوعية مستوحاة من الواقع الانساني المحض.. لكنه لا يمكن أن يعيش العزلة ذاتها عن ذاته ورغباته وميوله.. وبالتالي سوف يكون تفكيره خاضع لسلطته وميوله الذاتية..
إذن الميل النفسي في التفكير واقع محتوم, برغم اختلاف نسبته وحدته من فرد إلى آخر.. والحتم يفضي إلى نسبية الحياد والموضوعية, لذا كان من الضروري استشعار المشتركات في أجواء الحوار والنقد.. وإلا لا يمكن أن تكون التفاعلات الفكرية منتجة من دون اشتراك –ولو نسبي- في الأرضية التي تتضمن قيما وأطرا مشتركة..
لكن الامر مختلف مع ما يمكن ان نطلق عليه العقل النوعي, ونقصد به العقل الذي من شأنه اقتحام قضايا الفكر, والموضوعات العامة التي تتعلق بالإنسان, من نواح دينية واجتماعية وغيرها من المجالات التي تشغل اهتمام العلوم الانسانية, وهذا العقل يمكن وصفه بالعقل المتمرن, الذي اجتاز تجارب هدة على مستوى الميل النفسي, الى حد يمكنه من عزل ميوله واعتقاداته بالنحو الذي يمكنه من ملكة الافتراض والتجرد, وهو دأب الفلاسفة والمفكرين, الذي بوسعهم أن يفكروا بنحو من الاستقلال التام, وليس المقصود جانب الكمال والعصمة في الإدراك بقدر ما نقصد جانب الحياد والاستقلال في مستويات بالغة الدرجة ولو على نحو متفاوت..
ان العزلة هنا شيء محتمل أيضا.. وربما توحي بشيء من الانسداد الفكري أمام المفكر.. فحينما يعيش المفكر غربة ما مع ذاته وفكره فضلا عن واقعه يتضح حينئذ ما لتلك العزلة من أثر لذا نجد بعضهم يمرون بمراحل العودة الى أسوار المعتقد, ذلك كله يجري عند المفكر بعد خوض وتعمق في قضايا تتسم بالحساسية والعمق مثل تلك التي تتردد بين محذور ديني من جهة وضاغط من الواقع من جهة أخرى..
وآخر ما يمكن تقريره أن العقل بما هو عقل يتعسر عليه أن يخوض مسائل فكرية من دون أن ينطلق من أرضيات فكرية وميول نفسية محددة, وربما يتيسر ذلك مع العقل النوعي الذي ممكن أن تتصف به بعض النخب الفكرية والطاقات العلمية بنوعها الفريد..



#اسعد_عبد_الرزاق (هاشتاغ)       Asaad_Abdulrazzak#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الديني, أزمة الوظيفة والهدف
- الغلو، قراءة في التكوين والاشكالية
- البشرية والمنعطف التاريخي
- عقلانية الفقه, المنطلقات والابعاد
- الغريزة الكارهة.. قراءة في السلوك الديني المتطرف


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد عبد الرزاق - العقل بين الاستقلال والعزلة..