أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - رضيّة قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي














المزيد.....

رضيّة قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي


رحيم الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


رضيّة
قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي

جَلستْ خلف الشباك المطل على البيت الصغير الذي يسكنه الغريب ، هي في بداية رحلتها الزوجية ، لم تصل العشرين من عمرها ، الحزن بعينيها مثل كحل عربي ، جاءت من القرية البعيدة ، هربا من جحيم الوالد الفلاح ، تقضي نهارها في حقل الزيتون والكرم بالضرب والشتائم وعدم الرضى ، ذلك الاب لا يرضى على الابناء فاللين يذهب هيبته ويفسدهم ، ولن يستفيد من الاولاد ، الفتاة ستذهب الى بيت زوجها سيقبض ثمنها مهراً يرتفع حسب رغبة الشاري وحسب اعجابه بجمالها ، رضية لم تكن ذات حظ كبير لا من الجمال ولا غيره ، فأبوها فظ ولئيم ، ثم جاءها العريس ، بيت كبير وأبقار وأغنام وحقل كبير ، كان عليها ان تخدم الجميع ، حتى اهل زوجها ، والده المسن وأمه اللئيمة التي تقف مثل بواب تحاسب على الصغيرة والكبيرة ، وحتى الطعام يدخل في قائمة الرقابة ، تراقب الثلاجة وما ان تجد نقصاناً حتى تسارع صوب زوجها الرجل المسن فتقول بصوت عالٍ :
- اتيت لنا بغولة يا ابو احمد
- طَوْلي بالك انها تشتغل مثل الحمير.
اما والد زوجها الكهل فهو نشيط مثل شاب صغير حيث يفيق مبكراً ليقوم بحلب الابقار اوسقي الارض ، فتتبعه رضية الى زريبة الابقار مع زوجها لمساعدته في حلب الابقار وتنظيفها ، ثم تقوم بتنظيف الارض ونكشها ، وحتى الكلاب الثلاثة التي تحرس الحقل والتي وزعت على اماكن مشرفة على مدخل الحقل والبيت الذي يقع في شرق المزرعة عند بوابتها الرئيسية ، حيث يواجهك المسبح المرتفع عن سطح الارض ، لم تمضي سوى بضعة اشهر حتى احست رضية انها خرجت من الدلف الى المزراب كما يردد الفلاحون حين لايجدوا فرقاً بين الاشياء ، قالت رضية وهي تجلس قبالة بيت الغريب الذي يقع جنوب الحقل عندما تستريح بعض الوقت بعد باقتلاع الادغال او حصد البرسيم :
- لماذا لم اتزوج مثل هذا الرجل الغريب ؟ ، كم هو مختلف حيث يذهب صباحاً وتبقى زوجته نائمة حتى الظهيرة ، ندبت رضية حظها العاثر ، لماذا يختلف الرجل الغريب عن بقية الرجال فهو يعامل زوجته برقة ، لا يشتمها او يضربها ، الرجال في القرية يضربون النساء على ابسط الامور ، اما ذلك الغريب فأمره عجيب يأتي الى البيت عصر كل يوم ، ثم يدخل البيت فلا يراه احد او يسمع صوته ، تقترب رضية عند المساء يدفعها الفضول لمعرفة حياة ذلك الرجل الغريب ، فتجلس تحت شباك البيت لتستمع لحديثه مع زوجته فهي قد انتبهت الى هدوئه وحلاوة كلامه المختلف حتى في مفرداته ، لماذا يختلف ؟ هل لأنه غريب يخاف من الاخرين ؟ كما يقول البعض ام ان عادات قومه تختلف عن عادات سكان قريتنا ؟ اسئلة لم تجد لها جواباً لذا راحت تجلس خلسة تحت شباك الغرفة الوحيدة في بيت الغريب الصغير الذي هو اقرب الى كوخ صغير لكنه كان بيت جميل ، كانت تحسد زوجة ذلك الغريب المدللة والتي لا تتعب حتى في اعداد الطعام حيث يساعدها زوجها في احضاره جاهزاً او يساعدها في تجهيزها ، ندبت حظها وهي تقول بصمت
- لماذا لست جميلة مثل زوجة الغريب
تفكر مع نفسها وتتسائل وتذهب بعيدا في احلامها لكن صوت زوجها يجعلها تنطلق مذعورة صوب بيتها وهي تجر اقدامها بهدوء فتمشي على اطراف اصابعها ، وتمضي الايام وهي تنظر صوب كوخ الغريب ، وذات مساء وبعد نهار صيفي قائظ ومضني وجدوها جثة هامدة وهي تنظر نحو السماء دون ان تشرب سوى جرعة ماء في ذلك اليوم الرمضاني ، رحلت رضية المتعبة مع احلامها ربما كانت توصي الرب بأطفالها الثلاث الذي لم يبلغ اكبرهم الرابعة من عمره .



#رحيم_الحلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان فاروق هلال نقيب الفنانين الأسبق هل تأخر في العودة إلى ...
- اذا كان هذا
- المستنقع الاسن قصة قصيرة كتبها رحيم الحلي
- ذياب كزار ابو سرحان الشاعر الغائب كتابة رحيم الحلي
- بيت النداف قصة قصيرة كتبها رحيم الحلي
- القمر والصحراء وزائر الليل قصة قصيرة
- قصة وردة كتابة رحيم الحلي
- قصة قصيرة / الغجر يسرقون الماعون
- الحصار قصة كتبها رحيم الحلي
- صياد الجوائز / قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي
- الحصان
- قصة العربة
- ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي
- الفنان جعفر حسن .. ستون عام من العطاء
- رحيل السيد عزيز محمد السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي
- الصبح آتٍ
- قصة قصيرة بعنوان الوتد
- اعتذار الى الشاعر الراحل غالب ليلو
- زيارة غير خائبة
- عربة الاغاني


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - رضيّة قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي